تجدد مساء اليوم إطلاق النار في مخيم عين الحلوة على الرغم من التوصل لوقف إطلاق النار ودخوله حيّز التنفيذ وتشكيل وفدين من هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك في لبنان لدخول المخيم حيث دخل وفد من جهة المدخل الجنوبي المستشفى الحكوي حي البراكسات ووفد من جهة الحسبة الى الشارع التحتاني.
في الوقت الذي اوضحت مصادر فلسطينية ان”الوضع هادىء وما جرى من اطلاق نار وقديفة هو خرق تجري معالجته”.
من جهته مدد محافظ الجنوب منصور ضو، قرار اقفال الإدارات الرسمية في سرايا صيدا، يوم غد الأربعاء، إلى حين استقرار الأوضاع الأمنية نهائيا في المخيم.
ولم تقتصر المعركة بعد الظهر على سقوط القذائف والرصاص على جبهة المخيم بل اتسعت لتطال سلسلة منها سقوط إحداها فوق مطعم الماكدونالدز منطقة الحسبة، وأخرى بجانب مسجد الموصلي دوار العربي و3 قذائف سقطت في منطقة سيروب، ما تسبب باحتراق منزل أحد المواطنين، وأخرى قرب قرب حلويات غرمتي وقبلاوي على الأوتستراد الشرقي، كما وصل الرصاص الطائش الى مبنى السن في حي البراد في صيدا وبلدة القرية شرق المدينة. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام ان”العناية الإلهية انقذت صحافيين اثر استهداف مبنى بالقرب من المخيم كان يحتمون في داخله من حدة الاشتباكات”.
وكان مراسل المنار قد اعلن صباح اليوم أن الهدوء الحذر وإن خرقته بضع قذائف ومناوشات خفيفة، لكنه كان المسيطر ليلاً على محاور الاقتتال كافة في مخيم عين الحلوة، سيما محاور التعمير – الطوارىء- البركسات، التي شهدت أمس جولات نهاريّة عنيفة من الاقتتال أدت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى.
وكانت المعارك قد اندلعت في مخيم عين الحلوة فجر الأحد 30 تموز/ يوليو، إثر إقدام أحد الأشخاص، على محاولة اغتيال القيادي الإسلامي محمد أبو قتادة، في حي الصفصاف، ما أدى إلى مصرع الشاب المدني عبد فرهود في أثناء مروره من الحي، وإصابة آخرين بينهم أطفال.
وتصاعدت المعارك، عقب اغتيال مسلحين، قائد الأمن الوطني في مدينة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي ظهر الأحد، مخلفةً دماراً كبيراً داخل أحياء المخيم، ولا سيما أحياء الطوارئ والتعمير، التي شهدت معارك طاحنة، إضافة إلى حيي حطين والرأس الأحمر، كما امتدت المعارك إلى منطقة جبل الحليب مخلفةً أضراراً مادية وحرائق في بيوت وممتلكات اللاجئين الفلسطينيين.
وقُتل 11 شخصا وجرح 40 آخرون في المواجهات منذ السبت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
وكانت مصادر طبية قد أشارت في وقت سابق إلى مقتل 8 أشخاص خلال 3 أيام من المواجهات.
وخلفت الاشتباكات دمارا كبيرا في حيي الصفصاف وحطين في المخيم..
أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية رفضها للاشتباكات المؤسفة الجارية في مخيم عين الحلوة، مؤكدة أن هذه الأحداث هي خدمة للاحتلال الصهيوني وجزء من جهود أدوات الفتنة الداخلية والخارجية.
موقف فصائل المقاومة الفلسطينية جاء في بيان أصدرته بعد اجتماعها الدوري اليوم الثلاثاء ناقشت فيه آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية.
وتوجهت الفصائل الفلسطينية في بيانها بـ”التحية لأبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده وخاصة في مخيمات اللجوء والشتات ونتمنى لهم دوام الأمن والسلامة، ونترحم على ضحايا الاشتباكات في مخيم عين الحلوة”.
وأكدت رفضها “للأحداث المؤسفة التي تجري في مخيم عين الحلوة من اقتتال داخلي يُمثل خطرًا كبيرًا على أمن وسلامة واستقرار شعبنا في المخيمات وإساءة بالغة لقضيتنا وصورة شعبنا ومخيماته التي تحمل صورة الصمود والتضحية والعِزة”.
ولفتت إلى أنّ “هذه الأحداث المأساوية هي خدمة للاحتلال الصهيوني وجزء من جهود أدوات الفتنة الداخلية والخارجية التي تسعى لإثارة القلاقل والخلافات في المخيمات الفلسطينية خاصة في لبنان لضرب قضية اللاجئين”.
ودعت الفصائل الفلسطينية “أصحاب القرار أن يتحملوا مسؤولياتهم في رأب الصدع وتطويق الأزمة والاحتكام للغة المنطق والعقل والحوار لإنهاء الأزمة وتكريس الجهود لتصويب البندقية باتجاه الاحتلال”.
كذلك دعت “لتحشيد كل طاقات وإمكانات ومقدرات شعبنا على الصعيد البشري والعسكري لتعزيز صموده وحماية قضيتنا من التصفية والشطب وخاصة حق العودة”.
وجدّدت الفصائل الفلسطينية “التأكيد في ظِل تصعيد العدوان الصهيوني على شعبنا وأرضنا والمقدسات من قِبل حكومة المتطرفين أنّ خيار المقاومة هو الخيار الاستراتيجي لمواجهة ولجم العدوان”.
كما أكدت الفصائل في بيانها ضرورة استمرار وتكثيف الرباط في ساحات الأقصى للتصدي لمخططات الاحتلال التهويدية ومحاولات فرض أمر واقع فيه.
المصدر: موقع المنار