خليل موسى موسى – دمشق
إنها الرابعة فجرا بتوقيت دمشق، والتقدم الساحق مستمرٌ على اتساع جبهة حلب، أخبارٌ عن استسلام وعن تهاو فاضح للمسلحين تصل بسرعة رصاصات الانتصار، كل هذا ترفق مع انفجارات مفاجأة في منطقة المزة، من جهة مطارها العسكري جنوبي غرب المدينة.
لم تعد الحكاية غامضة، مجددا يطل كيان العدو برأسه مشرعا أنياب حقده، وذلك على وقع نداءات أرّقت راحة باله المترنحة، فالمسلحون أطلقوها جهاراً وبصوت أعلى هذه المرة، طالبين من العدو التدخل بضرب الجيش السوري علّ ذلك ينقذهم في الجبهات المهزومة.
هذا ما اعترفت به وسائل إعلام صهيونية علانيةً، وعرضتها بشكل مباشر كما أطلقها المدعو فهد المصري المتحدث باسم واحدة من كنتونات الصهيونية المنتشرة في العالم وتدعى “جبهة الإنقاذ المعارضة”.
حين قال حرفيا على إحدى شاشات التلفزة الصهيونية موجها رسالة مباشرة للعدو الاسرائيلي “إن سوريا الجديدة لن تكون دولةً معادية لأي دولة أو قوة إقليمية أو عربية أو دولية، والأراضي السورية بأي حال من الأحوال لن تكون مقراً ولا معبراً ولا مركز تدريب أو دعم أو محطة ترانزيت أو عبور للسلاح أو التطرف أو الإرهاب العابر للحدود” على حد قول الدّعي فهد المصري.
فشل الوكيل يجبر الأصيل..
في سياق هذه الأحداث المتسارعة، كان لموقع قناة المنار وقفة خاصة مع الدكتور نبيل كنة المحلل السياسي في دمشق، حيث عاد إلى بواكير الحرب على سورية مؤكدا أنها محاولات ومخططات صهيونية بامتياز، وربطها بالوهابية وقوى الاستكبار الغربية بآن واحد، أتى بالدليل، وهو كلما حقق الجيش السوري تقدماً في جبهة ما، تدخل العدو الصهيوني بشكل سافر لرفع منويات المجموعات المسلحة.
يؤكد المحلل معنى كلامه بأن من يقاتل الدولة السورية على الأرض من تكفيريين ما هم إلا أدوات للعدو الصهيوني على الأرض السورية.
عدة مرات ظهر ذلك، وخاصة في الفترات الأخيرة، إذ أن أماكن مختلفة لمواقع عسكرية سورية، منها القنيطرة وريف دمشق وآخرها كان فجر هذا اليوم في منطقة المزة، تزامنت مع انتصارات الجيش السوري في حلب.
وعرج في استدلالاته عما يحدث من تدخل مباشر صهيوني، بزيارات إلى الكيان الصهيوني، قام بها أشخاص يحتسبون أنفسهم “معارضين سوريين” يقيمون خارج البلاد، ومنهم “اللبواني” وأشباهه، وذكر التطمينات التي أعطوها للكيان في حال حققوا أوهامهم واستلموا السلطة في سورية، – مؤكداً الدكتور كنّة أنها ستبقى أوهام وستذهب مع ريح الأزمة والحرب بانتصار سورية.
سورية تنتصر وحسب..
هذا العنوان العريض الذي ذكره المحلل السياسي في حديثه الخاص لموقع قناة المنار، مؤكداً أن الحرب باتت في نهاياتها وأن المشروع الغربي الصهيوني – الأمريكي –التكفيري، في المنطقة فشل، وبالتالي هذا الفشل الذريع دعا الصهيوني للتدخل المباشر في مناطق عدة وفي مراحل عدة، وكأن أصحاب المشروع الفاشل يتخبطون مع أوانهم الأخير.
كما عاد في حديثه عن انتصار سورية، إلى التاريخ، فشبّه الدكتور كنّة مدينة حلب وانتشار الإرهاب فيها بأنها مدينة ستالين غراد، التي دافع الروس عنها سابقا وانتصروا على الخطر النازي سابقا مخلصين العالم منه، وأكد أن الجيش السوري وحلفاؤه بدفاعهم عن سورية يدافعون عن العالم ضد خطر الإرهاب.
إلى هذا كله فعلى ما يبدو أنه لا داعي لإعلان الجيش السوري عن انتصار حققه خلال حربه على الإرهاب، فواقعُ الغيظِ الصهيوني وحده كفيل بتعريف العالم أن الجيش السوري والحلفاء يحرزون نجاحات متتالية في جبهات هامة يسحقون خلالها أدوات الكيان في المنطقة، وهي “الجماعات المتأسلمة” التي تغدو “مستسلمة”.
المصدر: موقع المنار