لا تزال الضفة الغربية تشكل للعدو الاسرائيلي هاجساً أمنياً كبيراً. وما يعكس ذلك المواجهات والمداهمات والاعتقالات المستمرة التي تشنها قواته، في محاولة فاشلة لفرض نوع من الهيبة والردع، والضرب بيد من حديد. وفي هذا السياق، تحدث اعلام العدو عن “حملة عسكرية واسعة” شمال الضفة، بحجة “تزايد العمليات الفدائية” التي ينفذها مقاومون فلسطينيون، لكن الأخيرة لا تزال قيد النقاش بانتظار قرار رئيس الوزراء الذي مما لا شك فيه يضع في الحسبان احتمالات فشلها وتداعياته. أما في القدس، فتستمر استعراضات المستوطنين الجبانة في تدنيس المسجد الأقصى، لكن المقدسيين والمرابطين لهم بالمرصاد.
“أولادنا يقتلون”
في التفاصيل، فقد ذكر موقع “واي نت” العبري التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت أن جيش العدو الاسرائيلي” يستعد لشنّ عملية واسعة في شمال الضفة المحتلة”، وأن الأخيرة “ستتركز في مخيمات اللاجئين في مدينتي جنين ونابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة”.
من جانبهم، أكد رؤساء مجالس المستوطنات في الضفة بأنهم يؤيدون التوجه لعملية لأن “أولادنا يقتلون”، على حد تعبيرهم.
من ناحيتها، علّقت الكاتبة في صحيفة يديعوت أحرونوت، ارئيله رينجل هوفمان على العملية العسكرية بالقول “الحملة العسكرية ليست الحل”. وكانت ذكرت القناة 12 العبرية أن “قرار العملية العسكرية لا زال ينتظر الضوء الأخضر من رئيس وزراء كيان الاحتلال بينيامين نتنياهو”.
اقتحامات
هذا الجدل حول شنّ عملية عسكرية في الضفة، يأتي في وقت اقتحم فيه مستوطنون متطرفون، اليوم منطقة برك سليمان السياحية، جنوب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة. وأفادت مصادر أمنية، أن مجموعة من المستوطنين اقتحمت المنطقة السياحية تحت حماية قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، وتمركزت على امتداد البرك الثلاث.
يُشار الى أن منطقة برك سليمان تتعرض منذ فترة لاقتحامات متكررة من المستوطنين المتطرفين في محاولة لتهويدها لصالح الاحتلال “الإسرائيلي”.
هذا واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، عدة قرى وبلدات في محافظة جنين بالضفة المحتلة، وأعاقت حركة المواطنين على حاجز “دوتان”.
وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال اقتحمت قرى وبلدات: يعبد، وعرابة، وبير الباشا، ومركة، وقباطية، وفقوعة، وبيت قاد، وجلبون، والجلمة، وشنت حملات تفتيش واسعة ومداهمة واسعة، دون تسجيل اعتقالات.
وقالت المصادر “إن جنود الاحتلال المتمركزين على حاجز “دوتان” العسكري أعاقوا حركة المواطنين من وإلى المدينة منذ ساعات الصباح، وفتشوا المركبات ودققوا في البطاقات الشخصية لراكبيها”.
إحراق “حوارة”
من جهة ثانية، ذكرت وسائل إعلام عبرية، صباح اليوم اعتراف جنود من جيش الاحتلال بسماحهم للمستوطنين إحراق بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس في الـ26 من شباط/فبراير الماضي.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن تحقيق أجرته قناة “سي إن إن” الأمريكية حول حرق حوارة، أن جيش الاحتلال “الإسرائيلي” لم يحاول منع هذه الهجمات، أو منع المستوطنين من الدخول للقرية”.
وأكد التحقيق أن الهجوم وقع بعد حملة تحريض كبيرة من المستوطنين المتطرفين عبر مجموعات التواصل الاجتماعي دعت للانتقام من الفلسطينيين.
وكانت إحدى أهم هذه المجموعات المُحرضة تتبع لعضو الكنيست الصهيوني ليمور سون هار مليخ من حزب “القوة اليهودية” الذي يتزعمه وزير ما يسمى بـ”الأمن القومي الإسرائيلي” إيتمار بن غفير.
وقال الجندي “الإسرائيلي” لـ”السي إن إن” “إن عشرات الجنود تواجدوا في البلدة إلى جانب “الشاباك” وغيرهما، وإنهم كانوا على علم بالتهديد، لكن لم يتحرك أحد لمنع ذلك ووقفوا إلى جانب المئات من المستوطنين الذين هاجموا القرية”.
وكان قد شنّ المستوطنون ليل الـ26 من شباط/فبراير الماضي هجمات انتقامية على منازل الفلسطينيين في هذه القرى، وأحرقوا أكثر من 30 منزلاً ومنشأة تجارية وعدداً كبيراً من السيارات، في حين منعت قوات الاحتلال فرق الدفاع المدني من الوصول إلى المنازل المشتعلة.
وأسفر الهجوم الوحشي للمستوطنين عن استشهاد شاب فلسطيني يُدعى سامح أقطش (37 عاما)، فيما أُصيب أكثر من 100 آخرين في بلدة حوارة والقرى المجاورة لها جنوبي مدينة نابلس، في أعقاب مقتل مستوطنين في عملية إطلاق نار.
إصابات خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مدن الضفة
هذا وأصيب عدد من الفلسطينيين، اليوم الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، في مدن الضفة المحتلة.
وأفاد الهلال الأحمر، بوقوع 7 إصابات خلال مواجهات مع الاحتلال في بيت دجن شرق نابلس.
وأوضحت مصادر محلية، أن عدد من المواطنين أصيبوا بالاختناق، بينهم طفل خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة ضد الاستيطان في قرية بيت دجن، شرق نابلس.
وأفادت مصادر طبية، بأن طفلا أصيب بقنبلة غاز في الظهر، إلى جانب عدد من المواطنين بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، جراء قمع الاحتلال المشاركين في المسيرة التي انطلقت عقب أداء الصلاة بدعوة من اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي بيت دجن.
وفي كفر قدوم، أصيب 3 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق، اليوم الجمعة، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، شرق قلقيلية.
وحسب المصادر المحلية، فقد هاجمت قوات الاحتلال المشاركين في المسيرة وأطلقت تجاههم الرصاص المعدني، وقنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما أدى لإصابة 3 منهم بالرصاص، والعشرات بحالات اختناق، عولجوا جميعهم ميدانيا.
وكانت المسيرة انطلقت بعد أداء المواطنين صلاة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب، تنديدا باستمرار جرائم الاحتلال “الإسرائيلي بحق شعبنا، ردد خلالها المشاركون الشعارات الوطنية الداعية لتصعيد المقاومة الشعبية في كل مكان.
الاحتلال يناقش مشروع قانون لسجن الأطفال الفلسطينيين من عمر 12 عاماً
من المنتظر أن تناقش اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في الكنيست الإسرائيلي، بعد غدٍ الأحد، مشروع قانون طرحه النائب يتسحاق كرويزر من حزب “عوتسما يهوديت” (القوة اليهودية)، يتيح فرض السجن الفعلي على القاصرين الفلسطينيين من عمر 12 عاماً، ممن يزعم الاحتلال تنفيذهم عمليات في القدس المحتلة.
ويأتي مشروع القانون عقب عملية إطلاق النار التي نفّذها الفتى المقدسي محمود عليوات (13 عاماً)، فيكانون الثاني / يناير الماضي، في شارع وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، ما أدى إلى إصابة ضابط في جيش الاحتلال ووالده بجروح خطيرة، فيما أطلق مستوطن مسلّح النار باتجاه الفتى وأصابه بجروح. ويفرض الاحتلال السجن الفعلي والسجن حتى انتهاء الإجراءات القانونية على القاصرين الفلسطينيين الضالعين بعمليات ضد أهداف إسرائيلية، ابتداءً من عمر 14 عاماً.
ويطالب عضو الكنيست كرويزر بخفض العمر إلى 12 عاماً بدلاً من إرسالهم إلى “مؤسسات لإعادة التأهيل”، على أثر تنفيذهم عمليات قتل أو محاولات قتل، بدوافع قومية يصنفها الاحتلال بـ “الإرهابية”.
وقال كرويزر، لصحيفة “يسرائيل هيوم”، اليوم الجمعة، إنّ “القانون يهدف إلى خلق حالة من الردع ووقف الموجة الأخيرة من الأحداث التي شهدناها (من عمليات نفذها قاصرون)”، مشيراً إلى انخفاض أعمار منفذي العمليات.
وأضاف “لا توجد أي عدالة في العالم بأن يفلتوا (أي القاصرين) من عقاب صارم ورادع”. وزاد أنه يجب فرض “عقوبة قصوى” على منفذي العمليات الصغار دون أي تسامح، وأكد قائلا: “سنغيّر قواعد اللعبة”.
ونقلت الصحيفة تحذيرات مصادر سياسية لم تسمها بأنّ مشروع القانون “قد يؤدي إلى تشريعات دولية ضد إسرائيل”.
ونشرت الصحيفة تعقيب منظمة “أهالٍ ضد اعتقال الأولاد”، وهي منظمة إسرائيلية أنشئت عام 2018، لمكافحة اعتقال الاحتلال الأطفال الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية المحتلتين.
وجاء في التعقيب “هذا مشروع قانون شديد القسوة وغير أخلاقي، من شأنه أن يلحق ضرراً جسيماً بالأطفال المستضعفين، وخاصة الأطفال الفلسطينيين من شرقي القدس”.
وأضافت المنظمة أن فرض السجن الفعلي على طفل في عمر 13 عاماً، بدلاً من تعليمه والاهتمام بتطوره، من شأنه تدمير حياته، “والحكم عليه بالانتقال من سجن إلى سجن في الحياة، وانفصاله عن أسرته وعائلته وحرمانه من إطار تعليمي مناسب”.
الالاف يؤدون صلاة الجمعة والفجر العظيم
أما في المسجد الأقصى المبارك، فقد أدّى عشرات آلاف الفلسطينيين، صلاة الجمعة، رغم تعزيزات الاحتلال “الإسرائيلي”. إلى ذلك، دعا خطيب الجمعة بالأقصى الأمة الإسلامية لتجديد عهدها مع المسجد الأقصى المبارك.
وفي وقت سابق، أدّى الآلاف من المواطنين، فجراً صلاة الفجر العظيم.
وتأتي هذه الحشود لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى، ضمن حملة “الفجر العظيم” التي تسعى للحشد والرباط في المسجد الأقصى المبارك.
وبالرغم من العراقيل والحواجز التي وضعتها قوات الاحتلال في وجه المصلين من مختلف المناطق في أحياء المدينة المقدسة؛ إلا أن الآلاف استطاعوا الوصول للأقصى والصلاة فيه.
يُشار أن العديد من الدعوات صدرت من هيئات مقدسية للحشد والرباط وأداء الصلوات في المسجد الأقصى؛ لمنع محاولات الاحتلال لتقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً والتي زادت وتيرتها مؤخراً من خلال زيادة اقتحامات المستوطنين وأدائم للصلوات التلمودية.
إصابة صحفي
من جهة ثانية، أصيب الصحفي إيهاب العلامي برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في بلدة بيت أمر بالخليل في الضفة المحتلة. وأوضحت المصادر ذاتها، أنه تم نقل الصحفي المُصاب للمستشفى الأهلي في الخليل.
وكانت اندلعت في وقت سابق مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في بلدة بيت أمّر شمال الخليل.
المصدر: فلسطين اليوم