دعت وزارة الدفاع السودانية، اليوم الجمعة، متقاعدي القوات المسلحة و”كل القادرين على حمل السلاح” للتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأمينا لأنفسهم وذويهم، وذلك ردا على تجاوزات قوات الدعم السريع ضد المدنيين ومتقاعدي الجيش وما وصفته بـ”إذلال رموز الدولة”.
وقال وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم ياسين -في بيان للوزارة- “نهيب بكل متقاعدي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود وكل القادرين على حمل السلاح التوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأمينا لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم والعمل وفق خطط هذه المناطق”.
وأضاف أن هذا النداء جاء بعد “أن تمادت قوات التمرد في إذلال رموز الدولة من الأدباء والصحفيين والقضاة والأطباء، وأسر ومطاردة والقبض على متقاعدي القوات النظامية”. كما اتهم قوات الدعم السريع باتخاذ المدنيين دروعا بشرية، قائلا إن “التمرد قد كسرت شوكته ولاذ بالمستشفيات والمرافق الخدمية واعتمد المواطنين دروعا بشرية، وهي (قواته) الآن تجوب بين الأزقة والحواري في الأحياء السكنية”.
يأتي ذلك فيما يسود هدوء حذر جبهات القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، بعد يوم من الاشتباكات وصفت بأنها الأعنف خلال هدنة الأيام السبعة التي توصل لها الطرفان بوساطة سعودية أميركية في 20 مايو/أيار الجاري.
وأفادت مصادر سودانية، بسماع إطلاق نار متقطع في جنوب غرب أم درمان. وكان حساب الجيش السوداني عبر فيسبوك، قد نشر فيديو قال إنه يوثق المواجهات والاشتباكات المباشرة مع قوات الدعم السريع في أم درمان، أمس الخميس. وتظهر اللقطات المصورة جنودا من الجيش السوداني في اشتباك بالأسلحة الخفيفة داخل أحد الشوارع الرئيسية في منطقة “سلاح المهندسين”، بأم درمان.
وشهدت أيضا ولايات جنوب وغرب دارفور وشمال كردفان غربي البلاد، هدوءا مماثلا.
وفي الأحياء القريبة من مناطق القتال، خلت الشوارع من الحركة، بينما تدافع الناس في مناطق أخرى للاستفادة من الهدنة لشراء احتياجاتهم؛ فيما حاول بعض التجار نقل بضائعهم إلى أماكن أكثر أمنا.
وكانت السفارة الأميركية في الخرطوم قد أعلنت في وقت سابق اليوم الجمعة، -في بيان مشترك- إن كلا من السعودية والولايات المتحدة لاحظتا تحسنا في احترام اتفاق وقف إطلاق نار قصير الأمد والترتيبات الإنسانية. وأوضح البيان أنه رغم تسجيل استعمال الطيران الحربي ووقوع إطلاق نار متفرق في الخرطوم، فإن الوضع تحسّن.
وأضاف أن خروق وقف إطلاق النار عرّضت المدنيين للخطر، وعرقلت المساعدة الإنسانية، وحالت دون استعادة الخدمات الأساسية، وقوّضت الأهداف الرئيسة لوقف إطلاق النار. وحذّر البيان المشترك بين أميركا والسعودية الأطرافَ السودانية من خرق إضافي لوقف إطلاق النار، مطالبا باحترامه.
كما دعا الأطراف السودانية إلى الالتزام بتعهداتها لحماية المدنيين واتخاذ الخطوات الضرورية لإيصال المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية.
المصدر: مواقع