كثيراً ما نسمع جملة “عدم خلط الرياضة بالسياسة، واتركوا الرياضة جانباً ولا تحشروها بالقضايا السياسية”، وغالباً تتبجح الأندية الأوروبية والاتحادات القارية والدولية بهذا الأمر محذرة من استخدام الشعارات السياسية، ولكن الحرب الروسية على أوكرانيا ومن بعدها العدوان الصهيوني على فلسطين وقطاع غزة عقب عملية “طوفان الأقصى”، والمجازر التي ارتكبت فضحت سياسية الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير.
فبعد أربعة أيام فقط من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، أصدر الفيفا واليويفا بيانًا موحدًا يقضي باستبعاد منتخبات روسيا بجميع فئاتها العمرية وكذلك أنديتها من البطولات الدولية والأوروبية، وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) إنهاء شراكته مع شركة جازبروم في جميع المسابقات.
ورغم كل المجازر المرتكبة حتى الآن في قطاع غزة والتي تجاوزت لـ 1500 مجزرة وآلاف الشهداء والجرحى واستهدافات المدنيين والمستشفيات والجوامع والكنائس شارك المنتخب الاسرائيلي بكرة القدم في تشرين الثاني الفائت في مباراة ضد منتخب كوسوفو في تصفيات يورو 2024.
وخلال النشيد الإسرائيلي قبل المباراة، أطلق بعض المشجعين الحاضرين في كوسوفو صيحات الاستهجان، في موقف فطري إنساني طبيعي على ما يحصل ،فما كان من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم،إلا ان “يفتح إجراءات بسبب الاضطرابات أثناء النشيد الاسرائيلي!!”.
وجاء في بيان له”ستتعامل هيئة المراقبة والأخلاق والانضباط في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مع هذه القضية في الوقت المناسب”.
وايضا تواصلت شبكة CNN مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم للتعليق، والوقوف عند خاطر الصهاينة.
عقوبات على لاعبين تضامنوا مع فلسطين
وفي نفس السياق، تعرّض لاعبو كرة قدم أعلنوا عن دعمهم لفلسطين لعقوبات رياضية.
فيوسف عطال لاعب منتخب الجزائر ونيس الفرنسي، الذي دعم فلسطين بفيديو على انستغرام بصورة يرتدي فيها الكوفية، طالبت الجاليات اليهودية بطرده من نيس لزعمهم أنه يدعو للكراهية.
واضطر يوسف عطال لحذف ما نشره حينها، بعدما تم تهديده من قبل عمدة مدينة نيس، لاتهامه بالتحريض على الكراهية ضد اليهود، حيث كان يتضمن الفيديو المنشور الدعاء عليهم!.
وقد أوقف عطال 7 مباريات بقرار من اللجنة التأديبية للاتحاد الفرنسي، التي اتهمته بدورها بمعاداة السامية، وخرج بكفالة بعد التحقيق معه .
وفي السياق عينه، تم فسخ عقد اللاعب أنور الغازي من اصل مغربي مع نادي “ماينز” الألماني بأثر فوري، وهو ما علّق عليه الغازي بمنشور على إنستغرام، جاء فيه: “قف مع الحق حتى لو كان ذلك يعني الوقوف وحدك، وخسارة مصدر رزقي ليست شيئا مقارنة بالجحيم الذي تم إطلاقه على الأبرياء والضعفاء، أوقفوا القتل”.
بالمقابل، فإن مانور سولمون اللاعب الإسرائيلي في نادي توتنهام استخدم رواية الجيش الإسرائيلي في موضوع قصف المستشفى المعمداني، “ان المقاومة هي التي قصفت المستشفى”، وقال: “يقتلون شعبهم ويلومون إسرائيل”.
وعندما أوقف حسابه على إنستغرام طالب الاتحاد الإسرائيلي بعدم متابعة التطبيق، قبل أن تخرج شركة ميتا لتقول إن”ما حصل خطأً غير مقصود وتعيد حساب اللاعب سريعًا”.
أنصار الإرهاب فوق الملعب!!
وسائل إعلام ألمانية، وبالأخص صحيفة “بيلد”، شنت هجوماً على المغربي نصير مزراوي، لاعب بايرن ميونخ بعدما عبَّر عن تعاطفه مع الفلسطينيين ودعمه لهم، واتهمته بأنه “مؤيد للإرهاب”، كما نشرت الصحيفة موضوعاً عن اللاعبين المسلمين بالدوري الألماني الذين دعموا فلسطين، وفي مقدمتهم مزراوي، وعنونته بـ”أنصار الإرهاب فوق الملعب؟ إنه أمر لا يطاق”.
وانتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للاعب نادي الأهلي والمنتخب المصري السابق محمد أبو تريكة، في أول ظهور له منذ اندلاع الحرب في غزة.
وبعد غيابه عن الشاشة لمدة 50 يوما، انتقد أبو تريكة في الأستديو التحليلي لمباراة ليفربول ومانشستر سيتي بقناة “بي ان سبورتس”، صمت العالم بشأن ما يحدث في غزة.
بالونة وهم
من جهته اعتبر المعلق الرياضي التونسي عصام الشوالي، في ثاني أيام عملية طوفان الأقصى كيان الاحتلال الإسرائيلي “مجرد بالونة وهم”، وذلك خلال افتتاحية تعليقه على مباراة مانشستر سيتي وأرسنال في الدوري الإنجليزي ، والتي تضامن من خلالها مع القضية الفلسطينية.
المصدر: موقع المنار