رداً على استضافة الدوحة بعثة رياضية إسرائيلية في «البطولة الدولية لكرة الطائرة الشاطئية» المؤهلة لأولمبياد البرازيل 2016، ينظّم «شباب قطر ضد التطبيع» فعالية بعنوان «الروزنا: تعالوا نحكيلكم عن فلسطين» في قرية «كتارا» الثقافية في 15 نيسان (أبريل) الحالي.
الهبّة الشعبية الغاضبة لا تزال مستمرّة ضد تسويق التطبيع في الخليج، في ظل الصمت القطري الرسمي. هذه المرّة، رُفع العلم الإسرائيلي في سابقة خطيرة، ولعب فريق العدو بكل ثقة ضد منافسه الياباني أمام أنظار العالم، بعدما كان يتم إجبار دولة الاحتلال على رفع قماشة بيضاء في بطولات رياضية سابقة. هكذا، بتنا أمام عهد جديد من العلاقات الإسرائيلية مع قطر عن طريق البوابة الرياضية، بعدما سبقتها لقاءات واتفاقيات سياسية واقتصادية لم يُعلن عنها، رغم عدم وجود اتفاقية سلام.
لم تتم تعبئة الساحات العامة ضد المشاركة الإسرائيلية، ولم تُقتحم الملاعب التي تتمتع بحراسة مشددة لحماية الفريق الإسرائيلي، ولم تخرج مطالبات بمقاطعة البطولة الرياضية شعبياً، حتى خيّل لمناصري القضية الفلسطينية أنّ الشعب القطري قد تم شراء صمته بالمال أو التخويف أو أنه كما قال أحد الأصدقاء القطريين «لا يعرف أو غير مهتم بما يدور على أرضه».
تضخّمت تلك التوقعات والتحليلات حتى صدور بيان من المجلس التمثيلي للكتلة الطلابية في «جامعة قطر» رافض للتمثيل الاسرائيلي في البطولة العالمية، سبقه تدشين حساب «شباب قطر ضد التطبيع» تويتر الذي وجّه رسالة مكتوبة إلى رئيس الإتحاد القطري لكرة الطائرة خالد المولوي بعنوان «لا تشرعن الاحتلال». أكد نص البيان «أنّنا (القطريين) لا نحتاج أن نذكّر بأنّ إسرائيل غير مرحب بها في قطر، ووجودها اليوم في وطننا يذكّرنا دائماً بجرائمها ضد الشعب الفلسطيني».
لعبة فرض الأمر الواقع التي اعتمدتها السلطات القطرية، عارضها ناشطون ومدوّنون رفعوا صوتهم عبر هاشتاغ #لا_للتطبيع_الرياضي_في_قطر رفضاً لمشاركة الفريق الإسرائيلي الذي وصفته الصحافة العبرية بـ «صانع التاريخ».
التدوينات القطرية وثّقت جرائم إسرائيل ضد الرياضة الفلسطينية وقتلها لاعبين ومدربين معروفين في حروبها المستمرة على غزة. البداية مع تغريدة رئيس تحرير صحيفة «العرب» القطرية عبدالله العذبة الذي قال: «نقولها بوضوح لا للتطبيع الرياضي في قطر، ولا نخشى اعتقالاً، ولا نخشى تخويننا، نقول رأينا وإن خالف توجهات قطر السياسية، ولا نخاف». من جهتها، سجّلت إحدى الناشطات تضامنها مع أطفال فلسطين قائلةً: «الحدث: 4 أطفال ذهبوا ليلعبوا الكرة فعادوا أشلاء مقطعة، المكان شاطئ بحر غزة، الفاعل إسرائيل».
المواطن القطري حسن الرميحي انتقد ازدواجية بلاده في التعاطي مع القضية الفلسطينية: «لا تكاد فلسطين تغيب عن أي خطاب لنا دولياً، ونسهم في التطبيع مع الكيان الصهيوني باستضافة لاعبيه؟».
على خط موازٍ، طرحت ابتسام آل سعد تساؤلاً ضد الخطوة القطرية: «كيف يجتمع إعمار غزة الذي نقوم به مع الذي قام ويقوم بتدميرها وقتل أهلها؟ سياسة الرياضة قائمة على الأخلاق أوّلاً!». البوستات الشعبية حملت رفضاً لكل التحليلات المحتملة لكون دولتهم المستضيفة للبطولة الرياضية لا تستطيع منع مشاركة لاعبين دولة معينة. هذا الموقف لخّصته لطيفة الدرويش بتغريدة مفادها أنّ «أي أخلاق حميدة يحملها لاعبو كرة قدم إسرائيليون وهم يخدمون في صفوف الجيش الاسرائيلي؟».