لمناسبة “يوم الشهيد”، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزّة، وتحت شعار: “أحياء على طريق القدس”، أقام حزب الله – شعبة الوردانية، إحتفالاً بالمناسبة في حسينية بلدة الوردانية – إقليم الخروب، حضره وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، معاون رئاسة المجلس الشيعي الأعلى لشؤون العلاقات العامة علي محمد رضا الحاج، رئيس بلدية الوردانية علي بيرم وأعضاء من المجلس البلدي والمختار حسن محمد، وممثلون عن الأحزاب وفاعليات وأهالي .
وكان إستهل الإحتفال بآيات من القرآن الكريم للمقرئ فادي عباس، وتقديم وترحيب من عدنان طنانة، وتلاه النشيد الوطني ونشيد حزب الله، ثم عرض فيلم مصور يحكي عن الشهداء.
بعدها تحدث الوزير بيرم، فقدّم عرضاً وشرحاً عن تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وتطوره حتى إنطلاق المقاومة، وأشار الى أن”الغرب، الذي أراد نهب ثروات الأمة العربية، أنشأ “ثكنة عسكرية” في المنطقة العربية أسماها “إسرائيل” خدمة لمصالحه.. وهي تعمل على تفتيت المنطقة العربية وإثارة الفتن القومية والمذهبية وخلق المشاكل بين الدول”.
ولفت الى ان”إسرائيل هي خلاف كل القوانين، وحتى قانون الغاب لم تطبقه”،مؤكدا اننا”نريد حماية وجودنا ومستقبلنا وأرضنا”، مشددا على”أهمية الوحدة والتضامن في مواجهة إسرائيل”.
وتوقف بيرم عند أبرز المحطات التاريخية للصراع مع إسرائيل، وصولا حتى العام 2000، حيث ولدت استراتيجية مهمة جدا في 25 ايار، وكان الحلم، عندما انهارت المواقع الاسرائيلية وتهاوت الدبابات، وكان نصرا للبنان دون قيد أو شرط، ورفعت رايات لبنان والمقاومة مع فلسطين، وخرج قائد صالح السيد حسن نصر الله، وأطلق معادلة جديدة ” إن اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت..”
وقال الوزير بيرم :”ان ما نراه في غزة، هو كربلاء، فنرى العطش، حيث منعوا عنها المياه، كما منعوها عن الإمام الحسين. نرى رؤوسا مقطعة، والأطفال تقتل، لذلك نؤكد ان معركة طوفان الأقصى كشفت ان اسرائيل أوهن من بيت العنكبوت فعلا.. وعلى الرغم كل هذا العدد الكبير من الشهداء والمجازر التي ترتكب بحقنا، لن نسقط ولن تهزم غزة، وان نتيجة المعركة فائقة جدا، حيث كشفت حقيقة إسرائيل، والتي هي عبارة عن عصابات اسمها جيش اسرائيلي، وكشفت أيضا أن أميركا هي الشيطان الأكبر.. وان اسرائيل ستزول، إذ ما من حل إلا في هذا الإتجاه، لأن هذه هي سنن الله تعالى، فلا يمكن أن تقام دولة على الإجرام. ان دماء الأطفال لن تذهب هدرا أبدا، فالسيد المسيح عليه السلام يقول في انجيل متى ولوقا ومرقص ” يا أورشليم، يا راجمة الأنبياء، يا قاتلة المرسلين..كم مرة أردت أن أجمع فراخي فأبيتي، فلن يبقى فيكي حجر على حجر”.
وتوقف بيرم عند الوضع في لبنان، فإعتبر ان”ما تقوم به المقاومة في لبنان تكتيكا ذكيا، وهي لا تعمل من خلال الإنفعال، وقال:”لو فتحنا الجبهة في لبنان، ستنحرف الأنظار عن غزة، وقد تتحول المواجهة الى حرب اقليمية، عندها ما من أحد يركز على غزة والصورة الغزاوية، ولن تنكشف حقيقة اسرائيل.. ان ما تقوم به المقاومة عملية هائلة جدا بالمقياس العسكري، وله هدفان: ضرب و”شرشحة” الجيش الذي لا يقهر، إذ أن المقاومة لم تكشف بعد جميع أوراقها، فهي تفجر الياتهم وتضرب مراكزهم، وهنا يقول الاعلام الاسرائيلي: “ان من يقدّر أن نبقى أحياء أو أن نموت هو حسن نصر الله”.
وثانيا ان”ما تقوم به المقاومة مهم جدا، وهو اسمه بالعلم العسكري “عدم التأرضم”، يعني اخلاء منطقة كبيرة من سكانها، حيث لا يستطيعون العودة اليها بسبب فقدان عنصر الأمن، فالمستوطنات اليوم شبه خالية، بعد أن ضرب أمنهم، حتى أصابتهم المقاومة بالإرباك”.
وأشاد بيرم “ببطولات المقاومين في غزة، معتبرا ان “نتنياهو أعطانا فرصة، حيث انكشفت حقيقة اسرائيل للأجيال، منوها بالرأي العام الغربي الذي يشاركنا في الموقف ضد هذا الكيان الغاصب”، مؤكدا ان”غزة أعادت القضية الفلسطينة الى الواجهة، وتؤكد استحالة العيش مع هذا الكيان المجرم، معتبرا ان الاسرائيلي والأميركي بمأزق اليوم، وان الميدان هو الذي سيتكلم، ولكن الأكيد ان ما بعد 7 تشرين غير ما قبل ذلك، فهناك صورة تغيّرت، وشعوب عربية واسلامية وعالمية أصبحت مؤمنة، ان هذا الكيان مجرم، وليس له مقومات الدولة الأخلاقية، منددا بإنجازات جنود الإحتلال التي تمثلت بدخول مستشفى الشفاء في غزة وتفجير قسم غسيل الكلى”.
المصدر: بريد الموقع