في اليوم الثامن من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ارتكب العدو الاسرائيلي مجزرة جديدة بحق ثلاث قوافل للمواطنين في مواقع مختلفة على شارعي صلاح الدين والرشيد، ممن حاولوا الوصول لجنوب وادي غزة بحسب طلب جيش الاحتلال.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، هذه المجزرة خلفت حتى اللحظة وفي حصيلة أولية 70 شهيدًا جلّهم أطفال ونساء وأكثر من 200 إصابة.
حركة “حماس” أكدت في بيان لها اليوم أن مجزرة الاحتلال ضد عائلات نزحت تحت القصف جريمة نكراء، مشددة على أنها لن تزيد شعبنا إلا تمسّكًا بأرضه.
وأشارت الى أن المجزرة المروّعة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني ضدّ النازحين من أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزّة الصامد، وراح ضحيتها 70 شهيدًا تكشف مدى كذبه وتضليله وخداعه، ولفتت إلى أنها جاءت بعد الدعوات المشبوهة التي أطلقها من أجل خروج أهلنا من بيوتهم، فجاء استهدافهم المباشر بارتكابه جريمة نكراء ستبقى شاهدة على إرهابه وعدوانه.
وقالت إن هذه الجرائم والانتهاكات الممنهجة، مع التواطؤ والانحياز الأمريكي والغربي، وسياسة ازداوجية المعايير في تعاملهم مع قضيتنا العادلة وحقوق شعبنا المشروعة، لن تفلح في كسر إرادة شعبنا الذي يقف متلاحماً مع مقاومته، رافضاً كل أشكال النزوح والتهجير من أرضه.
بالموازاة، أكد مستشفى العودة في جباليا شمالي قطاع غزة أنّه تمّ تهديد المستشفى بالإخلاء من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مُشيرًا إلى أنّ التهديد يأتي في الوقت الذي تعجّ فيه أقسام المرضى بالمصابين مِن جرّاء عدوان الاحتلال المتواصل، ولافتًا إلى أنّ طواقمه الطبية تقدم خدمة الولادة كل نص ساعة.
بالفيديو | عمليات البحث عن شهداء ومصابين اسفل ركام المنازل بمخيم البريج
بالفيديو | جيش الإحتلال الإسرائيلي يرتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويدّعي إستهدافه مقاومين
مخطّط صهيوني أمريكي لتهجير الغزيين من أرضهم
يعمل العدو الصهيوني على تنفيذ مخطّط جديد لتهجير أهل غزة من أرضهم. شيئًا فشيئًا تتّضح صورة ما يرمي إليه الاحتلال مع حديثه صراحة عن ضرورة فتح ممرات آمنة للسكان نحو سيناء المصرية أو جنوب القطاع، في حين يُكثّف غاراته بحرب الإبادة التي يشنّها على سكان القطاع بعد قطعه للماء والكهرباء والوقود والطعام عنهم.
جيش الاحتلال أعلن أنه حدّد لسكان مدينة غزة طريقيْن لمُغادرة المدينة جنوبًا لساعات محدودة، وهو أمرٌ وصفته الأمم المتحدة بأنه “جريمة ضد الإنسانية”.
وقال في بيان إنه سيسمح لسكان مدينة غزة باتجاه منطقة وادي غزة جنوبًا، عبر شارعي صلاح الدين والبحر، فيما انتهت صباح اليوم المهلة التي أعطها الجيش لسكان شمال قطاع غزة بضرورة مغادرته خلال 24 ساعة.
وكانت قد جاءت الدعوة للمرة الأولى الأحد الماضي على لسان المتحدث باسم جيش الاحتلال ريتشارد هيخت، إذ دعا لفتح ممرات آمنة للمدنيين في غزة نحو مصر.
وشدد جيش الاحتلال على أنه “لن يسمح بالعودة إلى مدينة غزة إلا بعد صدور بيان يسمح بذلك”.
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة
المكتب الإعلامي الحكومي في غزة رد على بيان العدو معتبرًا أن “تحذير سكان غزة للانتقال دعاية زائفة وحرب نفسية”، وحثّ المواطنين على تجاهلها.
الأمم المتحدة
من جهتها، قالت الأمم المتحدة إن الجيش الإسرائيلي أبلغها بأن نحو 1.1 مليون فلسطيني في غزة يجب أن ينتقلوا إلى جنوب القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.
وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان أن “الأمم المتحدة ترى أنه من المستحيل تنفيذ مثل هذا الأمر دون عواقب إنسانية مدمرة”.
وأكد أن “الأمم المتحدة تناشد بقوة إلغاء أي أمر من هذا القبيل، إذا تم تأكيده، لتجنب ما يمكن أن يحول ما هو بالفعل مأساة إلى وضع كارثي”.
مخطط التهجير بين بايدن ونتنياهو
بالموازاة، أكدت تقارير إعلامية أميركية أبرزها لشبكة “فوكس نيوز” وموقع “أكسيوس” أن الرئيس الأميركي جو بايدن بحث خلال محادثة بينه وبين رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو، إجلاء المدنيين الفلسطينيين في غزة إلى مصر.
وقالت تلك التقارير إن “البيت الأبيض يناقش تلك الخطوة مع دول أخرى، للبدء في تنفيذها”.
تركيا
وقد أعلنت تركيا رفضها الشديد لمحاولة الاحتلال تهجير أكثر من مليون شخص من سكان قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية التركية إن مطالبة “إسرائيل” سكان غزة بالتحرك جنوبًا خلال 24 ساعة قبل عملية برية تخطط لها “غير مقبولة على الإطلاق” وغير إنسانية وتنتهك القانون الدولي.
وأضافت الخارجية التركية في بيان أن إجبار سكان غزة البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة -والذين تعرضوا لقصف عشوائي على مدار أيام وحرموا من إمدادات الكهرباء والماء والغذاء- على النزوح في منطقة محدودة للغاية هو انتهاك واضح للقانون الدولي ولا علاقة بينه وبين الإنسانية.
وتابعت في بيان “نتوقع من “إسرائيل” أن تتراجع على الفور عن هذا الخطأ الفادح وأن توقف بشكل عاجل أعمالها الوحشية ضد المدنيين في غزة”.
“أونروا”
من جانبها، وصفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” طلب “إسرائيل” نقل أكثر من مليون مدني من شمال غزة خلال 24 ساعة بأنه “مروّع”.
وقال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا في بيان إن “الطلب الإسرائيلي لن يؤدي إلا لمستويات غير مسبوقة من البؤس ويدفع الناس في غزة أكثر نحو الهاوية”.
وأضاف لازاريني أن أكثر من 423 ألف شخص نزحوا بالفعل، ولاذ أكثر من 270 ألفا بملاجئ الأونروا، مشددًا على أن “نطاق وسرعة الأزمة الإنسانية التي تتكشف تقشعر لهما الأبدان، غزة تتحول سريعًا إلى حفرة من الجحيم وعلى شفا الإنهيار”.
المصدر: المنار + مواقع