تتدفق عشرات الأنواع من الموجات اللاسلكية غير المرئية عبر الأثير وتعبر الجسد، ومن بينها شبكة “واي فاي”، ما دفع المستخدمين إلى التساؤل وإظهار مخاوف حول تأثير هذه الذبذبات على الجسم والصحة والسلامة. لذا وجهت مجلة “تايم” السؤال إلى مجموعة من الخبراء من أجل الحصول على المعلومات العلمية الشافية في هذا الشأن.
وكانت دراسات قد أكدت أن “الترددات العالية تتسبب فعلاً في نمو الأورام والسرطانات”. ويعتبر تسبب الأشعة فوق البنفسجية للشمس في سرطان الجلد مثالاً على ذلك. وحتى في حالة الترددات المنخفضة فإن التعرض لمستويات عالية منها يؤذي، لكن الحديث هنا ليس سوى عن الحروق وليس عن الأورام.
يشير أستاذ الهندسة الحيوية بجامعة ولاية بنسلفانيا، كينيث فوستر، إلى أن “السلطات الصحية العالمية كانت على علم بهذه الدراسات، لذا وضعت معايير للسلامة تحد من انبعاثات الإشعاع الكهرومغناطيسي من الهواتف والأفران. وترددات “واي فاي” تبقى أقل من هذه الحدود”.
ويؤكد العالم أن “واي فاي” لا يرسل معلومات إلا 0.1 في المئة من الوقت. فيما يظل بقية الوقت بدون نشاط. كما أن كل إنش نبتعد فيه عن جهاز الرويتر يخفض فرصة التعرض للتردادات، إضافة إلى أن الهواتف تبث 100 مرة أكثر من التردادات عند الاتصالات ولم تحسم الدراسات بعد في كونها ضارة”.
ولكن مازال بعض العلماء متشككين بخصوص ضرر هذه الترددات، خصوصاً بعد دراسات أثبتت ضررها على الحيوانات، ما يجعلهم يربطون بين “واي فاي” ومشاكل نمو عصبي وسرطان ومشاكل في الإنجاب عند الرجال والنساء، إضافة إلى مخاوف صحية على الحوامل والأطفال. وقد صنفت منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان الهواتف النقالة “مادة مسرطنة محتملة” ما يعني أن البحوث الحالية غير كافية للحسم فيها.
لكن في المقابل، هناك مشاكل تتعلق بالدراسات التي تجرى على الحيوانات، إذ هناك مشاكل في جودة عملها، كما أن نتائجها لا يمكن تطبيقها دائماً على الإنسان.
لذا يرى علماء أن الإشعاعات التي يتعرض لها الناس، خصوصاً الأطفال منهم، باتت مختلفة، ما يطرح مخاوف جديدة، خصوصاً عندما يتعلق الوضع بالتعرض التراكمي والمستمر في الزمن.
ويستخلص من نتائج الأبحاث أن “المخاطر لا تزال حتى الساعة نظرية، ويظل اتخاذ الاحتياطات ضرورياً، إذ ينصح العلماء بإبقاء الأجهزة بعيدة عن الجسم وإيقاف شبكة “واي فاي” عند عدم الاستخدام”.
المصدر: مواقع