خليل موسى
يكفي أن تعود خمساً وسبعين عاماً إلى الوراء، لتدرك ماهية الصراع القائم حالياً في قطاع غزة. يكفي أن تعود إلى تلك المرحلة التي تمثل تأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وشرعنة هذا الكيان من قبل الدول الغربية لأسباب عديدة على رأسها تكريس نفوذ الأخيرة في المنطقة، يكفي ذلك لتفسر ما جرى ويجري من تراكم لفعل المقاومة بين أصحاب الأرض الحقيقيين والاحتلال، الذي مهما حاول الالتصاق بهذه الأرض بالقوة أو بأشكال أخرى كالتطبيع مع محيطه فلن يكون إلا كياناً مؤقتاً يخوض حروباً دائمة من أجل تمكين وجوده.
في هذا السياق، تحدث الباحث المتخصص في الصراعات الدولية والاقليمية سمير أبو صالح، لموقع قناة المنار، عن حقبة الـ75 عاماً الماضية، من تأسيس الكيان في فلسطين إلى سعي القوى الاستعمارية الدائم إلى تقديم الدعم المطلق له من أجل سيطرتها الاستراتيجية.
أما بعد التأسيس، فقد بدأت مرحلة الصراع الوجودي بين الشعب الفلسطيني، والكيان الصهيوني المزروع قسراً. وعن هذا الموضوع يقول أبو صالح:
وصولاً إلى ما يجري حالياً، أو ما أطلق عليه البعض تسمية “مرحلة طوفان الأقصى”، يشرح الباحث ما يمكن أن يُبنى عليه من نتائج عقب هذا الحدث المفصلي الذي فاجأ الكيان، وما تبعه من عدوان مستمر على القطاع.
ومن نتائج ما حدث، ما حلّ بالمستوطن الصهيوني المخدوع بجنسية مصطنعة، تحديداً من يسكنون على الحدود الشمالية أو في مستوطنات غلاف غزة.
الإحصائيات الرسمية “الإسرائيلية” تعكس بشكل علمي وواضح موجة الهجرة اللافتة لليهود من فلسطين المحتلة، وهذه واحدة من أبرز وجوه مرحلة بدأت في 7 تشرين الأول/أوكتوبر ولن تنتهي على يبدو قريباً، كما يرى د. سمير أبو صالح.
النتيجة مما سبق توضيحه بشرح الدكتور أبو صالح، تأتي كما ينبغي للتاريخ أن يكون، وكما ينبغي للمجريات أن تمضي، حيث لا بد من أن يكون الأمر كما هو.
المصدر: موقع المنار