وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية طهران يرافقه وفد من قيادة الحركة، بدعوة من قيادة الجمهورية الإسلامية. ويضم الوفد صالح العاروري، وخليل الحية ونزار عوض الله ومحمد نصر. ومن المقرر أن يلتقي بالقيادة الإيرانية لبحث العديد من القضايا السياسية والميدانية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
والتقى هنية والوفد أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني العميد علي اكبر احمديان الذي اشاد بمقاومة حماس تجاه العدو الصهيوني وقال: إن الإستراتيجية الأكثر فاعلية لإنهاء احتلال فلسطين هي المقاومة.
وفي هذا الاجتماع قال العميد أحمديان، في إشارة إلى التطورات الجارية في الأراضي المحتلة التي سببت الخوف والارتباك لقادة الكيان الصهيوني: إن الاستراتيجية الأكثر فاعلية لإنهاء أكثر من 75 عاما من احتلال فلسطين هي المقاومة.
وقال أحمديان إن العالم الإسلامي كله اليوم يستفيد من إنجازات المقاومة. مضيفا: إن دخول المقاومة في معركة سيف القدس كان منعطفاً في هذا المجال وحقق إنجازات استراتيجية للمقاومة.
وصرح احمديان ان القضية الرئيسية للعالم الإسلامي هي فلسطين، وتعزيز الوحدة بين المسلمين، وخاصة الفاعلين الإقليميين في المقاومة، سيلحق أكبر ضرر بالعدو الصهيوني وأنصاره.
وأوضح أحمديان جهود الأعداء لإحداث الانقسام بين فصائل المقاومة، قائلاً: إن وحدة مجموعات المقاومة ودعمها لحركة الجهاد الإسلامي في الحرب الأخيرة خيبت آمال العدو الصهيوني من هذه المؤامرة.
وقال: المقاومة الفلسطينية التي حاربت ذات مرة للدفاع عن نفسها في غزة وصلت إلى مرحلة من الجهوزية التي تعزز الآن وجودها في الضفة الغربية.
ومن جانب اخر ثمن هنية في هذا اللقاء الدور المتميز والفعال للجمهورية الإسلامية في تعزيز الوحدة والتعاون في العالم الإسلامي وجماعات المقاومة الفلسطينية، وقدم تقريرًا عن التطورات السياسية والميدانية في فلسطين المحتلة وخطط المقاومة للحفاظ على المبادرة ضد الكيان الصهيوني .
الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي كان استقبل امس الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة والوفد المرافق.
وعبر عن بالغ التقدير لمقاومة حركة الجهاد الاسلامي داعياً الى مزيد من وحدة الصف بين قوى المقاومة وشدد على أن الجمهورية الإسلامية ستقف دومًا إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وقال “في فترة ما، كان أمل جزء من الفلسطينيين للتخلص عن ظلم الكيان الصهيوني بالذهاب إلى طاولة المفاوضات، ولكن اليوم الجميع، حتى دعاة التفاوض، يأملون بالمجاهدين وقوات المقاومة”.
وأضاف رئيس الجمهورية الاسلامية: “اليوم يكون زمام المبادرة بيد المجاهدين الفلسطينيين، وهذا الانتصار العظيم نعمة من الله تعالى أهداه للشعب الفلسطيني الفخور بفضل الصبر في مواجهة المشاكل والوقوف ضد ظلم واضطهاد الكيان الصهيوني وداعموه “.
واعتبر السيد رئيسي ان خلق خيبة الأمل لدى جيل الشباب في فلسطين من استعادة الأراضي المحتلة من أحد أهداف الصهاينة من محاولة تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية والإسلامية، مستدركا: “لكننا نعتقد بشدة أن هذه الجهود لن تنجح لأن أول وأهم المعارضين لهذه العلاقات التطبيعية، هم شعوب هذه الدول نفسها”.
وأوضح الرئيس الإيراني أن الشعب الفلسطيني اليوم أكثر اتحادًا من أي وقت مضى، وعلى العكس ان المجتمع الصهيوني يكون أكثر تشتتًا وانقسامًا من أي وقت مضى، وظهرت بوادر تدهوره، مضيفا: “اليوم ، قلوب شعوب العالم بما فيها دول المنطقة وشعوب دول امريكا اللاتينية معكم وهذا بفضل الله وبركة دماء شهداء حركة المقاومة ومنهم الشهيد الحاج قاسم سليماني الذي ازال الجهل عن العالم…فإذن النصر النهائي قريب جدا وحليف لأمة فلسطين الفخورة”.
كما أعرب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في هذا الاجتماع عن امتنان الشعب الفلسطيني لدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية المستمر، وقال: “إن الجمهورية الإسلامية اليوم دولة مهمة وحاسمة في التفاعلات الإقليمية والدولية ، وقد أظهرت زيارة سعادتكم الأخيرة إلى المنطقة الأمريكية اللاتينية أن إيران تمكنت من هزيمة العقوبات الأمريكية بشكل كامل، ونحن فخورون أيضًا بهذه الانتصارات”.
كما تطرق الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بالتفصيل الى حرب الأيام الخمسة الأخيرة مع الكيان الصهيوني، وشرح أداء وإنجازات قوى المقاومة ونقاط ضعف هذا الكيان.
كما التقى وفد الجهاد الإسلامي وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وفي هذا اللقاء اشاد امير عبد اللهيان بالانتصار الكبير الأخير لمجاهدي فصائل المقاومة الفلسطينية في حرب الأيام الخمسة على غزة والدور الفعال لوحدة هذه الفصائل في هذا الانتصار معتبرا قضية فلسطين القضية المركزية للعالم الإسلامي ومؤكدا دعم ايران للقضية الفلسطينية والقدس الشريف ودعم المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني.
واعتبر أن الكيان الصهيوني العنصري هو المصدر الرئيسي لانعدام الأمن وعدم الاستقرار في المنطقة مطالبا بضرورة التحرك المتماسك والفعال من قبل الدول والحكومات الإسلامية لوقف جرائم الصهاينة ضد الإنسانية وضد الشعب الفلسطيني المظلوم وحماية المقدسات الاسلامية في القدس الشريف.
واوضح امير عبد اللهيان انه من اولويات اهداف الشهيد القائد قاسم سليماني والتي كانت جزء لا يتجزأ من فكره المناضل وجهوده المخلصة هو تعزيزالتضامن بين الدول الإسلامية وإزالة تهديد الكيان الصهيوني ومواجهة الهيمنة الأمريكية .
وتابع امير عبد اللهيان مستشهدا بالتصريحات العميقة لقائد الثورة الاسلامية بأن الشهيد القائد قاسم سليماني قد شَكَل رافعة لكل أذرع المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الغاصب المعتدي والمدعوم بالكامل من الولايات المتحدة والغرب.
واضاف امير عبد اللهيان بأنه قد تبلورت ثمار كفاح وتضحية الشهيد القائد قاسم سليماني في إيمان العديد من حكومات ودول المنطقة اليوم بضرورة تولي مصير أمن واستقرار المنطقة بأيديهم ومواصلة تطويرها دون تدخل من الخارج.
وفي هذا اللقاء قدم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي “زياد النخالة” تقييمه لعملية التنمية في فلسطين والأراضي المحتلة وأكد أن فصائل المقاومة الفلسطينية في أفضل الظروف من حيث الاستعداد ووحدة العمل ضد الكيان الصهيوني .
ولفت الى انه وبدعم قوي من الشعب الفلسطيني ، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية قادرة على الوقوف في وجه أي عدوان من قبل الكيان الصهيوني الغاصب وتحقيق انتصارات كبيرة.
المصدر: المنار + وكالة ارنا + وكالة مهر