أكد السيد علي فضل الله أن “البلد لا يبنى إلا على ركائز ثلاث، الأولى امتلاك القوة والاستعداد لمواجهة العدو الصهيوني”، داعيا إلى “دعم هذه القوة المتمثلة المقاومة والجيش وحفظها بكل الوسائل، والركيزة الثانية مواجهة الفساد الذي يعبث بالوطن ويستخدم للضغط عليه لتقديم التنازلات، أما الركيزة الثالثة فهي تعزيز الوحدة الداخلية ومحاصرة كل الاتجاهات التي تريد المس بها”.
ورأى السيد فضل الله في كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني أقيم في حسينية عيناتا بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لوفاة رئيس منتدى الفكر العاملي السيد علي عبد اللطيف فضل الله، “أن “من يفسد لا يسيء إلى حاجات الناس ومقدراتهم ومستقبلهم، بل يمهد الطريق لمن يريد الإمساك بقرار هذا البلد وحريته ويجعله مرتهنا لسياسته واقتصاده وإدارته ومواقعه وخياراته سواء تحت سطوة صندوق النقد الدولي او الدول الكبرى المتربصة للهيمنة على قراره..”.
وقال السيد فضل الله “إننا في ذكرى هذا السيد الجليل، نجدد تأكيدنا بأن البلد لا يبنى إلا على ركائز ثلاث: الأولى وهي امتلاك القوة والاستعداد لمواجهة العدو الصهيوني الذي لا يزال يتربص بنا والذي يرى هذا البلد في تنوعه وحيويته وإرادته وقوته خطرا على وجوده، وهنا لا بد من الحرص على دعم هذه القوة المتمثلة بالمقاومة والجيش وحفظها بكل الوسائل وهي التي تثبت يوميًا الأهلية الكاملة لردع العدو وتثنيه عن ممارسة أي عدوان ومنع المتربصين شرا بهذا البلد من تحقيق أهدافهم”.
وأضاف “الركيزة الثانية مواجهة الفساد الذي يعبث به وقد تحول إلى عامل أساسي من عوامل الضغط علينا يتم توظيفه لانتزاع التنازلات من عزة هذا الوطن وكرامته، أما الركيزة الثالثة فهي تعزيز الوحدة الداخلية ومحاصرة كل الاتجاهات التي تريد المس بها سواء على المستوى الشيعي أو الإسلامي أو الوطني العام، أم مواجهة كل دعوات التحريض والانقسام بين مكونات الوطن. إن الالتزام بهذه الركائز ضرورة وطنية وعربية وإسلامية، ومن هنا نشدد على أهمية توفير كل الأجواء التي تضمن الالتزام بها، ومن أبرزها تعزيز لغة الحوار الذي نراه السبيل الأفضل لحل المشكلات والمعضلات وإزالة الهواجس والمدخل الوحيد الذي لا بديل عنه لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، الذي لا زلنا نراه يشكل المدخل الأول للاستقرار الداخلي وإعادة بناء الدولة والتي نريدها عادلة وحرة وقوية ونزيهة تمثل كل مكونات الوطن وعلى الصورة التي يريدها هؤلاء الناس الذين تحملوا ما لم يمكن لأحد أن يتحمل من أعباء لتحقيقها، دولة خالية من الفساد، دولة تحمي الوحدة الوطنية، دولة قادرة على مواجهة الاحتلال وحيث كل القيادات مسؤولة ان تكون على مستوى آمالهم في بناء مثل هذه الدولة بعد أن منحوا هذه القيادات كل الثقة وتحملوا كل المعاناة”.
واوضح السيد فضل الله: “إننا لن نستطيع أن نتحاور في هذه الظروف الصعبة ان على المستوى السياسي أو الاقتصادي او الأمني إلا إذا كنا حريصين ولو بالحد الأدنى على بقاء هذا البلد، وهو الذي بأمس الحاجة إلى التكاتف والتعاون في ما بيننا، فلنبادر إليه حتى لا يضيع شعب هذا الوطن ويبدد ما بقي من مقدراته، إننا قادرون على ذلك عندما نخرج من حساباتنا الخاصة ومصالحنا الفئوية ونفكر بحجم الوطن كله”.
المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام