تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 8-2-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار :
شبح الحرب يصل إلى رفح
خلف «حماس» وغزة
ابراهيم الأمين
لم يبق في شمال غزة منزل أو منشأة لم تصبهما قذائف العدوّ. بلدات وأحياء كبيرة دمرت عن بكرة أبيها. وفي الطرقات التي تقود الى المربعات السكنية، تنتشر الذخائر غير المنفجرة، وباتت أحياء كثيرة وكبيرة جداً خالية من الناس. فقط يمكن ملاحظة الكلاب التي تتنقل بين المنازل تبحث في بقايا جيف، بينما لا يمكن لمركبة أن تسير من دون مواكبة مسيّرات الاحتلال. والناس الذين صمدوا في الشمال، يتكدسون بعضهم فوق بعض في مدارس ومؤسسات مخلّعة الأبواب والشبابيك، تغرقها المياه وتلفّها الرياح صبح مساء.في وسط القطاع، ثمة شريط يمكن لعابر شارع صلاح الدين فقط أن يرصد الدمار فيه. لا يمكن أن يرى المرء يساراً أو يميناً، سوى الركام وقد تجمّع بعضه فوق بعض على شكل مستودع خردة. ومن يقدر على الاقتراب من الجهات الشرقية، يلحظ عمليات التجريف المتواصلة لكل المباني المرتفعة الى أكثر من خمسة أمتار. وبعض من أُتيح لهم العودة الى أحيائهم، ما كان بمقدورهم التعرّف على معالم المكان. صار في غزة شوارع بعرض 25 متراً. لا اسفلت عليها، بل رمال صارت وحلاً مجبولاً ببقايا المنازل وأغراضها، وتحتها دفنت أشياء كثيرة، بينها بقايا من قضى تحت الأنقاض ولا يعرف أحد مصيره أو حتى اسمه.
في الجنوب، قامت غابة من اللحوم البشرية، وقد حشرت في مربعات عند الحدود مع مصر، أو باتجاه البحر غرباً. لكنّ الدمار الكبير لا يتوقف مع استمرار العدوان، وكل الحضور الإنساني من الخارج لا يعدو كونه شاهداً على المجزرة الكبرى، ولم يعد بمقدور الناس تمييز مخيّم عن بلدة أو مدينة. حارات بأكملها أُزيحت عن الخريطة، والسكان الذين أمكنهم البقاء في منازلهم صاروا أقلية، لكنهم معروفون بالعناوين والأسماء، لكثرة النازحين بين جنبات منازلهم. فيما العيون شاخصة صوب الجنوب، حيث يستعد العدوّ لان يختم حفلة جنونه النارية، بباقة أخيرة من المجازر المهولة التي لا يمكن تفاديها متى قرر الهجوم على رفح، سواء فعل ذلك قصفاً أو غارات أو عبر دباباته. والأكثر مرارةً، هو مشهد الجنود المصريين عند الجانب الآخر من الحدود، الذين يقفون شاخصين من دون حراك، وقد منعتهم سلطات القاهرة من الاقتراب من السياج والاحتكاك بأبناء القطاع. لا يريد حاكم مصر أن يسمع الجنود صرخات الاستغاثة، لأنه لا يريد أن يكون بين الجنود من يتمثّل بالشهيد محمد صلاح، ذلك المقاوم الذي لم يتحمّل مشاهد الموت، فهجم على جنود الاحتلال، فيما تنشط مافيا الاتجار بالبشر ومآسيهم بإشراف نظام شديد القساوة، فيه من يقف الآن في غرفة مكتبه منتظراً ممثلي المقاومة ليصرخ بهم: ما خلاص بقا!
وسط هذا الطوفان من الدماء والدموع، يصمد مقاومون، يحتالون على الجغرافيا وهم يختارون بعناية أهدافهم. لا ينتظرون الجنود حتى يقتربوا، بل يلحقون بهم وهم يهربون من مربعات استقبلتهم بالرعب والنار، وما صار مطلوباً من المقاومة، مقدور عليه ولوقت طويل، وهو أمر متاح في جنوب القطاع وشماله وفي وسطه أيضاً. لكن، للمقاومة حسابات من نوع مختلف الآن.
حسابات المقاومة الإضافية توازي أهمية الصمود والقتال. لقد أفشلت خطةَ العدوّ ومنعته من تحقيق أهدافه. لكنها الآن تستعد للمرحلة الجديدة من المواجهة، حيث المعركة الكبرى من أجل رفع الحصار عن القطاع، وإطلاق أكبر عملية إغاثة عرفها العرب منذ عقود طويلة. وهي عملية تحتاج أولاً، وقبل كل شيء، الى إيقاف الحرب. وهدف المقاومة هنا، الدفع باتجاه تحقيق هدف وقف الحرب. صحيح أن أحداً لن يقبل بحلٍّ على شكل استسلام. وهو أمر لن يحصل عليه العدوّ، حتى لو قتل ثلاثين ألفاً إضافيين من أبناء القطاع. لكنه هدف، يتطلّب حكمة وشجاعة وتبصّراً وهو حال قيادة المقاومة الآن.
بهذا المعنى، يجب أن يكون واضحاً للجميع أن «حماس»، هي قائدة المعركة اليوم. وكل فصائل المقاومة في فلسطين، وقوى محور المقاومة خارجها، تتصرّف على أن «حماس» هي من يتولّى القيادة الآن، والكل يعرف أن «حماس» لا تهرب من المسؤولية، وهي تحتاج إلى أن يكون الجميع الى جانبها في هذه اللحظة الخاصة. وهي لا تريد فتح جبهات غير جبهة المواجهة مع الاحتلال، وهو ما يفرض عليها برنامج عمل، لا يجوز لأحد من خارج أبناء غزة أن يتشاطر عليها.
ابتداءً من هذه اللحظة، علينا الوقوف خلف «حماس»، وكل ما يمكن أن نقوله لها أن تبقى على نباهتها، وأن تستخدم عيون السمك وهي تسير بين الألغام، وسط عالم من الوحوش المنتشرين في كل الأرض، بما في ذلك الأرض العربية التي خلت إلا من قلّة شجعان في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، فيما يغرق الآخرون في صمت المتآمر، أو عجز المتخاذل. وكل ما يصدر عن «حماس» من مواقف أو خطوات في سياق المفاوضات الأكثر صعوبة التي تجري الآن، يجب النظر إليه بعيون أبناء غزة، وأبناء غزة فقط!
أميركا تليّن… وإسرائيل تصعّد: ردّ «حماس» يربك معسكر الحرب
القاهرة | يصل القاهرة، اليوم، وفد إسرائيلي لبدء جولة جديدة من التفاوض غير المباشر مع المقاومة الفلسطينية، من أجل محاولة التوصّل إلى اتفاق تهدئة. وبالتزامن أيضاً، يصل وفد قطري إلى مصر للشروع في مباحثات «مطوّلة ومعمّقة» من أجل تقريب وجهات النظر بين ما طلبته «حماس» في ردّها على «الاتفاق الإطاري»، وما يريده الإسرائيليون، وفقاً لما نقلت مصادر مطّلعة عن مسؤولين مصريين إلى «الأخبار»، وأكّده القيادي في حركة «حماس»، أسامة حمدان، في مؤتمر صحافي في بيروت أمس، إذ أعلن حمدان أنه «في إطار متابعة ما قدّمناه من أفكار، سيتّجه وفد من قياده الحركة برئاسة (نائب رئيسها في قطاع غزة) خليل الحيّة إلى القاهرة»، مضيفاً أن «نتنياهو وحكومته يسعيان بشتّى الطرق، إلى إطالة أمَد العدوان». وبالفعل، تعتقد أوساط المقاومة الفلسطينية أن «نتنياهو حاول إلقاء مسؤولية فشل المفاوضات على حركة حماس، ولكنه تفاجأ بردّ الحركة الذي اعتبره الوسطاء إيجابياً في العموم، وهو يسعى إلى تصعيد الخطاب، وربّما يتّجه إلى التصعيد ميدانياً لتضييق احتمالات التوصّل إلى صفقة». لكن، في الوقت عينه، ثمّة في الفصائل من يرى أن «تصعيد نتنياهو الكلاميّ، هو تمهيد للدخول في المفاوضات، وهو يردّ بذلك على مطالب المقاومة، ويدخل التفاوض بسقف مرتفع».وتأمل مصر وقطر، اللتان بدأتا مشاورات مكثّفة منذ مساء أمس الثلاثاء، الوصول إلى صيغة جديدة من الاتفاق في أقرب وقت ممكن. وبينما سيبقى الوفد القطري في القاهرة لمناقشة أمور عدّة، فإن مساحات التوافق بين الجانبين شهدت اتساعاً كبيراً خلال الساعات الماضية، في وقت دخل فيه مسؤولون أتراك على خطوط قنوات الاتصال، بالإضافة إلى مسؤولين سعوديين أبدوا اهتماماً وتفاعلاً غير مسبوقيْن، وسط توقّعات بدور أكبر لأنقرة والرياض في المرحلة المقبلة. وتتوقع القاهرة، التي ترى غالبية التعديلات التي طرحتها «حماس»، «منطقية»، عودة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إليها، في حال التقدّم في المفاوضات، بعد الزيارة التي يجريها للأراضي المحتلة. ويقدّر المسؤولون المصريون، بحسب المصادر، أن «تستغرق المفاوضات الجديدة 10 أيام على الأقلّ، قبل البدء بهدنة ضمن المرحلة الأولى من الصفقة».
في المقابل، وفي مؤتمر صحافي مسائي، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إنه «لا يوجد حل سوى الانتصار الحاسم وألّا تبقى حماس في غزة مجدداً»، مشيراً إلى أنه أبلغ بلينكن أنه «في اليوم الأول بعد أن ننتهي من هذه الحرب، ستكون غزة منزوعة السلاح ولا وجود لحماس». وبشأن ردّ «حماس»، قال إن «الاستسلام لمطالبها لن يؤدّي إلى تحرير المختطفين وسيجلب كارثة على إسرائيل». لكنه عاد وأشار إلى أنه على الرغم من «(أننا) لم نلتزم بأي وعود في الصفقة المطروحة»، فـ«المفاوضات مستمرّة».
وبعد تصريحات نتنياهو، أبدى بلينكن مرونة كبيرة تجاه رد «حماس» الذي ناقشه مع الحكومة الإسرائيلية، لافتاً، في مؤتمر صحافي، إلى أن «هناك أموراً من الواضح أنها غير مقبولة في رد حماس. لكننا نعتقد أن ذلك يفسح مكاناً للتوصل إلى اتفاق، ونحن نعمل على ذلك». وأضاف بلينكن: «أعتقد أن رفض نتنياهو مقترح حماس يتعلق بوجود عناصر غير مشجعة فيه». وفي ما خص الوضع في رفح، شدّد على أن «أي عملية عسكرية تقوم بها إسرائيل يجب أن تأخذ في الاعتبار المدنيين».
مساحات التوافق بين مصر وقطر شهدت اتساعاً كبيراً
وكان وصف المسؤولون الإسرائيليون ما تضمنّه ردّ «حماس»، بـ«المبالغات»، متناولين، في حديث مع نظرائهم المصريّين، طول مدة الهدنة المُقترحة، والتي قالوا إنها «أمر صعب التنفيذ في الوقت الحالي لاعتبارات إسرائيلية داخلية». كما اعترض هؤلاء على مسألة «الانسحاب العسكري الكامل من القطاع»، و«طبيعة تحرّك القوات الإسرائيلية»، معتبرين أنه «أمر يستحيل تحقيقه على أرض الواقع، لكونه مرتبطاً بإعلان هزيمة لا يمكن لأي سياسي إسرائيلي تحمّل تبعاتها». كما أبلغ الإسرائيليون نظراءهم المصريين بأن «عملية إدخال المساعدات ستتواصل وفق الآليات المتّبعة من دون توقف»، مع الإشارة إلى وجود بعض أعمال التفتيش الإضافية التي قد تستغرق وقتاً، وهو ما سيزيد تعقيد عملية تدفق المساعدات، القليلة أساساً. وفي السياق عينه، اعتبرت «القناة 12» العبرية أنه «على الرغم من تصريحات نتنياهو، إلا أن إسرائيل لم تبلغ قطر أو حماس برفضها لمطالب حماس حول صفقة التبادل». وأشارت إلى أنهم «في الكيان يعتبرون أن جواب حماس «غير مرتبط بالواقع» وينتظرون أن تتوصّل الحركة إلى حلّ». لكن القناة قدّرت «أنه إذا تمّ التوصّل إلى اتفاق معقول، فإن الأغلبية في مجلس الوزراء سوف تدعمه».
كذلك، نقل مسؤولون مصريون عن نظرائهم الأميركيين، اعتراض واشنطن على مطالب «حماس»، وهو ما واجهه المفاوضون المصريون، مشدّدين على «ضرورة تبنّي واشنطن لفكرة وقف الحرب لفترة أطول»، مشيرين إلى أنه «يمكن البناء على هذه الفكرة، مع تقديم ضمانات أميركية تفيد التزام إسرائيل بوقف أي أنشطة عسكرية في قطاع غزة». ويواجه الموقف المصري تحدّييْن أساسييْن: أولهما؛ عمليّة عسكرية مرتقبة في رفح، إذ بحسب محلّل الشؤون العسكرية في قناة «كان» العبرية، روعي شارون، فإن «الاستنباط الوحيد في تصريح نتنياهو هو أنه أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالعمل في رفح، لكن دون ذلك مشكلتان:
1. هناك أكثر من مليون من سكان غزة في رفح ولم يتقرّر بعد أين سيتمّ إجلاؤهم.
2. يجب إقناع المصريين للعمل في رفح.
وكلتا المشكلتين تتعلّقان بقرارات على المستوى السياسي الإسرائيلي، وفقط بعد حلّهما سيكون الجيش الإسرائيلي قادراً على تنفيذ عمليته العسكرية هناك»، بحسب شارون.
وفيما يتخوّف المصريون من توقّف عمل «وكالة الأونروا»، نهاية الشهر الجاري، بعد تعليق عدة دول تمويل الوكالة، ينتظرون الاطّلاع من نظرائهم الإسرائيليين على تفاصيل تصوّراتهم لإدخال المساعدات إلى غزة من دون الوكالة الأممية، وذلك خلال النقاشات مع الوفد العسكري الذي يتوقّع أن تستمرّ زيارته للقاهرة لعدة ساعات فقط. كما طلبت مصر من الجانب الإسرائيلي التوقف عن «التصريحات غير المسؤولة»، بشأن رفح، معتبرة أن هذه التصريحات «تزيد من تعقيد الأمور»، وسط التشديد على عدم إحداث مخالفات جوهرية لما جرى التنسيق بشأنه خلال الأسابيع الماضية.
سيناريو إنهاء «الأونروا»: عودة النازحين مقابل توطين اللاجئين؟
رضخت وكالة «الأونروا» لتشكيل لجنة تحقيق حول مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في فلسطين المحتلة في أحداث 7 أكتوبر الماضي، فيما تتوالى هذه المزاعم مع ارتفاع عدد الدول التي حذت حذو الولايات المتحدة وألمانيا بتعليق تمويلها لوكالة غوث اللاجئين، ليرسو الرقم الأخير، أمس، على «16 دولة حسمت حجب التمويل، إضافة إلى أربع أخرى تدرس قرار التعليق» بحسب مصادر «الأونروا».
بدعوة من ناشطين وناشطات واتحادات شبابية ونقابية وجمعيات ومنظّمات مدنية وقوى سياسية، انطلقت مسيرة، أمس، من أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة الحمرا إلى السفارة البريطانية وبعثة الاتحاد الأوروبي، ضدّ الدول «الداعمة للإبادة» في قطاع غزة. ودعا المشاركون، في بيان، لبنان والدول العربية إلى «اتخاذ خطوات عملية جدية وإجراءات عملية للضغط من أجل وقف الحرب على غزة، والذي يستتبع أيضاً، وقفها على لبنان والمنطقة»، مطالبين بـ«العمل الجاد والتدخل لرفع الحصار عن القطاع، ومواجهة محاولات إخضاع وكالة الأونروا لمطالب الكيان الصهيوني».
في المقابل، تسارعت الجهود، لبنانياً وفلسطينياً، لمحاولات خنق الوكالة. فاستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أول من أمس، مديرة الوكالة في بيروت دوروثي كلاوس، واستضاف في السراي الحكومي أمس اجتماعاً ضمّ ممثلين عن الوكالة ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل الحسن وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات للبحث في أزمة التمويل وتداعيات تعليقه. وناشد المجتمعون في بيان «الدول المانحة التراجع عن قرار تعليق التمويل نظراً إلى التداعيات الناجمة عنه»، وأعربوا «عن تفهّمهم لأهمية التزام الأونروا بمبادئ الحياد، وأن للاجئي فلسطين الحق في التعبير عن أنفسهم كشعب فلسطيني لديه تطلّعات وطنية».
أزمة التمويل المرتبطة بالسياسة لم تكن مفاجئة للبنان الذي ترأّس لعامين اللجنة الاستشارية لـ«الأونروا» واستضاف مموّليها مرات عدة. وبحسب مصادر معنية، فإن بعض المموّلين، خصوصاً، أميركا وألمانيا وبريطانيا، روّجت تلك الدول سابقاً في الأروقة المغلقة لمسار يؤدي في النهاية إلى إنهاء الوكالة واستبدالها ببرامج محلية تنفّذها منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع الوزارات في الدول المضيفة. وقال الحسن لـ«الأخبار» إن «لبنان تنبّه منذ مدة لخطر وقف التمويل، فبدأ اتصالاته مع الدول التي كوّن معها علاقات خاصة في شأن الملف الفلسطيني لطلب التراجع عن وقف التمويل والتواصل مع دول أخرى لزيادة تمويلها». ونقل الحسن موقف الحكومة إلى «الأونروا» بأن «المجتمع الدولي ليس إسرائيل ولا يمكنه أن يتبنى التوجه الإسرائيلي. مع الأخذ في الاعتبار حقوق الدول المضيفة للاجئين والتبعات التي تحمّلتها منذ أكثر من سبعين عاماً. وهنا على الجميع التنبه لأهمية التزام الأونروا بمسؤوليتها عن الشعب الفلسطيني. لذا نضع فهماً مشتركاً فلسطينياً – لبنانياً مع الأونروا لمواجهة المرحلة الحالية».
16 دولة حسمت حجب التمويل وأربع أخرى تدرس قرار التعليق
ويلمس الفلسطينيون مخطّط إنهاء «الأونروا» للضغط على قضيتهم وإنهاء حق العودة. أزمة التمويل كشفت نوايا حلفاء إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية، منها المقترح الأميركي بتحديد العمر الزمني للوكالة بعامين شرط إعادة تمويلها. في المقابل، كشف مصدر فلسطيني عن «مقترح فرنسي يقوم على تسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم مقابل موافقة لبنان على توطين اللاجئين الفلسطينيين». وتحدّث المصدر عن «تقارير وصلت إلى سفارات دول أوروبية في بيروت، تشير إلى أن العين الإسرائيلية والأميركية مصوّبة على المخيمات الفلسطينية في الجنوب التي شكّلت أخيراً خزاناً للشباب المقاوم ضد إسرائيل»، معربة عن خشيتها من «احتمال تجدد الاشتباكات الداخلية في عين الحلوة بعد انتهاء العدوان على غزة».
وكانت كلاوس قد حملت إلى ميقاتي مسوّدة نتائج تعليق عمل «الأونروا» على المخيمات التي ستفتقد الخدمات بدءاً من آذار المقبل، إذ «سيتأثر 12مخيماً بنقص الخدمات و27 عيادة متخصّصة وأكثر من 200 ألف مريض مستفيد سنوياً و62 مدرسة تؤمّن التعليم لـ 39 ألف طالب، فضلاً عن خدمات البنى التحتية ورفع النفايات وتوقف مشروع الأمان الاجتماعي الذي يصرف مساعدات مالية للأسر الفقيرة…».
إلى ذلك، وبعدما أعادت وزارة الطاقة والمياه تحريك ملف الجباية من المخيمات، بحث أبو العردات وممثلو «الأونروا» في السراي أمس إمكانية مساهمة الوكالة بدفع فواتير الكهرباء عندما تبدأ آلية الجباية. وكانت الفصائل اتفقت مع الوزارة على إعداد ورقة عمل لتحديد آلية الجباية.
غزة تُلغي زيارة شكري وعبد اللهيان في بيروت نهاية الأسبوع: تحريض على الجيش في الكونغرس
نقلت شخصيات لبنانية زارت الولايات المتحدة أخيراً أن أعضاء في الكونغرس يشنّون حملة على الجيش اللبناني، مطالبين بوقف تمويله لعدم اتخاذه أي إجراءات ضد حزب الله. ويقول هؤلاء إن موقف المؤسسة العسكرية والحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية يتماهى تماماً مع موقف الحزب. إلا أن المصادر نفسها نقلت عن مسؤولين أميركيين أن «هذا أمر غير ممكن لأن هناك حاجة ماسة إلى الجيش الذي سيكون له دور في الجنوب في المرحلة المقبلة».
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان سيزور بيروت نهاية هذا الأسبوع، فيما أُلغيت الزيارة التي كانت مقرّرة أمس لوزير الخارجية المصري سامح شكري. وقالت مصادر متابعة إن الزيارة أُرجئت، مرجّحة أن يكون «التأجيل مرتبطاً بوصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة للبحث في صفقة الأسرى في غزة». وأضافت أن «البحث في شأن لبنان سيُجمّد لفترة لأن التركيز حالياً هو على ملف غزة»، فضلاً عن أن «النقاش بشأن الجبهة الجنوبية لم ينضج بعد».
وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر مطّلعة أن «لا جديد في ما خصّ الجبهة الجنوبية، وما رُوّج عن اقتراحات للمبعوث الأميركي عاموس هوكشتين كانَ مبالغاً فيه». وأضافت أن «عدم زيارة هوكشتين لبيروت بعد تل أبيب ليس مرتبطاً بفشل محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين، إذ إن أحداً لم يُبلغ بأنه سيزور لبنان ولم تُطلب له أي مواعيد». وأشارت إلى أن «الأميركيين اقتنعوا أخيراً بأن أي اقتراح سيتقدّم به هوكشتين لن يكون واقعياً قبل حسم الوضع في غزة، خصوصاً أن حزب الله يرفض أي بحث قبل وقف العدوان»، مشيرة إلى أن «التهويل الإسرائيلي غير واقعي لأن ما لم تسمح به الولايات المتحدة في عزّ الأزمة خشية أن يقود إلى حرب شاملة، لن تسمح به في ظل الضغوط التي تمارسها على كل الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة». ورجّحت المصادر أن تنعكس التهدئة في غزة هدوءاً في جنوب لبنان، «غير أن مسار المفاوضات سيكون مختلفاً وقد يأخذ وقتاً طويلاً»، إذ إن ما يواجهه الإسرائيليون من أزمة نزوح المستوطنين في الشمال لم يشهدوا له مثيلاً في مستوطنات غلاف غزة، ما يشكّل أزمة للمستوييْن السياسي والعسكري.
وفي هذا السياق، أظهرت دراسة نشرها موقع «تايمز أوف إسرائيل» أن ربع الإسرائيليين يعانون من شعور بالهلع والعجز وفقدان الثقة بجيشهم وحكومتهم بشكل عام، فيما أشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن مستوطني الشمال ليس لديهم أُفق للعودة إلى المستوطنات في ظل إخفاق حكومة بنيامين نتنياهو في طمأنة مخاوفهم، لا عبر الجهود الدبلوماسية ولا من خلال الجهود العسكرية التي فشلت في تحقيق أهدافها عند الحدود مع لبنان وفي قطاع غزة على السواء.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن العقيد في الاحتياط في جيش العدو كوبي ماروم، أن الأشهر الأربعة من حرب الاستنزاف فشلت في تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثّل في القضاء على حزب الله في الشمال.
في غضون ذلك، واصل حزب الله ضرب المواقع والتجهيزات الإسرائيلية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة. واستهدف مقاتلوه أمس موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتجمّعاً لجنود العدو في محيطه بالأسلحة الصاروخية وحقّقوا فيهما إصابات مباشرة. كما استهدفوا التجهيزات الفنية في موقع راميا، وقاعدة خربة ماعر بصاروخ «فلق 1»، وتجمعاً لجنود العدو في محيط موقع المرج. ونعى حزب الله المقاومَين محمد جعفر عسيلي (أنصار – الجنوب) وحسين محمد شمص (اللبوة – البقاع). كما استشهد مواطن وأصيب اثنان جرّاء غارة على منزل في بلدة الخيام. وشنّ الطيران الحربي المعادي 8 غارات بالصواريخ على دفعتين، استهدفت أنحاء متفرقة من المدينة. واستهدفت الطائرات المُسيّرة المعادية فجراً مبنى مضخات مياه الوزاني بصاروخ، ما أدّى إلى تضرر الشبكة. كما خرق الطيران المعادي جدار الصوت على علو منخفض وألقى بالونات حرارية في أجواء الجنوب. فيما قصفت مدفعية العدو أطراف بلدة طيرحرفا وحرج يارون وتلة هرمون جنوب غرب البلدة، وأطراف بلدات راميا وبيت ليف وعيتا الشعب وحولا ومركبا. وأطلق زورق معادٍ قنبلتين صوتيتين وقنابل مضيئة في أجواء الرقعة البحرية التابعة لفلسطين المحتلة مقابل الطفاف رقم 4 المقابل لرأس الناقورة.
كارتيل المولّدات في الغبيري: خوة 100 دولار على كل مشترك
عام 2018، استفاقت الدولة على ضرورة تنظيم قطاع المولّدات (الذي لا يفترض أن يكون موجوداً). عملية التنظيم تولّتها وزارة الاقتصاد برئاسة الوزير السابق رائد خوري، وتمّت بقراراتٍ عشوائية لإلزام أصحاب المولّدات بتركيب عدّادات عوضاً عن «المقطوعية»، مقابل شروطٍ فرضها هؤلاء ووافقت الوزارة على معظمها، من بينها استيفاء 100 ألف ليرة (كانت توازي 66.6 دولاراً) عن أول 5 أمبير، على أن يُضاف 75 ألف ليرة عن كل 5 أمبير إضافية، ولمرةٍ واحدة فقط.
وبنتيجتها دفعت الأسر (في كل لبنان) مبالغ قُدّرت حينها بملايين الدولارات من باب ضمان «حق» أصحاب المولّدات، في حال تخلّف المشترك عن الدفع.
تطوّع الوزارة لضمان «حق» أصحاب المولّدات، وهم يشكلون أحد الكارتيلات غير الشرعية، لم يُستكمل بضمان حق المشتركين، كإلزام أصحاب المولّدات بآلية معيّنة تضمن أن يعيدوا التأمين للمشترك قيمة التأمين عند إلغاء اشتراكه.
اليوم، يعود أصحاب المولّدات إلى النغمة عينها، مع أن «شرعية» استيفائهم التأمين في عام 2018 لمبلغ التأمين، منتفية راهناً. أولاً بحكم أن ما صدر هو قرار وزير، ولم يصدر ما يشبهه في عهد الوزير الحالي أمين سلام. وثانياً لكون مبلغ التأمين يُدفع لمرة واحدة.
بدءاً من مطلع الشهر الجاري، فرض أصحاب المولّدات في منطقة الغبيري على المشتركين رسماً إضافياً يبدأ من 100 دولار كحدٍّ أدنى تحت اسم «تأمين» لا يستثني مشتركين قدامى سبق أن سدّدوا عام 2018 مبالغ مالية تحت العنوان نفسه، متذرّعين تارةً بارتفاع أسعار المحروقات وكلفة الصيانة، وأخرى بأنّ ملكية المولد انتقلت إليهم حديثاً والتأمين المدفوع ذهب مع المالك السابق.
يؤكد رئيس بلدية الغبيري معن الخليل أن «من أُجبروا على دفع التأمين اليوم سبق أن سدّدوه بعد قرار 2018». مقراً بـ«العجز أمام أصحاب المولدات، إذ لا بديل أمام الناس في ظل انعدام التغذية من كهرباء لبنان. بدلالة أنّ البلدية عندما باشرت بقطع خطوط المولدات المخالفة، تلقّت طلبات من المشتركين أنفسهم بإعادة شبك الخطوط».
رسم الاشتراك يشمل مشتركين قدامى دفعوا سابقاً رسماً مماثلاً
قضائياً أيضاً، هناك نوع من التواطؤ الذي بات واضحاً مع أصحاب المولدات، بصفتهم أصحاب أموال ونفوذ. فعلى مرّ السنوات، «جلّ ما يحصل بعد كل شكوى هو أن يوقّع صاحب المولد على تعهّدٍ بعدم تكرار المخالفة. وفي أحسن الأموال بعد سلسلة تعهداتٍ قد يدفع غرامةً لا تساوي شيئاً مقابل أرباحه الطائلة»، وفق مصادر قضائية. فلا المولد يُصادَر ولا صاحبه يتم توقيفه.
وفي هذا الصدد يشير الخليل إلى أنّ «حجم الشكاوى المرسلَة شهرياً من بلدية الغبيري وحدَها إلى النيابة العامة المالية والنيابة العامة الاستئنافية كبير جداً». وإلى جانب فرض رسم «التأمين» المستجد، يظهر في جدول صادر عن البلدية، أنّ 8 مولدات احتسبت سعر الكيلوواط بـ50 سنتاً فيما تسعيرة وزارة الطاقة للكيلوواط محدّدة بـ 37 سنتاً.
مراقبو وزارة الاقتصاد نفّذوا جولات على المولدات وسطّروا محاضر ضبطٍ، بعد شكوى بلدية الغبيري من رسم التأمين. إلا أنّ المصادر، لا تعوّل على هذه الطريقة في مكافحة تسلّط أصحاب المولدات، مؤكدةً أن تغيير الوضع يلزمه «إقرار قانون حماية المستهلك بما يسمح لوزارة الاقتصاد بفرض غرامة رادعة واستيفائها خلال مهلة 15 يوماً».
اللواء:
بلينكن لخفض التصعيد جنوباً.. والسلَّة الأميركية تنتظر «هدنة غزة»
شكري يرجئ زيارته.. والرواتب على الطاولة وسط تهديد العسكريِّين بمنع الجلسة
على وقع تصعيد اميركي خطير بوجه الفصائل المناوئة لها في المنطقة، وصعوبات يواجهها وزير الخارجية الاميركي انطونيو بلينكن في محادثات حول ردّ حركة حماس على اطار الهدنة وتبادل الاسرى بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية مع رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، اتجهت الانظار الى جولة جديدة من المفاوضات الرامية لتهدئة الجبهات الملتهبة لا سيما في غزة والضفة وجنوب لبنان.
وكشفت مصادر دبلوماسية مطلعة ان التصعيد المفتوح في المنطقة، من شأنه ان يمتد الى جبهة الجنوب.
وتوقعت المصادر ان تشهد محاور المواجهة بالصواريخ عبر الجنوب، تصعيداً جديداً، وتوسيع دائرة القصف واستخدام اسلحة صاروخية جديدة.
ومن هذه الزاوية بالذات، بات بحكم المؤكد ان الجهود الدبلوماسية لم يعد لها جدوى في هذه المرحلة، بانتظار مسار الجولات الجديدة من المفاوضات حول الهدنة في غزة.
وفي هذا الاطار، يأتي تأجيل زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت، بعد ان كانت كل الاجراءات اتخذت، بما في ذلك الاطار الاعلامي للزيارة، واللقاءات مع كلٍّ من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
وحسب معلومات دبلوماسية فإن حزب الله رفض ان يكون في صلب المفاوضات حول ترتيبات الوضع في الجنوب، اذا استمرت الحرب في غزة. وبالتالي حسب المصادر، فإن الحزب على استعداد للبحث في موضوع بقاء او عدم بقاء وحداته جنوب نهر الليطاني.
وانطلقت المفاوضات من قبول اسرائيل الانسحاب من عدد من النقاط (7 من اصل 13) المتنازع عليها، لكن حزب الله متمسك بالانسحاب فوراً من الشطر اللبناني من قرية الغجر، بانتظار التفاوض حول الانسحاب من مزارع شبعا.
وقال وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن: نعمل على خفض التصعيد على جانبي الحدود بين لبنان واسرائيل، ليعيش المواطنون على الجانبين بهدوء.
رئاسياً، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن تجميد النقاش في الملف الرئاسي جاء بفعل عدم إيصاله إلى المزيد من التعقيد وانتظار ما يجري على صعيد تطورات غزة والجنوب وأشارت إلى أن إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري على الحوار قبل أي إجراء آخر لا يعني أن هذا الحوار سيتم بعدما قال الأفرقاء مواقفهم منه، ولاسيما المعارضة، وهذه المسألة قد يعاد النظر بها أو يتم التشبث بها عندما يحضر موفد اللجنة الخماسية إلى بيروت مع العلم أن تأكيد الرئيس بري على الحوار جاء امام سفراء دول هذه اللجنة مؤخرا.
وقالت أنه منذ هذا الاجتماع لم ترصد حركة جديدة ما فسر أن الاستحقاق الرئاسي باق على حاله، وأشارت إلى أن عددا من النواب ذكر أن الملف بحاجة إلى جهد محلي قبل أي مسعى آخر.
إلى ذلك قالت أوساط وزارية لـ«اللواء» أن انعقاد جلسة مجلس الوزراء متوقف على النصاب مع العلم أن الوزراء أكدوا انهم يحضرون إنما هناك خشية من أن يؤدي حراك العسكريين المتقاعدين إلى إقفال الطرق المؤدية إلى السراي.
مجلس الوزراء
وعلى هذا الصعيد، استأثرت بنود جلسة مجلس الوزراء اليوم، لا سيما لجهة موضوع الزيادات على رواتب القطاع العام.
وفي هذا الاطار، أجرى الرئيس ميقاتي سلسلة لقاءات وزارية تم خلالها عرض أوضاع الوزارات وشؤونها، والتحضيرات لجلسة اليوم، واجتمع مع كل من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وزير الاتصالات جورج القرم ووزير الاعلام زياد مكاري، كما إجتمع مع وزير العمل مصطفى بيرم في حضور مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وجرى عرض لموضوع الزيادات.
كما استقبل ميقاتي وفداً من الاتحاد العمالي العام، وجرى البحث في الوضع المعيشي المتردي للعاملين في القطاع العام، وضرورة اعادة توزيع العطاءات على نحو اكثر عدالة.
وفي المواقف، وبعد اجتماعهم الشهري حذّر المطارنة الموارنة من المحاولات دوليا ومحليا لتمرير ترسيم مشبوه للحدود بين لبنان واسرائيل خالٍ من اي ضمانات دولية واضحة، مؤكدين ان التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية، وشجبوا التعرض لبكركي وطالبوا بتعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701.
وقال المطارنة:«يقف الآباء موقف التأييد الكامل لما أعرب عنه صاحب الغبطة من رفضٍ للمتاجرة بحياة المواطنين في الجنوب اللبناني، الذين ضاقوا بالتصعيد الميداني المُهدِّد للأرواح والممتلكات. ويشجبون شجبًا تامًا محاولات التعريض بإعلان بكركي مُسانَدتها هؤلاء المواطنين ودعوتها إلى رفع سيف القتل والتدمير عنهم. ويُعبِّرون عن ألمهم البالغ أمام الأوضاع المُزرِية التي دفعتهم إليها السياسات المتفرّدة، فيما كان المطلوب السهر على المنطقة الحدودية، من خلال تعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701، لا التمادي في تفجير أيامها ولياليها».
مناسبة جامعة
وعلى مقربة اسبوع من احياء الذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، استمرت التحضيرات لحشد يرافق عودة الرئيس سعد الحريري، وقراءة الفاتحة على ضريح الشهيد.
والتقى الرئيس ميقاتي النائب احمد الخير، مؤكداً ان ذكرى استشهاد الرئيس الحريري يجب أن تكون مناسبة لتعزيز الوحدة الوطنية، وتأكيد الالتفاف الشعبي ترحيباً بعودة الرئيس سعد الحريري.
الوضع الميداني
ميدانياً، ذكرت المقاومة الاسلامية انها استهدفت موقع زبدين وتجمعاً لجنود الاحتلال في مزارع شبعا، والتجهيزات الفنية في موقع راميا.
كما استهدف «حزب الله» مساءً تجمعاً لجنود العدو، في محيط موقع المرج المعادي، بالاسلحة الصاروخية، ونعى الحزب شهيدين جديدين.
من جهتها، شنت مسيَّرة اسرائيلية بعد ظهر أمس غارة على الخيام قرب المسلخ مما ادى الى سقوط شهيد مدني وجريحين. وبعد الغارتين اللتين شنتهما الطائرات الإسرائيلية منتصف الليل على بلدتي حولا وبني حيان، إستهدفت الطائرات المسيَّرة فجراً مبنى مضخات مياه الوزاني، بصاروخ، ما أدى إلى ضرر كبير في الشبكة. وشن الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة مروحين. وحلق الطيران الحربي المعادي فوق القليعة وبرج الملوك مطلقاً القنابل الحرارية. كما شن غارات وهمية خارقا جدار الصوت في اجواء منطقة صور. كما سمعت اصوات انفجارات في مدينة النبطية ومحيطها تبين انها ناجمة عن خرق الطائرات الحربية الاسرائيلية لجدار الصوت.
دريان لرئيس وحكومة فاعلة
اعلن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: «لا أعرف بلداً في العالم يتعذر فيه انتخاب رئيس للجمهورية».
وتساءل في رسالة ذكرى الاسراء والمعراج التي وجهها امس الى اللبنانيين، «كيف تقوم دولة بدون رئيس وحكومة فاعلة والسبب ان هذا الفريق او ذاك، لا يقبل غير مرشحه، مع أن العنوان هو الانتخاب أو الاقتراع، وليفز من يفوز. كل هذه الأمور بديهيات إلا في لبنان المصاب بسياسيِّيه ونخبه المتنطحة للتسلط بأي ثمن، فلا بد من إيجاد حل لانتخاب رئيس لوطننا، فانتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مفتاح الحل لكل قضايانا، وعجباً لساستنا عندما يتفقون حول قضية معينة، يجدون الحلول، وحينما يختلفون، لا حلول، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة فاعلة رئيسا وأعضاء، وينتظرون المساعدة من الخارج، ومشكورة اللجنة الخماسية الباحثة لنا عن رئيس أو مواصفات للرئيس، في غياب الإرادة السياسية والوطنية لانتخاب رئيس جامع وحكومة فاعلة».
البناء:
طائرة أميركية تغتال قيادياً في الحشد الشعبي العراقي والمطالبات بالانسحاب ترتفع
ارتباك «إسرائيلي» في التعامل مع رد حماس التفاوضي وبلينكن يرى فرصة اتفاق
الرياض تردّ على البيت الأبيض: لا تطبيع دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس
كتب المحرّر السياسيّ
نفذت ليل أمس، طائرة أميركية مسيّرة عملية اغتيال القيادي في الحشد الشعبي ابو باقر الساعدي الذي يُعدّ أحد أبرز قيادات كتائب حزب الله العراق، وأعلنت واشنطن مسؤوليتها عن العملية ووضعتها في إطار الانتقام لمقتل جنودها الثلاثة في عملية الاستهداف التي طالت قاعدة أميركية على الحدود الأردنية السورية العراقية. وفور إعلان النبأ شهدت شوارع العاصمة بغداد تظاهرات شعبية عفوية غاضبة تطالب بضرب القواعد الأميركية في العراق، وتدعو الحكومة الى التسريع بالضغوط لترحيل القوات الأميركية من العراق وإنهاء مهامها، بينما تحدثت مصادر سياسية ونيابية عن الدعوة لعقد جلسة طارئة للبرلمان العراقي لإصدار توصية جديدة تطالب بإنهاء مهام قوات التحالف الدولي التي تقودها واشنطن ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز ثلاثة شهور. وقالت المصادر إن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الذي يعتبر أن الاعتداء على قادة الحشد الشعبي هو اعتداء على الدولة العراقية وقواتها المسلحة، ويصرّح بأن القوات الأميركية تجاوزت حدود الدور المقبول ضمن إطار التنسيق بينها وبين الجيش العراقي، قد آن أوان رحيلها. وتتوقع المصادر موقفاً حكومياً عالي اللهجة رداً على العملية، التي قالت المصادر إنها تبدو تعبيراً عن قرار أميركي بالخروج من العراق، ولذلك يبدو أن الأميركيين لا يقيمون حساباً للمواقف العدائية التي تستثيرها عملياتهم الانتقامية، بقدر ما يعنيهم وهم يرحلون أن يظهروا قوتهم، في مخاطبة الوضع الداخلي الأميركي مع بدء السنة الانتخابية.
على مسار التفاوض حول إنهاء الحرب في غزة، بدا أن حكومة بنيامين نتنياهو أصيبت بالارتباك مع إعلان رد حركة حماس على مسودة باريس، وفتحها الطريق أمام تسويات للقضايا الخلافية تتيح نجاح التفاوض، وفيما لوّح وزير حرب الكيان يوآف غالانت بالذهاب الى مواصلة الحرب بالهجوم على رفح، وكلام نتنياهو عن اعتبار الردّ الذي قدّمته حماس سلبياُ، كان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يقول «بحثنا الرد من قبل حماس وهناك أمور لا يمكن قبولها، لكننا نجد فرصة في الرد من أجل المضي بالمفاوضات»، لافتاً إلى أنني «ناقشت مع الحكومة الإسرائيلية رد حماس على المقترحات وهناك مساحة للتوصل إلى اتفاق».
بالتوازي ردت وزارة الخارجية السعودية على ما وصفه البيت الأبيض بلسان الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي من إيجابيات أبلغتها السعودية للبيت الأبيض تجاه موقفها من مسار التطبيع مع كيان الاحتلال، حيث أعلنت وزارة الخارجية السعودية، أن المملكة أبلغت الإدارة الأميركية موقفها الثابت بأنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، ووقف «العدوان الإسرائيلي» على غزة. وأوضح البيان أن «المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية بأنّه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» ما لم يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع». وفي ما يتعلق بالمناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي – الإسرائيلي؛ انتقدت الرياض، تصريحات لمسؤول في البيت الأبيض أشار فيها إلى مناقشات «إيجابية» بهدف تطبيع العلاقات بين السعودية و»إسرائيل» على الرّغم من الحرب الدائرة بين «إسرائيل» وحركة حماس في قطاع غزة. وأكدت وزارة الخارجية السعودية أنه «في ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف المملكة العربية السعودية كان ولا يزال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة».
وفيما تشهد باريس مفاوضات شاقة على وقع ضراوة الميدان الغزاوي، شهدت الجبهة الجنوبية مزيداً من التصعيد في ظل ارتفاع وتيرة العدوان الإسرائيلي على القرى الحدودية، الذي أسفر عن استشهاد أحد المواطنين وجرح اثنين آخرين جراء غارة شنتها طائرة مسيّرة إسرائيلية على أحد المنازل المستهدفة سابقًا في مدينة الخيام.
ووضع خبراء عسكريون التصعيد الإسرائيلي في إطار الضغط على لبنان لمواكبة الضغوط الدبلوماسية وتحذيرات السفراء بحرب إسرائيلية واسعة وشيكة على الجنوب إذا لم يلتزم حزب الله بما تطلبه «إسرائيل» لجهة انسحاب قوات الرضوان عن الحدود باتجاه شمال الليطاني مسافة 7 كلم بالحد الأدنى»، إلا أن الخبراء استبعدوا لجوء «إسرائيل» الى مستوى من العدوان يؤدي الى ردة فعل كبيرة من حزب الله يفتح الباب على ردّات فعل مقابلة تؤدي الى حرب واسعة، لا سيما أن جيش الاحتلال بخلاف ما يهدد به الإسرائيليون لم يعد مؤهّلاً لخوض حرب جديدة مع حزب الله على الجبهة الشمالية. لكن الخبراء يشيرون لـ«البناء» الى أن حكومة الحرب قد تتجه إلى تصعيد إضافي تدريجي لتحسين الموقع التفاوضيّ للمفاوض الأميركي المكلف بالتوسط بين لبنان و»إسرائيل»، ورفع معنويات الجيش الإسرائيلي وإرسال رسائل تطمين للمستوطنين والتخفيف من الضغط المتأتي من المستوطنين المهجرين على الحكومة الإسرائيلية».
ولفتت أوساط دبلوماسية لـ«البناء» الى الجهود الدبلوماسية باتجاه بيروت و»تل أبيب» تتركز على نقطتين أساسيتين: الأولى الاستمرار بالحفاظ على الوضع الحالي على الحدود وتخفيفه إن أمكن لتجنب الإنزلاق الى حرب واسعة بين «إسرائيل» وحزب الله في المرحلة الحالية، ريثما تثمر مفاوضات باريس عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والنقطة الثانية التوصل إلى اتفاق على ترتيبات أمنية وعسكرية على الحدود بين لبنان و»إسرائيل» يكون جاهزاً للتطبيق فور انتهاء الحرب في غزة، وبالتالي على الجبهة الجنوبية، ويضمن بطبيعة الحال الاستقرار على الحدود بمعزل عن أي تطور للأوضاع في غزة، ويضمن أيضاً انسحاب حزب الله من الحدود القريبة للمستوطنات الإسرائيلية لكي يسمح لحكومة «إسرائيل» إقناع المستوطنين بالعودة وعدم تكرار ما حصل في 8 تشرين الأول الماضي». ولفتت الأوساط الى أن «القلق الإسرائيلي يكمن في الوضع على الحدود الشمالية في اليوم التالي للحرب في غزة، لأنه حتى لو نجحت مفاوضات باريس وتم وقف إطلاق النار في غزة، فإنه لا ضمانات بأن يعود الوضع الحدودي الى ما كان عليه قبل 8 تشرين الأول، ويبقى حزب الله في مواقعه الحالية المتقدمة وصواريخه وسلاحه الثقيل قريباً من الحدود، وبالتالي تكريس قواعد الاشتباك التي فرضها الحزب على «إسرائيل» خلال الحرب منذ 8 تشرين، وهذه معادلة لا يمكن لـ«إسرائيل» أن تقبل بها خاصة في شمال «إسرائيل» الذي يعتبر أهم المناطق تاريخياً واجتماعياً واقتصادياً ومناخياً وجغرافياً واستراتيجياً».
وعُلِم أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الامن والطاقة أموس هوكشتاين عدل عن زيارة بيروت. ووفق مصادر «البناء» فإن هوكشتاين سيبحث مع إدارته الرؤية الإسرائيلية لإنهاء الحرب مع لبنان، وينتظر نتائج المفاوضات في غزة وقد يعود الى لبنان في المرحلة المقبلة لمتابعة الجهود لضبط الحدود ومنع الانزلاق الى الحرب. وربما قد يكون الرد الإسرائيلي والموقف الرسمي اللبناني عقد المفاوضات، لا سيما أن الموفدين الأوروبيين الذين زاروا لبنان سمعوا بشكل واضح موقفاً رسمياً موحّداً بأنه لا يمكن تطبيق القرار 1701 من جانب واحد من دون تطبيقه من جانب «إسرائيل» وانسحابها من كامل الاراضي المحتلة، وهذا يتطلب مفاوضات طويلة وقد تأخذ أشهراً عدة، وبالتالي لا يمكن إلزام لبنان بتطبيق ما تريده «إسرائيل» خدمة لمصالحها الآنية لا سيما فصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزة من دون ضمانات واضحة تضمن حقوق لبنان وأمنه وسيادته.
وفيما كانت بيروت تترقب وصول وزير الخارجية المصرية سامح شكري، أول وزير خارجية عربي يزورها بعد عملية طوفان الأقصى والعضو في الدول العاملة على خط التسوية الكبرى في المنطقة، تم إرجاء الزيارة الى موعد يحدد لاحقاً، وقالت مصادر إعلامية إن الإرجاء جاء لاعتبارات مصرية خاصة.
ميدانياً، واصل مجاهدو المقاومة عملياتهم البطولية والنوعية ضد مواقع وتجمّعات العدو الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة، فاستهدفوا موقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيطه، واستهدفوا عصرًا التجهيزات الفنية في موقع راميا بالأسلحة المناسبة، كما استهدفوا مساءً قاعدة خربة ماعر بصاروخ «فلق 1»، وحقق مجاهدو المقاومة في عملياتهم هذه إصابات مباشرة ومؤكدة.
في المقابل شنت مسيرة إسرائيلية بعد الظهر غارة على الخيام قرب المسلخ أدّى الى سقوط شهيد مدني وجريحين. كما استهدفت الطائرات المسيرة مبنى مضخات مياه الوزاني، بصاروخ، ما أدى إلى ضرر كبير في الشبكة. وشنّ الطيران الحربي غارة استهدفت بلدة مروحين. وحلق الطيران الحربي المعادي فوق القليعة وبرج الملوك مطلقاً القنابل الحرارية. كما شنّ غارات وهمية خارقاً جدار الصوت في أجواء منطقة صور. كما سمعت أصوات انفجارات في مدينة النبطية ومحيطها تبين أنها ناجمة عن خرق الطائرات الحربية الإسرائيلية لجدار الصوت.
في المواقف حذّر المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري، من المحاولات دولياً ومحلياً لتمرير ترسيم مشبوه للحدود بين لبنان و»إسرائيل» خالٍ من أي ضمانات دولية واضحة، مؤكدين ان التفاوض في هذا الشأن يبقى من اختصاص رئيس الجمهورية. كما شجبوا التعرّض لبكركي وطالبوا بتعزيز الأجواء السياسية والديبلوماسية لتنفيذ القرار الدولي 1701.
وأكد الآباء «أن الفراغ المُتمادي والمُتفاقِم في الدولة يأتي نتيجةً للفراغ في رئاسة الجمهورية. وإذ يتابعون تحرُّك اللجنة الخماسية مجددًا على خط تحقيق الاستحقاق الرئاسي، يأملون بخاتمة إيجابية وسريعة له، تحدّ من معاناة لبنان واللبنانيين. وهذا لا يعفي السادة النوّاب من واجبهم الدستوريّ في الإسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة».
بدوره، سأل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة الإسراء والمعراج «لماذا تخلو المناصب من شاغليها، وترتكب مئات الحيل القانونية وغير القانونية لإبقائها خالية أو شغلها المؤقت؟ لا أعرف بلداً في العالم يتعذر فيه انتخاب رئيس للجمهورية، وكيف تقوم دولة بدون رئيس وحكومة عاملة؟ والسبب أن هذا الفريق أو ذاك، لا يقبل غير مرشحه، مع أن العنوان هو الانتخاب أو الاقتراع، وليفز من يفوز. كل هذه الأمور بديهيات إلا في لبنان المصاب بسياسييه ونخبه المتنطحة للتسلط بأي ثمن، فلا بد من إيجاد حل لانتخاب رئيس لوطننا، فانتخاب رئيس لجمهوريتنا هو مفتاح الحل لكل قضايانا، وعجباً لساستنا عندما يتفقون حول قضية معينة، يجدون الحلول، وحينما يختلفون، لا حلول، وفي مقدمتها انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة فاعلة رئيساً وأعضاء، وينتظرون المساعدة من الخارج، ومشكورة اللجنة الخماسية الباحثة لنا عن رئيس أو مواصفات للرئيس، في غياب الإرادة السياسية والوطنية لانتخاب رئيس جامع وحكومة فاعلة».
ودعا المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر» بعد اجتماعه برئاسة النائب جبران باسيل «جميع القوى للنظر الى الاستحقاق الرئاسي على أنه استحقاق لبناني داخلي فلا يجب أن ينتظروا لا معادلات المنطقة ولا الخارج لحلّ شأن سيادي، لأن ما يحصن الداخل اللبناني لمواجهة تحدّيات الخارج هو إعادة تكوين السلطة بمشاركة وتوافق المكوّنات اللبنانية كافة». وجدّد التيار «الدعوة الى حوارات بين اللبنانيين ينتج عنها التوافق على انتخاب رئيس مؤهل بمواصفاته لقيادة المرحلة المقبلة وفق برنامج إصلاحي يتفق عليه مع حكومة إصلاحية تتعاون مع المجلس النيابي لإقرار التشريعات الإصلاحيّة». ودعا في بيان «اللبنانيين الى مزيد من الحكمة لتفويت الفرصة على نتنياهو للقيام بأي حماقة تجاه لبنان».
على صعيد آخر، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة لقاءات وزارية تمّ خلالها عرض أوضاع الوزارات وشؤونها، والتحضيرات لجلسة مجلس الوزراء. وفي هذا الإطار، اجتمع رئيس الحكومة مع كل من وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وزير الاتصالات جورج القرم ووزير الإعلام زياد مكاري، كما اجتمع مع وزير العمل مصطفى بيرم في حضور مستشار رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية وجرى عرض لموضوع الزيادات على رواتب القطاع العام.
وأشار «المرصد الأوروبي للنزاهة في لبنان»، إلى أنّ «عودة ملف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة من البوابة الألمانية أساسيّ»، معتبرًا أنّ «الكلام عن عدم القدرة على دفع أتعاب مكتب المحاماة في ألمانيا هو ما يؤخّر ادّعاء القضاء اللبناني على سلامة معيب، وتوضع حوله عدّة علامات استفهام إلى حد اعتبار أنّ الجميع شركاء في دفن هذا الملف».
وتساءل المرصد الأوروبي: «ما هي الإجراءات التي اتخذها القضاء اللبناني في ملف سلامة؟ الرجل يسرح ويمرح على هواه، حضر جنازة شقيقه وهو مطلوب للعدالة ولم يرفّ له جفن ولم يتحرّك لا القضاء ولا القوى الأمنية لتوقيفه، فماذا نسمي هذا؟!».
المصدر: صحف