وصلت صباح اليوم الى البلوك رقم تسعة جنوب لبنان مِنصّة الحفر التابعة لشركة توتال إنيرجيز الفرنسية.
وأعلنت الشركة وصول منصة الحفر ترانز أوشن الى البلوك على بعد نحوِ 120 كيلومتراً من بيروت في المياه اللبنانيّة إلى جانب وصولِ أوّلِ طائرة هليكوبتر إلى مطار بيروت الدولي والتي ستنقل الفرق إلى منصة الحفر. الشركة لفتت إلى ان وصول الآليتين خطوةٌ مهمّةٌ في التحضير لحفر البئر الاستكشافيّة في البلوك رقم 9 الذي سيبدأُ في أواخر شهرِ آبَ الحالي.
و قام وزيرا الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال الدكتور علي حميه والدكتور وليد فياض اليوم، بزيارة ميدانية الى القاعدة اللوجستية التي تم اعتمادها في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت لإقلاع وهبوط طائرة الهليكوبتر، والمخصصة لتقديم الخدمات من والى منصة الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9، في حضور المدير العام للاستكشاف والانتاج في شركة “توتال” رومان دو لا مارتنير، المدير العام للطيران المدني المهندس فادي الحسن وقائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري رئيس دائرة الامن العام في المطار جوني الصيصة وقائد سرية قوى الامن الداخلي العقيد عزت الخطيب وقادة الوحدات الأمنية والإدارية المعنية في المطار وأعضاء من مجلس ادارة هيئة قطاع البترول.
الوزير حمية
جدد حميه في كلمة تأكيده ان “وزارة الاشغال العامة والنقل هي الذراع اللوجستية للدولة اللبنانية في عملية التنقيب عن النفط والغاز في لبنان، وذلك من خلال تأمين قاعددة لوجستية على ارض مرفأ بيروت” وإعطاء الرخص المطلوبة لباخرة التنقيب والبواخر الأخرى التي ستقوم بنقل المعدات من البر اللبناني الى منصة الحفر، واليوم من مطار رفيق الحريري الدولي والقاعدة اللوجستية التي تم اعتمادها فيه لنقل الكادر البشري من والى منصة الحفر عبر طائرة الهليكوبتر المخصصة لذلك”.
واعتبر “ان موضوع التنقيب عن النفط والغاز في لبنان والوصول الى نتائج ايجابية ومبشرة”، آملا “ان يصبح لبنان على خارطة الدول النفطية لتكون بارقة أمل للبنانيين”.
وأطلق حميه على خط الملاحة الجوي للهليكوبتر بين مطار بيروت ومنصة الحفر والتنقيب، اسم “خط “قانا 96″ تخليدا لشهداء مجزرة قانا عام 1996 كتاريخ مفصلي بالنسبة لقواعد الإشتباك مع العدو الإسرائيلي التي أرست دعائم النصر في لبنان وأسست لمرحلة تعافيه”.
الوزير فياض
أما الوزير فياض، قال : “المناسبة اليوم مهمة ولكنها صغيرة في مسيرة طويلة هي وضع لبنان على الخارطة النفطية وخاصة في حوض البحر الابيض المتوسط وهذه المسيرة بدأت عندما كان النائب جبران باسيل وزيرا للطاقة والمياه. وقد وضع الحجر الأساسي وتم وضعه في إطاره القانوني والهيكل لهيئة إدارة قطاع البترول. والذي حال دون المضي قدما منذاك الى عام 2016، هو الكيد السياسي الذي اعتدنا عليه مع الاسف في لبنان”.
واشار الوزير فياض الى “ان التجربة في البلوك رقم 4 لم تعط النتيجة التي كنا نتوخاها في لبنان والبحث جار حاليا مع الشركاء لنستكمل المسيرة”.
وتابع :” في اواخر عهد الرئيس ميشال عون كانت النقطة الرئيسية والمحورية والجوهرية التاريخية وهي الترسيم الحدودي الذي استطاع من خلالها الرئيس عون في عهده وبدعم من باقي الأفرقاء في لبنان وتحديدا في معادلة القوة التي يتمتع بها لبنان والتي فرضت ان نأخذ بالترسيم ما كان ليحصل في غير ظرف. وقد حافظ لبنان من خلال هذا الترسيم على كل حقوقه بالنسبة للموارد تحت المياه وبالنسبة للموارد الجغرافية، بمعنى أننا لم نخسر من الحدود ولم نخسر كميات النفط المحتمل ان تكون موجودة في حقل قانا بغض النظر سواء أكانت جنوب الخط ام شماله وحقنا كله سنأخذه”.
وقال فياض :”اليوم نبدأ صفحة جديدة وعندما يجهز بعد أيام الكادر والأمور اللوجستية يبدأ الحفر ونحن على موعد بعد شهرين أو ثلاثة أشهر حسب مدة الحفر حتى نعرف نتيجة هذا الحفر”.
وتابع فياض :”نحن ايجابيون لأن مسؤولي “توتال” عندما التقيناهم كانوا متفائلين بوجود محتمل تحديدا في البلوك رقم 9. ونحن نعول على رأي الاختصاصيين وهم لهم الرصيد في اكتشاف حقول كبرى في حوض البحر الابيض المتوسط وأبعد من المتوسط. ونتمنى ان نكون محظوظين ان نثبت وجود اكتشاف في حقل قانا لكننا لا نستطيع منذ اليوم حسم هذا الموضوع وعلينا انتظار نهاية الحفر”.
وتوجه الوزير فياض بالشكر الى الوزير حميه الذي لم “يقصر بكل الدعم اللوجستي لعمليات الحفر”.
وكذلك شكر وزيري البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين والداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي لتعاونه و”مساعدته في ملفات التفجيرات والتراخيص للمواد التفحيرية وكل الحكومة عموما”.
وتمنى الوزير فياض “أن تكون الخطوات القادمة إيجابية وان نرى حقيقة جديدة في لبنان”.
وفي الختام تم التوقيع على اتفاقية تقنية لرسم الخطوط الجوية التي ستتبعها المروحيات من بيروت الى البلوك رقم 9 مع مصلحة الملاحة الجوية للمديرية العامة للطيران المدني وشركة “سكاي لوينج” الممثل لشركة هيلكوبتر الخليج.
مراسلنا في الجنوب : المنصة في وسط البلوك رقم 9 وستقوم خلال 10 أيام بالتثبيت والتجهيز للبدء بالحفر
السيد نصرالله : الصندوق السيادي هو حاجة ملحّة للبنان كي تكون الثروة النفطية لكل اللبنانيين
وكان سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد اعلن قبل يومين في ذكرى انتصار 14 آب أن”عملية ترسيم الحدود البحرية وبدء التنقيب ما كانت لتتحقق لولا البناء على نتائج حرب تموز 2006 والانجاز ما كان ليتحقق لولا التكامل بين المقاومة والدولة وان الاستفادة من كل عناصر القوة اللبنانية ادت الى هذه النتيجة الطيبة”.
وأمل سماحته من النواب مقاربة موضوع الصندوق السيادي مقاربة وطنية وسيادية مؤكدا ان”الصندوق السيادي هو حاجة ملحّة للبنان كي تكون الثروة النفطية لكل اللبنانيين وتستفيد منه الأجيال الآتية”.
واشار السيد نصرالله إلى ان” الضمانة الحقيقية للحفاظ على حقوق لبنان وثروته النفطية هو احتفاظ لبنان بكل عناصر القوة وفي مقدمها المقاومة، وما يمنع العدو من الانتقاص من حقوق لبنان في ثرواته الطبيعية هو فهمه أن أيّ محاولة ستُقابل برد الفعل القوي الذي سيجعله نادمًا”.
يمثل وصول باخرة التنقيب إلى البلوك رقم 9 في لبنان فرصة فريدة لتحقيق تحول اقتصادي وتنمية مستدامة، يجب على الحكومة والجهات المعنية العمل بجدية للتغلب على التحديات المتعلقة بالبيئة والتنظيم، وضمان أن هذه العملية تخدم مصلحة الشعب اللبناني وتحقق رفاهيته على المدى البعيد.
المصدر: موقع المنار +الوكالة الوطنية للإعلام