تتواصل المعارك العنيفة، منذ نهار الأحد الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، داخل أسوار سلاح المدرعات ومناطق التماس القريبة من أحد أهم الحصون الإستراتيجية للجيش جنوبي الخرطوم، حيث يتحصن كبار الضباط، وسط انباء متضاربة عن حقيقة الوضع الميداني.
المتحدث باسم قوات الدعم السريع، اعلن مساء أمس الاثنين، أنّ قواته حققت “نصراً كبيراً في معركة سلاح المدرعات”، بعد أن بسطت السيطرة على أجزاء واسعة من المعسكر في عدد من المحاور، على حّد تعبيره.
ووفق المتحدث “استولت قوات الدعم السريع، على عدد ضخم من العتاد العسكري ومخازن الأسلحة والذخائر و34 مدرعة ودبابة و12 مدفعا و78 مركبة”. ولفت الى “مقتل 260 وأسر المئات من عناصر الجيش”، مشيراً أن قوات الجيش فرت واحتمت ببعض المباني المجاورة.
بالمقابل، نفى بيان للجيش تلك المزاعم. وقال إنّه دحر قوات الدعم السريع التي تلقت “عقابا حاسما وتكبدت خسائر ضخمة في الأفراد والآليات والمعدات والأسلحة”.
وفي التفاصيل، فإنّه نهار الأحد الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجمات على سلاح المدرعات ومعسكر الذخيرة بضاحية الشجرة، في حين تصدّت قوات الجيش للهجوم، موجهّة نيرانها المدفعية، باتجاه مواقع الدعم السريع في مناطق عدة بالخرطوم.
وأكد المتحدث باسم الجيش السوداني في بيان أن القوات بمنطقة الشجرة العسكرية تمكنت من افشال الهجمات على سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة.
وقال “قدمت قواتنا ملحمة بطولية رائعة وكبدت القوات المتمردة خسائر ضخمة تضمنت مئات القتلى والجرحى وتدمير 5 مدرعات ودبابة “تي-55” وعدد كبير من العربات القتالية”، وبحسب البيان فإن قوات الجيش ضبطت 3 دبابات وعددا من العربات المسلحة، في حين لاذ مسلحو الدعم السريع بالفرار.
وعاود الدعم السريع أمس الاثنين، الهجوم على سلاح المدرعات من 3 محاور، وبث عناصره عددا من مقاطع الفيديو يعلنون فيها السيطرة على سلاح المدرعات، لكن مصدراً في سلاح المدرعات، أكّد استمرار القتال، مع إقراره بصعوبة الوضع العسكري، غير أنه أكد عدم سقوط المدرعات بأيدي الدعم السريع.
وقال المصدر إن عناصر من الدعم السريع عبروا السور الشرقي لسلاح المدرعات والمطل على عدد من الأحياء السكنية بعد تغطية من قناصين في أعلى المباني المتاخمة لسلاح المدرعات، لكن تم التعامل مع المجموعة بعد وقت وجيز، وقال “كل الذين ظهروا في مقاطع الفيديو تلك باتوا الآن في عداد الموتى”.
وقد خلّفت معارك المدرعات التي وقعت على مدار يومين أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى لدى الطرفين.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر محلية، أنّ قوات الدعم السريع أخلت الأحد ما لا يقل عن 300 مصاب من قواتها لمراكز طبية خاصة أنشأتها في عدد من المنازل بأحياء المعمورة واركويت شرق العاصمة، كما شوهدت عشرات الجثث لجنود من هذه القوات في الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات، كما سقط العديد من جنود وضبّاط الجيش في هذه المعارك.
ويقع سلاح المدرعات جنوب الخرطوم، ويحده من المنطقة الغربية حي الشجرة الذي يضم أيضا سلاح الذخيرة، وإلى الجنوب أحياء الحماداب ومن الشرق حي جبرة، الذي كان يضم قبل المعارك أحياء ومبانٍ كاملة لأسر قادة الدعم السريع، جرى تدمير أغلبها خلال المعراك الحالية.
وتقدر مساحة سلاح المدرعات المحاط بالأحياء السكنية بنحو 10 كيلومترات مربعة، وكان يتبع سابقا لقيادة القوات البرية، وتحول إلى وحدة مستقلة في خمسينيات القرن الماضي.
وتمتلك هذه الوحدة نحو 1000 دبابة مختلفة التصنيع العالمي والمحلي بجانب مدرعات، ويضم وحدات خارج المنطقة المعروفة في الخرطوم وهناك وحدات تابعة له غرب أم درمان، يوجد حالياً داخل سلاح المدرعات 9 ألوية ووحدة خاصة للمدرعات الخفيفة.
ومثل دخول قوات الدعم السريع لمجمع اليرموك للصناعات العسكرية جنوبي الخرطوم في حزيران/يونيو الماضي، علامة فارقة في عملية التموين والإمداد لقوات الدعم السريع التي نفذت أكثر من 5 هجمات عنيفة على المدرعات، استخدمت في إحداها الطيران المسيّر.
ويمثل سلاح المدرعات نقطة عسكرية بالغة الأهمية لطرفي الصراع خاصة لقوات الدعم السريع التي تركزّ هجماتها للسيطرة عليه، في محاولة لمنع تهديد قاعدتها الأساسية بمنطقة طيبة جنوب الخرطوم، كما أن الاستحواذ على سلاح المدرعات يفتح الباب أمامها واسعا إلى قاعدة النجومي الجوية بجبل أولياء (جنوبا)، مما يعني إحكام السيطرة على طريق جبل أولياء، أحد طرق إمداد قوات الدعم السريع المتمركزة في معسكر طيبة.
المصدر: موقع المنار + وكالات