تزايد حدّة التوتر في الخطاب الصهيوني ضدّ حزب الله في لبنان بسبب ما يسمّونه في الكيان “استفزازات” متزايدة يقوم بها عناصره عند الحدود، ساهم فيه ضبّاط كبار سابقون في جيش الاحتلال، برز منهم رئيس شعبة العمليات سابقاً، اللّواء احتياط إسرائيل زيف، الذي قال في مقابلة تلفزيونية إنّ “ما يقوم به نصرالله هو استفزازات من أجل إهانة إسرائيل وإظهار ضعفها”، مرجّحاً أن تتزايد هذه الأعمال.
زيف دعا إلى عدم الاستخفاف بالسيد نصرالله، وقال إنّه شخص ذكيّ جداً، ويقرأ صحف الكيان العبري، ويتابع أخباره، و”ربّما يشاهدنا ونحن نتحدّث في التلفزيون”. ولفت زيف إلى أنّ “نصرالله يفهم العملية في إسرائيل (الانقسام الداخلي)، ويرى فيها تآكلاً وانهياراً لإسرائيل، وهو يعتقد أنّ ما يحصل هو تحقيق لنظريته، بيت العنكبوت”.
وكان موقع إيلاف السعودي قد نشر، مقابلةً خاصّةً أجراها مع وزير الخارجية الصهيوني، إيلي كوهِن، الذي وجّه تهديدات إلى لبنان مفادها أنّ الكيان الصهيوني يستطيع إعادة لبنان إلى العصر الحجري.
وفيما يتعلّق بخيم حزب الله في مزارع شبعا، قال كوهِن إنّ “إسرائيل تجيد إغلاق الحسابات في التوقيت المناسب لها”، وهي تستطيع الوصول إلى أيّ شخص في أيّ مكان، وتترك لنفسها كلّ الإمكانيات متاحة، الدبلوماسية والعسكرية.
محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي: التهديدات الصهيونية ليست سوى مناورات
على المستوى الامني، أدلى المتحدّث باسم جيش الاحتلال الصهيوني، العميد دانيئل هغاري، بمواقف متعلّقة بالتطوّرات الحاصلة بين الكيان المؤقت وحزب الله، فقال إنّ الجيش جاهز على كلّ الجبهات، ويعمل كلّ يوم ضدّ إيران وحزب الله. وأكّد هغاري أنّ الجيش يبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على الوضع الأمني في الشمال، وبناء العوائق، وتحصين المنطقة.
وقال هغاري إنّ الخيمة في مزارع شبعا ليست تهديداً على كيان الاحتلال. ووصفها بأنّها “استفزاز نسبي وهامشي من قبل حزب الله؛ قياساً بالعائق الذي نقيمه بوجههم أو ما يسمى تحصين الشمال”.
التهديد المتزايد من قبل حزب الله على الكيان، حضر أيضاً في التقديرات التي نقلتها تقارير عبرية عن جهات عسكرية وأمنية صهيونية متعدّدة، وبرز منها تقدير “ضبّاط أمن” أنّ الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصرالله، قد يرفع وتيرة الحوادث على الحدود لإثارة صراع يفترض أنّه محدود مع الكيان الصهيوني”.
وتحدّثت تقارير عبرية عن تداعيات خطيرة على الكيان الصهيوني في أيّ حرب مع حزب الله، وفق السيناريو الذي وضعته المؤسّسة الأمنية والعسكرية في الكيان.
وأضافت التقارير أنّ التقديرات، تشير إلى أنّ الحرب مع حزب الله لن تكون محصورة في ساحة واحدة فقط، بل ستكون متعدّدة الساحات.
محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي
التقارير أفادت أيضاً أنّه من أجل فهم المسلكية الصهيونية حيال استفزازات حزب الله، والخشية من الحرب القادمة، يجب معرفة السيناريو الذي يستعدّون له في الكيان الصهيوني في المجال المدني، والمصنّف من قبل جهات أمنية كسيناريو “خطير– معقول” لحرب، والذي بحسبه سيضطر الكيان للتعامل في اليوم الأوّل من القتال مع إطلاق نحو 6000 قذيفة صاروخية باتجاه الكيان الصهيوني، كما سيقتل نحو 500 مستوطن في الداخل (العدد لا يشمل الجنود القتلى)، وسيصاب آلاف آخرون، وفق السيناريو الحديث للمؤسّسة الأمنية والعسكرية.
وأضافت التقارير أيضاً أنّ ما يقلق فعلياً المؤسّسة الأمنية والعسكرية أكثر من كلّ شيء هو القدرة الدقيقة التي تتعاظم لدى حزب الله لدرجة أنّهم في المؤسّسة الأمنية والعسكرية لا يستبعدون إمكانية أن ينجح حزب الله أو إيران في ضرب منشآت استراتيجية معروفة وثابتة، مثل محطات كهرباء، بصورة تتسبّب في أن يكون الكيان الصهيوني في ظلام لساعات طويلة، وربّما حتى لأيام.
وإضافة إلى ذلك، تكمن الخشية الكبيرة في أن تؤدّي إصابات دقيقة في محطّات طاقة إلى إلحاق ضرر شديد بالقدرة على إنتاج الكهرباء. لأنّه من دون كهرباء، الاتصالات ستتعرقل بصورة مهمّة، البنية التحتية للخلوي ستتشوّش، وحتى قدرة الإنذار من قصف صواريخ ستتضرّر بصورة شديدة جداً. وبحسب مصادر أمنية، “الجواب على التحدي لا يزال غير ناجز”.
وعلى خلفية سيناريو الرعب هذا، ووفقاً لتوصيفات عبرية، “يمكن فهم عدم الرغبة في الانجرار إلى حرب مع حزب الله، وانتهاج سياسة رد معتدل، حيال تحركات حزب الله المتكرّرة على طول الحدود”.
محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي : أي عدوان صهيوني سيواجه برد واضح
علي المستوى الاعلامي، أبدى خبراء ومُعلّقون صهاينة اهتماماً كبيراً بتصاعد التوتر على “الساحة الشمالية” لفلسطين المحتلة، حيث حذّر بعضهم من أنّه “يوجد تهديد جنوني في الشمال من جهة حزب الله، بحيث يمكن أن تندلع حرب نتيجة خطأ”.
وإضافة إلى ذلك، ثمّة في الكيان من يرى أنّ حزب الله يشعر بأنّه قوي، وأنّه حاز مكوّنات قوّة عسكرية لم تكن موجودة لديه في العام 2006، لذلك هو يعتقد أنّه يستطيع احتلال الجليل. ولفت خبراء ومُعلّقون إلى أنّ السيّد نصرالله “غيّر في السنوات الأخيرة نمط مسلكية حزبه، وزاد تحركاته على الحدود الشمالية، على ما يبدو نتيجة تحليله وتشخيص ضعف إسرائيلي”.
وفي مقابل تحركات حزب الله، برزت أكثر من وجهة نظر لدى المُحلّلين والخبراء في الكيان الصهيوني، حيث دعا بعضهم الكيان لمواصلة التصرّف بحكمة، وعدم الانجرار للاستفزازات، فالحرب ستكون مدمّرة للكيان الصهيوني.
المصدر: موقع المنار