مرّت 8 سنوات على المحرقة التي نفذها مستوطنون متطرفون بحق عائلة دوابشة في قرية دوما قضاء نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، في مجزرة بشعة هزت العالم في ذلك الوقت.
وفي 31 من شهر تموز/يوليو من العام 2015، ألقى مستوطنون حاقدون تسللوا إلى قرية دوما تحت جنح الظلام، زجاجات حارقة داخل منزل عائلة دوابشة وهم نيام وحولوه إلى كتلة من اللهب، ما أدّى لاستشهاد الرضيع علي، وإصابة والديه وشقيقه أحمد بجروح خطيرة، إلى أن أعلن عن استشهاد الوالد سعد بعد أيام من إصابته، والوالدة ريهام عقب الجريمة بنحو 40 يوماً.
تفاصيل جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة التي أودت بحياة سعد (32 عاماً)، وزوجته ريهام (27 عاماً)، وطفلهم الرضيع علي (18 شهراً)، لم ولن تغيب عن ذاكرة العائلة، دفعتهم إلى رفع دعوات قضائية لإدانة القتلة في المحاكم المحلية والدولية، إلا أن أحداً لم ينصفهم حتى الآن، بسبب “أن الجلّاد هو القاضي”، وفق ما صرّح به نصر دوابشة عم الطفل أحمد.
يقول نصر دوابشة الذي كان شاهداً على الجريمة البشعة بحق عائلة أخيه سعد “إن تلك اللحظات الأليمة لم ولن تغيب عن أذهاني، فهي كانت من أبشع الجرائم التي ارتكبها المستوطنون بحق أبناء الشعب الفلسطيني بدعم من جيش الاحتلال، وذلك بعدما رأيت أخي وزوجته وطفله يحترقون ويتحولون إلى كتلة من اللهب، حتى إن النيران أذابت نصف جسد أخي من شدة اشتعالها”.
وعن آخر مستجدات إدانة المستوطن القاتل، أضاف نصر في مداخلة عبر إذاعة “القدس”، “عندما تكون أنت الجلاد والقاضي في الوقت ذاته، فلن تأخذ حقك أبداً، لكننا استطعنا متابعة ملف القضية في المحاكم، وانتزعنا حكماً ولكنّه في الغالب تمويهياً بإدانة المستوطن الحاقد المتهم الأساسي في قضية حرق المنزل والعائلة، بـ 3 مؤبدات و40 عاماً، وتعويض مالي للعائلة، لكن المحكمة والجهات النافذة لدى الاحتلال ادعت أن هذا المستوطن لا يملك شيئاً ليتم التعويض به، كما تنصلت حكومة الاحتلال من دفع أي تعويضات، بزعم أنها غير مسؤولة عمّا حدث، حتى إن المستوطن القاتل يعيش حياة الرفاهية”.
واستذكر نصر دوابشة مجدداً أحداث المجزرة قبل 8 سنوات قائلاً “في تمام الساعة الثانية فجراً من تاريخ 31 تموز/يوليو 2015، أقدمت مجموعة من المستوطنين المتطرفين على حرق منزل أخي بإلقاء قنابل شديدة الاشتعال عليه حولته إلى كتلة من اللهب، إذ حاولت زوجة أخي جاهدة الخروج من المنزل حاملة بيديها نجلها إلا أنها تفاجأت بمجموعة من المستوطنين يحاصرون المنزل، وسكبوا عليهما مواد مشتعلة بنية قتلهما، بينما أحمد وشقيقي علي بقيا داخل المنزل إلى أن أصيب أحمد بجروح بالغة الخطورة، بينما حُرق شقيقي وفقد ما يقارب نصف جسده نتيجة اشتعال النيران فيه”.
وتابع “نشعر بالألم والغضب أننا لم نستطع أن نأخذ حقنا من ذلك المتطرف الحاقد ومساعديه، لكن عزاؤنا أنّ شقيقي وأبناءه قضوا شهداء وساروا على درب الحرية وهم أحياء عند ربهم يرزقون”.
وعن أحمد الناجي الوحيد من المحرقة، قال إنه “بلغ عامه الـ 13، ويعيش حياة كأبناء الشعب الفلسطيني على الرغم من الفقد الكبير والمصاب الجلل الذي حدث معه، إذ يستذكر دائماً ما حدث له وأسرته، لكنّه يحاول أن يبتعد عن تلك الذكريات الأليمة بممارسة هواية كرة القدم وركوب الخيل، فهو الآن مضطر لأن يعيش حياة شبه طبيعية”.
ويوافق اليوم الذكرى الثامنة لجريمة إحراق عائلة دوابشة في قرية دوما قضاء نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة على أيدي مستوطنين متطرفين، في مجزرةٍ بشعةٍ هزت العالم.
واستشهد الوالدان سعد وريهام وطفلهما الرضيع علي، نتيجة إصاباتهم بحروق بالغة، في حين نجا طفلهما أحمد الذي كان يبلغ عمره حينها أربع سنوات، وأصيب بحروق تصل لـ 60%، ويحتاج سنوات للتعافي منها.
المصدر: فلسطين اليوم