تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 09-12-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها مستجدات المشاورات لتأليف الحكومة وتوزيع الحقائب، بالاضافة إلى الكلمة المرتقبة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم..
السفير
بري ونصرالله يحذّران من تماهي الخطرين الإسرائيلي والتكفيري
ماذا تبيّت إسرائيل للبنان في «بنك الأهداف» الجديد؟
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول “يريد البعض للعهد ولنفسه وللبلد عموماً أن يغرق في تفاصيل التأليف الحكومي، لكأنّ هذه الحكومة صارت «حكومة الحكومات»، بينما لن يكون عمرها سوى مجرد أشهر قليلة إذا صدقت النيات بأن التمديد للمجلس النيابي ليس واردا في حسابات أحد من أهل القرار.
ولعل لسان حال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله هو دعوة الجميع إلى التواضع بالفعل لا بالقول، فمن يتنازل عن حقيبة يكسب في المقابل بلده وشعبه. أما من يراهن على ما بعد العهد الجديد، حتى من قبل أن يبدأ فعليا، فعليه ألا يستعجل لأن لبنان لطالما شكل تاريخيا مطحنة للأفكار والعقائد والتجارب، بفضل بنيته الطائفية التي لم يسعَ أحد حتى الآن إلى هز ركائزها، وهي أساس منظومات و«مافيات» كثيرة، أبرزها «مافيا» الفساد المستشري في معظم شرايين الدولة والحياة السياسية.
لا يعفي الانهماك في «بازار الحقائب» وحروب «تصفية الحسابات» التي يمكن تأجيلها، من وجود مخاطر أخرى، أبرزها الخطران الإسرائيلي والتكفيري.
ففي تطور نادر، نشر الجيش الإسرائيلي، أمس، على موقع «تويتر» خريطة تظهر بنكاً للأهداف (عشرة آلاف هدف) في القطاع الشرقي من الجنوب والبقاع الغربي، أي كل الخط المحاذي عمليا للحدود اللبنانية ـ السورية، بما فيها تماسه مع منطقة مزارع شبعا وجبل الشيخ التي يحتلها الجيش الإسرائيلي.
وفيما أشارت صحيفة «معاريف» إلى أن نشر هذه الخريطة يعد استثنائياً بأعراف الجيش الإسرائيلي، يبين حجم المواجهة المقبلة، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار واقع أن الجيش الإسرائيلي خرج إلى «حرب لبنان الثانية» (تموز 2006) وفي جعبته 200 هدف فقط ادّعى أنه دمّرها في الساعات والأيام الأولى من عدوانه قبل أن يتبين له عكس ذلك على مدى ثلاثة وثلاثين يوما.
وإذا كان جيش الاحتلال يزعم أنه صارت تتوفر له حاليا قدرة أفضل على جمع المعلومات عن «حزب الله» ومواقعه في الجنوب اللبناني، أوضح التلفزيون الإسرائيلي أن نشر الخريطة يتناغم مع التصريحات الحربية لوزير الحرب أفيغدور ليبرمان بشأن عزم جيش الاحتلال على المحافظة على مصالح إسرائيل الأمنية.
هذه الخريطة نُشرت على موقع رسمي إسرائيلي وتزامن ذلك مع قيام البعثات الإسرائيلية في واشنطن ونيويورك بالتسويق لها لدى فريق الإدارة الأميركية الجديدة في معرض التدليل «على المخاطر على أمن إسرائيل القومي»، جراء ترسانة الصواريخ التي يملكها «حزب الله». وبدا واضحاً أن تل أبيب قررت «الاستثمار» في الإدارة الأميركية الجديدة قبل أن تتولى مهامها رسمياً بنحو أربعين يوماً.
وفيما حذرت مصادر ديبلوماسية عربية في الأمم المتحدة من أبعاد التضخيم الإسرائيلي ومخاطره، دعت الحكومة اللبنانية إلى التعامل مع «الرسائل الإسرائيلية» بجدية «لأنها تحمل في طياتها شيئاً مبيّتاً ضد لبنان».
وتلتقي التحذيرات الديبلوماسية من الخارج مع تحذيرات ردّدها الرئيس نبيه بري في الآونة الأخيرة أكثر من مرة، لجهة تماهي المشروعين الاسرائيلي والتكفيري، خصوصا مع اتساع مناطق سيطرة «النصرة» في مناطق سورية على تماس مع الجولان السوري المحتل من جهة ومع منطقة مزارع شبعا المحتلة والعرقوب اللبناني المحرر من جهة ثانية.
وجاءت هذه التحذيرات استنادا إلى تقارير أمنية رسمية أشارت إلى تزايد أعداد النازحين السوريين في القرى السورية المحاذية للحدود اللبنانية، وفرض الأمر عقد اجتماعات عسكرية لبنانية ـ دولية (ضباط من الجيش اللبناني ومن قيادة «اليونيفيل») تمحورت حول الإجراءات التي يمكن للطرفين اللبناني والدولي اتخاذها تحسباً لأي تداعيات أمنية محتملة على المقلب اللبناني لجبل الشيخ، ومنها دفع «النصرة» إلى منطقة العرقوب.. وصولا إلى محاولة افتعال فتنة بين مخيمات النازحين السوريين وجوارهم اللبناني.
ووفق أوساط حزبية بارزة في «8 آذار»، فإن السيد حسن نصرالله سيؤكد في خطابه المتلفز، مساء اليوم، أهمية الثقة المتبادلة بين المقاومة والعهد، مثلما سيوجه التحية للجيش اللبناني الذي قام ويقوم بعمليات عسكرية ـ أمنية استباقية ضد الإرهاب على غرار عمليات مخيم عين الحلوة ووادي عطا في خراج بلدة عرسال وبقاعصفرين في الضنية. كما سيؤكد جهوزية المقاومة في الميدان في مواجهة الخطرين الاسرائيلي والتكفيري.
النهار
برّي يُطلق نفير مهل قانون الـ60
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول “ماذا يعني ان يطلق رئيس مجلس النواب نبيه برّي تحذيراً من إمكان ان يصيب تسارع سريان المهل وحشرتها قانون الستين بنفسه وسط تفاقم حال التعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة الجديدة؟
الواقع ان هذا الموقف “الطارئ” للرئيس بري أشاع مزيداً من الغموض حول مسار التأليف خصوصاً انه جاء غداة انطباعات متفائلة بموجة إضافية من المشاورات السياسية للدفع نحو استعجال الولادة الحكومية قبل عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة. وكانت أحدث حلقات التشاور بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية قد أفضت الى معطيات مرنة في شأن معالجة موضوع حقيبة “المردة”، لكن اي جزم بالنتائج التي تترتب على تفاهم الحريري وفرنجية بقي عالقاً على مزيد من المشاورات التي سيجريها الرئيس الحريري مع الأفرقاء المعنيين الآخرين ولا سيما منهم الرئيس بري و”القوات اللبنانية” في ظل ارتباط فك عقدة حقيبة “المردة” بحقيبة الأشغال التي تبقى مثار نزاع بين بري و”القوات”.
حقيبة “المردة”
لكن مصادر في قوى 8 آذار أوضحت ان لا تحرك فعلياً لحلحلة العقد في الأيام العشرة الأخيرة، فيما يمكن حل عقدة “المردة” بإعطائها حقيبة الصحة أو التربية، مشيرة الى ان الرئيس بري كان طرح في الاجتماع الرئاسي الرباعي الذي انعقد في قصر بعبدا في عيد الاستقلال اعطاء فرنجيه واحدة من الحقيبتين وهو يتكفّل بأن تصدر مراسيم الحكومة خلال ساعتين. الا انه مذذاك لم يتلقّ أي جواب حتى ان لقاء وحيداً عقد بعد ذلك بين معاون بري الوزير علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري السيد نادر الحريري.
وقالت هذه المصادر إن حصة “حركة أمل” في حقيبتي المال والاشغال هي خارج البحث ولا شيء يمنع مبادلة وزارة الأشغال مع فرنجية. وأضافت ان “حزب الله” سعى الى توسيع مروحة التمثيل في الحكومة بجعلها ثلاثينية، إلا أن قوى 8 آذار تردد ان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لم يقبلا بها.
وعلم ان لقاء طويلاً ضمّ فرنجية ومعاون بري الوزير خليل في وزارة المال قبل توجه الأول الى “بيت الوسط” مساء الاربعاء، عرضت فيه كل التطورات السياسية واتصالات التأليف. كما علم ان لقاء “بيت الوسط”، على رغم الوقت الضاغط في عملية التأليف الحكومي، تناول في جانب منه ملف الانتخابات النيابية وان الحريري اكد ضرورة اجرائها في موعدها.
وعلمت “النهار” أن الاسباب الكامنة وراء تراجع موجة التأليف الحكومي أمس في أقل من 24 ساعة تعود الى الخلاف على حقيبتيّ الأشغال والتربية تحديداً. فبالنسبة الى حقيبة الاشغال، بدا أن تمسك الرئيس بري بها مقابل إصرار “القوات اللبنانية” على أن تكون من حصتها الوزارية بناء على تفاهم سابق مقابل تنازل “القوات” عن الحقيبة السيادية وضع مساعي التأليف في حلقة مفرغة. كما أن إقتراح إسناد حقيبة التربية الى “تيار المردة” لم يلقَ قبولاً لدى دوائر قصر بعبدا التي تتمسك بإعطاء “التيار” حقيبة الثقافة على ما حصل في حكومة تصريف الاعمال الحالية. وقد استرعى الانتباه ما صرّح به امس عضو كتلة “المستقبل” النائب عاطف مجدلاني إنطلاقا مما هو متداول من “أن الموضوع ليس عند الرئيس المكلف بل عند التيار الوطني الحر وسحب الفيتو من اعطاء وزارة التربية للوزير سليمان فرنجية”.
برّي يحذّر
وفي ظل التعثر الذي تشهده ولادة الحكومة، بادر الرئيس برّي أمس أمام زواره الى القول إنه “يخشى” المسار الآتي: “تنتهي ولاية مجلس النواب الحالي في 20 حزيران 2017، ويجب اجراء الانتخابات النيابية قبل شهرين من هذا الموعد. ويقفل باب الترشيح قبل ثلاثة أشهر من انتهاء ولاية المجلس. كما ان هيئة الاشراف على الانتخابات يجب ان تؤلف قبل ستة اشهر من انتهاء ولاية المجلس أي مطلع السنة الجديدة”. ولفت الى “ان كل هذه الأمور يجب ان تحصل في حال كانت الانتخابات على أساس قانون الستين وان عدم التزامها يعرض الانتخابات للطعن”. غير أنه يسارع الى القول إنه يريد ألا يفهم من كلامه أنه يؤيّد قانون الستين بل ان عامل الوقت أصبح ضاغطاً. ورأى ان في إمكان حكومة الرئيس تمّام سلام تنفيذ هذه المهمات ويجب ان تبادر الى القيام بها في حال عدم تمكن الرئيس الحريري من تأليف حكومته.
وسط هذه الأجواء، ترصد القوى السياسية الكلمة التي سيلقيها اليوم الامين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله والتي يتوقّع ان يتطرق فيها الى ملف تأليف الحكومة وموقف الحزب من مجرياتها. وأفادت معلومات لـ”النهار” ان كلمة نصرالله ستتركّز على معركة حلب، موضحة انه سيتناول الملف الحكومي من باب نفي أي مسؤولية للثنائي الشيعي عن تعقيدات التأليف، كما سيشّدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الجميع، بالاضافة الى ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها على أساس قانون نسبي.
حريق بعبدا
في سياق آخر، تسببت حريق في مغارة الميلاد في قصر بعبدا بأضرار كبيرة في كل الجناح الرئاسي وجناح الاعلام وصولاً الى جناح المديرية العامة للرئاسة، جرّاء الدخان الذي ملأ كل القاعات والغرف وجعل من الصعب تنشّق الهواء، فيما اسودت كل الجدران.
واستمرت عمليات اخماد الحريق من الحادية عشرة ليل الاربعاء حتى فجر الخميس. ولم يكن في الإمكان السيطرة على الاحتكاك الكهربائي نظراً الى ضخامة الحريق ومواد الفلين المستخدم في الزينة وهو قابل لسرعة الاشتعال.
الأخبار
التيار يطلق مسار البحث في قانون الانتخاب… والحكومة «خلال عشرة أيام»؟
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول ” تتعدّد الروايات بشأن إمكان خروج الحكومة المنتظرة إلى النور قبل نهاية العام الحالي. وفي انتظار كلام الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصرالله اليوم، ينقسم السياسيون بين متشائمين ومتفائلين، من دون أن ينعكس التشاؤم أو التفاؤل تغييراً على العقد التي لا تزال تؤخّر تشكيل أول حكومة في عهد الرئيس ميشال عون.
وفي ظلّ التباعد المستمر في وجهات النظر بين الرئيسين عون ونبيه برّي، جرى حديث أمس عن مسعى جدّي بين التيار الوطني الحرّ وحركة أمل لحلحلة الملفّات العالقة، لا سيّما مسألة الحقيبة التي ستكون من حصة تيار المردة، وحقيبة الأشغال التي لا يزال حزب القوات اللبنانية متمسّكاً بها، بناءً على التزامات من الوزير جبران باسيل والرئيس سعد الحريري.
مصادر «الأخبار» أكّدت أن المسعى الجدي بين برّي وعون قد يذلّل العقبات، وأن الطرفين يلتزمان الصمت حيال هذا المسعى حتى لا تتمّ عرقلته، بما يمهّد لخروج الحكومة إلى النور خلال عشرة أيام على أبعد تقدير. كذلك عاد الحديث عن إمكان العودة الى العمل بحكومة الثلاثين وزيراً، وأن عون بات أقرب إلى هذا الخيار، إلّا أن الحريري لا يزال مقتنعاً بحكومة الـ24 وزيراً. أمّا حصّة المردة، فبات البحث بين بري والحريري حول ما يمكن تقديمه للوزير سليمان فرنجية، علماً بأن الحريري لم يقدّم أي عرض لرئيس المردة خلال لقائهما أوّل من أمس. وعلمت «الأخبار» أن فرنجية وضع الكرة في ملعب الرئيس المكلّف، مؤكّداً أن المسألة ليست مسألة حقائب بل أحقيّة التمثيل، وأنه يقبل ما يقبل به برّي. وقالت مصادر «الأخبار» إن المقايضة الآن باتت بين الحريري وبرّي، وأنه إمّا يتمّ تغيير كل الحقائب، أو تبقى التربية من حصة رئيس الجمهورية وتبقى الأشغال لحركة أمل.
مصادر التيار الوطني الحر، من جهتها، أكدت لـ»الأخبار» أن «الجو العام في البلد بات ضاغطاً لتشكيل الحكومة، وهو يشبه الجو الذي ساد قبيل انتخابات رئاسة الجمهورية» ووضعت إطلالة السيد نصرالله اليوم في سياق «التشديد على ضرورة الإسراع في التشكيل الى جانب التأكيد على العلاقة الاستراتيجية بين حزب الله والتيار». وبناءً عليه، أكدت المصادر أن «قصة الحكومة لن تطول كثيراً». وشددت على أن حل مشكلة حقيبة المردة «ليس عندنا. من جهتنا قدّمنا كل التسهيلات اللازمة ولا شروط لدينا. ومن يُرد أن يعطي المردة حصة أكبر من حجمه، فليفعل ذلك من كيسه، ولا مشكلة لدينا في ذلك». أما «إذا كان الحل مع الوزير فرنجية يستدعي اتصالاً هاتفياً فلا مشكلة… منعملو عشر تلفونات»!
في المقابل، يؤكّد أكثر من مصدر لـ«الأخبار» أن العقد لا تزال على حالها، وأن «الجميع متمسّك بمطالبه ويراهن على الوقت ومن يتعب مبكراً». فـ«التيار الوطني الحرّ ليس مستعداً لمنح فرنجية حصّة لا يراها من حقّه، وبري وحزب الله ليسا في وارد التخلّي عن حصة ترضي فرنجية لإبقائه لاعباً في الساحة المسيحية وردّ الجميل له». كذلك فإن «أزمة حقيبة الأشغال ليست بالأمر السهل، خصوصاً من تمسّك القوات بها بديلاً من الحقيبة السيادية التي كانت القوات تطالب بها كجزءٍ من الاتفاق مع التيار الوطني الحر».
وقالت مصادر مطّلعة إن السيد نصرالله لن يقدّم أي مبادرة في خطابه اليوم، لكنّه سيركّز في الشق اللبناني من الخطاب على تحالفات حزب الله، وعلى عمق العلاقة مع التيار الوطني الحرّ والرئيس عون.
وفي ظلّ القلق الجدي من انقضاء المهل الدستورية بما لا يبقي مفراً من اعتماد قانون «الستين» في الانتخابات النيابية المقبلة، علمت «الأخبار» أن التيار الوطني الحر أطلق فعلياً مسار البحث في قانون الانتخابات بمعزل عن مسار التشكيل الحكومي، تطبيقاً لما أعلنه الوزير باسيل عقب اجتماع تكتل التغيير والاصلاح مطلع هذا الأسبوع. وأكدت المصادر أن الاتصالات بدأت مع مختلف الأطراف لطلب مواعيد «وهناك عمل هادئ على كل المستويات». وأوضحت أن وفوداً نيابية من التيار ستبدأ سريعاً التواصل مع مختلف الأطراف للبحث في سبل التوصل الى قانون انتخاب، من دون انتظار التقدم على مسار التأليف الحكومي.
اللواء
التأليف: تنشيط الإقتراحات يحافظ على حرارة التفاؤل
4 عناوين في حديث نصر الله اليوم.. و«القوات» لا تؤيد زيارة عون إلى سوريا
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “مع اقتراب انتهاء الأسبوع الخامس على صدور مرسوم تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، تميز المشهد بمجموعة من المواقف والتطورات:
1-الاستمرار في تعميم أجواء التفاؤل، ليس في بعبدا فقط، بل في عين التينة و«بيت الوسط» والرابية أيضاً.
2- اعتراف ضمني بأن عملية التشكيل، على الرغم من الحركة الدائمة بحثاً عن حلول، ما تزال تمر في حالة من المراوحة التي اذا تجاوزت عيدي الميلاد ورأس السنة، فإنها تنعكس سلباً على سمعة العهد وعلى الأجواء الإيجابية التي سادت غداة انتخاب الرئيس ميشال عون وتكليف الرئيس الحريري.
3- حصر نتائج لقاء الرئيس الحريري مع النائب سليمان فرنجية بنقطتين: الاولى طلب الرئيس المكلف من زعيم «المردة» توسيع مروحة الوزارات التي يمكن ان يقبل بها، وهذه قضية قيد المتابعة، والثانية تفهم الرئيس الحريري للحالة المطلبية والسياسية التي تحكم تصرف «المردة»، حيث أصرّ زعيم هذا التيار على التمسك بمطلب حقيبة وازنة، وأن المشكلة ليست بتلبية هذا الطلب.
ومع ان المعلومات عن عشاء «بيت الوسط» لم تشر إلى حديث عن حقائب، بحسب ما كشف وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال روني عريجي، فإن مصادر مطلعة كشفت لـ«اللــواء» انه من بين الاقتراحات التي تمّ تداولها ان يتنازل الرئيس برّي عن حقيبة الأشغال «للمردة»، على ان تذهب حقيبة «الشؤون الاجتماعية» إلى حركة «أمل»، وهي الحقيبة التي وردت في التشكيلة الحكومية الأولى، ورفضها فرنجية.
4- تأكيد أوساط قريبة من «حزب الله» ان المطلوب الإفراج عن الحكومة، والعمل باتجاهه عن خطين:
الأوّل تلبية المطلب الواقعي للنائب فرنجية، والكف عن محاولة انتزاع وزارة الاشغال من الرئيس نبيه برّي، والثاني إعادة «القوات اللبنانية» إلى حجمها ليس فقط في ما خصّ الحقائب، بل لجهة الدور أو التفاهمات التي تشكّل في بعض جوانبها استفزازات لا مبرر لها.
3- العودة إلى صيغة حكومة الـ30، بحسب تمنيات الحزب والقوى الحليفة له بتمثيل أوسع شريحة ممكنة من الكتل السياسية.
وسط هذا المشهد، بقي الرهان على تنشيط الجهود للافراج عن الحكومة، وهذا الأمر بحثه الرئيس المكلف مع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، في حين كان البطريرك الماروني بشارة الراعي ينقل عن الرئيس عون انه «يسعى لتشكيل حكومة تضم الجميع نظراً لحجم التحديات التي تواجه البلاد على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية».
وكشف الراعي ان زيارته إلى قصر بعبدا، كانت لدعوة الرئيس عون للمشاركة في قدّاس عيد الميلاد. وعلمت «اللواء» ان البطريرك الراعي عندما استفسر من رئيس الجمهورية حول ملف تأليف الحكومة، سمع كلاماً مطمئناً حول جهود حثيثة تبذل لتذليل العقبات امام تأليفها بشكل سريع.
وكشفت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان ما طرحه الرئيس الحريري على النائب فرنجية كان بمثابة خارطة طريق تؤسس للمرحلة المقبلة حكومياً.
ولم تستبعد هذه المصادر ان يُبادر الرئيس عون إلى اجراء اتصال هاتفي بالنائب فرنجية لدعوته لزيارة قصر بعبدا، وعقد اجتماع مصارحة حول مجمل المواضيع بين الرجلين ينهي الأزمة الحكومية، مع العلم ان مثل هذه الدعوة لا تعتبر بأنها تنازل من قبل الرئيس عون، باعتباره يضع نفسه في خدمة الصالح العام، وهو بمثابة أب لجميع اللبنانيين.
كلمة نصر الله
وقبل أقل من 24 ساعة من الخطاب المتلفز للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، سعت الماكينة الإعلامية للحزب إلى ضخ كمية من المعلومات عمّا يمكن ان يتضمنه هذا الخطاب، سواء في شقه الإقليمي – السوري (معركة حلب) أو في شقه المحلي المتعلق بحملة الإشاعات التي طالت «حزب الله» في علاقاته مع «التيار الوطني الحر»، أو محاولات تحميل الشيعة مسؤولية تأخير الحكومة، تارة بالتلطي وراء تفويض الرئيس برّي إدارة التفاوض حول وزراء الشيعة، أي حصة الثنائي «أمل» و«حزب الله»، وتارة أخرى بتبني مطلب النائب فرنجية بحقيبة وازنة.
وحرصت دوائر الإعلام المرتبط بالحزب على الاضاءة على المواقف المفصلية للسيد نصر الله، سواء في ردود فعل مباشرة، أو في حلقات تلفزيونية ستلي الخطاب، فماذا ستتضمن الكلمة:
1-حسب مصادر معنية، فإن حصة الأسد من خطاب نصر الله ستركز على الوضع الداخلي، لجهة التصدّي للحملة التي تستهدف تحالف «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، وتصوير هذا التحالف وكأنه فقد قيمته بعد انتخاب عون رئيساً للجمهورية..
هذا أولاً، وثانياً الرد على المحاولات الجارية لتحريض حلفاء «حزب الله» من 8 آذار ضده، وتصوير الوضع بأن هذا الفريق لم تعد له قائمة.
اما النقطة الثالثة فهي التصدّي لما تصفه هذه المصادر بلغة الفتنة والتحريض المذهبي والطائفي.
2- وفي ما خص الأزمة الحكومية وأسباب تأخير ولادتها، تؤكد هذه المصادر ان السيّد نصر الله سيقدم تصوراً «لفتح ثغرة في جدار التأليف» انطلاقاً من ان جهود تأليف الحكومة قطعت اكثر من 80 في المائة، ولم يبق الا اليسير.
ولم تستبعد هذه المصادر ان يتطرق السيّد نصر الله إلى العلاقة الاستراتيجية التي ما تزال تربطه شخصياً وتربط الحزب «بالتيار الوطني الحر»، فضلاً عن الدعوة الملحة لتقدير موقف النائب فرنجية الذي وصفه قيادي قريب من أجواء «حزب الله» بالرجل الشجاع والشريف والوفي الذي يتعين مكافأته لا محاربته».
وستحث رسالة السيّد نصر الله والتي ستذاع عند الثامنة والنصف من مساء اليوم على تليين المواقف لتسهيل ولادة الحكومة، مع التنويه بموقف القوى التي تسهل التأليف ومنها النائب وليد جنبلاط.
3- وبالنسبة إلى حلب، فإن السيّد نصر الله قد يستهل خطابه بالكلام على «ما حققه الجيش السوري والقوى الداعمة له ميدانياً في حلب».
وفي المقابل، توقعت مصادر نيابية ان يسرد نصر الله ما يجري من تطورات في سوريا، ولا سيما في حلب الذي سيعتبره الحزب نصراً للنظام السوري وللحزب على المعارضة السورية، وستكون لهجة الأمين العام للحزب في هذه النقطة لهجة المنتصر والقوي في المعادلة السياسية والأمنية.
وبطبيعة الحال، وبحسب المصادر النيابية نفسها، فإن نصر الله لن يتطرق إلى مسألة الاحراج الذي تسببت به زيارة مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون للرئيس عون والبطريرك الماروني، سواء بالنسبة للعهد أو للكنيسة المارونية، في ضوء ما اثارته من ردود فعل مستنكرة لهذه الزيارة، وصدمة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين والمسيحيين خصوصاً في وقت تدمر فيه حلب على رؤوس أهلها.
وفي السياق، كان لافتاً للانتباه، تمني «القوات اللبنانية» بلسان النائب انطوان زهرا على الرئيس عون عدم تلبية دعوة الرئيس الأسد لزيارة سوريا في هذه المرحلة، والاكتفاء بصيغة التبادل الدبلوماسي على صيعد السفراء، وعبر وزارة الخارجية.
وجاء تمني زهرا، في خلال مقابلة تلفزيونية عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال، ضمن برنامج كلام النّاس، في وقت ردّ فيه رئيس حزب «القوات» سمير جعجع على تصريح الرئيس الأسد حول سياسة النأي بالنفس حيال الأزمة السورية مؤكداً ان من «مصلحة الأسد بالذات ان يستمر لبنان بهذه السياسة، لأن «لبنان ان حكى لا يمكن ان يكون الا ضده».
اعتصام السائقين
نقابياً، عاودت اتحادات ونقابات قطاع النقل التحرك امام وزارة الداخلية والاعتصام امام مراكز الميكانيك للمطالبة بإلغاء صفقة المعاينة الميكانيكية وإيقاف «صفقة تغيير الدفاتر واللوحات».
وتجمع السائقون امام مبنى الداخلية في الصنايع، بالتزامن مع قطع طرقات في الجبل والشمال والمناطق الأخرى. وأعلن رئيس اتحادات النقل البري بسام طليس أن «الإتحاد سيلجأ الى التصعيد بعد الإجتماع في مقرّ الإتحاد العمالي العام الإثنين المقبل، وستكون وجهته مراكز مصلحة تسجيل السيارات والإضراب العام على كامل الأراضي اللبنانية».
وانتقد «ما تعرّض له السائقون العموميون صباحاً عند طريق قصقص من ضرب بالعصي من قبل ملثمين أثناء توجّههم إلى الإعتصام»، واضعاً «هذا الحادث بعهدة وزير الداخلية والأجهزة الأمنية والقضائية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة»، معتبراً أن «ذلك لن يثني القطاع عن الإستمرار في تحركاته»، مع العلم ان القوى الأمنية التي تدخلت لفض اشكال قصقص كانت اتهمت السائقين بالتعدي على أحد الركاب لدى محاولته صعود باص على الطريق العام.
البناء
كيري ولافروف ودي ميستورا: اتفاق على انسحاب المسلحين من حلب
نصرالله اليوم: ثقة ثابتة بعون وتفويض مفتوح لبري… وباقون في سورية
الحكومة تنتظر «الأشغال» بعد «التربية»… وقانصو لأولوية قانون النسبية
صحيفة البناء كتبت تقول “لا يبدو المعلن من تفاهم وزيري خارجية أميركا وروسيا جون كيري وسيرغي لافروف عن عودة التعاون بين حكومتيهما على مستوى الخبراء، للبحث في سبل الخروج الآمن للمدنيين من مناطق ضيقة ومحدودة لا يزال يخوض فيها بعض المسلحين في الأحياء الشرقية لحلب، معارك تتراوح بين الانتحار والتمهيد للفرار، أنه إنجاز بحجم اللقاءات التي جمعتهما خلال ثلاثة أيام ما لم يُكتب لخروج شامل للمسلحين النجاح، بعدما أقرّ التفاهم على هذا الحلّ في مجلس الأمن، وفقاً لما أعلنه بعد منتصف ليل أمس المبعوث الأممي سيتفان دي ميستورا، مع إعلان روسي عن وقف للنار تسهيلاً للمهمة، فهل ينتظر الأمر أن يجتمع الخبراء الروس والأميركيون غداً أم تقول المعارك كلاماً أبلغ من كلام دي ميستورا وتعهّدات كيري؟
بينما تبدو للخبراء وظيفة أصلية أسندت إليهم أصلاً وهي تحميل المواقع العائدة لجبهة النصرة لبدء التعاون العسكري في الحرب على جبهة النصرة، فيما يشكل عنوان المدنيين الأنسب لواشنطن للعودة للتعاون وتتمسك موسكو بانسحاب المسلحين، فيسهّل الروس على الأميركيين مهمّتهم علهم ينجحون هذه المرة بعد دروس المعارك القاسية، ويمنحون الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى سورية ستيفان دي ميستورا مهمة تتناسب مع حجمَيْهما وما تبقى لهما من مدة ولاية تنتهي خلال عشرين يوماً، بينما تبدو للمعارك لغة أخرى في ترتيب الوضع في حلب مع تواصل الانهيارات في صفوف الجماعات المسلحة.
الميدان الحلبي يقول بالوقائع إنّ دخول الجيش السوري وحلفائه إلى حي الشيخ سعيد وتراجع المسلحين لخوض المعارك على أبواب أحياء الكلاسة وبستان القصر يعني أنّ تدحرج الانتصارات لحساب الجيش والحلفاء سيتواصل وبتسارع ربما يسبق كلّ المساعي.
هل ينجح مسعى ترحيل المسلحين الذي أعلن عنه دي ميستورا بعد جلسة مجلس الأمن حول سورية؟
الجواب في عهدة الأميركيين مع منح موسكو ودمشق الفرصة لتحقيق ذلك بتأمين مخارج آمنة للمدنيين من جهة وللمسلحين الراغبين بمغادرة الأحياء الشرقية من جهة أخرى.
لبنانياً، تطلّع نحو خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي سيطلّ مساء اليوم متحدثاً عن لبنان وسورية، حيث يتوقع أن يجدّد الثقة برئيس الجمهورية وبرئيس التيار الوطني الحر، كما يؤكد التفويض المفتوح لرئيس المجلس النيابي في التفاوض نيابة عن فريق الثامن من آذار، مؤكداً التمسك بتمثيل لائق بالحلفاء، ليرسم من معادلات الحرب في سورية ثبات الحزب عند قراره بعد نصر حلب، للبقاء في سورية حتى يتحقق النصر الشامل على الإرهاب.
الجمود الحكومي لا يزال على نقطة التفاوض المتصلة بمصير وزارة الأشغال التي أعلن رئيس المجلس النيابي أنّ تثبيتها لفريقه مع عرض وزارة التربية على تيار المردة يعنيان بدء مهمته في الحلحلة، وما جرى في شأن التربية ينتظر مثله في شأن الأشغال، بينما توقف رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو أمام المشهد السياسي الإجمالي وحيوية العنوان الإصلاحي في مسيرة بناء الدولة، مؤكداً على أنّ مفتاح كلّ إصلاح هو السير الجادّ بقانون انتخابي يعتمد التمثيل النسبي.
قانصو: من حقنا المشاركة في الحكومة وبالتمثيل الذي نريده نحن
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصو أنّ الخطوة الأولى لهزّ هذا النظام الطائفي الذي يتكئ عليه نظامنا السياسي، هو الإصلاح، ولا إصلاح من دون قانون انتخابات حديث. ففي ظلّ قانون الستين الطائفي ستبقى الحياة السياسية مقفلة بوجه الشباب، لذلك نقف جهاراً نهاراً ضدّ قانون الستين، وضدّ النظام الأكثري، فالنظام الأكثري يشرّع الأبواب أمام سلطة المال السياسي، وتعزيز النعرات الطائفية، ويشوّه أدنى معاني الديمقراطية. ونحن نرى أنه حان الوقت لكي يحمل شباب لبنان مشروع نظام انتخابي حديث قائم على الدائرة الواحدة والنسبية، لأنّ العصبيات الطائفية والمذهبية خنقت لبنان، وغيّبت استقراره السياسي وجعلت أمنه غير مستتبّ، وهذا ما يشكل هاجساً، كما أنه يشكل حافزاً للشباب للعمل من أجل الإصلاح السياسي.
وشدّد قانصو على أنه لا يجوز أن تتشكل الحكومات بعقلية المحاصصات بل يجب قيام حكومة وحدة وطنية، لأننا نرى أنه من المستحيل النهوض بالبلد من دون وحدة وطنية تشارك فيها كلّ القوى السياسية. من حقنا أن نكون مشاركين في الحكومة وبالتمثيل الذي نريده نحن، فحزبنا منتشر في المتن الشمالي وجبيل وكسروان والكورة وعكار وعاليه والجنوب والبقاع، قبل أن يولد بعض الذين يسعون الى تكبير أحجامهم. ورأى أنّ المشكلة الحقيقية التي تعرقل تأليف الحكومة هو هذا الجشع لدى القوات اللبنانية، وهذا الانتفاخ المفتعَل بحجمها، وإذا لم تقبل بحجمها الحقيقي فمن الصعوبة تشكيل الحكومة.
وشدّد على أنّ انتصار حلب سيؤسّس لمرحلة جديدة تقترب فيها سورية من النصر النهائي، لا نقول إنّ المعركة انتهت بعد استعادة حلب، فلا تزال هناك مدن يحتلها الإرهاب، مثل إدلب والرقة، وهناك مدن محاصرة مثل دير الزور، أرياف حمص وحماه والحسكة محاصرة، فالمعركة ما زالت تحتاج إلى وقت، ومع ذلك نحن نثق بأنّ الدولة السورية ستنتصر في نهاية المطاف، وسيكون لهذا الانتصار تبعاته الإيجابية على المنطقة بأكملها.
السيد سيقدّم رؤيته للعهد ويؤكد دعم الرئيس عون
تتسم إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم بأهمية ودلالة بارزتين في ضوء التطورات الاستراتيجية في سورية، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وهذه هي الإطلالة الأولى للسيد نصرالله بعد انتخاب حليفه العماد ميشال عون رئيساً. وعلمت «البناء» أنّ السيد نصر الله سيقسم خطابه إلى قسمين: القسم الأول سيخصّص للشأن الداخلي المتعلق بتشكيل الحكومة ودعوة الجميع لتسهيل مهمة العهد، من خلال رؤية سيقدّمها وسيؤكد السيد نصرالله الدعم المباشر لرئيس الجمهورية، واحتضان بقية الأطراف في 8 آذار في إطار لمّ الشمل.
وسيتطرق في القسم الثاني من كلمته إلى قراءته لمجمل التطورات الاقليمية لا سيما بعد الانتصار الاستراتيجي في حلب الذي وعد وتحدث عنه في الإطلالات السابقة، والمشهد ما بعد حلب ألى أين يمكن أن يذهب. ويمكن أن يأتي السيد نصرالله على الغارات الاسرائيلية الأخيرة. ويتحدث بطريقة خاطفة واستهزائية حول «الكلام الإسرائيلي» عن بنك أهداف سيضربها العدو في لبنان في المواجهة المقبلة مع حزب الله والتي ناهزت عشرة آلاف هدف.
عقدة المردة على طريق الحلحلة
وفي الانتظار، تتقاطع القوى السياسية على بث الأجواء الإيجابية عشية الأعياد وحفظ إنجاز العهد الجديد. وتحاول مختلف المكوّنات إشاعة جو هادئ حكومي من دون تقدّم ملموس على أرض الواقع بانتظار التفاعل مع تصريح رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وإطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم. لكن اللقاءات في الساعات الأخيرة لم تحدّد موعداً ثابتاً لتشكيل الحكومة.
وتؤكد مصادر مطلعة في 8 آذار لـ «البناء» أنّ هناك «أجواء تفاؤلية بقرب تشكيل الحكومة، وعقدة المردة على طريق الحلحلة، ويعمل على تدوير الزوايا لحفظ حقه». وشدّدت المصادر على أنّ «حزب الله لا يطرح الثلث الضامن أو الثلث المعطل لا من قريب أو من بعيد، فهو يعمل ويجهد لإنجاح العهد وليس التصويب عليه».
وشدّدت أوساط سياسية لـ «البناء» على أنّ العقدة كانت تكمن في عدم إعطاء الوزير سليمان فرنجية ما يطلبه من حصة وزارية، فهو يعتبر أنّ حقه أكبر من الحقيبة المعروضة عليه التربية وكان واضحاً جداً أول أمس من بيت الوسط بعد لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري، عندما تحدّث عما «يدور فوق الطاولة وتحتها من مفاوضات»، وأنه «لا يريد إلغاء أحد ولن يسمح لأحد بإلغائه».
وإذ لفتت الأوساط الى مساعٍ لتقريب وجهات النظر بين بعبدا وبنشعي، استبعدت عقد لقاء بين الرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنائب فرنجية، مشيرة الى أنّ الظروف لم تكن نضجت حتى مساء أمس لعقد لقاء كهذا، لكنها توقعت أن نشهد حلحلة قريبة في الأيام القليلة المقبلة على صعيد التأليف.
المردة بين التربية والصحة؟
وتضاربت المعلومات داخل تيار المستقبل، بين مَن رأى أنّ التأليف الحكومي بات قاب قوسين أو أدنى من أن يُبصر النور في مهلة لا تتعدّى يوم الإثنين، وبين مَن اعتبر أنّ الأمور لا تزال تراوح مكانها. وفي سياق متصل، أكدت مصادر قيادية في «المستقبل» لـ «البناء» أن «لا أجواء إيجابية أو أجواء غير إيجابية، مشيرة الى انّ الوضع لا يزال على حاله». وتابعت المصادر «انّ مردّ الأجواء الايجابية التي يشيعها المعنيون عدم اتهامهم بالعرقلة والتعطيل، لكن عملياً لا جديد في المفاوضات». ولفتت المصادر الى انّ «الرئيس المكلف قدّم للوزير فرنجية أول أمس اقتراحاً جديداً يتعلق بالحصة الوزارية لتيار المردة، خارج الحقائب الثلاث الطاقة، الاتصالات الأشغال يتراوح بين الحصول على حقيبة الصحة أو التربية، لكن موقف النائب فرنجية لا يزال على حاله».
واستقبل الرئيس المكلف سعد الحريري مساء امس في «بيت الوسط»، وزير الصحة وائل أبو فاعور موفداً من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وعرض معه آخر المستجدات المتعلقة بالتشكيلة الحكومية.
الراعي في بعبدا
سُجلت زيارة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لبعبدا، حيث أمل «أن يتمّ تشكيل الحكومة قبل عيد الميلاد»، ودعا الى «دعم رئيس الجمهورية لأننا بذلك ندعم الوطن بكامله، خصوصاً أنه اصبح المسؤول، استناداً الى قسمه، عن وحدة الشعب اللبناني وخير لبنان». في غضون ذلك، أكد السفير الفرنسي ايمانويل بون من معراب انّ «فرنسا تنتظر تشكيل الحكومة وانطلاق عجلة المؤسسات في الدولة، وهي في جهوزية دائمة لمساعدة اللبنانيين»، آملاً «أن يصار الى تأليف الحكومة سريعاً».
الأحمد في بيروت
ويزورالمشرف العام على المخيمات الفلسطينية وحركة فتح في لبنان اللواء عزام الأحمد لبنان، بعد أسبوع ليناقش مع القيادات اللبنانية مشروع السياج الالكتروني كبديل عن السور، على أن يعمّم هذا السياج على باقي المخيمات بعد الانتهاء منه في عين الحلوة.
المصدر: صحف