قال العلامة السيد علي فضل الله، في خطبة صلاة عيد الأضحى، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، “يطل علينا العيد ونحن نواجه في هذا البلد ظرفاً هو من أصعب الظروف على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، في وقت، يستمر فيه الواقع السياسي على حاله من الانقسام ومن إدارة الظهر لهموم اللبنانيين ومعاناتهم وعدم السعي لإخراج البلد من الانهيار، والذي لن يحصل إلا ببناء دولة قوية قادرة على القيام بمسؤوليتها”.
وأكد السيد فضل الله أن الحل “يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية قادر على إدارة سفينة البلد إلى شاطئ الأمان وصولاً إلى حكومة كفوءة، حيث ما زلنا نشهد الصراع على هذا الصعيد بفعل الانقسام بين القوى السياسية، والذي عبرت عنه الانتخابات الأخيرة”.
وفي السياق، لفت السيد فضل الله إلى أنه “حتى الآن لم تظهر أي بوادر توحي بإرادة جدية للسير بحوار يتحدث عنه الجميع يفضي إلى حل لهذه المعضلة، ما يجعل البلد رهينة الخارج وما يقرره على هذا الصعيد”.
وتابع “إننا في الوقت الذي نقدر أي مبادرة تساعد اللبنانيين على حل وإخراج الاستحقاق الرئاسي من المأزق الذي وصل إليه، فإننا ما زلنا على قناعة أن الخارج المؤثر على الساحة اللبنانية والقوى السياسية لم يـأخذ بعد قراره الحاسم في هذا الشأن، إما لعدم التوافق بين أطرافه، أو لأن الظروف السياسية لم تنضج بعد في حسابات هؤلاء، ما يبقي هذا الملف بكل تداعياته في دائرة الانتظار”، قائلاً إنه “من المؤسف استسلام القوى السياسية لهذا الواقع، فيما هم قادرون إن أرادوا وخرجوا من حساباتهم الخاصة ورهاناتهم على فتح منافذ الحوار في ما بينهم للوصول إلى آلية تضمن هذا الاستحقاق”.
كما دعا السيد فضل الله إلى “ضرورة عدم الغفلة عن الاستعدادات المستمرة التي يقوم بها العدو الصهيوني للعدوان على لبنان وتهديداته، وهو ما تشير إليه المناورات التي يجريها على الحدود، وإن كنا ما زلنا نرى أنها تندرج في إطار سياسة التهويل التي يلجأ إليها للتغطية على العجز الذي يعيشه عن الإقدام على أي عدوان جديد بفعل ما أظهرته المقاومة من استعدادات غير مسبوقة لمواجهته، وما أظهره هذا الشعب من إرادة صلبة في التمسك بكل شبر من الأرض اللبنانية، وهي تجلت ولا تزال في مواجهة كفرشوبا، وفي إسقاط المسيرة من قبل المقاومة”.
وأضاف “على الصعيد العربي والإسلامي، فإننا نحيي كل المبادرات التي جرت وتجري على صعيد التقارب بين الدول العربية والإسلامية، لما في ذلك من تعزيز لقوتها وإزالة فتيل الخلافات والصراعات التي أدت إلى استنزاف قدراتها وإمكاناتها”.
عن الوضع في فلسطين، أشار السيد إلى استمرار الشعب الفلسطيني “بتقديم التضحيات الجسام في تصديه للممارسات التي يقوم بها جيش العدو الصهيوني والمستوطنين بحقه، ويقدم أنموذجاً في البطولة والفداء رغم قلة إمكاناته وما يعانيه من حصار وقتل وتشريد وإذلال”، داعياً الشعوب العربية والإسلامية إلى “دعم صموده وعدم تركه يعاني وحده حتى لا يحقق العدو ومستوطنيه أهدافهم ومراميهم”.
المصدر: الوكالة الوطنية