لن يكونَ جنوبُ غزةَ غيرَ شَمالِها، وكما حصدَ الصهاينةُ الخيبةَ في الشمالِ سيَحصُدونَ الندمَ في الجنوب..
هي قناعةُ الفلسطينيينَ العارفينَ قدرتَهم على الصمودِ وبسالةَ مقاومتِهم التي تُذيقُ المحتلَّ الويلَ والثبور..
وكما الفلسطينيينَ كذلك بعضُ الصهاينةِ يعرفون، ويكفي حديثُ رئيسِ الموسادِ السابق تامير باردو، الذي خرجَ على الاعلامِ مُسهباً بعرضِ الواقعِ المريرِ للصهاينةِ حكومةً وجيشاً ومستوطنين.
لن نصلَ الى ايِّ مكان، وسنستمرُ بالسقوطِ نحوَ الهاويةِ قال باردو المتابعُ لمجرياتِ حربِ الابادةِ التي تخوضُها واشنطن وتل ابيب ضدَّ غزةَ واهلِها، فالفشلُ عنوانُ هذه الحربِ منذُ السابعِ من تشرينَ الأولِ حتى اليوم، والثمنُ الذي سيدفعُه الاسرائيليون لاستعادةِ اسراهُم سيكونُ هائلاً كما قال..
اما هولُ المجازرِ التي تُرتكبُ بحقِّ المدنيينَ من اطفالٍ وشيوخٍ ونساءٍ فلن تَثنِيَ الفلسطينيينَ عن الصمودِ والجهادِ والثباتِ في ارضِهم. وما الانتقالُ الى مرحلةِ الجنوبِ قبلَ انهاءِ معركةِ الشمالِ إلا تأكيدٌ على فشلٍ واضحٍ للجيشِ المتخبطِ بدمِه في رمال ِغزة..
الى خان يونس قررَ الصهاينةُ الدخول، فاَدخلوا انفسَهم بمتاهةٍ عسكريةٍ كبَّدَتهم خسائرَ فادحة، يضافُ اليها ضرباتُ المقاومينَ التي لا تزالُ تصيبُ جيشَهم من جحرِ الديك الى جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون..
اما بيتُ هيلل في الشمالِ فقد حَفرت في نفوسِ الصهاينةِ الكثيرَ من الخشيةِ والارباك، وصواريخُ المقاومةِ التي طالت الآلياتِ الصهيونيةَ هناكَ موقعةً في صفوفِ طواقمِها خسائرَ فادحةً رَفعت صوتَ الوجَعِ لدى المستوطنين الى اعلى الدرجات، وهم الذين لا يثقونَ باداءِ جيشِهم ولا خياراتِ حكومتِهم التي تركتهم تحتَ النار.. فخرجَ رؤساءُ مجالسِ المستوطناتِ في الشمالِ الى الاعلامِ مطالبينَ حكومتَهم باجلائهم من هناكَ ما دامَ انها غيرُ قادرةٍ على حمايتِهم من لهيبِ الشَمال..
لهيبٌ احرقَ اليومَ المزيدَ من مواقعِالجيشِ الصهيوني عندَ الحدودِ معَ لبنان، فأكملَ المقاومون تسديدَ الضرباتِ التي طالت تجمعاتٍ لجيشِ العدوِ في شتولا وبرانيت ومسكاف عام، والعديدَ من المواقعِ الصهيونيةِ في تلالِ شبعا وكفرشوبا المحتلتين..
المصدر: قناة المنار