مشى على طريقِ القدس مطمئناً بنيلِ احدى الحسنين، فكانَ من اوائلِ الواصلينَ بعدَ ان اذاقَ واُسودَهُ المحتلَّ شرَّ هزيمة، حتى نالَ وسامَ الشهادةِ قائداً ستخلدُه اجيالُ الامةِ وترابُ فلسطين..
انه الشيخ صالح العاروري الذي استهدفَه عدوانٌ صهيونيٌ على الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت، فارتقى معَ عددٍ من رفاقِه شهيداً بعدَ انَ امَّ المقاومينَ في صلاةِ الجهادِ على مدى عقود، وابقى القدسَ قبلتَه وترابَها مرقدَه. ترجلَ اليومَ مُتَمِّماً كاملَ مهامِه الجهاديةِ من حجارةِ الضفةِ ذاتَ انتفاضةٍ مباركةٍ الى طوفانِ الاقصى الذي سيَستحيلُ بدمِ الشيخ صالح وعشراتِ آلافِ الفلسطينينَ طوفانَ نصرٍ وتحريرٍ لكاملِ ارضِ فلسطين..
خنقَهم باسودِه في ميادينِ غزةَ وحاراتِها، ودُفنت اوهامُهم في رمالِ القطاع، وطوَّقَهم كلُّ اهلِها، فهربوا الى خلفِ الخطوطِ الحمر، توهماً بتحقيقِ انجازٍ فكانَ استهدافُ قائد مقاوم..
وهم الاغبياءُ يظنونَ كلَّ مرةٍ انهم سيظفرون، وما تعلموا انَ القتلَ لنا عادةٌ وكرامتَنا من الله الشهادة، وانَ للشيخ صالح اخوةً له من قبل، من الشيخ احمد ياسين الى عبد العزيز الرنتيسي ومن الشيخ راغب والسيد عباس الى عماد مغنية ومصطفى بدر الدين ومن فتحي الشقاقي الى ابو علي مصطفى وصولا الى ياسر عرفات..
ولم يتعلموا انَ للشيخ صالح رفقاءَ على طريقِ القدس ساروها طويلاً لسنواتٍ فارتحلوا في مثلِ هذه الايامِ قبلَ اربعةِ اعوام – قائدَ فيلقِ القدس الحاج قاسم سليماني ونائبَ قائدِ الحشد الشعبي الحاج ابو مهدي المهندس..
وها هو زرعُهم ازهرَ طوفاناً للاقصى واحالَ البيداءَ مقاومةً تزلزلُ الاحتلال، وعلى طريقِ القدس تَمشي الامةُ خلفَ رايةِ المقاومةِ الثابتةِ على النهجِ في كلِّ الساحات..
في ذكرى الجريمةِ التي ارتكبها العدوانُ الاميركيُ على ارضِ العراقِ رسائلُ من كلِّ اتجاهٍ تؤكدُ انَ القائدَ حيٌ بنهجِه، وانه يلاحقُهم من داخلِ ضريحِه، فمشاريعُهم تهشمت وقواعدُهم تقصفُ كلَّ يومٍ وسفنُهم فرت هاربةً من المياهِ التي تَغلي على وقعِ لهيبِ غزةَ وطوفانِ اقصاها..
وهكذا سيكونُ الحالُ معَ الشهيدِ القائد صالح العاروري الذي اذاقَ المحتلَ علقمَ الهزيمةِ في الضفةِ وغزةَ وسيُكملُ اخوانُه في كلِّ الساحات..
وعلى اسمِ الشهداءِ ولذكراهُم سيكونُ غداً بالغُ الكلامِ مع الامينِ العامّ لحزب الله سماحةِ السيد حسن نصر الله عندَ السادسةِ من مساءِ الاربعاء..
المصدر: قناة المنار