قبيل انعقاد جلسة مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية المقررة صباح يوم الاربعاء 14-6-2023، تزداد الاتصالات بين النواب من مختلف الكتل وترتفع حدة الخطاب الاعلامي الداعم لكل فريق في ظل ازدياد حدة الاصطفاف، من دون بروز مؤشرات جدية وواقعية ان الرئيس سينتخب فعلا في هذه الجلسة.
وحتى الساعة والى حين بدء الجلسة يبدو المشهد من حيث المرشحين والنواب الذي سيصوتوا على الشكل التالي:
-المرشح الجدي والثابت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، المدعوم من الثنائي الوطني حزب الله وحركة وعدد وازن من النواب الاصدقاء والحلفاء، ومن المفترض ان يصل الى ما يقارب الـ45 صوت في الدورة الاولى للانتخابات بجلسة يوم الاربعاء.
-المرشح الآخر الوزير السابق او مرشح التقاطعات (التقاطع بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب وما يسمى نواب التغيير او المستقلين وكتلة اللقاء الديمقراطي)، من المفترض انه يحصل اكثر بقليل من الاصوات بمواجهة فرنجية، وأزعور كما بات معروفا هو مجرد اسم تقاطعت عليه جهات متنافرة فيما بينها هدفها فقط محاولة الاطاحة بالمرشح الجدي سليمان فرنجية.
-من المتصور في جلسة الاربعاء المنتظرة، بروز “فريق وسطي” يصوّت بالورقة البيضاء أو بأي شعار آخر، تأكيدا على رفض الاصطفافات العامودية والانقسامات الحادة في البلد، وللدعوة عبر الاقتراع ان الحوار هو الحل ويجب العودة إليه لانتاج تفاهمات.
والاكيد حتى الساعة ان البعض يريد من دعم أزعور المناورة فقط ومن هؤلاء التيار الوطني الحروهو تقريبا اعلن هذا الأمر في اكثر من مناسبة على لسان عدد من قياداته وانه يفضل الذهاب الى حوار باسم جديد غير ازعور وفرنجية، كما ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر نواب “اللقاء الديمقراطي” ممن يعتقد انه يناور بدعمه أزعور في ظل الظروف الحالية، وإن كان يظهر انه ذهب بعيدا عبر التأكيد إعلاميا انه يريد انتخاب أزعور، وذلك بهدف الوصول الى مكان ما سواء بالتفاوض مع الثنائي الوطني او بانتظار إشارات خارجية باتجاهات معينة او غيرها من المسائل التي تعطي جنبلاط القدرة على لعب دور “بيضة القبان” كما يهوى دائما، وهو سبق ان أدخل ابنه تيمور في لعبة الانتخابات الرئاسية بالترويج ان الملف عند رئيس رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي” والابتعاد خطوة للوراء بما يتيح له فعليا إلتقاط إشارات ما او استدراج عروض او ما شاكل من أمور تعيطه حيزا إضافيا لالتقاط الفرصة بدعم المرشح الحقيقي والجدي.
وبالتالي فالاكيد ان لا رئيس للجمهورية في لبنان يوم الأربعاء وكل ما سيحصل هو محاولات البعض تسجيل نقاط إعلامية شكلية على فريق لديه مرشحه الجدي الذي لا يناور به، وبالتالي الاكيد ان ما بعد جلسة الاربعاء ينتظر ان يستيقظ البعض من وهم إمكانية حصار مكوّن بكامله في لبنان (سواء أدرك هذا البعض لمثل هذا المخطط أم لم يدرك) وبالتالي سيدرك البعض ممن تقاطعوا على دعم جهاد أزعور ان الحوار والتوافق هو الوسيلة الأنجع لتجاوز الازمات وإنجاز الاستحقاق في بلد متعدد المكونات كلبنان وان التحدي والاستفزاز لا يوصل الى اي نتيجة ايجابية..
وكان من اللافت بعض ما قاله رئيس التيار الوطني الحر في كلمة متلفزة الثلاثاء عشية جلسة انتخاب الرئيس، حيث اكد “ما زلنا نتفق مع حزب الله على المقاومة وعلى مبدأ الاستراتيجية الدفاعية”. واضاف ان “التفاهم مع حزب الله لم يسقط بالنسبة لنا، لكنه ليس بخير، ونحن خارج اي اصطفاف داخلي او خارجي، ولسنا جزءا من محور، ونرغب ان نكون على علاقة جيدة وتواصل مع الجميع”. وتابع “لن نكون في جلسة غد الاربعاء أو أي جلسة جزءا من أي صراع له طابع تحريضي.. ولا نريد ابدا أن نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله .. مهما اختلفنا سنعود ونتفاهم”.
انطلاقا من مثل هذه المواقف يمكن العودة للتعقل والجلوس الى الطاولة من جديد للبحث بما يخدم مصلحة لبنان بشكل دائم لا مصلحة أفراد وبشكل آني، ومن بعد ذلك تبقى الامور على عاتق كل من يرغب الحفاظ على الشريك في الوطن والدخول معه في حوار تمهيدا للتوافق وإخراج لبنان من إزماته التي يعاني منها.
المصدر: موقع المنار