كلُّ اصواتِ قذائفِهم الحاقدةِ ولهيبِ نيرانِهم المسعورةِ التي تُحرقُ غزةَ واطفالَها لم تَستطِع ان تَحجُبَ اصواتَ الخلافاتِ التي ارتفعت الى اعلى المستوياتِ داخلَ مجالسِ الحربِ الصهيونيةِ واروقةِ قرارِها المرتبكة. واخطرُها السجالاتُ الحادةُ بينَ بعضِ الوزراءِ ورئيسِ الاركانِ كما كشفَ الاعلامُ العبري، فضلاً عن الثقةِ المعدومةِ بينَ قيادةِ الحرب ..
هي حالُ الصهاينةِ المحبطين، الفاقدينَ لِبُوصَلةِ المعركةِ معَ التخبطِ في الميدانِ وعدمِ القدرةِ على تحقيقِ ايٍّ من الاهداف، فيما جنودُهم وآلياتُهم اهدافٌ محكمةٌ كلَّ يومٍ للمقاومينَ الحاضرينَ على طولِ مساحةِ القطاع، وجديدُها اليومَ ما عرضَه الاعلامُ العسكريُ لكتائبِ القسام عن تدميرِ الآلياتِ وتشظِّيها امامَ عدساتِ الكاميراتِ شرقَ مخيمِ البريج وسَطَ القطاع، واصطيادِ الجنودِ الصهاينةِ في الشجاعية وغيرِها قبلَ ايام .
فيما الاعترافاتُ الصهيونيةُ الرسميةُ بعددِ الضباطِ والجنودِ القتلى باتَت محلَّ تهكمٍ من الاعلامِ العبري الذي يتحدثُ عن خسائرَ أكبرَ بكثيرٍ من تلكَ التي يُعلِنُ عنها الجيش ..
اما حديثُ الصهاينةِ عن جبهةِ الشمال، فعويلٌ وبكاءٌ وخشيةٌ للمستوطنينَ من وقوعِهم تحتَ اسوأِ المعادلات، فيما يؤكدُ الاعلامُ حالَ جيشِهم المنهك، فكما في غزةَ كذلك بالشمالِ حيثُ المستنقعُ كبيرٌ والخسائرُ لا تُطاق. فيما هم مطوقون بنيرانِ المقاومين الذين يناصرون غزةَ ويَحمُونَ لبنان، وقد اَمطروا المواقعَ الصهيونيةَ اليومَ بمئةِ صاروخٍ وعشرِ طائراتٍ مسيرةٍ بحسَبِ ما نَقلَ الاعلامُ العبريُ عن مصادرِه العسكرية ..
وما صدرَ من مواقفِ حزبِ الله، يؤكدُ انَ المعادلاتِ محميةٌ بدماءِ الشهداءِ حتى يوقفَ الكيان العبري عدوانَه وهو مهزومٌ ومكسورٌ كما قالَ نائبُ الامينِ العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، مؤكداً انَ المقاومةَ تُقدّمُ التضحياتِ التي تَتطلُبها المعركة، وهي مستعدةٌ للاكثرِ الى آخرِ المطاف ..
وبعدَ طوافٍ وسعيٍ في سُوحِ الجهادِ لعقودٍ من الزمنِ استراحَ فقيدُ المقاومةِ والجهادِ الحاج ابو سليم ياغي في ترابِ بعلبك، وقد شيّعَه حزبُ الله في مأتمٍ مهيبٍ تكريماً لعطاءاتِه ومسيرةِ جهادِه الطويل ..