أوقف رئيس الوزراء السابق عمران خان، اليوم الثلاثاء، أثناء مثوله أمام محكمة في إسلام آباد في إحدى القضايا العديدة التي تستهدفه منذ إزاحته من السلطة السنة الماضية، ما تسبب بخروج تظاهرات منددة في مختلف أنحاء البلاد. وكان خان قد اتهم في الماضي، الولايات المتحدة بالضلوع في إزاحته من السلطة، وهو ما تنفيه واشنطن بشدة. وبعد اعتقال خان، هاجم متظاهرون واضرموا النار في جميع القواعد العسكرية الرئيسية في باكستان.
وتخوفت مصادر متبعة من احتمال اتجاه المتظاهرين الى مجمع المباني الحكومية في عاصمة البلاد إسلام أباد. وفي سياق متصل، دعا وزيرا الخارجية الأميركي والبريطاني، الثلاثاء، إلى احترام “سيادة القانون” في باكستان، حيث أدى توقيف خان إلى أعمال عنف في أنحاء البلاد.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي “نريد أن نحرص على أن كل ما يحصل في باكستان يتماشى مع سيادة القانون، ومع الدستور”. بدوره، قال كليفرلي إن بريطانيا ترتبط بـ”علاقة وثيقة وقديمة” مع باكستان، العضو في الكومنولث. وأضاف “نريد أن نرى ديمقراطية مسالمة في ذلك البلد. نريد أن نرى احتراما لسيادة القانون”. وامتنع الوزيران عن الإدلاء بتفاصيل، وقال كليفرلي إنه لم يطلع بالكامل على الوضع.
كما وقعت اشتباكات بين الشرطة البكستانية أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان، اليوم الثلاثاء، في مدينة كراتشي على خلفية اعتقال القوات الأمنية لخان في المحكمة أثناء حضوره جلسة في اسلام اباد.
وقطع العشرات من المؤيدين الشوارع في لاهور مسقط رأس خان، حيث وضعت الشرطة في حالة تأهب قصوى. وأغلق المحتجون أيضا طريقا رئيسيا في مدينة كراتشي الساحلية.
أعلنت الشرطة الباكستانية الثلاثاء، توقيف رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان خلال وجوده في المحكمة بتهم قضية فساد. وقالت شرطة إسلام أباد عبر حسابها على “تويتر”: “لقد تم توقيف عمران خان في قضية قدير تراست” في إشارة الى قضية فساد.
واتهمت الشرطة رئيس الوزراء السابق بالتحريض على العنف في قضايا عدة، عقب اشتباك أنصاره مع قوات الأمن في وقت سابق هذا الشهر. وأصدر حزب إنصاف PTI الذي يتزعمه خان، مقطع فيديو يظهر حشداً كبيراً من ضباط الشرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب يرافقون رئيس الوزراء السابق إلى سيارة كانت بانتظاره خارج المحكمة.
وقال فؤاد شودري القيادي في حزب “إنصاف” إن خان اعتُقل من أمام مبنى المحكمة من قبل عملاء من هيئة مكافحة الفساد في البلاد، المعروفة باسم “مكتب المحاسبة الوطني”. وأضاف أن خان “اقتيد خارج المحكمة إلى سيارة للشرطة”، واصفاً الواقعة بأنها بمثابة “اختطاف”.
من جانبه، قال محامي خان في مقطع فيديو نُشر على تويتر إنه احتُجز خارج محكمة إسلام آباد العليا ،وإنه “أصيب بجروح بالغة” في هذه العملية. ونشرت مسؤولة في حزب PTI، مسرات شيما، مقطع فيديو على تويتر قالت فيه أنهم “يعذبون عمران خان الآن إنهم يضربون خان”. وكانت محطة جيو التلفزيونية المحلية الباكستانية قد ذكرت في وقت سابق اليوم، أن قوة شبه عسكرية ألقت القبض على عمران خان.
وشغل خان، نجم الكريكيت السابق، منصب رئيس الوزراء من عام 2018 إلى أن أُطيح به في تصويت برلماني في 2022. ويطالب خان منذ ذلك الحين بإجراء انتخابات مبكرة وينظم مسيرات احتجاجية في أنحاء البلاد للضغط لتنفيذ مطلبه. ويرفض خليفته في رئاسة الوزراء شهباز شريف طلبه ويقول إن الانتخابات ستجري في موعدها المقرر في وقت لاحق من هذا العام.
ويواجه خان (70 عاماً) عدة دعاوى قانونية قادت إحداها لمحاولة فاشلة لإلقاء القبض عليه بعدما أصدرت محكمة أوامر باعتقاله لتخلفه عن المثول أمامها. وتسببت الاشتباكات بين أنصار خان وقوات الأمن في موجة جديدة من الفوضى السياسية في باكستان التي تكابد أزمة اقتصادية خانقة.
المصدر: يونيوز