أعلن مرشح حزب “البلد” للرئاسة التركية، محرم إنجه، انسحاباً مفاجئاً من السباق الرئاسي قبل ثلاثة ايام فقط على اجراء الانتخابات، ليخوض الانتخابات الرئاسية 3 مرشحين، هم: رجب طيب إردوغان وكمال كليجدار أوغلو وسنان أوغان.
فمن هو محرم إنجه؟
محرم إنجه مرشح حزب البلد لانتخابات الرئاسة المنشق عن حزب الشعب الجمهوري.
ليست هذه المرة الأولى التي يتنافس فيها إنجه أمام أردوغان بل الثانية، حيث أعلن ترشحه لأول مرة للانتخابات الرئاسية في انتخابات يونيو/حزيران 2018، عن حزب الشعب الجمهوري حينما كان من أهم قياداته الأولى قبل أن يغادره ويؤسس حزباً خاصاً باسم “البلد”.
خسر إنجه المنافسة أمام أردوغان في 2018 من الجولة الأولى وبفارق كبير، حيث لم يحصل على أكثر من 30%، واشتهر بخلافاته مع كليجدار أوغلو، وتصريحاته المثيرة للجدل، ومعارضته للحكومة والمعارضة على حد سواء، فمن هو محرم إنجة؟
ويحظى إنجه بشعبية ليست بالقليلة خاصة بعد انضمامه لحزب الشعب الجمهوري وتقلده مناصب قيادية فيه لفترات طويلة قبل أن ينشق عنه، ويعلن ترشحه للرئاسة ممثلًا عن حزب (البلد) الذي أنشأه.
المولد والدراسة
محرم إنجه سياسي ومدرس تركي ولد في 4 مايو/أيار عام 1964 بقرية إلماليك في ولاية يلوا (يالوفا) شمال غربي تركيا، وهو ابن مهاجر من مدينة سالونيك اليونانية، فيما تنحدر أمه من مدينة ريزة شمال شرقي تركيا. وهو الابن البكر لوالديه، ويقول إن والدته زكية سمته “محرم” لأنه “ولد في شهر محرم المبارك مع أذان الفجر”.
أنهى تعليمه الابتدائي في قريته، وتعليمه الثانوي في ثانوية يلوا الصناعية المهنية، ولأن عائلته كانت فقيرة اضطر للعمل بمختلف المهن والحرف كما يقول، فيما تخرج في كلية التربية بجامعة أولوداغ في قسم الفيزياء والكيمياء، حيث قرر أن يصبح معلماً، ليعمل لاحقاً في التدريس والقطاع التربوي سنوات عديدة.
وكثيراً ما يفخر إنجه بأنه معلم وأنه عمل في التدريس، كما يقول إن أزمات تركيا لا يمكن أن يصلحها غير معلم.
الوظائف
عمل بعد تخرجه مدرسا للفيزياء والكيمياء في مدارس ثانوية مختلفة ومؤسسات تعليمية خاصة، وعمل في بعضها مديرا. وبعيدا عن مجال التربية والتعليم، شغل منصب المتحدث باسم نادي “يلوا سبور” الرياضي ورئيسا إقليميا لجمعية الفكر الكمالي.
العمل السياسي
الدخول الى البرلمان
دخل إنجه ميدان السياسة من بوابة الشعب الجمهوري، فقد بدأ إنجه خوض غمار الانتخابات البرلمانية عام 1995 عندما ترشح عن حزب الشعب الجمهوري، إلا أنه لم يتمكن من دخول البرلمان. وتكررت التجربة نفسها في انتخابات 1999.
وتولى لأول مرة منصب رئيس مقاطعة في الحزب عام 1999 عن مدينة يالوفا، وفي عام 2002 اُنتخب إنجة نائباً برلمانياً لحزب الشعب الجمهوري عن مدينة يالوفا، مما أتاح له دخول البرلمان التركي، وظل نائباً فيه حتى منتصف 2018.
في عام 1998 انتخب رئيسا لحزب الشعب الجمهوري لولاية يلوا. ودخل البرلمان نائبا عن حزب الشعب في يلوا في جميع الانتخابات العامة التي أجريت بين عامي 2002 و2015، وشغل منصب نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري لفترتين متتاليتين بعد 2011.
النشاط في البرلمان
خلال عمله في البرلمان، نشط في ملف التعليم ونال عضوية اللجنة الوطنية للتربية. وعارض الاقتراح المقدم إلى البرلمان بإلغاء تشريع يضيق على خريجي ثانويات الإمام والخطيب ذوي المعدل المنخفض في امتحان القبول الجامعي.
وعلى الرغم من معارضته للدروس الدينية الإلزامية التي أراد حزب العدالة والتنمية إضافتها إلى منهاج التعليم، فقد أعلن أنه لن يعارض هذه الدروس شريطة أن تكون اختيارية حقا.
وأيد انجه حل مشاكل طالبات الجامعة المحجبات، وانتقد الحكومة لعدم قدرتها على حلها بالسرعة الكافية.
وعارض قيادة دنيز بايكال لحزب الشعب الجمهوري في دورته الثانية، ووقع إعلانا في عام 2004 يدعو لعقد مؤتمر استثنائي للإطاحة به.
استقال من منصب نائب رئيس المجموعة البرلمانية في 2014 للتنافس مع كمال كليجدار أوغلو في المؤتمر الاستثنائي لحزب الشعب الجمهوري الذي عقد يوم 18 أغسطس/آب 2014.
الترشح لانتخابات الرئاسة 2018
شغل انجه مناصب نيابية وحزبية عديدة عن حزب الشعب الجمهوري، ونافس زعيم الحزب كليجدار أوغلو مرتين على رئاسة الشعب الجمهوري دون نجاح، وكان المرشح الرئاسي عن الحزب في انتخابات 24 يونيو/حزيران 2018.
وقد ترشح عن حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية التركية عام 2018، وحل ثانيا بعد الرئيس رجب طيب أردوغان وحصل على 30.67% من الأصوات، أي 15 مليونا و216 ألفا و199 صوتا.
وبعد خسارته أمام أردوغان من الجولة الأولى، دعا إلى عقد مؤتمر استثنائي للإطاحة بزعيم حزبه كمال كليجدار أوغلو، لكنه لم يتمكن من جمع العدد الكافي من التوقيعات لعقد المؤتمر. وبعد فشل مساعيه بدأ يلمح إلى ضرورة العمل من خارج حزب الشعب الجمهوري موجها انتقادات لاذعة لقيادته.
تأسيس حزب البلد
بعد خسارته الانتخابات ومقعده البرلماني من حزب الشعب الجمهوري، وبعد فشله في إزاحة كليجدار أوغلو عن إدارة الحزب، أطلق إنجة “حركة البلد” في 4 سبتمبر/أيلول 2020 من مدينة سيواس التي تحمل رمزية تزامنت مع الذكرى الـ101 لانعقاد مؤتمر سيواس، حيث كان أحد أهم معالم تأسيس الجمهورية على يد مصطفى كمال أتاتورك.
ففي الرابع من أبريل/نيسان 2020 الموافق لذكرى مؤتمر سيفاس المنعقد في 1919، وهو أحد المؤتمرات التأسيسية للحركة الوطنية التركية بقيادة مصطفى كمال التي مهدت لتأسيس الجمهورية، أطلق إنجه حركة سياسية تسمى “حركة البلد في ألف يوم” في ولاية سيفاس، في أول تحرك معلن له للخروج من عباءة حزب الشعب الجمهوري.
وكانت الحركة تحمل عنوان 1000 يوم، حيث كان يريد إنجه أن يتنقل بين المدن والقرى التركية ويلتقي الناس من أجل القيام بحركة جديدة عقب خسارة المعارضة في 2018.
لكن قبل أن يمضي عام واحد على الحركة، أعلن إنجه استقالته من حزب الشعب الجمهوري في فبراير/شباط 2020، ليحول حركته إلى حزب رسمي تحت اسم “البلد”، وليعلن عن تأسيسه بشكل رسمي يوم 17 مايو/أيار 2021.
وبعد ان انشق عن حزب الشعب وترؤسه حزب البلد عام 2021، طرح مشروعه بديلا عن الحكومة والمعارضة التقليدية في آن معا.
الترشح لانتخابات الرئاسة 2023
اقترب إنجه من الدخول في تحالف مع رئيس حزب الظفر اليميني المتطرف أوميت أوزداغ مع الإعلان في ديسمبر/كانون الأول 2022 عن الاتفاق على تشكيل تحالف سياسي يجمع 4 أحزاب معارضة لخوض الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 2023. لكن حزب البلد انسحب من التحالف قيد التأسيس يوم 4 مارس/آذار 2023.
وفي يوم 21 مارس/آذار 2023 قدم إنجه أوراق ترشحه لرئاسة الجمهورية في انتخابات العام ذاته، وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات يوم 27 من الشهر نفسه قبول ترشحه، بعد تمكنه من جمع 100 ألف توكيل.
المصدر: موقع المنار