كشف المكتب الإعلامي في وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان عن “تزايد عمليات نسخ الكتب وإعادة طبع الكتب المدرسية الصادرة عن المركز التربوي للبحوث والإنماء في الآونة الأخيرة، وآخرها حتى اليوم كتاب التربية الوطنية والتنشئة المدنية الموحد المحصور بالمركز التربوي بناء للدستور واتفاق الطائف، وتم رصد كتاب التربية مطبوعا وعليه غلاف يحمل صورة مبنى الأمم المتحدة وعلم (إسرائيل) من بين أعلام دول العالم”.
وقال في بيان: “لذا كلف وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفيسورة هيام إسحق والدائرة القانونية في المركز القيام بالإجراءات القانونية والملاحقة القضائية لجميع الذين أقدموا على النسخ والطبع والتشويه غير البريء لكتاب التربية الموحد ولانتهاك الحق في إنتاج سلاسل الكتاب المدرسي الوطني الصادرة عن المركز التربوي للبحوث والإنماء حصرا وذلك على غرار الإجراءات التي كان اتخذها المركز منذ فترة بحق دور النشر التي أنتجت كتبا مدرسية بطريقة غير قانونية وتم تنفيذ الإنذارات والأحكام بحقها بصورة حازمة وحاسمة”.
أضاف: “كما كلف رئيسة المركز متابعة رصد حركة تزوير الكتب وتشويه مضامينها ، وذلك بالتعاون مع نقابة الناشرين التي تتواصل بصورة مستدامة مع المركز التربوي ووزارة التربية لضبط هذا التفلت وانتهاك الملكية الفكرية والحق القانوني في الإنتاج”.
“وحذر المدارس من مغبة اعتماد مثل هذه الكتب، مطالبا السلطات الأمنية بالتحرك منعا لهذا التفلت ، الذي تسببت به أساسا الأوضاع الاقتصادية وانحدار قيمة الليرة تجاه الدولار وعدم تقدم أي شركة أو دار نشر للمشاركة في المناقصات المخصصة لطباعة الكتاب الوطني نظرا لكونها بالليرة اللبنانية”.
موقف نقابة المعلمين في المدارس الخاصة
بالسياق نفسه أسفت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة، في بيان “لاستغلال بعض التجار الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، وضعف الرقابة الرسمية، لطبع كتب مدرسية يفترض أن تصدر عن المركز التربوي للبحوث والإنماء، وتوزيعها”.
وقالت: “وقد طالعتنا وزارة التربية والتعليم العالي اليوم ببيان يدين هذا الأمر ويطلب مراقبة هذا الموضوع، إزاء هذا الواقع، تؤيّد النقابة وزارة التربية في موقفها، ولا سيما في التشدّد بمكافحة هذا الأمر، ومنع انتشار كتب مدرسية مزوّرة ولا تخضع للرقابة الرسمية وفق الأصول من المراجع العليا وبخاصة المركز التربوي للبحوث والإنماء، وهو الجهة التي توفّر الرقابة اللازمة على محتوى الكتاب، كي لا تنتشر في السوق كتب غير مطابقة للمنهاج، ولا تخضع بالدرجة الأولى لمبادئ الدستور، كالذي ورد في بيان الوزارة عن انتشار كتاب للتربية وعلى غلافه علم العدو الإسرائيلي. وتطلب من الزملاء المعلمين إبلاغ إداراتهم فورًا عن هذا الأمر، ورفض التعليم بأي كتاب لا يحمل موافقة المركز التربوي للبحوث والإنماء” .
وقالت “أنّ لبنان يمر بأزمة سياسية ومالية من أسوأ الأزمات في تاريخه، وعليه يتطلب هذا الأمر منا جميعا بلوغ أعلى درجات الوعي والمسؤولية، ومشاركة المؤسسات الرسمية في مهمات الرقابة، منعًا لاستغلال الظرف بعمليات مشبوهة تسيء إلى مبادئنا الوطنية وقيمنا التربوية، ونحن مؤتمنون على هذه الرسالة في مؤسساتنا التعليمية وفي تفاعلنا مع الأجيال الجديدة”.
اتحاد لجان الاهل يستنكر
بدوره استنكر “اتحاد لجان الاهل وأولياء الامور في المدارس الخاصة” في لبنان في بيان له السبت “ما اقترفته إحدى دور النشر من طبع لكتاب التربية الوطنية والتنشئة المدنية الموحّد وطنيًا وعلى غلافه يظهر علم كيان العدو الصهيوني”.
وندد البيان “بهذا الفعل غير المسؤول عبر تصميم غلافٍ لا يتوافق لا مع القوانين اللبنانية ولا مع مشاعر وتضحيات الشعب اللبناني”، وطالب “القضاء باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق ادارة الدار والتحقيق معها، وكذلك تكليف من يلزم لسحب كل النسخ المطبوعة من الاسواق في حال توزيعها وتلفها”.
وشدد الاتحاد على “قيام كل من المركز التربوي للبحوث ووزارة التربية الوطنية بملاحقة الموضوع حتى النهاية والتشدد في محاسبة المخالفين حتى لا تتكرر المخالفات والخرق الفاضح للقوانين”.
رئيس لجنة التربية: سابقة خطيرة
أشار مكتب رئيس لجنة التربية والتعليم والثقافة النيابية النائب حسن مراد إلى أنه “في سابقة خطيرة وغير بريئة تماما، علمنا ان إحدى دور النشر قد تجرأت على طبع كتاب التربية الوطنية والتنشئة المدنية الموحد وطنيا وعلى غلافه يظهر علم كيان الاحتلال”.
ودان في بيان، “الفعلتين غير المسؤولتين لهذه الدار، أكان بتصميم غلاف لا يتوافق مع القوانين اللبنانية ولا مع مشاعر الشعب اللبناني، وكذلك من خلال طباعة الكتاب ونشره دون وجه حق وبتعد صارخ على المركز التربوي للبحوث والإنماء المخول وحده طباعة ونشر الكتاب”.
كما طالب “القضاء ملاحقة إدارة الدار والتحقيق معها، وكذلك تكليف الأجهزة الأمنية سحب كل النسخ المطبوعة من الأسواق في حال توزيعها، ومن ثم القيام بتلفها”.
وقال البيان: “في زمن التطبيع، علينا أن نتشدد أكثر في مواجهة هكذا سقطات لا سيما وأن هذا الكتاب سيعيش مع الطالب لعام كامل ومن المهين للقيمين على التربية في لبنان أن يتغاضوا عن هكذا “تطبيع تربوي”، مع التنويه بالتحرك السريع لوزارة التربية في هذا السياق من خلال توجيهات الوزير بالملاحقة القانونية للمرتكبين، وكذلك ما صدر عن نقابة الناشرين المدرسيين في لبنان بهذا الخصوص”.