“تاسعة البهاء” كانت كابوساً بالنسبة لكيان العدو في الليلة الثانية لعدوانه على قطاع غزة. الأخيرة تمثلت برشقة كبيرة من الصواريخ أطلقتها سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي)، كبدت الكيان خسائر لم يشهد مثلها من قبل، إذ أحدثت دماراً كبيراً في مدنه الكبرى من تل أبيب إلى يافا وضواحي القدس وشواطئ عسقلان وغيرها.
توازن الرعب الذي طالما حاول الاحتلال إخفاؤه، ظهر جلياً بتوقيع رجال سرايا القدس وفصائل المقاومة الفلسطينية موحدةً في إطار “غرفة العمليات المشتركة”. الهروب الكبير لقادة الكيان ومستوطنيه كان واضحاً أمام العالم أجمع.
الخسائر عجز الاحتلال عن رصدها وأحيطت بالتكتم والسرية كما جرت العادة، لكن صور الدمار والحرائق في عسقلان وسقوط صواريخ بصورة مباشرة على أحد المنازل في نيريم، إضافة لعشرات الإصابات جزءٌ منها صُنف خطيراً، كشف وفضح كل شيء.
صورة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه يوآف غالانت خلال مؤتمر صحفي عُقد لإظهار انتصار مزعوم، عكست خيبة أمل وغضباً من صور الصواريخ التي تساقطت في “تل أبيب”. ويتقاطع ذلك مع ما قاله محللون إسرائيليون بأن “مؤتمر نتنياهو وغالانت استعراض للعضلات فقط”.
إنهم يضحكون علينا
المسؤول الكبير السابق في الشاباك يزهر دافيد قال “لقد تآكل ردع “إسرائيل” حتى النخاع، أنا أستمع إلى الإعلام الفلسطيني، إنهم يضحكون علينا”.
الرشقات الصواريخية من قطاع غزة، وانطلاق صافرات الإنذار في النقب الغربي، وعسقلان، و”لاخيش” و”سديروت” و”نتيف هعتسرا”، و”زيكيم”، و”متفاح نير عام”، “كرميا”، و”سوفه”، و”شدموت” و”ايفيم”، و”مفكعيم”، شكلت صفعة كبيرة لم تتوقعها “إسرائيل”.
مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري أكد أن “غزارة الصواريخ في الساعات الأخيرة أضعفت من فاعلية منظومة “القبة الحديدية”، والجهاد الإسلامي يتصدر المشهد بقوة، في حديث جميع المستويات الإسرائيلية”.
من جانبه، قال الناطق السابق باسم جيش العدو الإسرائيلي والمحلل حاليًا في ريشت كان رونين مانليس إن “الجهاد الإسلامي نجح في شلّ “إسرائيل” لمدة 48 ساعة”.
عضو الكنيست السابق حاييم يلين أعلن أن “هذا ليس وقف إطلاق النار إنه إطلاق نار بدون توقف”.
الضربات التي كان آخرها بحر يافا، أدخلت قادة الاحتلال في صدمة بحثاً عن الصيد الثمين ، فكان الرد الجبان باغتيال علي حسن غالي قائد الوحدة الصاروخية وعضو مجلس عسكري بسرايا القدس في أحد أبراج مدينة حمد في غزة.
حماقة نتنياهو
في السياق، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إن “رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ارتكب حماقةً، وهو يدفع الآن ثمنها”.
وتابع ” نتنياهو ووزير الحرب وقائد أركان جيش الاحتلال، قالوا كلاماً كاذباً بأنهم جردوا الجهاد الإسلامي من قدرته الصاروخية، وكلنا رأى الصواريخ التي سقطت بقوة كبيرة في المدن والبلدات المحتلة، وبالتالي انكشف كذبهم وتضليلهم للرأي العام الإسرائيلي بالأساس”.
كما أكد البرغوثي أن “إسرائيل” “أصيبت بهزة كبيرة، وبخسارة فادحة في هذه المعركة، التي قد تتوسع”، موضحاً أن “كل بيت في “إسرائيل” رأى الحرائق والخسائر الكبيرة في مدينتي عسقلان وسديروت”، لافتاً إلى أنه
“بعد هذه المعركة، نتنياهو سيخسر كثيراً، وسيكون أكثر ضعفاً وعجزاً”.
هذا وأشار إلى أن “هناك تصاعد في حالة المقاومة في الضفة الغربية، هناك تصاعد في حالة المقاومة ككل”، مضيفاً أن “إسرائيل” خسرت تكتيكيًا، وستخسر المعركة استراتيجياً، فالمقاومة تتعزز أكثر، وتسجل مزيداً من نقاط القوة والإنجازات”.
المصدر: فلسطين اليوم