على نطاق واسع وشامل، لبّى لبنان دعوة الحراك والاضراب العالمي الذي دعا إليه نشطاء من مختلف أنحاء العالم تحت وسم “إضراب من أجل غزة” وذلك تضامناً مع أهالي القطاع الذي يتعرض لعدوان وحشي على كافة المستويات منذ 66 يوماً. كما يهدف الحراك إلى الضغط على الحكومات من أجل التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي.
ولمتابعة أجواء الاضراب، جالت “المنار” على عدد من أحياء العاصمة اللبنانية بيروت.
وكان لمراسل المنار حديث مع وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية.
وفي السياق، عمم وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي على المؤسسات التربوية شرح معاني الإقفال والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وأصدر تعميما موجهاً إلى جميع المسؤولين عن المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة، جاء فيه “استناداَ إلى المذكرة الرقم 26/2023 الصادرة عن رئاسة مجلس الوزراء، والتي قضت بإقفال كل الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات يوم الإثنين الواقع فيه 11/12/2023، وذلك تجاوباً مع الدعوة العالمية من أجل غزة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني ومع أهلنا في غزة وفي القرى الحدودية اللبنانية، ومن أجل تعريف التلامذة على الأسباب الداعية للاستجابة لهذه الدعوة العالمية والالتزام بالإقفال، لذلك، فإن وزارة التربية والتعليم العالي تدعو جميع المسؤولين عن المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة إلى الطلب من الأساتذة والمعلمين تخصيص حصة دراسية واحدة يوم الثلاثاء الواقع فيه 12/12/2023، لشرح الأسباب الداعية لإقفال المؤسسات والإدارات العامة والمدارس والثانويات والجامعات يوم الإثنين الواقع فيه 11/12/2023، خصوصا لجهة التأكيد على ضرورة وقف الاعتداء على الأراضي الفلسطينية المحتلة والجنوب اللبناني، وعلى حماية المدنيين وبصورة خاصة النساء والأطفال، ورفع الصوت عاليا ضد المجازر التي ترتكب في حق الأبرياء، وهدم المنازل والمستشفيات والمدارس ودور العبادة فوق رؤوسهم، وتهجيرهم إلى العراء، وذلك تحت انظار العالم أجمع”.
كما شهد قضاء صور إضافة إلى القرى الحدودية، أجواءً من التضامن الانساني مع غزة، حيث أقفلت المدارس الرسمية والخاصة ابوابها كما اقفلت الأسواق والمحال التجارية والمصارف، وتوقفت حركة التجارة اليومية.
من جهتها، أعلنت جمعية تجار صيدا وضواحيها اقفال الأسواق التجارية كافة، التزاماً منها بالحملة العالمية للإضراب نصرة لغزة ومن اجل وقف حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. وجال رئيس الجمعية علي الشريف منذ ساعات الصباح على السوق التجارية وسط المدينة، مؤكداً قرار الإقفال.
وقال الشريف في تصريح “إن كافة المؤسسات والمحال التجارية في أسواق مدينة صيدا التزمت بدعوة جمعية تجار صيدا وضواحيها للمشاركة في هذه الوقفة التضامنية العالمية مع اهالينا في غزة ، ولرفع الصوت الى العالم أجمع أنه آن الأوان لوقف هذه المجزرة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، كما للتأكيد على التضامن مع اهالينا في المناطق الحدودية من الجنوب اللبناني الذين يتعرضون منذ اكثر من شهرين لعدوان إسرائيلي متواصل على بلداتهم وقراهم يمعن خلاله هذا العدو قتلاً وتدميراً وتهجيراً” .
وأضاف “إننا كقطاع تجاري واقتصادي في مدينة صيدا حاضنة القضية الفلسطينية نعتبر أننا اكثر المعنيين بالمبادرة الى مثل هذا التضامن ونعتبره واجباً أخوياً ووطنياً وانسانياً، ونضم صوتنا الى أصوات كل الأحرار والشرفاء في هذا العالم في المطالبة بوضع حد لهذا الإنتهاك السافر والمتواصل من قبل هذا الكيان الغاصب لكل المواثيق والأعراف الدولية والإنسانية”.
النبطية شهدت ايضاً إلتزاماً كبيراً بالدعوة للإضراب العام العالمي، إذ أقفلت المؤسسات والادارات الرسمية والضمان الاجتماعي ودائرة مياه النبطية، إلى جانب المصارف والجامعات والمدارس والمعاهد الرسمية والخاصة ابوابها.
والتزمت الصيدليات في المنطقة بالافقال ساعة واحدة ظهراً، كما شهدت الطرق العامة حركة سير خفيفة جداً.
وعن تفاصيل أجواء الاضراب في النبطية، تحدثت محافظ النبطية هويدا الترك إلى قناة المنار، لافتةً إلى أن “الوقفة والحداد نترجمه بإقفال واضراب، ولكن علينا أن نفكر ايضاً بكيفية دعم أهل غزة اكثر، والمقاومة في الجنوب لم تقصر ابداً بدورها، ونحن نقوم بواجبنا بتقديم كل ما لدينا لأهلنا في المناطق الحدودية”.
كما التزمت محافظة عكار التزاما تاماً بالإضراب، تضامنا مع الشعب الفلسطيني. فأقفلت الادارات العامة والمؤسسات الحكومية كافة، في سرايا حلبا والمتواجدة في البلدات العكارية كافة، وكذلك المصالح المستقلة، وإتحادات البلديات والبلديات. كما التزمت الإضراب المدارس والثانويات والمعاهد الفنية والجامعات الرسمية منها والخاصة.
والتزمت الاضراب المصارف ومحال الصيرفة، وعدد من الصيدليات، كما أقفلت أكثرية المحال التجارية ومحال الخضروات في أسواق حلبا وباقي المناطق العكارية .
من جهتها، أعلنت نقابة موزعي قناني الغاز في لبنان الالتزام بقرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالاقفال، وقالت في بيان “النقابة التزمت مضمون المذكره وتوقفت عن العمل والتوزيع تضامناً مع الشعب الفلسطينى واهلنا في غزه واهلنا في القرى الحدودية في جنوب لبنان على أن تستانف عملها كالمعتاد صباح يوم الثلاثاء”.
وعن التضامن اللبناني مع غزة، أكد النائب علي خريس “ضرورة أن تكون أجهزة الدولة مستنفرة من أجل مواكبة الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وتكامل الدور المقاوم في كل لبنان، بحيث نعلم تمام العلم أن الكيان الصهيوني الغاصب لا يفرق بين لبناني وآخر والتجربة بالحروب السابقة خير برهان”.
وقال في بيان لمناسبة اليوم التضامني مع قطاع غزة “ظروف صعبة يتعرض لها الجنوب لا بل كل لبنان، ونشاهد المأساة التي يصنعها الكيان الغاصب من خلال جرائمه بحق الأطفال والنساء والشيوخ”.
واعتبر أن “إعلان التضامن خطوة مميزة تحتاج الى تفعيل اكثر وخطوات اعلى درجة من إقفال وتعطيل العمل، الى الوقوف مع المقاومة بكل جوانب عملها والعمل من اجل تشكيل رأي عام عالمي محلي واقليمي ودولي في مواجهة العدو الاسرائيلي واجباره على احترام المدنيين والصحافيين وسيارات الاسعاف”.
إطلاق صفارات السفن والبواخر
ودوّت صافرات السفن والبواخر في موانئ لبنان اليوم، تضامنًا مع فلسطين وغزة. وتوقفت الحركة بشكل كامل، اليوم، في شوارع العاصمة بيروت ومدن لبنانية أخرى، تنفيذًا للإضراب الشامل، تضامنا مع غزة والشعب الفلسطيني، والقرى الجنوبية اللبنانية.
وذلك في وقت سبق أن أعلنت فيه حكومة تصريف الأعماال اللبنانية، إغلاق كافة الإدارات والمؤسسات في البلاد اليوم، “تضامنًا مع غزة والشعب الفلسطيني، والقرى الجنوبية اللبنانية، وتجاوبا مع الدعوة العالمية من أجل غزة”. كما أعلنت وزارة الخارجيّة والمغتربين اللبنانية، اليوم، إغلاق دوائرها في لبنان والبعثات اللبنانية في الخارج، التزامًا بمذكرة مجلس الوزراء.
ودَعت الخارجيّة اللبنانية “العالم بأسره إلى وقفة ضمير بوجه جريمة الإبادة الجماعية الممنهجة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الصامد تحت الحصار والإحتلال الاسرائيلي في غزة والضفة الغربية، ولما تشهده المناطق الحدودية الجنوبية اللبنانية من اعتداءات يومية على يد الجيش الإسرائيلي”.
يُذكر أنه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تشن قوات العدو الإسرائيلي عدواناً شاملاً على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، أسفر عن ارتقاء أكثر من 17,975 شهيداً، ونحو 51,300 جريح، غالبيتهم من الأطفال وكبار السن والنساء، إلى جانب آلاف لا يزالون تحت الأنقاض يعتقد أنهم استشهدوا، ودمار هائل في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.
المصدر: موقع المنار