تشكل الخسائر الصهيونية الكبيرة بين الجنود وفشل تحقيق الاهداف في قطاع غزة معطوفة على الخسائر الاقتصادية ضغوطا متزايدة لوقف الحرب او تحويلها الى شكل آخر اقل حدة وكلفة. وياتي في هذا الاطار حديث “مسؤول صهيوني” لوكالة رويترز عن الاستعداد للدخول قريبا في مرحلة جديدة من الحرب، مختلفة عن الشكل الحالي . ويُفهم من كلامه انها ستكون معتمدة على عمليات محددة.. وربما يكون الدخول بهذه المرحلة نوعا من بدء النزول عن الشجرة بالنسبة لنتنياهو بحيث يوقف الخسائر ويكون في الوقت نفسه يسوّق انه مستمر لتحقيق اهداف الحرب ويحمي نفسه من المساءلة القضائية بعد عملية طوفان الاقصى.
وقال المسؤول، ” إن الجيش الإسرائيلي يتجه صوب المرحلة الثالثة من الحرب “. اضاف “سيستغرق ذلك ستة أشهر على الأقل وسيتضمن عمليات تطهير مكثفة ضد الإرهابيين” على حد تعبيره.
وقد اعلن الكيان الصهيوني امس سحب 5 الوية مقاتلة من القطاع و3 الوية تدريب.
وقال المصدر الصهيوني “إن اثنين من الألوية التي سيتم سحبها يتألفان من جنود احتياط، ووصف الخطوة بأنها تهدف إلى “إعادة تنشيط الاقتصاد الإسرائيلي”. وأضاف أن بعض القوات التي انسحبت من غزة في الجنوب ستكون مستعدة للخدمة على الحدود الشمالية مع لبنان .
خسائر اقتصادية فادحة
اشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم أن التبعات الاقتصادية للحرب على غزة ستكون كبيرة.
وأفادت الصحيفة أن الإنفاق الحكومي والاقتراض في “إسرائيل” قد ارتفعا، بينما انخفضت عائدات الضرائب، وقد يتأثر التصنيف الائتماني بدوره بتداعيات الحرب.
وأضافت أن بعض الخبراء يتوقعون انكماش الاقتصاد الإسرائيلي مع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي المتوقع من 3% في 2023 إلى 1% في 2024، وفقا لبنك إسرائيل المركزي.
ورأت أن تأثير الحرب على قطاع التقنية الفائقة في الكيان، الذي يعدّ محرك اقتصادها، مثيرا للقلق.
وأوردت واشنطن بوست -في تقريرها- أن “إسرائيل” تنفق أموالا طائلة على نشر 220 ألفا، ونيف من جنود الاحتياط في المتوسط خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ولا تقتصر التكاليف على دفع رواتب قوات الاحتياط، وثمن القنابل والرصاص فحسب –حسب الصحيفة-؛ بل إن “إسرائيل” تدعم -أيضا- 200 ألف من الأشخاص الذين أُجلوا من المستوطنات على طول حدود غزة، والحدود الشمالية مع لبنان، التي يقصفها حزب الله يوميا.
واضطرت السلطات إلى إيواء هؤلاء النازحين وإطعامهم في فنادق على نفقة الحكومة، وكثيرون منهم مصابون بصدمات نفسية، وكثيرون -كذلك- دون عمل.
كما تعطلت السياحة، وبدت شواطئ تل أبيب والبلدة القديمة في القدس خالية من الأجانب، كما توقفت أعمال البناء وانخفضت الصادرات في جميع القطاعات، وأُغلقت حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط في وقت مبكر من الحرب، لكنها تعمل الآن بجزء من طاقتها، كما تؤكد الصحيفة.
وتتوقع صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية التي تصدر من مدينة ريشون ليتسيون جنوبي تل أبيب، أن خسائر الكيان قد تصل إلى 50 مليار دولار في حال استمرت الحرب من 5 إلى 10 أشهر أخرى، وهو مبلغ يعادل 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
المصدر: موقع المنار + مواقع اخبارية