أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الأزمة في سوق الغذاء العالمي ليست نتيجة العملية العسكرية الروسية الخاصة ولكن بسبب تصرفات الغرب. وخلال استقباله مجموعة من الزعماء الأفارقة في قصر كونستانتينوفسكي بمدينة سان بطرسبورغ، كشف بوتين أن الدول الأفريقية تلقت نحو 3 % فقط من إجمالي الحبوب التي خرجت من أوكرانيا مقابل 38 % لأوروبا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمجموعة من الزعماء الأفارقة اليوم السبت إن صادرات أوكرانيا من الحبوب التي تتم بموجب اتفاق يضمن مرورها الآمن عبر البحر الأسود لا تساعد في حل مشكلات أفريقيا المتعلقة بارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا، مضيفا أن ثلاثة بالمئة فقط من هذه الصادرات تذهب لأكثر البلدان فقرا.
وقال بوتين إن أزمة الغذاء نجمت عن تصرفات الدول الغربية وليس بسبب ما تسميها روسيا “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا.
والتقى زعماء من جنوب أفريقيا والسنغال ومصر وزامبيا وأوغندا وجمهورية الكونجو وجزر القمر ببوتين في قصر قسطنطين الحكومي على أمل التوسط في الصراع الروسي مع أوكرانيا، بعد زيارة لهم إلى كييف أمس الجمعة.
ويضم الوفد الأفريقي رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، والرئيس السنغالي ماكي سال، ورئيس جزر القمر عثمان غزالي، ورئيس زامبيا هاكايندي هيشيليما، كما يضم رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ومبعوثين لرئيسي أوغندا يوري موسيفيني وجمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو.
وقال بوتين خلال اللقاء إن “التطوير الشامل للعلاقات مع دول القارة الأفريقية أولوية في سياسة روسيا الخارجية، ونحن ندعم دائمًا تعزيز روابط الصداقة التقليدية مع دول أفريقيا والاتحاد الأفريقي”.
وأضاف بوتين أن “التعاون مع الشركاء الأفارقة في طيف واسع من المجالات يتطور هذا العام بنشاط كبير… وأنا على ثقة بأنه خلال هذا الحدث [قمة روسيا – أفريقيا المرتقبة الشهر المقبل] سيتسنى تحديد مجالات جديدة واعدة للتفاعل على الصعيد السياسي والتجاري والاقتصادي والعلمي والتقني والإنساني، وغير ذلك من المجالات”.
روسيا | رئيس جنوب أفريقيا: اتينا إلى موسكو بحثاً عن السلام ولا يمكن للحرب في أوكرانيا أن تستمر بدون أمد
قال رئيس جنوب افريقيا سيريل رامابوزا الذي يترأس وفد وساطة افريقية حول النزاع الأوكراني، السبت أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن “الحرب” يجب ان تنتهي في أوكرانيا. وإضافة الى رامابوزا، يضم الوفد ثلاثة رؤساء آخرين هم ماكي سال (السنغال) وهاكايند هيشيليما (زامبيا) وغزالي عثماني (جزر القمر) الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي، فضلا عن ممثلين للكونغو وأوغندا ومصر.
وأضاف رئيس جنوب أفريقيا “أتينا إلى روسيا بحثا عن السلام والتوسط من أجل الوصول لحل سلمي مع أوكرانيا”، مؤكداً أنه “لا يمكن للحرب بين روسيا وأوكرانيا الاستمرار دون أمد محدد خاصة مع التأثيرات السلبية على القارة الأفريقية”.
ودعا رئيس جنوب أفريقيا إلى رفع جميع العقوبات المفروضة جراء الحرب الروسية الأوكرانية وفتح ممرات آمنة لنقل الحبوب، وأمل في نجاح الوساطة الأفريقية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وقال “حان الوقت لجلوس الرئيس الروسي والرئيس الأوكراني إلى طاولة المفاوضات لحل الأزمة”.
ومن جهته، قال رئيس السنغال إن العلاقات الأفريقية الروسية في تحسن مستمر، وأضاف “أتينا من أجل الوساطة بين أوكرانيا وروسيا وإجراء حوار بين طرفي النزاع”، داعياً إلى الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة بين روسيا وأوكرانيا من أجل تبادل الأسرى والقضايا الإنسانية.
وكان رئيس جنوب إفريقيا قد أعلن عن تفاصيل خطة السلام الخاصة بأوكرانيا، والتي تضم 10 بنود رئيسية، أولها تحقيق السلام عبر المفاوضات من خلال الطرق الدبلوماسية، ووقف تصعيد النزاع من كلا الجانبين. كما تدعو الخطة إلى ضمان سيادة الدول والشعوب وفق ميثاق الأمم المتحدة، وتوفير ضمانات أمنية لجميع البلدان، وضمان حركة تصدير الحبوب والأسمدة من الدولتين.
وتنص الخطة أيضاً على توفير الدعم الإنساني لمن وقعوا ضحايا الحرب، وتسوية موضوع تبادل أسرى الحرب وعودة الأطفال، وإعادة الإعمار بعد الحرب ومساعدة ضحايا الحرب، وتوفير تفاعل أوثق مع الدول الإفريقية.
وكان الوفد الأوروبي قد زار كييف، قبل وصوله إلى بطرسبورغ.
المصدر: مواقع