الصحافة اليوم 4-1-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 4-1-2024

الصحافة اليوم

ابرز ما جاء في افتتاحيات ومواضيع الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 4-1-2024

الاخبار:

جريدة الاخبارالسيد نصرالله: سنذهب إلى النهاية بلا ضوابط وسقوف

كانَ لبنان كما كيان الاحتلال والكثير من القوى الخارجية في انتظار خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمعرفة ما إذا كان سيغيّر مسار الحرب نحو تصعيد أكبر، وذلك ربطاً بالجريمة التي ارتكبها العدوّ أول من أمس باغتيال الشيخ صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في الضاحية الجنوبية.

وبعبارات مقتضبة وبنبرة هادئة، حسم نصر الله موقف المقاومة من الجريمة قائلاً: «هذه جريمة كبيرة وخطيرة ولا يُمكن السكوت عليها، ولن تبقى دون ردّ أو عقاب، وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي». وقد تعمّد نصر الله توجيه سلسلة من الرسائل باتجاهات مختلفة، ولم يقصرها على قيادة العدوّ، لكنه لفت قادة الاحتلال الى أن المقاومة «تقاتل في الجبهة مع فلسطين بحسابات مضبوطة، وإذا فكر العدو بأن يشن حرباً على لبنان، حينها سيكون قتالنا بلا حدود وبلا ضوابط وبلا سقوف، ومن يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة جداً».

وقال: «حتى الآن، نحن نحسب حساباً للمصالح اللبنانية، لكن إذا شُنّت الحرب على لبنان فإنّ مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط».

كلمة السيد نصر الله، التي ألقاها خلال احتفال أقامه حزب الله في الذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، أرادها مناسبة للقول صراحة للعدوّ بأن «المقاومة لن تسكت عن هذه الجريمة، وأن الحزب لا يخاف الذهاب الى الحرب»، مشدّداً مرة أخرى على جهوزية المقاومة واستعدادها للذهاب الى حرب شاملة في حال اقتضت مصلحة لبنان ذلك. كما وجّه نصر الله رسالة الى الجهات الدولية وإلى الذين ينشرون مقاربات تساهم في تقليص منسوب الخشية والقلق لدى الإسرائيليين بأن حزب الله سيبقى مضبوطاً.

وشدّد السيد نصر الله على أهمية نتائج العمليات التي بدأت في 8 تشرين الأول الماضي على لبنان، قائلاً: «استنفر الإسرائيلي بكل أسلحته وعتاده، وهذه من بركات مسارعة المقاومة في لبنان الى فتح الجبهة».

وأضاف «اعتبر الإسرائيلي أن ما جرى في غزة قد يرعب اللبنانيين وكانوا يفكرون جدياً بالقضاء على حزب الله باعتبارها فرصة، لكن هذه الحرب على لبنان منعها أمران. الأمر الأول مسارعة المقاومة الى فتح الجبهة، ما أفقد الإسرائيلي عنصر المفاجأة، والأمر الثاني قوة المقاومة وشجاعتها وجرأتها»، معتبراً أن أهم رسالة للمقاومة في لبنان في 8 و9 تشرين أنها مقاومة شجاعة وقوية وليست مردوعة أو لها أيّ حسابات في الدفاع عن بلدها». وقال نصر الله إنّ «المقاومة في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة لم تكن مردوعة، وهي اليوم أكثر جرأة واستعداداً للإقدام.
وتحدث السيد نصر الله عن الحرب الإسرائيلية على غزة، وقال إنه «خلال ثلاثة أشهر لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني يدّعي أنه أمام صورة نصر حتى الآن»، لافتاً إلى أنّ «من نتائج طوفان الأقصى وما يجري في كل محاور القتال انعدام ثقة شعب الكيان بالجيش والأجهزة الأمنية والقيادات السياسية».

السيد نصر الله أكد أن الحرب على لبنان منعتها مسارعة المقاومة إلى فتح الجبهة

واعتبر أيضاً أنّ «من نتائج الحرب الفشل في تحقيق أيّ من الأهداف، فالأميركي عندما يقول للإسرائيلي أن ينسحب من المدن لأنه يخاف عليه، فيما من الممكن أن تكون رغبة المقاومة بقاء الصهاينة للنيل منهم»، وأنّ «طوفان الأقصى من أهم نتائجه أنه دمّر الصورة الأميركية التي تم الترويج لها وقدّمها بأبشع حقائقها، لأن أميركا هي اليوم من يقتل في غزة وتمنع وقف الحرب على غزة، وما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادراً على حماية أي شعب، وهذا عبرة لنا جميعاً». ولفت السيد نصر الله إلى تجربة غزة قائلًا: «هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفاً لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك. الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان. فإن كنت قوياً تفرض احترامك على العالم، وهناك مشهد قوة في غزة، رغم المظلومية الهائلة، وما جرى وضع إسرائيل على طريق الزوال الذي سنشهده جميعاً ولن يستطيع أن يحميها أحد، أما العروش العربية فلتحفظ نفسها».

في تل أبيب، توقفت وسائل الإعلام أمام خطاب نصر الله، في موازاة تظهيرها ما سمّته «ذروة الجهوزية» لدى الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونقلت عن مصادر عسكرية أن الجهوزية هي «للردّ على حزب الله»، وفسّرت زيارة رئيس الأركان هرتسي هليفي للمنطقة الشمالية وتصريحاته بأن «الجيش الإسرائيلي في جهوزية قصوى على الحدود»، بأنها «رسالة واضحة الى حزب الله».

وفي تحليل الخطاب، رأت إذاعة «كان» أن كلمة السيد نصر الله حملت رسالتين الى إسرائيل، الأولى بالتأكيد على حتمية الرد على اغتيال العاروري، والثانية هي «تحذير إسرائيل أنه إذا ذهبت الى ردّ معتدّ به، بعد ردّه، فيمكن أن يتسبّب ذلك بحرب كبيرة، تدفع خلالها إسرائيل ثمناً باهظاً».

ويبدو أن التوقعات الإسرائيلية وتركزها على عملية الاغتيال منعت تتبّع المقصود من الإشارة الى «الحرب الكبرى» كما وردت في الكلمة، الأمر الذي يؤكد من جديد أن التأثر العبري بالنماذج المقولبة مسبقاً لتفسير ما يحدث وتقدير الآتي ما زال على حاله.

وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، اللواء يعقوب عميدرور، إن «نصر الله من جهة لا يريد الانجرار إلى الحرب، وكذلك لا يريد أن يمنحنا الذريعة للقتال في لبنان، لكنه من ناحية أخرى يتعيّن عليه أن يفعل شيئاً»، منتقداً أصل قرار اغتيال العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، بقوله: «على أيّ شخص لديه يد خفيفة على الزناد، أن يتذكّر أن الحرب في لبنان أصعب من القتال في غزة، وعلى الجبهة الداخلية ستكون أصعب بعشر مرات».

المقاومة لترميم «توازن الردع»: الحرب المقبلة غير تقليدية

ابراهيم الأمين

لم يكن السيد حسن نصرالله، أمس، كما كان عليه في خطابه الاول في الثالث من تشرين الثاني الماضي. خطاب أمس كان اكثر صرامة وحسماً حيال الخيارات التي يمكن للمقاومة في لبنان ان تلجأ اليها في مواجهة الحرب المفتوحة التي تشنها الولايات المتحدة واسرائيل ضد فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق وصولا الى ايران. ومن دون الدخول في شروحات حول ما اختلف من وقائع بين الخطابين، الا ان المشهد الاجمالي صار واضحاً بصورة كبيرة.

ورغم ان قائد حزب الله ركز أمس على النتائج الايجابية لعملية «طوفان الأقصى» المجيدة التي نفذتها حركة حماس في 7 اكتوبر الماضي، إلا أنه لم يخف وجود احتمالات جدية لانزلاق الامور على الجبهة مع لبنان نحو حرب واسعة.لم يكن نصرالله مضطراً إلى أن يكون صريحاً الى هذا الحد عندما قال إن اندفاعة المقاومة الى الدخول في الحرب في الثامن من تشرين الاول الماضي «كان قربة الى الله تعالى وإسنادا لأهلنا المظلومين في غزة وتخفيفاً عنهم». أي، بكلام آخر، كان يمكن لحزب الله ان لا ينخرط في الحرب بالشكل الذي انخرط فيه، على قاعدة ان متطلبات الدعم الذي تريده غزة لم يكن يفترض حكماً هذا الشكل من الاسناد العسكري.

وهو كلام يختصر النقاشات التي جرت داخل قيادة حزب الله أولاً، كما يعكس نتيجة نقاش جرى بين السيد نصرالله والشهيد الشيخ صالح العاروري، في حضور الامين العام للجهاد الاسلامي زياد نخالة.

كلنا يذكر طبيعة النقاش «الكيدي» الذي سبق خطاب نصرالله الاول ورافقه وتلاه. واذا وضعنا جانباً أهالي قطاع غزة الذين يحق لهم قول أي شيء، والمطالبة بكل شيء، فان كل «المزايدين» من خارج القطاع لم يقدموا للمقاومة في غزة سوى الكلام، مقابل اكثر من 130 شهيداً قدمهم حزب الله حتى اليوم. ومع ذلك، فان البحث الذي لم يخرج الى العلن من يومها، يتعلق بالواقع الذي فرضته عملية «طوفان الأقصى» على كل اللاعبين من دون استثناء. وهي عملية كسرت كل القوالب والقواعد. وكان متوقعاً ان يلجأ العدو، في ذروة استغلاله لما اعتبر «جنوناً» عند قيادته، الى كسر كل القوالب والقواعد في المقابل. وبمجرد ان يرفع العدو شعار سحق المقاومة في غزة، يكون قد فتح الباب امام وقائع مختلفة تتعلق بالصراع في المنطقة.

عملياً، ما حصل هو ان العدو الذي حاول الاستفراد بغزة، كان يعرف ان لها حلفاء في المنطقة والاقليم، سيعملون على نصرتها بكل الوسائل. وكان يعلم ان الاطراف الفاعلة في محور المقاومة ستبادر الى اعادة تموضع جديدة، وصياغة سياسات جديدة، وهو ما اسس لحركة كل اطراف المحور لاحقاً، من فتح لبنان جبهته الجنوبية، الى انخراط مجموعات عراقية وحتى سورية في ضرب العدو، وصولا الى ما قام به «انصار الله» في اليمن. وكانت كل هذا الوقائع تشير الى ان العدو في صدد «حصد ما أمكن من الأهداف» خلال هذه الحرب.

لكن ما الذي حصل؟

عملياً، يمكن فهم طبيعة المساهمات من جانب المقاومة في لبنان والعراق وحتى اليمن. وهي عمليات اديرت بطريقة تحدّ من قدرة العدو على توسيع الحرب بما يناسبه، ما استدعى تدخلا اميركيا فوريا وكبيرا في المنطقة، وفي ادارة الحرب نفسها. وأراد الاميركيون من خلال تغطية العدو سياسيا، ومدّه بكل ادوات القتل، وحضور اساطيله، توجيه رسالة «ردع» في سياق خطة «ترك غزة وحدها»، وهو أمر لم يحصل، ما دفع بالعدو، عملياً، الى اتخاذ قرار غير عادي بكسر قواعد الاشتباك في ساحات عدة. لكن، سبقت هذه السياسة ورافقتها وتلتها مجموعة من الاحداث يجب النظر اليها بعناية. اذ استعاد تنظيم «داعش» حيويته فجأة، وتولى قيادة هجمات مباشرة ضد الجيش السوري وحلفائه في البادية السورية. كما برزت «الحمية» لدى مقاتلين من «جبهة النصرة»، بنسختها التركية في ادلب، لشن هجمات ضد الجيش السوري في الشمال السوري المحتل، مرورا بمحاولة تنشيط «مجموعات ارهابية» في العراق، واستفاقة النظام الاردني على عمليات «تهريب» على الحدود مع سوريا توجب تدخل قواته مباشرة في العمل على الارض ضدها… وصولا الى الجريمة البشعة التي ارتكبت امس في مسقط رأس الشهيد قاسم سليماني في ايران، والتي اتهم رئيسها اسرائيل بالوقوف خلفها.

ما حصل عملياً هو ان قواعد الاشتباك التي كان معمولاً بها قبل 7 تشرين الاول سقطت. ويحاول العدو تكريس قواعد جديدة، ويفعل ذلك بالميدان، لا بالسياسة، منطلقا من قراءة لديه، ويبدو انها موجودة ايضا لدى حلفائه الاميركيين والاوروبيين وحتى بعض العرب واللبنانيين، تقوم على أن المقاومة مردوعة، والا لكانت دخلت الحرب من الباب الواسع، ومنذ اليوم الاول.
أي مصادفة حركت «داعش» و«النصرة»” في سوريا وتدخّل الاردن في سوريا والتخريب في ايران؟

كل ما سبق تمهيد ضروري لشرح أبعاد مواقف حاسمة مررها السيد نصرالله في كلمته امس. وعندما هدد العدو، بأنه في حال شن حربا على لبنان، فان المقاومة ستذهب الى الحرب حتى ابعد مدى، انما كان يقول للعدو صراحة وبوضوح: ان المقاومة في لبنان لا تقبل بقواعد الاشتباك الجديدة، وان عملية اغتيال العاروري تستوجب ردا يعيد الاعتبار الى الردع الذي كان قائماَ، وان المقاومة تتجه لتنفيذ هذا الرد عاجلا او آجلا، وفي حال عمد العدو الى التصرف بحماقة كرد على رد المقاومة، يكون قد اقحم نفسه في دائرة الحرب الواسعة، وعندها، لن تكون هناك ضوابط ولا ما يحزنون، سواء كان العدوان على غزة قد توقف، او في طريقه الى التوقف، لان المقاومة في لبنان، ودورها المتصل بما يجري في ساحات سوريا والعراق واليمن وصولا الى ايران، لديها ما تقوله في نهاية النقاش،

أما العبارة الأهم في خطاب نصرالله فهي «الاستعداد لحرب من دون ضوابط ومن دون سقوف». وهذه إشارة الى ان الدرس الأول المستفاد من حرب غزة، هو أن على المقاومة الإستعداد لمواجهة من نوع مختلف للقوة النارية الهائلة للعدو. ما يعني، ان حرب غزة، أخذت معها كل التصورات التي كانت موجودة سابقا. وان على العدو في حال «أخطأ التقدير» ان يستعد لطريقة مختلفة في استخدام حزب الله لقوته النارية تجاه عمق الكيان، والمعادلة عندها لن تكون على شكل مبنى مقابل مبنى بل ستكون عشرات الاف القتلى في كيان العدو مقابل آلاف القتلى في لبنان، حيث يتوجب على كل صاحب عقل، ان يفكر بأن اسلحة المقاومة في اي حرب مقبلة، لن تكون على الاطلاق، أسلحة تقليدية… وهو كلام لا يمكن ان يكون على ذوق الاحتلال… فوجب التحذير!

المقاومة تكثّف الضربات بصواريخ البركان

شهدت الجبهة الجنوبية أمس الأربعاء، عدداً من عمليات نوعية نفذها حزب الله ضد مواقع العدوّ وتجمعاته وثكناته. وكان لافتاً استخدام المقاومة صواريخ «بركان» في عدة عمليات.

وفي سلسلة بيانات متلاحقة، أعلنت المقاومة الإسلامية استهداف ثكنة زرعيت وموقع جل العلام بصواريخ «بركان»، وكذلك تجمّعات ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع المالكية، ومحيط ثكنة زبدين في مزارع شبعا، وفي موقع بياض بليدا، وقد أوقعت فيها إصابات مباشرة. كما قصفت المقاومة تجمعات ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع رويسات العلم بأربعة صواريخ «بركان»، ومحيط ثكنة دوفيف بدفعات صاروخية كبيرة. ‏وتلقى محيط موقع رويسات العلم في مزارع شبعا أربعة صواريخ بركان، ولاحقاً، استهدف ‌‏المقاومون حامية ‏ثكنة ‏برانيت التي فرّ منها العدو الإسرائيلي بالأسلحة الصاروخية.‏‏

وشن العدو ليل أمس غارة جوية على منزل في حيّ سكني في وسط الناقورة، أدت إلى استشهاد أربعة وإصابة 6 آخرين. وأعلن حزب الله أمس استشهاد كل من المقاومين: محمد هادي مالك عبيد «حسام» من مدينة بعلبك البقاعية، وعباس حسن جمول «جواد كربلا» من بلدة دير الزهراني الجنوبية، وعباس حسين ظاهر «مختار» من بلدة كفررمان الجنوبية، وحسن علي دقيق «سراج» من بلدة مركبا الجنوبية، ومحمد أكرم حمد «مهتدي» من بلدة النبطية التحتا الجنوبية.وفيما انشغل الإعلام العبري بتداعيات محتملة لاغتيال صالح العاروري، علّقت قناة 12 العبرية على الأضرار الناجمة عن هجمات حزب الله، بكشفها عن إصابة البنية التحتية للكهرباء في الجليل الأعلى قرب المالكية بعد تعرضها لقصف صاروخي من لبنان.

ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رئيس بلدية «كريات شمونه» قوله» أنا واثق بأن حزب الله سيردّ على عملية اغتيال صالح العاروري، وأدعو من بقي في كريات شمونه للمغادرة». في حين زار رئيس أركان العدو هيرتسي هاليفي، أمس، القيادة الشمالية وأجرى تقييماً للوضع فيها غداة اغتيال العاروري، مشيراً إلى أن جيشه «على جاهزية عالية في الشمال، لكننا نركز حالياً على قتال حماس».

اللواء:

صحيفة اللواءالسيد نصر الله يتوعد الإحتلال بـ«غوش دان».. وإسرائيل الأولوية لـ«حماس»

سفارات تطالب رعاياها بالمغادرة فوراً.. وبكركي تحذر من قنبلة النازحين

على نحو غير مسبوق، تصاعدت المواجهة بين أطراف محور دول الممانعة أو المقاومة واسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا ودول أوروبية اخرى، وتتالت الاحداث على نحو دراماتيكي من الضاحية الجنوبية حيث اغتال الموساد الاسرائيلي القائد في حماس الشهيد صالح العاروري وعددا من رفاقه أمس الاول.

وحدث تفجير هائل في كارمان في تجمع لاحياء ذكرى اللواء قاسم سليماني، فيما ذهب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أننا نقاتل في الجنوب حتى الآن لحسابات مضبوطة، ولهذا ندفع ثمناً عالياً من أرواح شبابنا، ولكن «إذا فكر العدو بشن عدوان على لبنان، فسيكون قتالنا بلا حدود، أوسقوف أو ضوابط، وهو يعرف ماذا أعني.

خطاب السيد نصر الله

وقال السيد نصر الله في مهرجان الذكرى الرابعة لسليماني وأبو مهدي المهندس أقيم في الضاحية الجنوبية.فقد نفذنا أكثر من 700 عملية نفذتها المقاومة، ولم تجرأ اسرائيل على الحرب، وأكد نصر الله أن اغتيال الشيخ صالح العاروري جريمة خطيرة لن تبقى من دون رد وعقاب: وقال: بيننا وبينكم الميدان والايام والليالي، مشيراً إلى استهداف «غوش دان» أي تدمير مصادر ومرافق الحياة في الكيان الاسرائيلي..

وقال السيد نصر الله: ما حصل بالامس في الضاحية خطر جداً، فالجريمة لن تبقى دون رد وعقاب وبيننا وبينكم الميدان والايام والليالي.

وبانتظار كلمة إضافية حول الوضع في لبنان غداً، رأت الدوائر الاسرائيلية (القناة 12 العبرية) أن نصر الله رفع من درجة تهديداته لاسرائيل.

ورأى الناطق باسم الجيش الاسرائيلي رداً على سؤال يتعلق بالرد على عمليات الحزب: نحن نركز على هذه العمليات.

وبالتزامن كان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي من على حدود لبنان الجنوبية يعلن: نحن على جاهزية عالية بالشمال، ولكننا نركز حالياً على قتال حماس.

وفيما تحركت الاوضاع في المنطقة من البحر الاحمر إلى العراق إلى الجهة اللبنانية، دعت إلمانيا رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً، وكذلك كنداً والسويد.

مجلس المطارنة يتخوف من قنبلة النازحين

محلياً، وفي أول بيان له في السنة الجديدة، دعا مجلس المطارنة بعد اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النواب إلى الوفاء بالاستحقاق الرئاسي توفيراً على البلاد مزيداً من الانهيارات ومن عدم الاستقرار.
وأعربوا عن قلقهم من واقع النازحين السوريين في لبنان لناحية ما تبين من وجود اسلحة وهو يشكل قنبلة موقوتة للامن والسلم في لبنان وطالبوا بالعمل بشكل صارم من اجل ايجاد حل لهذا الامر واراحة لبنان من هذا العبء.

مالياً، كشف رئيس لجنة المال والموازنة أن اللجنة تعمل على تعديلات جوهرية على مشروع قانون موازنة العام 2024 المال من الحكومة متوقفاً عند مخالفات كبيرة.

في موضوع سلفات الخزينة. إذا لا يجوز للحكومة إعطاء سلفات على مدار السنة لوزارات وادارات ولا تردّ. وبحسب قانون المحاسبة العمومية، فالسلفات تكون لمؤسسات منتجة قادرة على رد هذه السلفات. وقد طلبنا من وزارة المال لائحة بآلاف المليارات التي تسجّل كسلفات خارج الموازنة. وفي الجلسات التي تعقدها الحكومة راهناً، توافق على سلفات إضافية. فلماذا الموازنة إذا؟ واذا كان الصرف سيكون أكثر من الموازنة بسلفات خزينة لا ترد، فهذا يعني أن الحكومة تعمد الى تخبية العجز. وقد حوّلت الى مجلس النواب مشروع موازنة بعجز 17 الف مليار، بينما العجز الفعلي يصل الى أكثر من 50 مليار ليرة.

خير في الضاحية

على الارض وفيما حاولت الضاحية لملمة ما جرى في الشارع على الارض، الذي استهدف فيه الشيخ العاروري تفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير المكان الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية أمس في الضاحية الجنوبية. بعد الجولة، قال اللواء خير «يجب ان يكون هناك تحقيقات من قبل جميع الاطراف لنعرف كل الامور التي اوصلتنا الى هنا. وبالنسبة للكشوفات التي تهم المواطن، وكما تعلمون هناك لجنة من الجيش تعمل معنا على مسح الاضرار، وهي تقريباً محدودة. في المبنى المستهدف بالصواريخ الحديثة هناك اضرار جسيمة في الطوابق الاربعة. اما المباني المجاورة فالاضرار خفيفة كالزجاج، اضافةً الى السيارات. سنقدم تقريرا مفصلا عن كل هذه الامور ونرفعه الى مجلس الوزراء وقيادة الجيش . أما الامور الاخرى فتقوم بها السلطة العسكرية، وما زالت الادلة الجنائية تتابع اعمالها، ونتمنى ان يكون هناك تقرير واضح لقيادة الجيش ولمجلس الوزراء ليكشف امام كل العالم».

الوضع الميداني

ميدانياً، أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز منظومة القبّة الحديديّة على طول الحدود مع لبنان والجليل، ورفع حالة التأهّب على طول الحدود. وهذه القرارات جاءت بعد اجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالنت والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس. وأطلق الجيش الإسرائيلي النيران صباحاً، من اسلحته الرشاشة الثقيلة من مواقعه المتاخمة لبلدة عيتا الشعب، بإتجاه اطراف بلدة البستان وعيتا الشعب. كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي أطراف الناقورة واللبونة.

في المقابل اعلن حزب الله «اننا استهدفنا ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيها إصابات مباشرة».‏
كما «استهدفنا موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيه إصابات مباشرة».

وأعلن ايضاً «استهداف تجمع لجنود اسرائيلين في محيط موقع المالكية بصاروخ بركان».

كما أعلن الحزب عصراً «استهداف تجمعين لجنود العدو في محيط ثكنة زبدين وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا المحتلة بصاروخ بركان والاسلحة الصاروخية».

ونعى حزب الله أمس «الشهيدين محمد هادي مالك عبيد من مدينة بعلبك في البقاع وعباس حسن جمول من بلدة دير الزهراني في جنوب لبنان».
وفيما نعت المقاومة الاسلامية الشهيد محمد أكرم حمد، أغارت ليلاً الطائرات الاسرائيية على محيط رأس الناقورة.

البناء:

البناءاغتيال العاروري وتفجير كرمان في ذكرى سليماني عنوان المرحلة الثالثة

السيد نصرالله: الاغتيال في الضاحية ينتهك عدة معادلات ويستوجب رداً وعقاباً

تجنبنا الحرب كان مصلحة وطنية ولكننا نخوضها بلا سقوف لأجل هذه المصلحة

كتب المحرّر السياسيّ

قدّم الأميركي والإسرائيلي نموذجاً للمرحلة الثالثة التي كانا يبشران بها، فجاء اغتيال القيادي في قوات القسام نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس والركن في محور المقاومة الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتفجيرات استهدفت مواكب الحشود المشاركة في إحياء ذكرى القائد المؤسس لمحور المقاومة الشهيد قاسم سليماني، في مسقط رأسه كرمان. والعمليات تستبق كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في المناسبة، وكأنها تقدّم عرضاً لمحور المقاومة تنتظر سماع الجواب عليه من كلمة السيد نصرالله، والعرض هو أن الاغتيالات تنتظر قادة محور المقاومة، وحركة حماس، وأن معادلات الردع التي تحمي لبنان والضاحية الجنوبية وبيروت سوف تكون عرضة للانتهاك، وأن تفجير السيارات المفخّخة بين المدنيين سلاح من أسلحة هذه المرحلة من الحرب. وإذا كان قادة محور المقاومة يريدون تجنب ذلك فعليهم القبول بحل للوضع في غزة وعلى الحدود مع لبنان يتيح لكيان الاحتلال وجيشه الخروج بصورة تحفظ ماء وجهه في الداخل، وتتيح للأميركي استعادة صفة الوسيط في قضايا المنطقة ونزاعاتها، بعد فضيحة انضمامه العلنيّ لعدوان كيان الاحتلال وجرائمه بحق الإنسانيّة في غزة.

ردّ السيد حسن نصرالله على العرض الأميركي الإسرائيلي بتأكيد التمسك بمعادلات الردع، ولو اقتضى الأمر حرباً تجنبتها المقاومة حرصاً على المصلحة الوطنية اللبنانية، لكن هذه المصلحة باتت الآن تستدعي من موقع حماية لبنان وأمنه وردع الاحتلال عن المزيد من الجرائم، الرد القويّ على الاغتيال، وإفهام الأميركي والإسرائيلي أن المقاومة لم تكن يوماً مردوعة، وأن أداءها على جبهة الحدود رغم التهديدات الأميركية والإسرائيلية خير دليل على شجاعتها وعدم التأثر بالتهديدات، وعلى مَن قرأ تجنبها للحرب بصورة خاطئة أن يعيد حساباته، ويفهم أن ردها يتضمن جاهزيتها للذهاب الى الحرب إذا كانت ضرورة لحماية معادلات الردع التي تحمي لبنان.

ردّ السيد نصرالله بتشريح مشهد الشهور الثلاثة من عمر الحرب، ومعاني ما أثبته طوفان الأقصى، فكيان الاحتلال في أسوأ أيامه، ولن تمنحه المقاومة خشبة خلاص، بل حبل مشنقة، والأميركي شريك الجرائم، وقد سقطا معاً أمام الرأي العام العالمي، ولن تتيح لهما المقاومة تبييض صورتيهما كل أمام شارعه، فيخرج الإسرائيلي بصورة القويّ، ويخرج الاميركي بصورة الحياد.

السيد نصرالله ختم بجملة معبّرة، تسبق كلمته المقرّرة بعد غد، وقال، بيننا الميدان والأيام والليالي، وفي داخل كيان الاحتلال ارتباك وقلق وذعر، من طبيعة الرد وأسئلة متى وأين وكيف تشغل بال القادة والجيش والاستخبارات والرأي العام.

وتوجّه السيد نصر الله إلى العدو الصهيونيّ قائلًا: «نحن حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات، لكن إذا فكر العدو أن يشن حربًا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف، ومن يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة وإذا كنا نداري حتى الآن المصالح اللبنانية، فاذا شُنّت الحرب على لبنان، فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط».

ولفت السيد نصر الله إلى أن «الإسرائيلي استنفر بكل أسلحته وعتاده وهذه من بركات مسارعة المقاومة في لبنان إلى فتح الجبهة»، وتابع: «اعتبر الإسرائيلي أن ما جرى في غزة قد يُرعب اللبنانيين وكانوا يفكرون جديًا بالقضاء على حزب الله باعتبارها فرصة، لكن هذه الحرب على لبنان منعها أمران: الأمر الأول مسارعة المقاومة الى فتح الجبهة مما أفقد الإسرائيلي عنصر المفاجأة، والأمر الثاني قوة وشجاعة وجرأة المقاومة»، و»أهم رسالة للمقاومة في لبنان في 8 و9 تشرين أنها مقاومة شجاعة وقوية وليست مردوعة أو لها أي حسابات في الدفاع عن بلدها».

وأوضح السيد نصر الله أنّ «المقاومة في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة لم تكن مردوعة وهي اليوم أكثر جرأة واستعدادًا للإقدام، وخلال ثلاثة أشهر في غزة لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني يدّعي أنه أمامه صورة نصر حتى الآن»، ولفت إلى أنّه «من نتائج طوفان الأقصى وما يجري في كل محاور القتال انعدام ثقة شعب الكيان بالجيش والأجهزة الأمنية والقيادات السياسية».

وأكد السيد نصر الله أنّ «إسرائيل» كيان مصطنع وصلة شعبها بهذه الأرض قائمة على الأمن وعندما يفتقد الصهاينة الأمن ينتهي الأمر ويجمعون حقائبهم ويرحلون. وهذا هو المشهد الآتي»، وقال: «طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات أسقط مفهوم الملجأ الآمن للصهاينة الذي على أساسه تقوم هجرة ملايين اليهود الى «اسرائيل» وقد بدأت الهجرة المعاكسة». وأضاف: «من نتائج طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات كسر صورة دولة «اسرائيل» المقتدرة، وأرض فلسطين من البحر إلى النهر هي فقط للشعب الفلسطيني، وكيان العدو يعاني من مئات الآلاف من النازحين والهجرة العكسيّة والأوضاع النفسية للصهاينة والاقتصاد المتدهور».

وشدّد السيد نصر الله على أنّ «من نتائج الحرب الفشل في تحقيق أي من الأهداف. فالأميركي عندما يقول للإسرائيلي أن ينسحب من المدن، لأنه يخاف عليه، فيما من الممكن أن تكون رغبة المقاومة بقاء الصهاينة للنيل منهم»، وأنّ «طوفان الأقصى من أهم نتائجه أنه دمر الصورة الأميركية التي تم الترويج لها وقدمها بأبشع حقائقها لأن اليوم الذي يقتل في غزة هو الأميركي ويمنع وقف الحرب على غزة، وما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادرًا على حماية أي شعب. وهذا عبرة لنا جميعًا»، ولفت السيد نصر الله إلى تجربة غزة»، وقال: «هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفًا لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك. الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان. فإن كنت قويًا تفرض احترامك على العالم، وهناك مشهد قوة في غزة رغم المظلومية الهائلة، وما جرى وضع «إسرائيل» على طريق الزوال الذي سنشهده جميعاً إن شاء الله ولن يستطيع أن يحميها أحد، وطوفان الأقصى وضع «إسرائيل» على طريق الزوال، أما العروش العربية فلتحفظ نفسها».

وأشار خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ«البناء» إلى أن السيد نصرالله أجرى قراءة شاملة للحرب في غزة، من 7 تشرين الأول الماضي إلى جولتي الحرب والتداعيات الكارثية على الكيان الصهيوني والتي رسمت بداية طريق نهاية إسرائيل»، كما ركز السيد نصرالله على «الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خلال شنّ حرب نفسية ومعنوية على حكومة العدو وضرب ثقة المستوطنين بالحكومة الإسرائيلية». وحسم السيد نصرالله أن حزب الله سيرد على اغتيال العاروري لكنه استخدم أسلوب الغموض البناء ولم يحدّد شكل وتوقيت الردّ وترك الاحتلال بحيرة من أمره وبحالة الاستنفار في جميع الجبهات الشمالية والجنوبية والوسط، ما يضع كيان الاحتلال على إجر ونصف، ويتكبّد كلفة باهظة أمنية واقتصادية وسياسية ومعنوية، تُضاف الى الكلفة التي يتكبدها الكيان جراء الحرب المستمرة في غزة.

ورجح الخبراء أن حزب الله قد يرد بعملية أمنية بمسيّرات على مركز للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة أو في تل أبيب أو عبر إطلاق صواريخ بعيدة المدى على مراكز أو ثكنات عسكرية شمال فلسطين المحتلة أو اقتحام مجموعات للمقاومة في البر أو في البحر، وربما يكون الردّ بقصف صواريخ ذكيّة على مراكز أمنية وعسكرية قيادية إسرائيلية. وبمعزل عن شكل الردّ ومكانه شدد الخبراء على أن نصرالله وجّه رسالة لإسرائيل بأن حزب الله جاهز للحرب المفتوحة إذا شنّ العدو عدواناً على لبنان وحينها تسقط كافة الاعتبارات والحسابات الوطنية التي كانت تأخذها المقاومة بعين الاعتبار، وتصبح المصلحة الوطنية في ردع العدوان على لبنان». وأكد الخبراء بأن ردّ المقاومة سيكون قاسياً ومؤلماً يعادل المسّ بأمن الضاحية.

ولا تزال جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري قيد المتابعة والتحقيق، وسط تأكيدات بأن الاستهداف بصواريخ ذكية من طائرات حربية أو مسيرات تجسسيّة وحربية مزودة بنظام معلومات ولاحقت الشهيد العاروري عبر البصمة الصوتيّة. وأوضح مصدر أمني لبناني بارز لوكالة «فرانس برس» أن «القصف الذي أدى الى مقتل القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري وستة آخرين في الضاحية الجنوبية لبيروت جرى عبر «صواريخ موجّهة» أطلقتها طائرة حربية إسرائيلية». وأوضح المصدر الأمني المطلع على التحقيقات الأولية أن «اغتيال العاروري حصل بواسطة صواريخ موجهة أطلقتها طائرة حربية وليس عبر طائرة مسيّرة». واستند المصدر الى عاملين، الأول «دقة الإصابة لأنه لا يمكن لمسيّرة أن تصيب بهذه الدقة، والثاني زنة الصواريخ والمقدّرة بنحو مئة كيلوغرام لكل منها». وبحسب المصدر الأمني اللبناني، أطلقت الطائرة الحربية ستة صواريخ، اثنان منها لم ينفجرا. وقال إن صاروخين اخترقا سقفي طابقين قبل أن يصيبا مكان اجتماع قادة حماس «إصابة مباشرة».

وأكد المصدر أن الصواريخ التي استخدمت في القصف الثلاثاء تستخدمها الطائرات الحربيّة الإسرائيلية، وسبق للأجهزة العسكرية اللبنانية أن عاينت صواريخ مشابهة أطلقتها طائرات إسرائيلية في جنوب لبنان، بعد بدء التصعيد عبر الحدود مع إسرائيل على وقع الحرب في غزة.

وتفقد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير المكان الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية. بعد الجولة، قال اللواء خير: «يجب ان يكون هناك تحقيقات من قبل جميع الأطراف لنعرف كل الامور التي اوصلتنا الى هنا. وبالنسبة للكشوفات التي تهم المواطن، وكما تعلمون هناك لجنة من الجيش تعمل معنا على مسح الأضرار، وهي تقريباً محدودة. في المبنى المستهدف بالصواريخ الحديثة هناك أضرار جسيمة في الطوابق الأربعة. اما المباني المجاورة فالأضرار خفيفة كالزجاج، اضافةً الى السيارات. سنقدم تقريراً مفصلاً عن كل هذه الامور ونرفعه الى مجلس الوزراء وقيادة الجيش. أما الامور الأخرى فتقوم بها السلطة العسكرية، وما زالت الأدلة الجنائية تتابع اعمالها، ونتمنى ان يكون هناك تقرير واضح لقيادة الجيش ولمجلس الوزراء ليكشف امام كل العالم».

غلى الصعيد الرسمي استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، قائد الجيش العماد جوزف عون حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والمستجدات الميدانية والأمنية على ضوء مواصلة «إسرائيل» لحربها العدوانية على قطاع غزة ولبنان وأوضاع المؤسسة العسكرية… كما اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي مع قائد الجيش وعرض معه الوضع الأمني وشؤون المؤسسة العسكرية. ثم اجتمع ميقاتي مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان مع وفد من مجلس القيادة. كما اجتمع مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.

على الصعيد الدبلوماسي، أجرى مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك هادي هاشم والقائم في أعمال سفارة لبنان في واشنطن وائل هاشم والقائم في أعمال سفارة لبنان في باريس، بناء على توجيهات وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، «اتصالات دبلوماسية في دول اعتمادهم للتعبير عن احتجاج لبنان الشديد على العدوان الإسرائيلي على حي سكنيّ في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت، ولحث الأطراف المعنية على ممارسة الضغوط اللازمة على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها وخروقها المستمرة والمتصاعدة على السيادة اللبنانية والقرار ١٧٠١». كما تمّ التشديد على «الجهود اللبنانية الرامية إلى تجنب اتساع الحرب في المنطقة، خصوصاً أن لبنان يعول على دور أصدقاء لبنان، ومنهم الدول المذكورة أعلاه، من أجل مساندة لبنان في مسعاه لاستصدار قرار عن مجلس الأمن بإدانة الجرائم الإسرائيلية».

إلى ذلك، واصلت المقاومة عملياتها العسكرية ضد مواقع العدو، وأعلن حزب الله «أننا استهدفنا ثكنة زرعيت بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيها إصابات مباشرة».‏ كما «استهدفنا موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة، وحققنا فيه إصابات مباشرة». ونعى الحزب «الشهيدين محمد هادي مالك عبيد من مدينة بعلبك في البقاع وعباس حسن جمول من بلدة دير الزهراني في جنوب لبنان».

في المقابل أعلن جيش الاحتلال تعزيز منظومة القبّة الحديديّة على طول الحدود مع لبنان والجليل، ورفع حالة التأهّب على طول الحدود. وذلك بعد اجتماع لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يؤآف غالنت والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس.

وأغار الطيران على مركبا مستهدفاً منزلاً في الأطراف الشرقية للبلدة، وتوجهت فرق الدفاع المدني للكشف عما إذا كانت هناك إصابات.
واستهدفت ثلاث غارات بواسطة مسيرة على حي الرجم في عيتا الشعب، كما سجل عدد من الغارات على تلة الراهب واستهداف الأحراج الواقعة ما بين رميش وعيتا الشعب. وشنت مسيرة إسرائيلية عدواناً جوياً حيث استهدفت بغارة أحد المنازل في بلدة عيتا الشّعب وأطلقت باتجاهه 3 صواريخ ولم يفد عن وقوع إصابات.

المصدر: صحف

رأيكم يهمنا

شاركوا معنا في إستبيان دورة برامج شهر رمضان المبارك