يشهد المسجد الأقصى المبارك فصولاً مختلفة ومستمرة من الانتهاكات التعسفية التي تمارسها “إسرائيل” بحقه، في محاولة منها للسيطرة عليه وتقسيمه زمانياً ومكانياً، وكان آخرها منع طواقم الإعمار والترميم من استكمال عملهم وإصلاحه بعد الأضرار التي تعرض لها بسبب زيادة حدة الحفريات.
فالاحتلال يواصل منع أعمال الترميم في المسجد الأقصى المبارك أو إجراءها في ظل رقابةٍ شديدةٍ، في خطوة من شأنها أن تهدد المسجد الأقصى المبارك، وسقوط مزيدٍ من الأحجار، ومنها انهيار حجر من قبة الصخرة الأسبوع الماضي.
هذه الخطوات تأتي بالتزامن مع وصول البقرات الخمس الحمر إلى مطار اللد قادمة من الولايات المتحدة، مع شيوع اعتقادات صهيونية مفادها أن ولادة بقرة حمراء بلا عيوب، يُمهد لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
5 بقرات ينذرن بهدم المسجد الأقصى!
حملة تشوش
المختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى محمد الخطيب، أكد أن المسجد يتعرض لحملة تشويش كبيرة تستهدف الوجود الإسلامي فيه، فالوجود يحتاج إلى الإعمار، بالتالي منع أي عمل إعمار يؤدي إلى تشويش في الوجود الإسلامي.
وأوضح الخطيب في تصريح صحفي أن الواقع الحالي في المسجد الأقصى صعب، فمنذ احتلال الأقصى تعود الإدارة الأمنية للاحتلال، ولكن الوصاية الإدارية فهي للمملكة الأردنية، لذا فالاحتلال يسعى لنزع الوصاية الأردنية، ومن ضمن هذه الوسائل إيقاف مشاريع الإعمار وضبط السيطرة على الأقصى ليس من ناحية أمنية فقط ولكن إدارية أيضاً، لتنفيذ سياسة التقسيم الزماني والمكاني.
ولفت الخطيب إلى أن المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك تحولت لمدينة سياحية كاملة، فتشهد توسيعات كبيرة، فبداية العام الماضي، حدثت اجتماعات أمنية في الفراغات الموجودة في المسجد.
وبين، أن نزول الأحجار في المصلى الأقصى القديم يدلل على وصولها لمرحلة خطيرة كبيرة، لافتاً إلى أن الاحتلال منع دخول شاحنات الطعام عند الاعتكاف، نظراً لتوسيع الحفريات تحت الأقصى.
تقصير فلسطيني وأردني
وأكد الخطيب أن الاحتلال منع العمل في 20 مشروعاً للإعمار في المسجد الأقصى من أجل تنفيذ التقسيم الزماني والمكاني والحفريات الموجودة تحت المسجد الأقصى ومساعي ذبح البقرات الحمراء، والاعتقالات الواسعة، جميعها يؤكد أن المؤامرة تكتمل خيوطها على المسجد الأقصى من كل النواحي بشكل غير مسبوق.
وعن الدور المنوط من أجل حماية الأقصى، أكد الخطيب أن الخطوات المطلوبة هي أقل من المستوى المطلوب، فلسطينياً كونها الأقرب للمسجد الأقصى، أو الأردنية كونها الوصية على المسجد، بإجبار الاحتلال على تنفيذ مشاريع إعمار المسجد الأقصى، والدفاع عن موظفي الأقصى الذين يتم إبعادهم واعتقالهم.
وحث الخطيب على ضرورة اتخاذ وقفة جادة من الشعب الفلسطيني، والمملكة الأردنية الهاشمية، والشعوب العربية والإسلامية كاملة.
تعمد بعدم الترميم
من ناحتيه، أوضح المختص في الشأن الصهيوني أمجد شهاب، أن المسجد الأقصى بحاجة إلى ترميم وإعادة صيانة لكثيرٍ من مرافقه، مشيرًا إلى أن الاحتلال الصهيوني يتعمّد عدم ترميم المسجد الأقصى وتركه للتهالك.
وأوضح أنه إن لم يتم التدخل الجاد لترميم الأقصى فالمزيد من الأحجار ستسقط، مبينًا أن الحفريات في محيط وأسفل المسجد الأقصى هي سبب رئيسي لسقوط الحجارة.
من جانبه، شدد الباحث والناشط المقدسي راسم عبيدات، أن المسجد الأقصى يتعرض لخطر حقيقي من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة الساعية لفرض مخططاتها الاستيطانية.
وبين أن الاحتلال الصهيوني يسعى لفرض سيادته الوهمية على المسجد الأقصى المبارك.
القانوع: مخطط الاحتلال لبناء الهيكل المزعوم تصعيد خطير
من جانبه أكد المتحدث باسم حركة “حماس” عبد اللطيف القانوع أن استعدادات الجماعات المتطرفة وحكومة المستوطنين لتنفيذ مخطط بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى تصعيد خطير وغير مسبوق في إطار الحرب الدينية المتصاعدة على مقدساتنا.
وقال القانوع “إن الجماعات المتطرفة وبغطاء من حكومة المستوطنين تعمل بخطى متسارعة لتغيير الواقع الديني والتاريخي والقانوني في المسجد الأقصى، وهو ما سيبوء بالفشل ويواجهه شعبنا بكل بسالة وقوة”.
وشدد على أن المساس بالمسجد الأقصى هو صاعق تفجير، والاحتلال الصهيوني يتحمل تداعيات ذلك والنتائج المترتبة على حماقته وعدوانه عليه.
ونوه القانوع بأن إجراءات الاحتلال الصهيوني المتزايدة في حربه الدينية على المسجد الأقصى والمقدسات تتطلب تحركاً من كل مكونات الأمة، علماء وشبابا وقوى وشعوبا، لنصرة المسجد الأقصى وإسناد شعبنا.
ودعا كل جماهير شعبنا الفلسطيني وكل الثائرين والمقاومين إلى النفير العام والاستعداد لمواجهة مخطط الاحتلال الصهيوني وتصعيد المقاومة ضده واستدامة الاشتباك معه دفاعاً عن المسجد الأقصى.
المصدر: فلسطين اليوم