تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 22-1-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
من قال إن «حزب الله» لا يريد الحرب بأيّ ثمن؟
ابراهيم الأمين
من حقّ العدو أن يكون في حيرة من أمره بشأن كيفية التعامل مع حزب الله. فالأمر في غاية التعقيد. النار فُتحت من الجانب اللبناني.
وكل محاولات جيش الاحتلال لتحاشي المواجهة باءت بالفشل. سحب جنوده من الحافة الأمامية، وأخلى المستوطنات إلى عمق كبير بالنسبة إليه، وطلب من الغرب التدخل دبلوماسياً. لكنّ حزب الله كان عنده جواب واحد: طبعاً، نحن من فتح النار، وفعلنا ذلك عن وعي وبهدف إسناد المقاومة في غزة. صحيح أننا لا نريد حرباً، لكننا لن نتوقف عن ما نقوم به حتى يتوقف العدوان على غزة.!
بساطة المعادلة التي وضعها حزب الله، تحمل تعقيداتها ضمناً. كون المواجهة الميدانية في الأسابيع الأخيرة، لم تعد كما كانت عند بدء المواجهات قبل نحو ثلاثة أشهر. لقد حصلت تعديلات كبيرة على آليات العمل من جانب المقاومة كما من جانب العدو. وتمّ الارتقاء من الجانبين نحو سقوف أعلى – ليس كثيراً – من تلك التي كانت حاكمة لمسار المواجهة.
لكنّ الميدان له تأثيره الجدّي على المستوى السياسي عند الجانبين. والجديد، هو أن العدو أقرّ، بأن عليه التعايش مع اشتعال الجبهة الشمالية ما دامت النار قائمة في الجنوب، لكن كيف له أن يعدّل في قواعد اللعبة؟
بموازاة تهديداته بشنّ حرب على لبنان، طلب العدو من حلفائه الغربيين وغير الغربيين، أن يتفاوضوا مع حزب الله لأجل إقناعه بوقف إطلاق النار.
وأظهر استعداداً لدفع أثمان يقدر على تحمّلها في هذه الفترة العصيبة من حياة الكيان. وجهد الأميركيون، كما فرنسا وعواصم أخرى، في محاولة جرّ المقاومة إلى صفقة تحقّق هدف العدو المتمثّل بوقف إطلاق النار.
وبعدما فشلت كل هذه المحاولات، انتقل العدو إلى صيغة جديدة، يرفع فيها من سقف التهديد. ومع ذلك، فإن الأميركيين الذين يعارضون توسّع الحرب ضد لبنان (حتى الآن) طلبوا من تل أبيب التروّي في كل خطوة تنوي القيام بها.
وحاول الأميركيون ومعهم فرنسا، تقديم صيغة يستندون فيها إلى «تفسير إبداعي» للربط بين جبهتَي الحرب في الجنوب والشمال. وكل ما وصلنا من نتائج «العقل الإبداعي» الأميركي والفرنسي يقول إن «إسرائيل ستدخل نهاية هذا الشهر في مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في قطاع غزة، وهي وعدت بأن عملياتها المفتوحة سوف تتوقف، وحتى الطيران الحربي سيتوقف عن القيام بغارات واسعة في القطاع، وأن العمليات سوف تتجه صوب مواجهة موضعية مع مجموعات المقاومة في غزة، وضد أهداف تعتبرها إسرائيل محضَ عسكرية، وبالتالي، فإن الحرب بصورتها التي عرفها العالم خلال 120 يوماً، سوف تتوقف». ليتفتّق بعدها هذا العقل الإبداعي بخلاصة تقول: «عندها، لن يكون هناك مبرّر لأحد أن يواصل إطلاق النار على إسرائيل بحجة وجود حرب في غزة»!.
وبعيداً عن كل الخبث الإسرائيلي وحتى العربي في الحديث عن جبهة لبنان باعتبارها غير ذات جدوى، فإن العدو يستعدّ لمناقشة أفكار إضافية مع موفدين فرنسيين وأميركيين يزورون الكيان في الساعات والأيام القليلة المقبلة، لكنه قرر إظهار «استعداده للذهاب بعيداً».
فخرجت، ودفعة واحدة، كل المواقف والتسريبات والتصريحات والإحصاءات التي تقول إن دولة الاحتلال، حكومة وجيشاً ومستوطنين، لم تعد قادرة على تحمّل ما يقوم به حزب الله، وإن آخر ما لديها من عروض هو : هدنة من طرف واحد، وفي حال لم يتلزم حزب الله بها، فسوف تتجه إسرائيل نحو حملة عسكرية جوية تستهدف آلاف الأهداف الخاصة بالمقاومة جنوب نهر الليطاني.
تحاول أميركا وفرنسا إقناعنا بأن المرحلة التالية من العدوان على غزة ستكون بنيران دقيقة، ما يوجب توقف جبهات المساندة
عملياً، يقول لنا العدو، إنه لن يقف عند خاطر أحد، وإنه ليس في حالة تردّد، وجيشه ليس في حالة تعب أو وهن، وهو قادر على خوض حرب ثانية مع لبنان. لكنه يقول لنا، إنه قرّر أيضاً، ومن جانب واحد، كيف ستكون عليه المعركة، معتبراً أن ما سيقوم به، سيكون الإطار الذي يفترض أن يلتزم به حزب الله. أي، مواقع عسكرية مقابل مواقع عسكرية، وعمق مقابل عمق… ما يعني أن العدو يقول لنا، إنه في حال كان حزب الله هو من قرّر فتح النار، فإنه هو من سيحدد حدود إطار النار. علماً، أن المقاومة في لبنان، وعلى لسان قادتها قالت بوضوح: في حال تجاوز العدو الحدود، فإن الحرب ستقع بلا سقوف وبلا ضوابط وبلا حدود أيضاً.
مشكلة العدو معنا، ليست في نقص القدرات النارية الهائلة عنده، ولا في أنه يمتلك قدرات تكنولوجية استثنائية، وقد ظهرت نتائجها في الميدان أيضاً، بل مشكلته، في أنه وبرغم الجهد الهائل الذي بذله للتعرّف إلى شيفرة المقاومة، فهو لا يظهر أنه قادر على إنتاج معادلات تريحه. وهو أمر له صلة بالعقل السياسي الذي يتحكّم بأصحاب القرار في كيان الاحتلال.
وربما فات قيادة العدو، أنه يتصرّف كأنه الوحيد الذي ضاق ذرعاً بالقواعد المعمول بها اليوم، وبالتالي، فهو مضطر لأن يقوم بشيء جديد. لكن، ألا يفكر العدو في طبيعة ردّ المقاومة عليه؟ صحيح أن حزب الله لا يريد افتعال حرب واسعة، لكنّ هذه القاعدة لا تعني أن المقاومة تتقبّل دفع أثمان كبيرة مقابل عدم دخولها الحرب، وبالتالي، فإن المقاومة تستعدّ، عملياتياً، لأن تردّ على أي خرق من قبل العدو لقواعد الاشتباك التي يقبلها حزب الله.
وهو ردّ حتمي، حتى ولو قاد إلى تدحرج الأمور صوب حرب كبيرة. ومن ثَمَّ، فإن الكرة تعود إلى ملعب العدو، وبيده، أن تتوقف الحرب كلها إن أوقف عدوانه الفاشل على غزة. وإلّا فليس أمامه، سوى التعايش مع الواقع القائم مع لبنان وبقية جبهات المقاومة، وغير ذلك، فهو من يتحمّل المسؤولية عمّا تؤول إليه الأمور في حال واظب على عناده ومكابرته.
أفكار العدو لمعالجة «المعضلة اللبنانية»، تجعله مثل ذلك الرجل، الذي دخل مطبخ بيته مستعجلاً إظهار مهاراته، إذ وضع البيض في مقلاة على نار قوية، وأضاف إليه خُضَراً من أنواع مختلفة، ثم مزج كل شيء مع بهارات متنوّعة، مفترضاً أنه أعدّ وجبة الفطور… قبل أن تقول له زوجته: ليس هكذا تُعَدّ العجّة يا غبي!
تصعيد العدوّ جنوباً: اغتيالات بالطيران وتهديد بالحرب
يتواصل التصعيد العسكري جنوباً، عند الحدود مع فلسطين المحتلة. ولئن حافظت المقاومة، وكذلك العدو الإسرائيلي، على مساحة جغرافية محدودة لتبادل النيران، مع خروقات محدودة، رفع العدوّ في الأيام الأخيرة من حجم ونوع خروقاته، عبر استهداف مقاومين أو مواقع محددة، خارج منطقة القتال في القرى الحدودية. وخلال اليومين الماضيين، أقدم العدو، على استهداف سيارة على طريق البازورية قرب صور، ما أدى إلى استشهاد المقاوم علي حدرج، ابن بلدة البازورية، وصديقه محمد دياب، ابن بلدة الطيبة. ويوم أمس، استهدف العدو سيارتين عند حاجز للجيش اللبناني في بلدة كفرا، ما أسفر عن استشهاد المقاوم فضل سلمان الشعّار من بلدة النبطية الفوقا، واستشهاد المواطنة سمر جميل السيد محمد، من بنت جبيل، حيث صودف مرورها في المحلّة. كما شنّت طائرات العدو غارات عدة على بلدة مركبا. كما استهدفت مدفعيته أطراف بلدات عديدة على امتداد القرى الحدودية من الناقورة إلى شبعا.في المقابل، أعلنت المقاومة أمس، عن استهداف ثكنة برانيت التابعة للجيش الإسرائيلي بالأسلحة الصاروخية، إضافة الى استهداف موقعَي رويسة القرن في مزارع شبعا، وحدب البستان بصاروخ بركان. كما أعلنت المقاومة «استهداف مستوطنة أفيفيم بالأسلحة الصاروخية، ما أدّى إلى إصابة أحد المنازل، وسقوط من كان في داخله بين قتيل وجريح رداً على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت القرى والمدنيين اللبنانيين وآخرها الغارة على بلدة كفرا».
وصار واضحاً أن العدو يعمد إلى استعراض قدراته التدميرية في المنطقة الحدودية، عبر شنّ حزمة نارية وغارات عنيفة على القرى والبلدات، وفي قلب الأحياء السكنية التي خرج منها سكانها. لكن، ما بدا مُلاحظاً أيضاً، هو انخفاض عدد شهداء المقاومة في القرى الحدودية، وخلال تنفيذ العمليات ضد العدو، إلى حد بعيد. ومنذ أسبوع كامل، لم يسقط للمقاومة شهداء على طول الجبهة. وهو ما يعني أن العدو بدأ يفقد القدرة الاستخبارية على استحداث أهداف جديدة لضربها في الميدان، وتعطيل حركة المقاومين وقدرتهم على تنفيذ العمليات. وهذا يدلّ على نفاد بنك الأهداف الذي كان قد أعدّه العدو، وهو في غالبه مواقع علنية ومعروفة ومنازل عناصر المقاومة وضباطها.
التهويل يترافق مع إجراءات في حيفا لدعم المستوطنين بالغذاء والإيواء
وكانت المقاومة، اعتمدت إجراءات ميدانية جديدة، وتكيّفت مع سمات المعركة الحالية، وأفقدت العدو القدرة على الاستهداف والقتل والتعطيل في الميدان. وهذا يعتمد بشكل أساسي على البنى التحتية العسكرية التي كانت المقاومة قد أنشأتها وطوّرتها طوال السنوات الماضية. وهذا ما لاحظه العدو أيضاً، إذ نقل المعلّق الإسرائيلي المعروف، ألون بن دافيد، عن مصادر في جيش العدو، قولها إنه «انكشف في الأسابيع الأخيرة حجم البنى التحتية لحزب الله التي تمّ إنشاؤها بالقرب من الحدود (…) وهي عبارة عن خنادق قتالية، ومواقع إطلاق مضادة للدبابات، ومخابئ، وعدد كبير من الصواريخ الثقيلة التي أعدّها حزب الله للمواجهة مع إسرائيل». وفي حين أشار بن دافيد، إلى أن «سلاح الجو لم يقم بتدمير حتى ذرّة واحدة من البنى التحتية لحزب الله»، أكّد أنه «لا يمكن تدمير هذه البنى التحتية إلا من خلال العمل البري».
التهديدات السياسية
بالتزامن، تعالت تهديدات قادة العدو، وخاصة وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، باقتراب انتهاء المهلة الممنوحة للحراك الدبلوماسي لتحقيق الهدوء الذي يعيد المستوطنين إلى المستوطنات الشمالية، ما يعني توجّه إسرائيل إلى التحرك عسكرياً لتغيير الوضع من خلال «إبعاد حزب الله عن الحدود». وأرفق العدو تهديداته، باتخاذ إجراءات أوّلية، تتعلق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية بشكل خاص، كتعزيز المستشفيات، وتوزيع حصص غذائية على المستوطنين، وتجهيز القطار في مدينة حيفا لنقل الجرحى، «حيث سيتحوّل إلى سيّارة إسعاف»، بحسب تعبير رئيس بلدية مستوطنة في منطقة حيفا. ولكن، يبدو لافتاً، أن كل الحديث الإسرائيلي حول التصعيد العسكري، وكذلك إجراءات الجبهة الدخلية، يدور حول جنوب لبنان بشكل خاص، في مقابل شمال فلسطين المحتلة، من الحدود مع لبنان، وصولاً إلى مدينة حيفا.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس، عن ضباط كبار في قيادة المنطقة الشمالية، أنه «ينبغي إنشاء معادلة جديدة مقابل حزب الله»، وهي عبارة عن أن «يعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لكن بعد أوّل قذيفة ستسقط في أراضينا (فلسطين المحتلة)، وخاصّة إذا أطلِقت باتجاه هدف مدني، سيؤدي ذلك إلى قصف شديد يؤدّي إلى تدمير جنوب لبنان، وبضمن ذلك مهاجمة بيوت مشبوهة في القرى الشيعية عند الحدود». وبحسب المقترح، فإن «الهدوء سيُقابل بهدوء، لكنّ إطلاق النار سيُقابل بإطلاق نار غير تناسبي».
وأضافوا أن «إسرائيل لا تستغلّ أيضاً حقيقة أن لدى حزب الله الكثير مما سيخسره خلال التصعيد في الفترة الحالية». وبحسب هؤلاء الضباط، فإنه «يجب العمل بشكل تدريجي وبتنسيق مع الأميركيين، ومنح فرصة حقيقية لتحقيق هدوء عند الحدود بواسطة مبادرتنا إلى وقف إطلاق نار، وفي موازاة ذلك تحقيق أساس شرعي لهجوم يقود في نهاية الأمر إلى إعادة الأمن إلى بلدات الشمال».
لن تفرح إسرائيل طويلاً باغتيال المهندس
للمرة الأولى منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، نعت كتائب عز الدين القسام “المجاهد في المقاومة الإسلامية في لبنان الشهيد المهندس علي محمد حدرج (عباس) الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس في عملية اغتيال صهيونية جبانة في جنوب لبنان”.
وأشاد بيان الجناح العسكري لحركة حماس، “بدوره وإسهاماته في إسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة”. وكان حدرج (36 عاماً) قد استشهد بغارة نفذتها مسيّرة معادية على سيارة كان يستقلها مع صديقه محمد دياب على طريق عام بلدته البازورية أول من أمس.
وما أفصحت عنه “القسام” عن عمل حدرج، استحضر احتفاء العدو الإسرائيلي بالوصول إليه. ونقلت وسائل إعلام العدو عن مسؤولين صهاينة أن “إسرائيل نجحت في اغتيال القيادي في فرع فلسطين التابع لفيلق القدس ومسؤول الدعم الاستخباري والتكنولوجي لحماس”.
مرة جديدة، تكشف مواجهة “على طريق القدس”، عن وجوه وأسماء قياديين في المقاومة اللبنانية عبّدوا الطريق إلى فلسطين.
أمس، في البازورية، مسقط رأس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، احتشد المئات لتشييع الدكتور المهندس “الذي لن تفرح إسرائيل طويلاً لاغتياله”.
تحلّق الأقربون والأبعدون حول أسرته التي تشبه العائلة الجنوبية، وهم متفاجئون بأن “الدكتور علي طلع منّو هيك”.
والده محمد، الأستاذ في المدرسة الرسمية، هو أسير محرر أمضى وقتاً في معتقل أنصار لدوره مع قوى المقاومة الوطنية بعد الاجتياح عام 1982.
والدته مزارعة وكان لها دورها في تعليم أولادها، فكان لها مهندسان وطبيب. في حديثه إلى “الأخبار”، يشير شقيق حدرج، الطبيب حسن حدرج، إلى أن شقيقه “التحق بصفوف المقاومة الإسلامية في عمر الثامنة عشرة، مدفوعاً من والدته التي شجعته على الالتزام الديني والعمل المقاوم.
وطوال 18 عاماً، صقل مقاومته بالعلم. درس هندسة الاتصالات، ثم تابع التخصص فيها في فرنسا قبل أن يستكمل دراساته العليا في الجامعة اليسوعية التي تخرج منها دكتوراً في الاتصالات بعدما قدم أطروحته قبل نحو شهر”.
برغم ارتفاع وتيرة المواجهات جنوباً، لم يشعر أحد بحركة استثنائية لدى حدرج. بقي يتابع عمله الخاص في مجال التكنولوجيا وكاميرات المراقبة. وبحسب شقيقه، “قبيل استشهاده، حضر صديقه محمد دياب لاصطحابه من منزل والدَيه في البازورية.
وغادرا بسيارة دياب في مشوار خاص. وبعد أربع دقائق، سمعنا الانفجار”.
حدرج أب لأربعة أطفال، أكبرهم في سنّ العاشرة، وأصغرهم عمره أربعة أشهر. ظهرت وصيته أمس بعد تشييعه. كتب فيها: “الله قد أنعم عليّ بالمال والبنون، لكني طلّقت الدنيا شوقاً للقاء ربٍّ كريم”.
اللواء:
مفاوضات تبريد الجبهة الجنوبية تسابق خديعة «الهدنة» المنفصلة!
الخماسية تطلق مساعيها بلقاء برّي.. وباسيل يضع شروطاً للمشاركة في جلسات الموازنة
في خط سير الحروب، التي تنتج اتفاقيات يجري التوقيع عليها، وتؤسس لمرحلة استقرار تلي الحرب يمكن رسم الخط التالي، حرب- مفاوضات- اتفاقيات.
في المعلومات التي يجري تداولها على نطاق العواصم المعنية بالمفاوضات وما ستؤول اليه، يجري الحديث عن مسار تفاوضي يبدأ في الأيام الأخيرة من هذا الأسبوع، ويتضمن تدرجاً في اطلاق الاسرى ووقف النار، ليس لفترة أسبوعين، كما تقترح اسرائيل، بل خلال مدة زمنية لا تقل عن 60 أو 70 يوماً، يفتح فيه المسار السياسي المتعلق بدولة فلسطينية، (حرة وذات سيادة بالتعبير الأميركي)، مقابل تطبيع للعلاقات مع دولة الاحتلال بعد وقف الحرب، واطلاق الاسرى الفلسطينيين والرهائن والجنود والاسرائيليين والأجانب.
ومعالم خطة التفاوض هذه، برزت خطوطها العريضة خلال المحادثات والجولة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، مع اطلاق آلية فرنسية- أميركية للعمل المشترك على جبهتي الجنوب والاستحقاق الرئاسي، في ما خص لبنان.
أما في لبنان، فانطلاق الترتيبات في غزة، سيكون له صدى مباشر على الجبهة اللبنانية إذ دخلت مفاوضات التبريد على الجبهة الجنوبية في سباق، مع محاولات ارتفاع لهيب الحرب في ضوء الهدنة المقترحة، من المستوى العسكري الاسرائيلي لمدة يومين في الجنوب، يليها هجوم كبير اذا لم يلتزم حزب الله بها.
ووصفت الهدنة المقترحة بأنها اشبه بخديعة، ومحاولة مكشوفة لجهة رفض الحزب بمجرد البحث بها.
واعتبرت مصادر سياسية ان زيادة تنفيذ إسرائيل لعمليات اغتيال كوادر من الحزب خارج منطقة ما كان يطلق عليه قواعد الاشتباك على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل، واستهداف القيادي في حركة حماس صالح العاروري ورفيقيه في الضاحية الجنوبية لبيروت وضمن المربع الامني لحزب الله منذ اسابيع وصولا إلى توجيه الضربات الموجعة إلى مسؤولي وضباط المخابرات الايرانية المتمركزين في دمشق مؤخرا، انما يعبر بوضوح عن زيادة الضغط العسكري الإسرائيلي على الحزب،ليقبل بمطالب إسرائيل الانسحاب من أماكن انتشاره على طول الحدود الجنوبية اللبنانية إلى عمق سبعة كيلو متر ليتسنى الامر لاعادة المستوطنين الإسرائيليين، إلى المستوطنات التي غادروها بعد عملية طوفان الأقصى، والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل،ضمن المطالب والشروط التي نقلها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين إلى لبنان في وقت سابق من هذا الشهر، وتلقى عليها تعديلات واجوبة الجانب اللبناني وحزب الله من خلاله، وغادر لبنان بعدها لابلاغ الإسرائيليين بالجواب اللبناني.
وعبرت المصادر عن اعتقادها بأن التصعيد الحاصل من قبل إسرائيل،انما هو بمثابة التفاوض بالنار تحت مظلة التصعيد والاغتيالات، لتسريع افاق التسوية التي حملها هوكشتاين،وكلما طال الامر و تعقدت الامور ،كلما زادت الاشتباكات المسلحة على جانبي الحدود وتصاعد تجاوز الحدود والاغتيالات، ما يؤشر إلى مرحلة حساسة وخطيرة دخلت فيها المشكلة على الحدود الجنوبية، بينما يعرف الجميع ان إنهاء التوتر والاشتباكات مع الاسرائيليين، بحاجة إلى موافقة النظام الايراني ، الذي يوجه حزب الله ويحدد خياراته، التي تتماشى مع مصالحه في النهاية.
وتبدي المصادر خشيتها من تحول عمليات الاغتيال الإسرائيلي لمسؤولين وقادة عسكريين بارزين في الحزب بلبنان وحرس الثورة الاسلامية في دمشق وغيرها، في حال لم تتوصل الديبلوماسية التي يتولاها اوكشتاين وغيره إلى نتائج ملموسة قريبا، وطالت الحرب على غزة والمواجهة المحتدمة ،إلى انفلات الاوضاع المتدهورة جنوبا، وتوسع نطاق الحرب باتجاهات غير محسوبة، تضر بلبنان كله.
مشاورات نيويورك
دبلوماسياً، تعقد في نيويورك غداً جلسة لمجلس الامن الدولي على المستوى الوزاري يشارك فيها وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، وتتناول الاوضاع في الشرق الاوسط، في ضوء مضي اكثر من 100 يوم على حرب اسرائيل العدوانية على غزة، والوضع الملتهب في الجنوب، ومناطق اخرى في الشرق الاوسط.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن الأوضاع على الجبهة الجنوبية لا تزال تستنفر تحرك القوى السياسية التي لا تزال تعبر عن خشيتها من توسع رقعة الحرب، في الوقت الذي لم تظهر فيه حل قريب بعدما تم ربط ساحتي غزة والجنوب، فضلا عن تهديد العدو الإسرائيلي بقدرته على فتح أكثر من جبهة.
ولفتت المصادر الى أن هناك ممن بدأ يتحدث عن تفعيل خطة الطوارىء التي وضعتها الحكومة في بداية احداث الجنوب تحسبا لأي طارىء. وقالت أن زيارة النائب السابق وليد جنبلاط لرئيس مجلس النواب نبيه بري تركزت على هاجس الحرب وحماية لبنان والعمل على إنجاز الاستحقاق الرئاسي،ومعلوم أن هناك حركة سياسية يقوم بها الحزب التقدمي الإشتراكي برئاسة النائب تيمور جنبلاط في سياق الإنفتاح والحوار. وفي الملف الرئاسي، أوضحت أن أي تطور جديد متوقف على المسعى المحلي الجديد ونشاط اللجنة الخماسية .
لودريان الى بيروت بعد الرياض والدوحة
وينطلق قطار الخماسية، في محاولة جديدة لمقاربة الطريقة الانسب لإنهاء الشغور الرئاسي.
وفيما يجري المستشار الأميركي آموس هوكشتاين مع المستشارة الرئاسية الفرنسية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا السفيرة آن كلير لوجاندر مشاورات متواصلة، تتجه الأنظار الى الموفد الرئاسي المكلف جان- إيف لودريان الذي يعد ورقة يحملها الى بيروت، بعد زيارة يقوم بها الى كل من الرياض والدوحة، وهما الدولتان العربيتان في عداد اللجنة الخماسية الى جانب مصر.
وتتوقف الورقة التي هي قيد الاعداد، حسب المصادر المتابعة، عند معادلة، لا غالب ولا مغلوب، وأن تكون شخصية الرئيس غير مستفزة، ونظيف الكف، بعيدا عن الفاسد، ومقبول من المجتمعين العربي والدولي، ضمن اقرار الالتزام بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701.
وحسب مصادر فرنسية، فإن الشق الأساسي يتعلق بمنع تدهور الوضع في جنوب لبنان، والحؤول دون اتساع الحرب في لبنان، عبر تأكيد اسرائيل وحزب الله احترام القرار 1701، حيث كلا الطرفين لا يحترمان هذا القرار، والحل لبنانياً بانتشار الجيش اللبناني بقوة جنوب الليطاني.
وحسب المعلومات، سيتطرق قائد الجيوش الفرنسية في تل ابيب الى الوضع في الجنوب ومنع حدوث اي توسيع الحرب، مع اقتراح إحياء اللجنة الثلاثية المكونة من ضباط لبنانيين واسرائيليين، والتي كانت تجتمع في الناقورة برعاية ضباط دوليين.
وفي ما خص مهمة لودريان، تراجع التفاؤل في الاليزيه بإمكان حدوث أي خرق في مهمته الجديدة في حال مجيئه، مع ترجيح مجيئه، في ضوء الاجتماعات التي تعقد على مستوى السفراء في بيروت، بمبادرة من سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري.
وحسب ما صرَّح به سفير مصر في بيروت علاء موسى، ان الحوار دائر بين سفراء الخماسية والاطراف اللبنانية، مشيرا الى اهمية التمديد لقائد الجيش، وبقائه في منصبه.
وهذا الامر، سيبحه السفراء مع الرئيس نبيه بري غداً، في عين التينة، حول عقد جلسات لمجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كاشفا ان معايير الرئاسية اتت من الكتل النيابية، رافضا طرح اي اسم للرئاسة من قِبل الخماسية.
عرقلة باسيل
نيابياً، وعشية جلسات مناقشة الموازنة العامة للعام الحالي، كشف التيار الوطني الحر ان كتلته النيابية، ستتقدم اليوم الى مجلس النواب باقتراح قانون معجل مكرر بالموازنة للعام 2024، بالصيغة التي اقرتها لجنة المال والموازنة، وفي ضوء ما سيقدم عليه الرئيس نبيه بري ازاء هذا الاقتراح، وبعدها يجتمع تكتل لبنان القوي الثلثاء لاتخاذ القرار المناسب لجهة المشاركة في الجلسات التي تبدأ بعد غد الاربعاء.
وفي السياق الرئاسي، اعتبر الكاردينال الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية يعني اقصاء للطائفة المارونية، وقال في عظة الاحد من بكركي امس: كفى اقفالاً لقصر بعبدا الرئاسي.
ودعا الرئيس نبيه بري الى الدعوة منذ الغد (اليوم) الى عقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس، وهو الواجب الاول الملقى على ضمير النواب، وعلى نيابتهم بحكم الدستور.
تحرك امام قصر العدل
قضائياً، ينظم غداً اهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت تحركاً امام قصر العدل للتأكيد أن قضية العدالة ومعرفة الحقيقة لن تضيع، في ألاعيب السياسية.
المواجهة الميدانية
ميدانياً، استمرت المواجهة لضربات المقاومة على المواقع المعادية قبالة الشريط الحدودي اللبناني، واغتيال المسيرات لعناصر مدنية وجهادية دون تمييز، وآخر العمليات العدوانية امس استهدافت سيارة رباعية الدفع عند مفترق كفرا- صريفا، بصاروخ موجه، مما ادى الى تدمير واحتراق سيارة «رابيد» كانت بقربها، وادت الى سقوط شهيد نفاه لاحقا حزب الله، واصابة امرأة ما لبثت ان توفيت لاحقاً، واصابة عناصر للجيش اللبناني كانوا في المكان.
وعلى الأثر ردت المقاومة الاسلامية بقصف مستعمرة افيفيم بالأسلحة الصاروخية، وقالت ان احد المنازل اصيب، وسقط من بداخله بين قتيل وجريح، وسبق ذلك استهداف المقاومة موقع حدب البستان بصاروخ بركان، واصابته اصابة مباشرة، كما استهدفت المقاومة موقع رويسة القرن في مزارع شبعا.
وليل امس حلق طيران حربي اسرائيل فوق بيروت وصولا الى البقاع وبعلبك، مرورا بحاصبيا ومرجعيون.
يشار الى ان ضباطا اسرائيليين، اقترحوا على رئيس الاركان هدنة ليومين، برعاية أميركية، شرط اذ يتبعها رد حاسم اذا انتهكها حزب الله.
البناء:
غارة إسرائيلية تغتال ضباطاً من الحرس الثوري في دمشق.. وإيران تتوعّد بالرد
يديعوت عن بايدن لنتنياهو: ستحمل الفشل الاستراتيجي الأكبر في تاريخ «إسرائيل»
حزب الله ينفي علاقة ملف الرئاسة بجبهة الجنوب ويؤكد قدرة غزة على النصر
كتب المحرّر السياسيّ
واصلت قيادة كيان الاحتلال خطتها لتعويض الفشل العسكري الذي يلاحقها في جبهات القتال، خصوصاً في غزة وعلى جبهة لبنان، بالانتقال الى التركيز على عمليات أمنية تستهدف قادة وضباطاً في محور المقاومة، تعلم أنهم رغم ما يمثلون من خسارة بخبراتهم ومكانتهم لن يغيّر غيابهم موازين القوى التي تقول إن جيش الاحتلال يخسر الحرب. ومنذ اغتيال الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعده القائد الجهادي في حزب الله وسام الطويل، وقبلهما المستشار الإيرانيّ في سورية رضي الموسوي، يبدو خط الاغتيالات فرصة كيان الاحتلال لخلق توازن معنويّ بين الهزائم في الميدان، وصورة النصر الذي توحي به الاغتيالات. وفي هذا السياق قام طيران الاحتلال بتنفيذ عملية اغتيال أربعة من ضباط الحرس الثوري الذين يعملون كمستشارين للجيش السوري في دمشق، عبر غارة استهدفت البناء الذي يقيمون فيه في حي المزة بدمشق.
إيران التي تعهّدت بالرد، على أعلى المستويات، لم تحدد شكل الردّ، بعدما كانت قد قصفت بالصواريخ مقرّ الموساد الإسرائيلي في أربيل في كردستان العراق، وكشفت عن قيامها باستهداف سفينتين إسرائيليتين على مسافة 3000 كلم من إيران في المحيط الهنديّ.
بالتوازي كان تحدي البحر الأحمر لا يزال ضاغطاً على الإدارة الأميركية دون اكتشاف الحلول، سوى التركيز الإعلامي على دور إيران بتزويد اليمنيين بالصواريخ والتقنيات والمعلومات.
وكان التجاذب الناجم عن المأزق بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يخرج إلى العلن مرة جديدة، حول كيفية الخروج من المأزق، فنقلت صحيفة يديعوت أحرونوت معلومات عن رسالة تلقاها نتنياهو من بايدن، يدعوه فيها إلى التعقل والسير بخطة تعويم للسلطة الفلسطينية والوعد بإقامة دولة فلسطينية يجري التفاوض على حدودها وماهيتها وحجم صلاحياتها، بما يسمح بتصنيع مخرج من حرب غزة عنوانه تسليمها للسلطة الفلسطينية في قلب صفقة شاملة تتضمن الموافقة على حل الدولتين، وإلا فإن نتنياهو يتحمل مسؤولية أكبر فشل استراتيجي في تاريخ “إسرائيل”.
لبنانياً، وحول جبهة الجنوب، تحدّث المسؤول الإعلامي في حزب الله الحاج محمد عفيف في لقاء مع أعضاء اللقاء الإعلامي الوطني، فنفى أي علاقة يجري التداول بها بين جبهة الجنوب وملف رئاسة الجمهورية، معتبراً أن ذلك إساءة أخلاقية للمقاومة وتعاملها مع دماء الشهداء والتزامها بإسناد المقاومة والشعب في غزة، ونظرتها للرئاسة كموقع وطني ينتجه الوفاق الداخلي وتحكمه التوازنات الداخلية.
وعن الحرب قال عفيف إن أسباباً كثيرة تدفع نحو الحرب الكبرى وأسباباً كثيرة تمنع حدوثها، لكن الأكيد هو أن المقاومة في لبنان تعمل جهدها لتجنيب لبنان خطر هذه الحرب وهي لن تتردّد بخوضها إذا فرضها الاحتلال على لبنان والمقاومة، كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مكرّراً وصف السيد نصرالله ما يجري في غزة بالمعجزة، مؤكداً ثقة المقاومة في لبنان بانتصار المقاومة في غزة وقدرتها على مواصلة القتال حتى تحقيقه.
بانتظار اجتماع ممثلي مجموعة الخماسية ليبنى عليه تجاه تحديد موعد زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، عادت محركات الرئاسة من جديد من دون أي خرق يمكن أن يحدث نقلة نوعية في الجدار الرئاسي المغلق. وتقول مصادر مطلعة لـ «البناء»، إن هناك حراكاً دبلوماسياً قام به السفير السعودي وليد بخاري في بيروت مع سفير مصر وفرنسا، بالتزامن مع حراك لودريان تجاه الرياض والدوحة بعد لقائه في باريس الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين.
ورأت المصادر أن ما تقدم، يؤشر الى محاولات فرنسية من أجل فصل ملف انتخاب الرئيس عن الوضع في الجنوب والأوضاع في غزة، وأن على المعنيين توجّس ما يمكن ان يحصل لو تفاقمت الأمور، والذهاب الى إنهاء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت ممكن، مع إشارة المصادر الى ان باريس اليوم ابتعدت عن الخيار الرئاسي الأول الذي أيّدته وذهبت الى طرح الخيار الثالث كنقطة وصل بين المكونات السياسية، في إشارة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، إلا أن الأمور لم تنضج بعد، نظراً إلى معطيات حصلت عليها «البناء» وتفيد بأن واشنطن ستسحب الملف الرئاسي من باريس في أقرب وقت وأنها تعمل عبر وسيطها هوكشتاين على ترتيب تسوية ضمن package كاملة.
وبحث رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة مع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بحضور الوزير السابق غازي العريضي الأوضاع العامة وآخر التطوّرات والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة “إسرائيل” لعدوانها على قطاع غزة ولبنان.
وأفادت معلومات المجتمعين لـ “البناء” أن البحث ركز على الأوضاع الأمنية لا سيما في ظل مواصلة “إسرائيل” عدوانها على لبنان والتطورات في البحر الأحمر. وقد أبدى جنبلاط قلقاً من احتمال إسرائيل التمادي في التصعيد ضد لبنان، ربطاً بالتصعيد الحاصل في المنطقة. واشارت المصادر الى ان الاهتمام كان منصباً على أهمية تحصين الجبهة اللبنانية ولم يتم التطرق خلال الاجتماع الى الملف الرئاسي بشكل موسع.
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن موظف أميركي رفيع قوله إن “إسرائيل” أبلغت واشنطن بأنه إذا لم يتم التوصل إلى حل للوضع عند الحدود اللبنانية، حتى نهاية الشهر الحالي، فإنّها ستصعّد هجماتها ضد حزب الله.
ونقلت عن موظفين أميركيين قولهما إن حزب الله ليس معنياً بحرب شاملة مع “إسرائيل”، لكنه يعارض التوصل إلى اتفاق تهدئة طالما أن الحرب على غزة مستمرّة.
ونقلت صحيفة العدو “يديعوت أحرونوت” عن ضباط إسرائيليين قولهم إنه “ينبغي إنشاء معادلة جديدة مقابل حزب الله”.
وحسب المعادلة، يعلن الجيش الإسرائيلي أنه “سيوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة، لكن بعد أول قذيفة ستسقط في، وخاصة إذا أطلِقت باتجاه هدف مدني، ستقود إلى قصف شديد يؤدي إلى تدمير جنوب لبنان، وبضمن ذلك مهاجمة “بيوت مشبوهة في القرى الشيعية” عند الحدود. والهدوء سيقابل بهدوء، لكن إطلاق النار سيقابل بإطلاق نار غير تناسبي من جانب “إسرائيل””.
وميدانياً، استهدفت غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة، امس، سيارة في جنوب لبنان، تابعة لوحدة حماية الشخصيات المهمة في حزب الله، وفيما استشهد فضل سليمان من بلدة النبطية الفوقا، وهو مسؤول حماية شحصية قيادية في حزب الله، أشارت المعلومات الى نجاة فادي سليمان قائد القطاع الأوسط بحزب الله. وأعلنت غرفة عمليات الدفاع المدني المركزية في جمعية “كشافة الرسالة الإسلامية” أنه: “اثناء توجه مسعفين من الدفاع المدني في جمعية كشافة الرسالة الاسلامية لتنفيذ مهامهم الإنسانية في مراكز انتشارهم، أغار العدو الصهيوني على سيارة مدنية في بلدة كفرا، مما أدى الى سقوط شهداء وجرحى، من بينهم جريحان مسعفان من الجمعية، حيث تم نقلهما الى المستشفى لتلقي العلاج وحالتهما مستقرة”.
وأعلن حزب الله أنه رداً على الاعتداءات الاسرائيلية التي استهدفت القرى والمدنيين اللبنانيين وآخرها استشهاد المواطنة سمر السيد في غارة على بلدة كفرا استهدفنا مستوطنة أفيفيم بالأسلحة الصاروخية ما أدّى الى إصابة أحد المنازل وسقوط مَن كان بداخله بين قتيل وجريح. وكان قد أعلن استهدافه موقع رويسة القرن في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية، وحققوا فيه إصابةً مباشرة. كما استهدف موقع حدب البستان بصاروخ بركان وتمَّت إصابته إصابةً مباشرة. وكان الحزب قد اعلن استهدافه ثكنة برانيت بالأسلحة الصاروخية. وتمّتَ إصابتها إصابة مباشرة”.
وكرّر البطريرك الماروني بشارة الراعي “مناشدة رئيس مجلس النواب الدعوة منذ الغد إلى جلسات متتالية لينتخب النواب الرئيس، بموجب القاعدة الديمقراطيّة، ومن دون أن ينتظروا من الخارج أيّة إشارة لاسم”. وفي رسالة حازمة الى المعنيين، قال الراعي: “كفى إقفالاً لقصر بعبدا الرئاسي وكفى إقصاءً للطائفة المارونيّة، وهي العنصر الأساس في تكوين لبنان!”
وفيما تتجه الأنظار الأسبوع المقبل الى مجلس النواب وجلسة الموازنة التي دعا اليها الرئيس نبيه بري، يومي الاربعاء والخميس المقبلين، والتي قد تمتد الى يوم الجمعة، يتقدم تكتل لبنان القوي اليوم لمجلس النواب باقتراح قانون معجل مكرر بالموازنة العامة للعام 2024 بالصيغة التي أقرّتها لجنة المال والموازنة، على ان يناقش على أساس ذلك مسألة مشاركته من عدمها في الهيئة العامة التي دعا اليها رئيس المجلس الأربعاء المقبل.
المصدر: صحف