يروي الجريح في المقاومة الإسلامية محمد علوش قصته في المشاركة ضمن العمليات العسكرية للدفاع عن حدود لبنان الشرقية في جرود القلمون بسوريا لصد هجمات الجماعات التكفيرية على القرى والمناطق اللبنانية.
كل شيء يبدو تقليدياً في قصة لجريح، إلى أن يذكر “علوش” تاريخ 15/02/2016، وهنا تحديداً في الدقيقة 01:17 من الفيلم تبدأ الرواية تأخذ أبعاداً غير مألوفة على المشاهد.
هكذا اختارت الطالبة زينب جابر في مشروع تخرجها من قسم الإعلام في جامعة الآداب والعلوم اللبنانية “يوزال” أن تعالج قصتها في الفيلم القصير الذي حمل إسم “شهود”.
تدخل كاميرا زينب إلى كواليس حياة محمد علوش، بمشاهد إعادة تمثيل في نفس الحي الذي وُلد وترعرع فيه، الإبن الأصغر “آخر العنقود” في عائلته الذي حمل همّ مساعدة والده في جرّ عربة جمع الخردة بعد انتهاء دوام المدرسة…ثم، وبأسلوب ذكي إخراجياً، ينتقل الفيلم بكاميرا الواقع إلى داخل منزل الجريح “علوش” هذه الأيام.
الجريح من قوات الرضوان، الذي فقد كلتا يديه، تمكّن من التفوّق في مدرسة الحب، التي منها بنى أسرته الخاصة المليئة بمشاعر الود والحنان والتعاون بين الزوجين “محمد” و “نور” الممرضة التي واكبت فترة علاجه في المستشفى.
إختيار زينب، وفريقها في التنفيذ، الخلفية الرمادية في تنفيذ المقابلات، كان متعمّداً لحصر تركيز المتلقي في كلام وتعابير وجوه أبطال القصة، وهناك تميّزت الصورة بدقة تنفيذ الإضاءة والكادراج. أيضاً من مميزات المعالجة البصرية للفيلم أنها اتسمت بالبساطة في جرأة على ترك التأثير للقصة الحقيقية دون أي مبالغة في المؤثرات. أيضاً، على صعيد الإعداد، لم يلجأ الفيلم إلى أي تكلّف في النص، بل ترك”الضيوف” يحكون قصّتهم بأنفسهم وأيضاً دون أي تصنّع في تنميق الكلام أو “تأنيقه”، ما جعل المُشاهد يخال نفسه أمام دراما واقعية لقصّة من الروايات المكتوبة.
وهكذا، حظي الفيلم بإعجاب لجنة تقييم مشاريع التخرّج في جامعة يوزال عن العام الدراسي 2022، والتي منحت الفيلم درجة جيد جداً.
موقع قناة المنار يبارك للطالبة زينب جابر ويتمنى لها التوفيق في مستقبلها المهني كصانعة أفلام رسالية.
المصدر: موقع المنار