الحوار هو السبيل الوحيد المتاح للخروجِ من الوضعِ الحالي والمغلقِ رئاسياً.. حقيقةٌ يعرفها الجميعُ واِن اَغلق البعض عيونَه وآذانه عنها، فعنها ولأجلِها يعرف الفرنسي ومجموعة الخمس المنبثق عنها الّا طريقَ سوى الحوارِ لانهاءِ الفراغِ الذي يَستحكمُ بالبلاد .
هي الحقيقةُ التي حملَها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وأكملَ بها جولتَه على المعنيين. فسَمِعَ من رئيسِ كتلةِ الوفاء للمقاومة تقديراً لطرحِ الرئيسِ نبيه بري الحواري الذي يُكملُ المساعيَ الفرنسيةَ في هذا الصدد، وهو الموقفُ نفسُه الذي سَمِعِهُ لودريان في كليمنصو من النائبِ السابق وليد جنبلاط. اما سباقُ البعضِ الى التعطيلِ بمسمياتِ التهويلِ والتضليلِ فقد سَئِمَها اللبنانيون، وهم يعرفون انَ تَردادَ هؤلاءِ لِلَازماتِهم يَعني انَ الحلَّ الخارجيَّ لم يَنضُج بعد، وليسَ خارجَ المألوفِ انتظارُ هؤلاءِ لتغيُّرِ الامزجةِ الخارجيةِ او المعطياتِ الاقليمية ..
في المعطياتِ الامنيةِ تهدئةٌ مهتزةٌ في عينِ الحلوة تصيبُها بينَ الحينِ والآخرِ رشقاتٌ ناريةٌ وصاروخية، اما المساعي الفلسطينيةُ واللبنانيةُ فمتواصلةٌ على اعلى المستوياتِ بحثاً عن تثبيتِ التهدئةِ واطفاءِ الجمرِ حتى تحتَ الرماد، اما ذرُّ الرمادِ في العيونِ فلن يُغيِّبَ الحضورَ الصهيونيَ او الاستفادةَ الصهيونيةَ على الاقلّ من كلِّ ما يجري للفلسطينيين واللبنانيين معاً ..
ما يَجري للبنانيين والسوريين بفعلِ مشاريعِ النزوحِ وقيصر الاميركي طوَّقَ الحكومةَ اللبنانيةَ التي وَجدت نفسَها مضطرةً لطرقِ بابِ دمشق، فاجرى وزير الخارجيةِ اللبنانية عبد الله بو حبيب كمُكلَّفٍ بمتابعةِ ملفِ النزوحِ اتصالاً هاتفياً بنظيرِه السوري فيصل المقداد لتنسيقِ زيارةٍ قريبةٍ للوفدِ اللبناني بعدَ عودةِ بو حبيب من نيويورك، وهو ما رحبَ به المقداد مبدياً كلَّ استعدادٍ للتعاونِ بما يصبُّ في مصلحةِ البلدين ..
ولمصلحةِ بلديهِما والتعاونِ المشتركِ بوجه الهيمنةِ الاميركيةِ كان لقاءُ الزعيمينِ الروسي “فلاديمير بوتين” والكوريِ الشماليِ “كيم جونغ اون”، على الاراضي الروسية، برسائلَ ذات ابعادٍ استراتيجيةٍ ابعدَ من الاسلحةِ التي تمَّ تفقّدها والحديث عنها بين الزعيمين ..