“نحن بلا شك في حزب الله، ومن خلال استشهاد القائد الأخ العزيز السيد مصطفى بدر الدين، فقدنا قائداً كبيراً من قادة المقاومة وركناً أساسياً من أركانها وعقلاً مبدعاً من عقولها المبدعة، وهو الذي كان قائداً شجاعاً مقداماً صلباً، من الذين تجدهم بين يديك، بل تجدهم أمامك في الملمّات الكبرى والتحديات الخطيرة، ثاقب الرأي، لأنه ـ عادة الناس بالزلازل والعواصف والشدائد قد تحتار عقولها أو تتزلزل إرادتها أو تضعف أفئدتها ـ ثاقب الرأي، ثابت القدم، قوي الفؤاد، عالي الهمّة، ذا عزم وحزم، لا يضعف ولا يجبن ولا يتزلزل مهما كانت العواصف والشدائد”، هذا ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مهرجان إحياء ذكرى أربعين القائد الجهادي الكبير الحاج مصطفى بدر الدين 24-6-2016.
فالراحل الكبير هو شخصية مميزة ليس كغيره من أبناء جيله، فمن هو هذا القائد؟
-هو مصطفى أمين بدر الدين، من مواليد 6 نيسان/ابريل في العام 1961 في الغبيري بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، نشأ في تلك المنطقة وترعرع فيها ومنها انطلق الى عمله المقاوم.
-اسمه العسكري “السيد ذوالفقار”، وهو أحد الأوائل ممن نزلوا الى ساحات الجهاد منذ نعومة أظافره لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي للبنان، ليؤسس مع رفاق دربه وأخوته حزب الله – المقاومة الاسلامية في لبنان مطلق ثمانينات القرن الماضي.
-شارك في مواجهات خلدة الشهيرة عام 1982 لصد التقدم الاسرائيلي باتجاه بيروت حيث تعرض لاصابة بالغة لازمته طوال حياته.
-كما نال السيد ذوالفقار وسام الاسر، ليعود الى لبنان بعد خروجه ويواصل عمله الجهادي في قيادة العمل المقاوم قبل ان يصبح القائد العسكري للمقاومة منذ العام 1994 وحتى العام 1998.
-للشهيد دور كبير في تثبيت معادلات الردع بمواجهة العدو خلال عدوان نيسان 1996 حيث تم تحييد المدنيين من خلال حُسن استخدامه لورقة إطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات الصهيونية، ومن ثم دوره في قيادة عملية أنصارية الشهيرة في 5 أيلول/سبتمبر 1997 التي كبدت العدو خسائر كبيرة بشريا ونفسيا وأمنيا.
-كان للشهيد العديد من المسؤوليات الامنية والعسكرية داخل حزب الله، منها مهمة قيادة العمليات الخارجية في المقاومة قبل ان يصبح المسؤول الأمني فيها، وكان له بصمته في ملاحقة عملاء العدو في الداخل اللبناني وتفكيك شبكاتهم.
-أحد المهمات الاساسية التي طالما اهتم بها السيد ذوالفقار هو دور الاعلام وبالتحديد الاعلام الحربي بمواجهة العدو الاسرائيلي ومن ثم العدو التكفيري، فكان يشرف مباشرة على هذه الجانب من العمل المقاوم ويعطي رأيه في العديد من التفاصيل التي تخدم مسيرة المقاومة وتتكامل مع العمل التنفيذي في الميدان لتأدية الدور المطلوب والوصول للاهداف المرسومة.
-بعد استشهاد رفيق دربه القائد الجهادي الكبير الحاج عماد مغنية، تحمل السيد ذوالفقار المزيد من المهام العسكرية والامنية، بينها دعم المقاومة العراقية والفلسطينية ومواصلة ملاحقة الشبكات الامنية للعدو، وصولا لمواجهة الارهاب التكفيري في سوريا والعراق ولبنان، خاصة مع فترة صعود تنظيم “داعش” الارهابي الذي تلقى ضربات قوية من قبل المقاومة وحلفائها.
-كان الشهيد يتابع ملف التفاوض غير المباشر لاطلاق سراح الاسرى من معتقلات العدو الاسرائيلي، حتى انه كان يحضر ويفاوض شخصيا مع المفاوضين ومن الامثلة على ذلك المفاوضات مع الألمان لاطلاق سراح الاسرى في العام 2008(من بينهم الاسير الشهيد سمير القنطار).
-تعرض السيد ذوالفقار لمحاولات اغتيال عديدة من قبل العدو الاسرائيلي، وجراء دوره الفعال في إيلام الصهاينة الذين فشلوا بتصفيته الجسدية، عمل العدو على استهدافه سياسيا وعبر تشويه اسمه وصورته وصورة المقاومة امام الرأي العام الدولي والمحلي، فتم الزج باسمه في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قبل ان يثبت للعالم أجمع الدور السياسي المفضوح لهذه المحكمة.
-نال السيد ذوالفقار أرفع وسام، وهو وسام الشهادة يوم 13 أيار/مايو 2016 خلال تأديته واجبه الجهادي في سوريا التي أصرّ ان يحضر في جبهاتها كتفا الى كتف مع العديد من قادة المقاومة ورفاق دربه وعلى رأسهم الشهيد الحاج قاسم سليماني.
وعن الأوسمة التي نالها السيد ذوالفقار، قال السيد نصرالله في كلمة يوم 12-5-2023 إن “الشهيد القائد السيد ذوالفقار حصل على جميع الأوسمة الشريفة التي يُمكن أن يحصل عليها مجاهد..”، وعدّد هذه الأوسمة: “… وسام المقاتل في الصف الأمامي.. وسام الجريح.. وسام الأسير.. وسام القيادة.. وسام صُنع الإنجازات والإنتصارات.. ختاما وسام الشهادة، الذي هو أرفع من كل وسام وأعلى من كل مقام”، واكد ان “هذه الأوسمة الشريفة الإلهية تحتاج إلى توفيق إلهي، وهي من عطاءات الله ومننه على هذا الشهيد القائد”.
المصدر: موقع المنار