قبل 24 ساعة من الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للجمهورية، تتسارع وتيرة الاتصالات في اتجاه الكتلة النيابية “الرمادية” التي لم تُعلِن موقفها بعد، وهم مجموعة لا تقل عما بين 15 و20 نائبًا، وذلك سعيًا من داعمي أزعور للخروج من الجلسة بأفضل الشروط التي من شأنها تحسين الموقع التفاوضي على اسم الرئيس في المرحلة المقبلة، ما يعني استمرار الشغور الرئاسي إلى أجلٍ غير مسمى.
الأرقام والحسابات التي ستنتج عن الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصًا بعد حسم تصويت كتلة من 45 صوتًا لصالح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ومقابلها كتلة من 52 صوتًا لصالح جهاد أزعور، في حين تدور الاتصالات لحشد الأصوات وإعادة ترتيبها.
والخلاصة ان البلد سيصل الى الجولة النيابية الثانية عشرة لانتخابات الرئاسة متعبا، وسيخرج منها منهكاً، وطبعاً – بلا رئيس..
تأجيل الجلسة لا يمكن أن يحدث إلا..
رئيس مجلس النواب نبيه بري أبلغ زواره أن تأجيل الجلسة لا يمكن أن يحدث إلا في حال طلبت بكركي ذلك ومعها أطراف أخرى، وقال “لا تأجيل ابداً للجلسة. قامت القيامة كي تعقد. حالة واحدة فقط يمكن ان أقبل بتأجيلها اذا طلب مني غبطة البطريرك والافرقاء المعنيون هذا التأجيل. سوى ذلك الجلسة في موعدها. اذا وجد البطريرك امكان استبدالها باجراء حوار وجاراه الافرقاء لا مشكلة عندئذ”.
يقول رئيس البرلمان: “عندما نخرج من جلسة الاربعاء والمجلس منقسم المواقف على هذا النحو يتعذر معه انتخاب الرئيس، ماذا يتعيّن ان ننتظر في اليوم التالي؟ عندما يتعذر انتخاب الرئيس، او عندما يُنتخب رئيس بعيداً من التوافق في ظل الانقسام نفسه ونخرج بفريق رابح وآخر خاسر، ماذا يمكن توقعه من الرئيس الجديد؟ كيف يسعه تحت رحمة الانقسام تكليف رئيس للحكومة، ثم تأليف الحكومة ثم المرحلة التالية؟ كل من هذه المراحل سيستغرق الوقت نفسه لانتخاب الرئيس. من دون حوار لن يدار هذا البلد ويُحكم”.
هل يفكر في الدعوة مجدداً الى الحوار، اجاب: “هذا الموضوع انتهى تماماً بالنسبة اليّ. مذ اعلنت سليمان فرنجية مرشحنا اصبحت فريقاً ولم اعد حَكَمَاً ولا يسعني الدعوة الى حوار كانوا رفضوه مرتين. افضّل حواراً يدعو اليه البطريرك الماروني. ذلك ما قلته للمطرانين بولس عبدالساتر ومارون العمار (9 حزيران)”.
هل يتوقع مسار الجلسة كالاثنتي عشرة التي سبقتها، يجيب: “بحسب الدستور يقتضي حضور الثلثين. هناك دورة اولى. من بعدها اذا ظل النصاب في القاعة نذهب الى دورة ثانية. اذا فُقد نرى عندئذ متى نذهب الى جلسة اخرى. الجميع بات يعرف المواقف المتبادلة. جماعتنا قالوا اذا شعروا بأن مرشحهم سيربح سيعطلون النصاب، والآخرون قالوا اذا شعروا ان مرشحنا سيربح سيعطّلون النصاب”.
في حال تعذّرت الدورة الثانية للاقتراع هل يقفل الجلسة ويطلب تلاوة المحضر كما فعل قبلاً، يجيب برّي: “حتماً ساغلق الجلسة. تنتظرنا جلسات اشتراعية للمجلس في وقت قريب قبل نهاية الشهر لاقرار رواتب الموظفين والاسلاك العسكرية والامنية كلها. ان لم نفعل لن يتقاضى القطاع العام البالغ عدده 400 الف شخص رواتبه. المشاريع المفترض احالتها اليّ من حكومة الرئيس ميقاتي يقف التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية وآخرون في طريق اقرارها دونما الاخذ في الاعتبار ضرورة اجتماع الحكومة لأمر ملحّ كهذا، وكذلك اجتماع المجلس للضرورة. لن انتظر. ما ان يكتمل في المجلس وجود 65 نائباً لافتتاح الجلسة سأقرّ القوانين التي لا تحتمل التأجيل. اذا حيل دون احالتها سأطلب من النواب، بمن فيهم نواب كتلتنا، التقدم بها كاقتراحات قوانين كي نتمها”.
الجوجلة لا تزال مستمرة
الجوجلة لا تزال مستمرة مع بدء العد العكسي لجلسة انتخاب الرئيس الثانية عشرة يوم الاربعاء.
الفريق الآخر لا يريد ايصال مرشحه
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اكد ان الفريق الآخر لا يريد ايصال مرشحه الى رئاسة الجمهورية وانما فقط لمنع وصول مرشح المقاومة.
وفي كلمة له في الذكرى الثالثة لرحيل القائد الجهادي الكبير ابو علي فرحات في بلدة اللويزة الجنوبية، شدد النائب رعد على اننا نفكر ايجابا في الشراكة الوطنية ، ونعتبر انها تحقق مصالح اللبنانيين جميعا، لكن الآخرين يفهمون الشراكة الوطنية على انها استخدام لفريق من اللبنانيين من اجل ان يحققوا مصالحهم الخاصة.
سنقترع لمن يمتلك كل المقومات لإنقاذ لبنان
وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة أن الكتلة ستقترع الأربعاء لمن يمتلك كل المقومات لإنقاذ لبنان.
كلام النائب حمادة كان خلال رعايته حفلاً تربويا في مدرسة سحمر الرسمية الثانية حيث دعا للنظر إلى رئيس جمهورية لبنان من موقع الصراع مع العدو الإسرائيلي وليس من موقع زاوية ضيقة في الداخل اللبناني.
القوات اللبنانية.. تهديد وتخوين
من جهتها، ترفع القوات اللبنانية سقف اللغة السياسية بوجه الكتل النيابية قبل الجلسة الرئاسية يوم الاربعاء، تهديداً، وتخويناً، فما السبب؟؟
نظامنا ديمقراطي ودستورنا يكفل حرّيّة الرّأي
الرئيس السّابق ميشال عون، قال في تغريدة على تويتر إنّ نظامَنا ديمقراطي ودستورنا يكفل حرّيّة الرّأي. وعليه، فإنّ من حقّ كلّ فريق سياسي أن يكون لديه مرشّح رئاسي، من دون أن يستجرّ ذلك خطاب التّخوين والتّهديد بالويل والثذبور وعظائم الأمور.
اضاف إنّ احترام الآخر وحقوقه، هو في أساس الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك، ومن يريد الوطن لا بدّ وأن يحترم هذه المبادئ.
على مسافة متساوية من المرشحين جميعاً
بدوره، اعتبر البطريركُ الماروني مار بشارة بطرس الراعي، في كلمته خلال افتتاح سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية أن حركة موفدي بكركي إلى عدد من القيادات السياسية كانت غايتها التأكيد ان البطريركية المارونية على مسافة متساوية من المرشحين جميعاً، وكان الهدف الأساس التشاور حول انتخاب رئيس للجمهورية بعد ثمانية أشهر من الفراغ، وعودة انتظام الحياة الدستورية في لبنان..
الأوراق البيض بيضة القبان
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن “عدد الأوراق البيض هو بيضة القبان في الجلسة المقبلة وسيخفض الفارق بين أزعور وفرنجية، ما يثير انزعاج داعمي أزعور الذين بدأوا حملة شرسة ضد هؤلاء واتهامهم بأنهم يخدمون مرشح حزب الله”. ووفقَ المعلومات، فإن “معظم النواب السنة في المجلس قرّروا البقاء على الحياد والاقتراع بورقة بيضاء، بمن فيهم الأعضاء السنة في كتلة الاعتدال الذين أبلغ بعضهم رئيس مجلس النواب بأنهم خارج الاصطفافات”.
وأشار مطّلعون على عملية “البوانتاج” الأخيرة إلى “معلومات تنسف مزاعم فريق أزعور عن نيل الأخير 61 صوتاً حتى الآن، لأنهم يحتسبون عدداً من نواب التغيير والمستقلين معهم”. وفيما بات مؤكداً أن عدداً من نواب تكتل “لبنان القوي” لن يلتزموا بقرار التيار الوطني الحر التصويت لأزعور، أكّدت مصادر مطّلعة أن “كتلة الطاشناق حسمت أمرها، وهي إن لم تصوّت لفرنجية فالأكيد أنها لن تسير بأزعور”.
المصدر: موقع المنار + صحف