استشهد، مساء الجمعة، مصور قناة الجزيرة سامر أبو دقة، وأصيب مراسلها وائل الدحدوح بقصف إسرائيلي أثناء تغطيتهما قصفًا إسرائيلياً على مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس جنوبي قطاع غزة .
وأصيب الزميلان الدحدوح وأبو دقة أثناء عملهما الصحفي في محيط مدرسة فرحانة التي استهدفتها قوات الاحتلال، مما أسفر عن إصابة الدحدوح بجراح متوسطة وأبو دقة بجراح بالغة، بفعل صاروخ من طائرة مسيرة إسرائيليّة.
ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول للزميل أبو دقة، وقصفت فريقًا للدفاع المدني حاول إجلاءه من المكان المحاصر؛ فاستشهد ثلاثة منهم على الفور. وبعد نحو خمس ساعات من النزيف المستمر بفعل منع قوات الاحتلال إنقاذه، استشهد الزميل أبو دقة.
أما الزميل الدحدوح فأصيب في ذراعه وخاصرته، ويرقد في المستشفى لتلقي العلاج.
وفي الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، استشهد عدد من أفراد عائلة مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح منهم زوجته وابنه وابنته جرّاء غارة اسرائيلية استهدفت منزلاً نزحت اليه العائلة في مخيم النصيرات جنوبي القطاع.
وفي السياق، أكدّ المكتب الإعلامي الحكومي أنّ استهداف جيش الاحتلال طاقم قناة الجزيرة للمرة الرابعة على التوالي بشكلٍ متعمد، جريمة حرب مكتملة الأركان ومخالفة للقانون الدولي.
وقال المكتب الإعلامي في تصريح الجمعة: “إن استهداف وإصابة الزميل وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة والزميل سامر أبو دقة مصور قناة الجزيرة يأتي في إطار ترهيب وتخويف الصحفيين، ومحاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية الفاضحة لجرائم الاحتلال بحق الأطفال والنساء والمدنيين”. وأشار الى استهداف جيش الاحتلال الصحفيين بشكل مباشر مما أسفر عن استشهاد 90 صحفياً منذ السابع من أكتوبر، فضلاً عن اعتقال 8 صحفيين وإصابة العديد منهم.
وتابع “هذا يدلل على أنّ الصحفيين والإعلاميين في دائرة القتل والاستهداف المتعمد”. وطالب المكتب الإعلامي الحكومي كل الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية إلى إدانة هذه الجريمة والتنديد بتكرارها من قبل الاحتلال.
كما طالبهم جميعاً بلجم الاحتلال المجرم، والضغط عليه لوقف هذه الحرب الإجرامية ضد الصحفيين والمدنيين والأطفال والنساء.
وقالت حركة حماس في بيان إنه “في جريمة حرب مروّعة، قتلت قوات الاحتلال الصهيوني مصوّر قناة الجزيرة سامر أبو دقة، وذلك بعد تركه ينزف في مدرسة فرحانة التي كان يغطي فيها عدوان وقصف الاحتلال على من فيها من نازحين، حيث رفض العدو المجرم السماح لسيارات الإسعاف الاقتراب من المدرسة رغم ما فيها من مصابين ومن ضمنهم سامر أبو دقة الذي ترك ينزف لنحو خمس ساعات حتى لفظ أنفاسه فكان شاهدا وشهيدا على جرائم العدو السادي”.
وتقدمت حماس “بأحر التعازي لذوي الشهيد ولعائلته ولقناة الجزيرة وللأسرة الصحفية في غزة، وندعو إلى محاسبة الكيان وقادته النازيين الجدد على ما يقترفوه من جرائم حرب فظيعة بحق شعبنا الفلسطيني وبحق جميع الفئات المحمية قانونياً وفي مقدمتهم الصحفيين والأطقم الطبية والإنسانية”.
ودانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بأشد العبارات استمرار استهداف قوات الاحتلال “الإسرائيلي” للصحفيين في قطاع غزة، مشيرةً الى استشهاد ما يقرب من 90 صحفياً خلال معركة طوفان الأقصى فضلاً عن العديد من الجرحى الذين يقومون بواجبهم الإعلامي في توثيق الأحداث ونقل الحقيقة إلى العالم.
وأوضحت أنّ استهداف قوات الاحتلال للصحفيين يهدف إلى تعمية العالم عما ترتكبه من جرائم، واغتيال شهود العيان الذين يوثقون إبادة الشعب الفلسطيني في غزة.
أكدت “الجهاد الإسلامي”، أنّ استهداف الصحفيين وتعريضهم للخطر والإصابات أثناء تأديتهم لواجبهم الإعلامي يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ولحرية الصحافة، مضيفةً “يجب أن يحظى العاملون في مجال الإعلام بحماية دولية تضمن سلامتهم وحريتهم في أداء مهامهم”.
وتابعت “إننا نقف صفًا واحدًا مع الصحفيين الأبطال الذين يخاطرون بحياتهم من أجل توثيق الحقيقة ونقلها إلى العالم، ونؤكد على ضرورة حمايتهم وتوفير الظروف الملائمة لممارسة عملهم بحرية وأمان”.
وطالبت “الجهاد الإسلامي”، المؤسسات المعنية في العالم بالتدخل العاجل للحد من هذه الانتهاكات وتوفير الحماية للصحفيين من الاستهداف وتحقيق العدالة للصحفيين الذين أصيبوا أو استشهدوا خلال المعركة الحالية، سواءً في غزة أو الضفة المحتلة أو جنوب لبنان.
المصدر: مواقع