الصحافة اليوم 03-11-2023 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم 03-11-2023

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 03-11-2023 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

البناء:

العالم ينتظره… والشارع العربي يناشده التدخل… وبلينكن يمسك يد نتنياهو لسماعه السيد نصرالله وفصل الخطاب بين انتصارات المقاومة ومذبحة غزة وإنجازات الجبهة اليوم ما بعده غير ما قبله: معادلات الحرب وقواعد اشتباك إقليمية بين يدي السيد

البناءكتبت صحيفة “البناء”: سيسجل اليوم الثالث من تشرين الثاني 2023 أنه اليوم الذي أطلّ فيه الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله، ليرسم من شرفة إنجازات جبهة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، معادلات الحرب وقواعد الاشتباك الإقليمية بعدما تجاوزت المقاومة الإسلامية قواعد الاشتباك التي رسمتها على جبهة الحدود منذ العام 2006، والكلمة التي ينتظرها العالم، أول مَن ينتظرها هم الناس الطيبون الصامدون وسط حصار النار والموت والجوع والمرض في غزة، رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً، ولم يبق لهم من معين أو ناصر في عالم عربي محكوم من قادة نصفهم مصاب بضعف الذاكرة ونقص المناعة، ونصفه الآخر مصاب بترقق العظام وارتجاف الركب، وفي عالم ظالم تحكمه العنصرية، والشوارع التي تهتف لفلسطين تشدّ أزر المحاصَرين، لكنها لا تستطيع إدخال دواء أو طعام او فك حصار أو وقف غارات تطلق الحمم القاتلة، وليس سوى هذا الآتي من البلد الأصغر والأضعف بين أقرانه العرب، والذي كان جيش الاحتلال يتباهى بأنه قادر على احتلاله بفرقة موسيقى جيشه، كما قالت ذات يوم بفوقية متعجرفة رئيسة حكومة الاحتلال غولدا مائير، فجاء هذا الرجل وإخوانه في المقاومة ليؤسسوا تجربة فريدة، نجحت بتحرير الأرض وحماية البلد، وهي اليوم قوة إقليمية كبرى مهابة الجانب، لأن رجالها اتسموا بالإخلاص والصدق والأخلاق والجدّية والتواضع، فآمنوا بربهم ووطنهم وأخلصوا لفلسطين قضية مركزية تركها الآخرون، وبنوا لها قوة تفوّقت على الجيوش الكبرى المحترفة.

لأجل هؤلاء يطلّ السيد نصرالله، وفي باله صورة انتصارات المقاومة في غزة ونجاحاتها المبهرة في مواجهة جيش الاحتلال، فيقيم التوازن بين الحاجة للنجدة والمصلحة بالتمهّل ليصنع الفلسطينيون نصرهم النقي الصافي، وفي وجدانه مسؤوليته تجاه بلده وناسه، وعلى أساس هذه المسؤولية يضع ضوابط انخراطه في الحرب بما ينسجم مع التزامه بحماية لبنان. وكل حرب تهدد بسقوط غزة والمقاومة تهديد للبنان، وقد بدأت المقاومة الإسلامية منذ اليوم الأول للحرب على غزة تثبيت قواعد اشتباك جديدة، هي أقرب لقواعد اشتباك إقليمية، ينتظر الجميع كيف سيقوم السيد نصرالله بصياغتها، وما هي قواعدها؟

الكلمة الفاصلة في تاريخ الحرب، ما قبلها غير ما بعدها، وعليها سوف يبني كيان الاحتلال الكثير، شارعه المنتظر بفارغ الصبر الرجل الذي لا يصدّق سواه، وقادته الخائفون من رعب الشمال، ويوم القيامة الذي بشرت به صحيفة هآرتس، ولهذا يصل اليوم وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى تل أبيب فيستمعان معاً إلى خطاب السيد نصرالله، يمسكان بأيدي بعضهما، ويناقشان الاحتمالات، تفادياً للوقوع في فخ التهور بداعي المزايدة، او الانهزام خوفاً.

وتشخص العيون والأبصار اليوم إلى إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي سيلقي خطاباً وصِف بالتاريخي والمفصلي لما سيتضمنه من شرح وعرض للمشهد في غزة ولبنان والمنطقة ورسائل نارية حاسمة باتجاهات متعدّدة وما بعد الخطاب لن يكون كما قبله، في ظل ترقب محلي وإقليمي وعالمي لمضمون الخطاب الذي سيصل إلى مسامع كل شعوب الأرض. وقد علمت «البناء» أن الكثير من الديبلوماسيين الغربيين والعرب ومنذ الإعلان عن الإطلالة وهم يتحققون من فحوى ومضمون كلام السيد نصرالله وكذلك نشطت سفارات الدول المختلفة في لبنان عبر سلسلة اتصالات بالمسؤولين وبمحللين وخبراء أصدقاء لمحاولة تقصّي المستوى الذي سيبلغه الخطاب والرسائل وما ستشهده المنطقة من أحداث قبل إطلالة السيد ووجهة الأحداث ومسار الحرب بعد الإطلالة، وما إذا كان سيعلن عن قرار كبير بحجم إعلان محور المقاومة الحرب الشاملة والمفتوحة على «إسرائيل» أم يكتفي بالتهديد فقط مع تسخين الجبهات كرسالة عن جدّية التهديد!

وامتلأت شاشات التلفزة وصفحات الصحف والمواقع الإلكترونية في وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية والعربية واللبنانية بسيلٍ من التحليلات والفرضيات والسيناريوات وانشغل الخبراء والمحلّلون في استعراض التوقعات والاحتمالات.

وفي المواقف الرسمية أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن «الضباط الأميركيين الذين قدموا المشورة لـ»إسرائيل» عادوا إلى الولايات المتحدة»، لافتاً الى أننا «سننتظر ما سيقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله غداً (اليوم) ورسالتنا له ولأي جانب آخر بأن عليه ألا يوسّع الصراع». وأشارت أوساط ديبلوماسية لـ»البناء» إلى أن الأميركيين يرسلون خفية رسائل لعدد من دول وحركات محور المقاومة مفادها بأن لا نية إسرائيلية لشن حرب على لبنان وأن لا نية أميركية لتوسيع الحرب في المنطقة، وفي الوقت عينه يطلقون التهديدات ضد المحور في العلن ويقرعون طبول الحرب»، لكن الأوساط تلاحظ «تراجعاً باللهجة الأميركية ضد حزب الله وإيران نتيجة بدء محور المقاومة بتصعيد الجبهات في اليمن ولبنان وفلسطين والعراق الذي أعلن فصيل منه أمس، عن ضرب أهداف حيوية في «إسرائيل»».

ويعيش كيان الاحتلال بمستوياته السياسية والعسكرية والأمنية وجبهته الداخلية حالة رعب وذهول منذ الإعلان عن خطاب السيد نصرالله على أن تبلغ ذروتها قبيل الخطاب وبعد إطلاق الرسائل، وقد ظهرت حالة الخوف بين سطور الصحافة الإسرائيلية التي أفردت عواميدها وصفحاتها للحديث عن الخطاب وما بعده. ويشير خبراء في الشؤون العبرية لـ»البناء» الى أن «الرأي العام الإسرائيلي يلتفت وينتظر ما سيقوله السيد نصرالله أكثر من اهتمامه بكلام قيادته السياسية، إذ لم يعد يثق بها وينتظر أمين عام حزب الله ليعرف ماذا يجري في الكيان ومسار الحرب وحتى الأعداد الحقيقية للقتلى وحجم الكارثة التي حلّت بـ»إسرائيل»».

وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» إلى «أن لا أحد يمكنه التكهن بما سيقوله السيد نصراله اليوم باستثناء فئة قليلة جداً محيطة بالسيد، والكثير من التحليلات والتوقعات والسيناريوات تتوزّع بين غير دقيقة وغير صحيحة ولا تمت الى الواقع بصلة. وهذا الغموض البناء بحد ذاته مقصود لخدمة الحرب النفسية مع العدو الذي يجهل ما سيقوله السيد ويعيش بمأزق نفسي ومعنوي واستخباري»، و»إن كانت بعض العناوين التي سيتطرق لها السيد نصرالله معروفة إلا أن الخطاب يحوي الكثير من الرسائل والمعادلات»، موضحة أن «صفحات الخطاب ستبقى مفتوحة حتى الثالثة إلا دقيقة لأن المضمون مرتبط بمجريات الميدان أولاً وبمسار المفاوضات في قطر ثانياً وبفحص التوجه الأميركي في غزة ثالثاً وما إذا كان سيلجم التصعيد الإسرائيلي أو سيعطيه المزيد من الوقت»، ووفق المصادر فـ «لا يبدو أن الأميركي سيلجم الإسرائيلي في المدى المنظور وما بيان «البنتاغون» مساء أمس «لا نؤيد وقف إطلاق النار لأنه يمنح حماس الوقت لإعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات جديدة»، إلا دليل على ذلك.

وقبيل 24 ساعة على إطلالة السيد نصرالله، أطلق رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين سلسلة مواقف عالية السقف، وأكد أنّ «غزة لا تُسحق حتى لو جاءت كل أساطيل العالم، ولو دمّروا ما دمّروا فإنّ المقاومة ستبقى بعد كل هذه المجازر»، ولفت إلى أن «هذا العدو لا يستحق إلاّ القتل وأن يُواجه بقوة الحق والدفاع»، وأشار إلى أن «القرار الحقيقي اتخذه أهل غزة وهو قرار قوي وثابت أنهم لن يتخلوا عن المقاومة».

وقال السيد صفي الدين خلال رعايته افتتاح معرض «أرضي» في مجمع سيّد الشهداء – الضاحية الجنوبية لبيروت: «غدًا (اليوم) سنكون مع الكلام الفصل مع الأمين العام لحزب الله وسنستمع إلى الكلمة التي تحدّد المسار والمستقبل»، وشدّد على أنّ «النتيجة الحتمية هي أن بايدن ونتنياهو لن تتحقق أهدافهما». وأوضح أنّ «مشاهد غزة أحزنتنا وتركت اللوعة في قلوبنا التي لن ننساها ولا يمكن أن ننساها»، وبيّن أن «الأميركيين كما الغربيين الذين أعطوا الصهاينة فرصة القتل بشكل غير مسبوق فهم يعبّرون من جديد عن حماقتهم وجهالتهم». وأضاف: «هؤلاء لا يملكون جيوشًا للقتال بل أدوات قتل بتكنولوجيا حديثة ومن غبائهم أنهم وضعوا هدفًا لهذه الحرب هو سحق المقاومة وكأنهم لم يستفيدوا من عبر حرب تموز في لبنان عام 2006».

وتابع السيد صفي الدين «من لم يتأثر بما يحصل في غزة ممكن أن يُقال عنه أنه ليس إنسانًا لأن مشاهد غزة أحزنتنا وأدخلت اللوعة على قلوبنا»، وأضاف «إيقاف المجازر وإنهاء القتل هو السبيل الوحيد لبدء معالجات حقيقية»، وشدّد على أن «الإسراع من قبل من يعنيهم الأمر هو السبيل الوحيد لبدء معالجات حقيقية والتباطؤ في الاستجابة لمئات الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع عليهم أن يعلموا أنهم لن يحققوا شيئًا إضافيًّا بل إن الذي سيحصل أنهم سيأخذون المنطقة إلى مكان آخر».

وفيما صعّد محور المقاومة مختلف الجبهات أمس، بشكل غير مسبوق تحضيراً لخطاب السيد نصرالله، توقع خبراء عسكريون وسياسيون أن تشهد الجبهات في المنطقة تصعيداً أكبر اليوم مع توقع مفاجآت ميدانية ستحدث تحولاً في مسار الحرب وقد تكون تزامناً مع إطلالة السيد نصرالله.

في غضون ذلك، واصلت المقاومة اللبنانية والفلسطينية تحقيق المزيد من الإنجازات الميدانية والتاريخية ضد العدو الإسرائيلي وقصفت كتائب «القسام» – لبنان مستوطنة «كريات شمونة» ومحيطها شمال فلسطين المحتلة بـ 12 صاروخًا، ردًا على مجازر الاحتلال بحق أهل غزة، وفق بيان أصدرته الكتائب.

قد أدّى هذا الاستهداف إلى دمار في الممتلكات داخل المستوطنة ونشوب حرائق في منازل المستوطنين، فيما كشفت وسائل إعلام العدو عن إصابة مستوطنَين اثنَين إثر سقوط الصواريخ.
وأعلن الإعلام الحربي في «حزب الله»، أنّ «بالتّزامن مع الهجوم الّذي شنّته المقاومة الإسلاميّة بالمسيّرات الهجوميّة على ثكنة زبدين في مزارع ‏شبعا اللّبنانيّة المحتلّة، هاجم مقاتلو المقاومة الإسلاميّة في وقتٍ واحدٍ تسعة عشر موقعًا ونقطة عسكريّة صهيونيّة بالصّواريخ الموجّهة والقذائف ‏المدفعيّة والأسلحة المباشرة، وحقّقوا فيها إصابات مباشرة».

وبث الإعلام الحربي للمقاومة مشاهد من عملية استهداف المقاومة الإسلامية لمقر قيادة كتيبة جيش العدو الإسرائيلي ‏في ثكنة زبدين بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة بواسطة مسيرة انقضاضيّة هجومية مليئة بكمية ‏كبيرة من المتفجرات، والتي أصابت هدفها بدقة عالية داخل الثكنة المذكورة.

وأعلنت «المقاومة الإسلامية» في بيان أيضاً استهداف ‏منظومة التجسّس في موقع العباد بالأسلحة المناسبة وتمت إصابتها إصابة مباشرة وموقع المنارة الإسرائيلي بصاروخ موجّه وموقع العاصي العسكريّ مقابل بلدة ميس الجبل.

وكان «حزب الله» أعلن أن عناصره أسقطوا بواسطة صاروخ أرض – جو مسيّرة إسرائيلية في أجواء قريتي المالكية وهونين عند الحدود الجنوبية للبنان.
وزفّت المقاومة الإسلامية على طريق القدس ثلاثة من مجاهديها، وهم الشهداء محسن رضا عياش من بلدة حاروف في جنوب لبنان، علي عباس ملحم من بلدة مجدل سلم في جنوب لبنان، هشام محمد إسماعيل «حمزة» من بلدة ميس الجبل في جنوب لبنان.

واستشهد ثلاثة لبنانيين جراء القصف الإسرائيلي في وادي السلوقي جنوب لبنان.

وواصل العدو قصفه للقرى الحدودية، وتعرّضت أطراف بلدة طيرحرفا في القطاع الغربي ومنطقة بلاط وأطراف رامية لقصف مدفعي مصدره مواقع جيش الاحتلال الحدودية. وقد شهد القطاع الشرقي قصفاً مكثّفاً فجر أمس، استهدف تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، ومحيط بلدة رميش بعدد من القذائف، ومنزلاً في أطراف بلدة عيتا الشعب وعلى أطراف رامية لجهة بلدة بيت ليف. وأطلق جيش الاحتلال صاروخين من مسيّرة على الحارة الشرقية لبلدة العديسة القريبة من مستوطنة مسكاف عام. كما شنت طائرات مسيرة إسرائيلية غارات على إقليم التفاح متسبّبة بدويّ انفجار كبير. وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي عبر منصة X أنه و»في منطقة الشمال نواصل استهداف أهداف عسكرية لحزب الله على خط الحدود وتصفية خلايا معادية تخطط لإطلاق قذائف مضادة للدروع وقذائف صاروخية وهاون نحو الأراضي الاسرائيلية».

وردّ مجاهدو المقاومة الفلسطينية على رسالة مجاهدي المقاومة الإسلامية في لبنان برسالة أكدوا فيها أنّهم حطموا ودمّروا جيش الاحتلال المهزوم، لافتين إلى «أننا رأينا ورأى العالم بأسره كم هو واهن وأوهن من بيت العنكبوت»، ومشيرين إلى «أننا نرقب ونرى فعلكم وجهادكم ودماء شهدائكم التي توحّدت مع دمائنا، ونرقب خوف وجبن وخشية العدو من نزالكم، ولطالما كنتم وما زلتم أسياد النزال».

على المستوى الرسميّ، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات ديبلوماسية دولية وعربية في السراي، تمحورت حول الأوضاع الراهنة في لبنان وغزة والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار. وفي خلال اللقاءات، جدّد رئيس الحكومة التأكيد «أننا مع السلام ونبذل كل المساعي لوقف إطلاق النار في غزة ووقف التعديات الاسرائيلية على جنوب لبنان». ودعا «الأمم المتحدة الى القيام بتحرك سريع لوقف المجازر في غزة».

واجتمع رئيس الحكومة مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي شكرت خلال الاجتماع «الحكومة اللبنانية على مواقفها وعلى التمسك بالقرارات الدولية ومن بينها القرار 1701، ودعوتها لوقف إطلاق النار ووقف الحرب في غزة، ودعوة الرئيس ميقاتي الى حل الصراع العربي الإسرائيلي في أطر جديدة مبنية على التفاهم في الموضوع الدولي في ضمانة حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وحياة كريمة». وعرضت فرونتسكا أيضاً لموضوع جلسة 22 تشرين الثاني التي دعا اليها مجلس الأمن في نيويورك بشأن القرار 1701». وأشارت الى «أنها ستتطرق خلال اجتماع نيويورك الى زيادة المساعدات الإنسانية». كما هنأت «الحكومة على خطة الطوارئ التي وضعتها». وقالت فرونتسكا بعد اللقاء: «اطلعت على دور الحكومة في هذه الظروف الصعبة لأن هذا هو وقت التنسيق الأفضل، وأبلغني الرئيس ميقاتي بالمبادرات الديبلوماسية التي يقوم بها، وأبلغته عن اجتماع سيعقد في 22 تشرين الثاني بشأن القرار 1701 وضرورة تطبيقه على أرض الواقع».

واجتمع الرئيس ميقاتي مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا وتم خلال اللقاء بحث الأوضاع الراهنة.
على صعيد آخر، أحبط اللواء التاسع في الجيش اللبناني المتمركز في مناطق البقاع الشمالي، عملية تهريب نحو ثلاثين شخصًا سوريًا إلى لبنان في سهل بلدة رأس بعلبك في البقاع الشمالي. وبعد أن أجرى تدابير أمنية وكمائن ظرفية في سهل البلدة وجوارها، سُلم الموقوفون إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم.

الأخبار:

سفارات الغرب تنتقل من التهديد إلى القبول بالأمر الواقع
 خيبة أمل أميركية: اللبنانيون لم يخافوا!

جريدة الاخباركتبت صحيفة “الأخبار”: أجبرت تطوّرات الأحداث على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلّة، وردّ المقاومة المتواصل على الاعتداءات الإسرائيلية، سفراء الدول الغربية الأساسية، على تبديل لهجة التهديد والوعيد ضد اللبنانيين التي اعتمدوها في الأسبوع الأول من الحرب، وتقديم مقاربات مختلفة للوضع في لبنان.

ويوماً بعد يوم، ينتقل الموقف الغربي من لعب دور ناقل لرسائل الوعيد الإسرائيلية، إلى السعي لإقناع اللبنانيين باكتفاء المقاومة بـ”هذا القدر” من التصعيد. بالتوازي، تنشغل السفارات بورشة تحضيرات لوجستية وعسكرية، تحسّباً لاندلاع حرب واسعة تضطّر معها الدول الغربية لتنفيذ خطط إجلاء وإخلاء للرعايا وأطقم السفارات على عجلٍ من الأراضي اللبنانية.

خلال الأسبوعين الأول والثاني، وعلى جولات، انطلقت السفيرة الأميركية دوروثي شيا بشكل رئيسي، لممارسة ضغوط على رئيسَي المجلس والحكومة نبيه بري ونجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون والنائب السابق وليد جنبلاط، مطالبة بالضغط على حزب الله لوقف استهدافه للعدو، ومرفقة ذلك بتهديدات مباشرة بتدمير لبنان وعدم تحييد أي منطقة فيه. ولم توفّر جولة شيا اقتصاديين ونقابيين وأكاديميين ورجال أعمال لبثّ الذعر بينهم. ومثلها فعل زملاؤها الغربيون الذين تولّوا إشاعة معلومات عن قرار إسرائيلي بتدمير لبنان في حال تدحرجِ الحرب.

وبحسب معلومات “الأخبار”، فإن رئيسَي القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب النائب سامي الجميّل، تجاوبا بسرور، مع مطالب شيا، بإعلان مواقف تحمّل حزب الله مسؤولية الحرب، والمطالبة بسحب المقاتلين من الجنوب، بعدما حرّضت شيا على إصدار مواقف لبنانية رسمية تدعو المقاومة إلى عدم الانخراط في الحرب، وعلى إدانة حركة حماس وحزب الله، وهو ما لم تحصل عليه.
اليوم، تشعر شيا بـ”خيبة أمل” من اللبنانيبين عموماً، لأنهم “لم يخافوا من التهديدات ولم يضغطوا على حزب الله”، مع رفض الرسميين الاشتراك في حفلة التحريض ضد المقاومة في لبنان وغزّة، واستشعار الأميركيين ومن خلفهم الغربيون، بوجود تضامن لبناني واسع مع قطاع غزّة وغضب من الغطاء الغربي المفتوح لإسرائيل للاستمرار في جرائمها ضد الفلسطينيين، إضافة إلى تبرير اللبنانيين لعمليات المقاومة ضد المواقع الإسرائيلية.

ولوحظ في الأيام الأخيرة، أن سفراء الدول الغربية، وأوّلهم شيا، تخلّوا عن لغة التهديد ومطالبهم السابقة، وانتقلوا إلى القبول بالأمر الواقع باستمرار المقاومة في الردّ على العدوّ، مع الإعراب عن الخشية من توسّع المعركة، والمطالبة بحصر الردود ضمن الواقع الحالي. وقالت شيا لمسؤولين ولشخصيات لبنانية، إنه “في حال التزم حزب الله بالسقف القائم حالياً من العمليات على طول الحدود فسيكون الأمر مقبولاً، وإسرائيل تتحمّل هذا القدر”، وأن “الأمور ستختلف إن بادر الحزب إلى رفع السقف”. ونُقل عن شيا وعن دبلوماسي بريطاني رفيع أن “البحث في الحل السياسي صار وشيكاً”، وأن “على لبنان عدم التورط في حرب تعقّد المساعي التي بدأت للوصول إلى حل في غزة، وأن زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن للمنطقة تهدف إلى الاتفاق مع إسرائيل على سقف سياسي وزمني للعملية العسكرية”. فيما نُقل عن الدبلوماسي البريطاني تأكيده أن “بريطانيا تنصح لبنان بألا يقوم بعمل يمنعنا من الضغط على إسرائيل، وتنصح إسرائيل بعدم القيام بأي عمل استفزازي يقود إلى حرب واسعة مع لبنان”.

وتولّى دبلوماسيون آخرون توضيح موقف سفرائهم، والتأكيد على أن المقصود لم يكن تهديد لبنان بالمعنى الفعلي، إنّما التأكيد على أن “لبنان يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً، وبالتالي تخشى الدول الأوروبية من انهيار الأوضاع فيه مع وقوع الحرب، خصوصاً بوجود مليونَي نازح سوري”.

وعلمت “الأخبار”، أن السفراء الغربيين لا يزالون يبرّرون لإسرائيل مجازرها وجرائمها بحق أهل غزة والضفة الغربية، واستمرار دعمهم لما يسمّونه “دفاع إسرائيل عن النفس”، من دون طرح أيّ رؤية واضحة للحلّ السياسي للمعركة الحالية، والاكتفاء بالحديث عن هدن إنسانية ليس أكثر والإشارة إلى حلول سياسية مستقبلية.

أمّا بالنسبة إلى الحشود العسكرية الأوروبية، البريطانية والألمانية والإيطالية والفرنسية على وجه الخصوص، فيحرص الغربيون على توجيه رسائل التطمين. وأبلغ أكثر من دبلوماسي أن السفن الحربية والقوات الخاصة التي يتمّ تحضيرها ونشرها في أكثر من منطقة، مثل قبرص والأردن ولبنان وفي قواعدها في دولها، ليس لديها هدف الاعتداء على لبنان أو المشاركة في الحرب على غزّة، بل الاستعداد لتنفيذ خطط إخلاء مئات الآلاف من حملة الجنسيات المزدوجة في المنطقة، في حال اتّساع رقعة الحرب.

ويبرّر الغربيون الاستعداد لمثل هذه الخطط في لبنان (طالما، كما يقولون، إن أحداً غير مهتم باندلاع الحرب في بيروت)، بأن تجربتَي أفغانستان والسودان لم تكونا مشجّعتين، حيث أصيبت الدول الأوروبية بالإرباك مع الانسحاب الأميركي المفاجئ واندلاع الحرب خلال ساعات في السودان، وهي لا تريد أن تعيد الكرّة وتعرّض حياة عشرات الآلاف من مواطنيها للخطر، فضلاً عن الخشية من عدم قدرة الدولة اللبنانية على تأمين الحماية الكافية وإدارة عمليات على هذا القدر من التعقيد، رغم أن الرئيس ميقاتي طلب رسمياً من الجيش اللبناني، تولّي التنسيق الميداني مع هذه البعثات. كما تقوم غالبية الدول الأوروبية برفع مستوى الإجراءات الخاصة بحماية مقرات بعثاتها.

على صعيد الاتصالات، تولّى مندوبون عن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا واليابان وسويسرا ودول أسكندنافيا، الاتصال المباشر بحزب الله، مع تسليم الجميع بصعوبة الحصول على إجابات واضحة حول خطة الحزب ودوره في الحرب، فيما جاءت ردود الحزب قاسية على الدول التي أعلنت دعمها للعدوان على غزّة، فضلاً عن قيام بعض السفراء بزيارة دمشق واستطلاع الموقف السوري، بما يخصّ الجولان وجنوب لبنان.

لعنة أفغانستان: خطة إجلاء “الأصدقاء”

إلى جانب التبليغات اليومية التي تقوم بها البعثات لمواطنيها العاملين في لبنان أو للبنانيين من حملة جنسياتها، فإن جديداً طرأ على برامج سفارات الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا ودول من شمال أوروبا، تمثّل في التواصل مع عدد تم اختياره بعناية، من اللبنانيين العاملين معهم، تحت عنوان “عدم ترك الأصدقاء عرضة للمخاطر”. وأوضح معنيون أن الأميركيين يسعون إلى توفير ضمانات للعاملين مع منظمة “usaid” وآخرين يعملون في جمعيات تُموّل من قبلهم أو من قبل الاتحاد الأوروبي، ويطلقون مواقف سياسية حادّة ضد حزب الله.

وبحسب المعلومات، فإن البعثات الدبلوماسية، أعدّت خطة إجلاء سريعة لنقل هؤلاء في حالة الحرب إلى قبرص، وأنها طلبت منهم معلومات شخصية مفصّلة عنهم وعن أفراد عائلاتهم، وحدّدت لهم الأمكنة التي يجب أن يتواجدوا فيها في حالة الطوارئ. وتمّ اختيار فندق على الساحل اللبناني وآخر في المتن الشمالي كمراكز تجمّع، أما الفريق الإداري الرئيسي في الجامعة الأميركية في بيروت، فإن الخطة تقترح نقله إلى مقر الجامعة الجديد في قبرص رغم أنه ليس جاهزاً بصورة كاملة بعد.

المصدر: صحف