كرةُ نارٍ محكمةٌ رمَتها المقاومة الفلسطينية داخلَ الساحةِ السياسيةِ الصهيونية، لتُحرقَ بلهيبِها ما تبقى من هيكلٍ سياسيٍّ للسلطةِ الصهيونيةِ المتهالكةِ .
ردٌّ على اتفاقيةِ الاطارِ لوقفِ الحربِ بعثت به حماس لمن يعنيهم الامر. سبكتهُ باحكامٍ لا يقلُ عن اتقانِ عملِ الميدان. مراحلُها ثلاثٌ بخمسةٍ واربعينَ يوماً لكلٍّ منها، وخلاصتُها وقفُ العدوانِ واعادةُ الاِعمارِ وتبادلُ الاسرى. وحتى يُبدِّلَ الصهيونيُ من خطابِه المعلنِ ليتطابقَ معَ حقيقةِ ما يَجري في الكواليسِ من ترتيباتٍ لتخريجِ الاتفاق، فإنَ التفاوضَ سيكونُ تحتَ النارِ والتهويل، ومحاولةِ الكسْبِ معَ آخرِ ساعاتِ الوقتِ الذي اَطبقَ على المحتلين.
ومعَ معرفتِهم بانَ الرفضَ يعني تسعيرَ النارِ التي لم يَعوُدوا يحتملونَها، فانَ الوجهةَ الى مفاوضاتٍ غيرِ مباشرةٍ ليست سهلة – كما ينقلُ الاعلامُ العبريُ عن كبارِ قادتِه ومسؤوليه، فضلاً عن التصريحاتِ الاميركيةِ التي اَبقت سمةَ الايجابيةِ على ردِّ حماس معَ الاعترافِ بالحاجةِ الى المزيدِ من الوقتِ لاستنقاذِ الاتفاق، امّا الحقيقةُ فهي محاولةُ استنقاذِ ما امكنَ من هيبةِ الصهاينةِ وحكومتِهم الملطخةِ بكلِّ انواعِ الفشلِ الميداني والامني والسياسي، والتي تُطلامُها المزايداتُ بينَ طاقمِها المتناحر.
وبمزيدٍ من الثباتِ والصمودِ والحكمةِ بالتعاطي معَ الفرصِ والضغوط، تبقى المقاومةُ الفلسطينيةُ ممسكةً باوراقِها واقواها الميدانُ المُطبِقُ على جنودِ الاحتلالِ المستنزَفِيْنَ على شتَّى الجبَهاتِ من جباليا الى خان يونس، ولن تكونَ رفح الا كأخواتِها اِنْ قررَ الصهيونيُ التماديَ بالهروبِ الى الامام ..
والى الامامِ يتطلعُ اللبنانيون السائرون على طريقِ القدس، المدافعون عن الوطنِ واهلِه ومصالحِه الاستراتيجية، بعيداً عن زواريبِ التفاهةِ والاحقادِ الدفينة. يَشمخونَ فوقَ الركامِ ويُهللونَ لرسائلِ المقاومةِ الصاروخيةِ التي تُحدِثُ كلَّ يومٍ ارتجاجاً امنياً وسياسياً واجتماعياً في مستوطناتِ الشمالِ الصهيونية..
واِنِ ارتقى الصامدون من المدنيين اللبنانيين شهداءَ معَ المجاهدين من المقاومةِ الاسلاميةِ واللبنانية، فانهم يكتبونَ بالدمِ اجملَ المعادلات: صامدون حتى ترتيلِ آياتِ النصرِ على جبالِ الوطنِ وفي ساحاتِه..
ومن ساحةِ القسم في صور جَددت افواجُ المقاومةِ اللبنانيةِ امل القسَمَ للامامِ المغيبِ السيد موسى الصدر، وكتبت بالدمِ من جديدٍ عهدَ الوفاءِ للوطنِ بالدفاعِ عن ارضِه وبَنيه. ومعَ تشييعِ ثلاثةٍ من شهدائها الذين ادَّوا واجبَهم الوطنيَ والجهادي، حَذرت حركةُ امل العدوَ من ايِّ تمادٍ بالعدوان ِ لانَ كلَ بنادقِ المقاومةِ على الارضِ اللبنانيةِ موحَّدةٌ، وهي له بالمرصاد..