أصدر وزراء خارجية جامعة الدول العربية عقب اجتماعهم بالقاهرة القرار رقم 8914، أعلنوا فيه استئناف مشاركة وفود سوريا باجتماعات مجلس الجامعة وكل الأجهزة التابعة لها اعتبارا من اليوم.
وجاء في نص القرار: إن مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوازري، برئاسة جمهورية مصر العربية، في دورته غير العادية التي عقدت يوم الأحد 7 مايو/أيار 2023، – بعد اطلاعه:
▪ على مذكرة المندوبية الدائمة لجمهورية مصر العربية رقم 1335 بتاريخ 3 مايو/أيار 2023.
▪ وعلى مذكرة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية رقم 484/5 بتاريخ 3 مايو/أيار 2023.
وانطلاقا من حرص الدول الأعضاء على أمن واستقرار الجمهورية العربية السورية، وعروبتها، وسيادتها، ووحدة أراضيها، وسلامتها الإقليمية، والمساهمة في إيجاد مخرج للأزمة السورية يرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق، ويحقق تطلعاته المشروعة في الانطلاق نحو المستقبل، ويضع حدا للأزمة الممتدة التي تعيشها البلاد، وللتدخلات الخارجية في شؤونها، ويعالج أثارها المتراكمة والمتزايدة من إرهاب، ونزوح، ولجوء، وغيرها.
واستنادا إلى قرارات مجلس جامعة الدول العربية بشأن تطوارت الوضع في سوريا، وآخرها القرار رقم 8863 بتاريخ 8 مارس/آذار 2023 الصادر عن الدورة العادية )159( لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوازري.
وإذ يستذكر الجهود التي بُذلت من قبل الدول العربية، وبشكل خاص الجهود التي بُذلت في قمة “لم الشمل” بالجزائر.
وإذ يعرب عن تضامنه التام مع الشعب السوري إزاء ما يواجهه من تحديات تطال أمنه واستقراره، وما يتعرض له من انتهاكات خطيرة تهدد وجوده، وحياة المواطنين الأبرياء، ووحدة وسلامة الأراضي السورية.
وإذ يرحب بالجهود المبذولة من أجل تهيئة الظروف الملائمة الرامية إلى تحريك مسار التسوية السياسية الشاملة في سوريا، والحرص على تفعيل الدور العربي القيادي في جهود حل الأزمة السورية لمعالجة جميع تبعاتها الإنسانية والأمنية والسياسية مع وضع الآليات اللازمة لهذا الدور.
وفي ضوء مداخلات السادة رؤساء الوفود.
يقرر:
-تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا، ووحدة أراضيها، واستقرارها، وسلامتها الإقليمية، وذلك استنادا إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومبادئه، والتأكيد على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا على الخروج من أزمتها انطلاقاً من الرغبة في إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق الممتدة على مدار السنوات الماضية، واتساقا مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع الشعوب العربية كافة، بما في ذلك الشعب السوري وما له من إسهام تاريخي بالحضارة والثقافة العربية.
-الترحيب بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماع جدة بشأن سوريا يوم 14 أبريل/نيسان 2023، واجتماع عمان بشأن سوريا يوم الأول من مايو/أيار 2023، والحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية يعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والأمنية والسياسية على سوريا وشعبها، ومعالجة انعكاسات هذه الأزمة على دول الجوار والمنطقة والعالم، خصوصا عبء اللجوء، وخطر الإرهاب وخطر تهريب المخدارت، والترحيب باستعداد الجمهورية العربية السورية التعاون مع الدول العربية لتطبيق مخرجات البيانات العربية ذات الصلة، وضرورة تنفيذ الالتزامات والتوافقات التي تم التوصل إليها في اجتماع عمان، وكذلك اعتماد الآليات اللازمة لتفعيل الدور العربي.
-التأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو حل الأزمة، وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة وبما ينسجم مع قارر مجلس الأمن رقم 2254، بدءا بمواصلة الخطوات التي تتيح إيصال المساعدات الإنسانية لكل محتاجيها في سوريا، وبما في ذلك وفق الآليات المعتمدة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
-تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من “الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر والأمين العام ،”لمتابعة تنفيذ بيان عمان، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للازمة السورية يعالج جميع تبعاتها، وفق منهجية الخطوة مقابل خطوة، وبما ينسجم مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وتقدم اللجنة تقارير دورية لمجلس الجامعة على المستوى الوازري.
-استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 7 مايو/أيار 2023.
-الطلب من الأمين العام متابعة تنفيذ ما ورد في هذا القرار، وإحاطة المجلس بالتطوارت.
وكان المتحدث باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف قد صرح بأن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم الأحد “وافق على عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية”.
وأضاف الصحاف في تصريح لوكالة الأنباء العراقية أن “دبلوماسية الحوار ومساعي التكامل العربي التي تبناها العراق كان لها جهد حقيقي في عودة سوريا للجامعة العربية”.
وكان الصحاف أعلن أن العراق يجدد موقفه من المسألة السورية بأهمية عودتها لمقعدها للجامعة العربية بما يساهم بتعزيز أمنها وأستقرارها، وكذلك المسألة في السودان، إذ نلتزم أهمية اعتماد الحوار سبيلا لإنهاء الوضع الحالي.
وعقد مجلس الجامعة العربية جلسة استثنائية على المستوى الوزاري برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري، لبحث تطورات الوضع في سوريا ومسألة عودة دمشق إلى الجامعة العربية
وفي وقت سابق، قال مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أمجد العضايلة، إن هناك “إشارات إيجابية إلى توافق متوقع على مشروع قرار لعودة سوريا إلى الجامعة العربية”، متوقعا أن “يتوافق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم اليوم على قرار يتضمن استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات مجلس الجامعة”، مشيرا إلى أنه “لمس توافقا عربيا على أهمية إطلاق دور عربي ريادي لحل هذه الأزمة”.
يأتي ذلك، بعدما قدم العضايلة، خلال اجتماعات تحضيرية على مستوى المندوبين الدائمين عقدت السبت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إحاطة لمجلس الجامعة عن مجريات اجتماع عمان التشاوري بشأن سوريا، مشيرا إلى أن الأردن له دور ضليع في موضوع بحث الأزمة السورية، وكان رائدا في إطلاق دور عربي قيادي يفضي إلى حل هذه الأزمة ومناقشة الأمر في اجتماع عمان.
وقال العضايلة إن “الأمور تسير بشكل إيجابي والوزراء سيقرون الأحد مشروع القرار إن لم يكن هناك أي ملحوظات”، موضحا أن “العملية ستكون توافقية وليس على شكل تصويت”.
وذكرت مصادر إعلامية، أن القرار المرتقب لوزراء الخارجية العرب، “سيؤكد ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج لحل الأزمة وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة”، مشيرة إلى أنه “تم تبليغ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، السبت، بمضمون مسودة القرار”.
ولفتت المصادر إلى أن “مسودة قرار الجامعة العربية تضمن تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا، ووحدة أراضيها، واستقرارها، وسلامتها الإقليمية، والتأكيد على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا في الخروج من أزمتها، إضافة إلى التضامن التام مع الشعب السوري إزاء ما يواجهه من تحديات تطال أمنه واستقراره، وما يتعرض له من انتهاكات تهدد وجوده، وحياة المواطنين الأبرياء، ووحدة وسلامة الأراضي السورية”.
وكذلك تضمن “الترحيب بالجهود المبذولة من أجل تهيئة الظروف الملائمة لتحريك مسار التسوية السياسية الشاملة في سوريا، والحرص على تفعيل الدور العربي القيادي في جهود حل الأزمة السورية لمعالجة جميع تبعاتها”.
كما تضمنت المسودة “الترحيب بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماعي جدة وعمان بشأن سوريا، والحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها، والترحيب باستعداد دمشق للتعاون مع الدول وتنفيذ الالتزامات والتوافقات التي تم التوصل إليها في اجتماع عمّان واعتماد الآليات اللازمة لتفعيل الدور العربي.”
من الجدير ذكره، أن محادثات إقليمية عقدت في عمان مطلع مايو الجاري، بمبادرة أردنية، مع سوريا، وقد اعتبرها وزير خارجية الأردن “خطوة في الاتجاه الصحيح لإنهاء العزلة السياسية لسوريا وإعادة دمشق إلى الصف العربي”.
ومن المقرر أن تعقد القمة العربية المقبلة في الرياض في 19 ايار / مايو الجاري.
الخارجية السورية
من جهتها أكدت سورية متابعتها باهتمام القرار الصادر اليوم عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية، مشيرة إلى أن المرحلة القادمة تتطلب نهجاً عربياً فاعلاً وبناءً على الصعيدين الثنائي والجماعي.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها اليوم: “تابعت سورية التوجهات والتفاعلات الإيجابية التي تجري حالياً في المنطقة العربية والتي تعتقد أنها تصب في مصلحة كل الدول العربية، وفي مصلحة تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار لشعوبها”.
وأضافت الخارجية: “في هذا الإطار تلقت سورية باهتمام القرار الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية المنعقد في مقر الأمانة العامة للجامعة بتاريخ 7 أيار 2023، بخصوص استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتباراً من اليوم”.
وتابعت الخارجية”تؤكد سورية في السياق نفسه أهمية الحوار والعمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول العربية”.
وختمت الخارجية بيانها بالقول:”سورية العضو المؤسس لجامعة الدول العربية، تجدد موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك، وتؤكد أن المرحلة القادمة تتطلب نهجاً عربياً فاعلاً وبناءً على الصعيدين الثنائي والجماعي يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية”.
شكري: يجب إيجاد حلول عربية للقضايا العربية ولا حل عسكريا للأزمة السورية
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري ضرورة إيجاد حلول عربية للقضايا العربية، مشيرا إلى أن السبيل الوحيد للتسوية في سوريا هو الحل السياسي دون إملاءات خارجية.
وقال شكري خلال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية اليوم الأحد، إن التدخلات الخارجية المستمرة عقدت الأزمة السورية، وجدد تأكيد الوزراء على وحدة سوريا و سيادتها.
وأضاف: أثبتت جميع مراحل الأزمة السورية أنه لا حل عسكرياً لها”، وأن “السبيل الوحيد لتسوية الأزمة السورية هو الحل السياسي بملكية سورية خالصة دون إملاءات خارجية”.
السيد سامح شكري وزير الخارجية ورئيس الدورة ١٥٩ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، يترأس الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة لمناقشة تطورات الوضع في سوريا ويفتتح أعماله بإلقاء كلمة مصر في هذا الشأن
وأشار شكري إلى أن معاناة الشعب السوري استمرت نتيجة تعثر التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة، ودعا إلى ضرورة تنفيذ مخرجات اجتماع عمان ودعم المجتمع الدولي لها.
وقال: يجب على المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته تجاه سوريا والشعب السوري لتعود سوريا كما نحب أن نراها، علينا جميعا مسؤولية تاريخية بالوقوف إلى جانب الشعب السوري وطي صفحة حزينة من تاريخه
وأضاف أن على الحكومة السورية كذلك الالتزام بمخرجات اجتماع عمان، من أجل تحقيق مصلحة الشعب السورى، وأن الحكومة السورية تتحمل المسؤولية الرئيسية في التوصل لحل سياسي وكذلك القوى الوطنية.
وأكد شكري أن على الحكومه السوريه العمل أيضا علي عودة اللاجئين السوريين في أقرب وقت.
كما أشار الوزير المصري إلى ضرورة القضاء على جميع صور الإرهاب في سوريا، مشددا على أن مصر حذرت منذ بداية الأزمة من خطورة تطور الأوضاع هناك.
هناك إرادة عربية لعودة سوريا للجامعة
رغم الضغوط والمنطقة العربية
تعاد هندستها
وتعليقاً على الموضوع اوضح الباحث والمحلل السياسي المصري أحمد رفعت، إن هناك إرادة عربية لعودة سوريا للجامعة العربية رغم ضغوط الخارج، مشيرا إلى أن المنطقة العربية تعاد هندستها من جديد.
وقال رفعت إن “إرادة معظم الدول العربية اجتمعت فيما يبدو لإعادة سوريا إلى بيتها العربي، خصوصا الدول العربية الكبرى والمؤثرة كمصر والسعودية والإمارات والجزائر والعراق وتونس والأردن والكويت، رغم تحفظ البعض ورغم ضغوط الخارج”، مضيفا أنه “لذلك قد نرى سوريا في القمة القادمة بالرياض بتوصية من إجتماع اليوم”.
وأشار إلى أنه “يظل الاحتمال الأقل في نسبته وهو صدور قرار من القمة المقبلة بأن تحضر سوريا القمة التي تليها لكنها ستمارس عضويتها بمندوبيها وكذلك إجتماعات وزراء الخارجية وأي إجتماعات نوعية أخرى”.
وأردف بالقول “كثفت بعض البلدان مشواراتها الفترة الأخيرة لهذا الهدف واعتقادي أنه لا توجد قوة ستمنعه، حيث تتطلع هذه البلدان لما بعد العودة من بداية حلحلة ملفات عدة أولها اليمن وثانيها لبنان الذي يحتاج إنقاذ عاجل، بينما يتم البحث عن احتواء أزمة السودان لمنع تدويلها ولتبقي عربية أفريقية وقطع الطريق علي أي قوى أخرى أجنبية تريد الوثوب إلى الداخل السوداني لأهداف تخصها” مشيراً الى إن “المنطقة بالكامل يعاد هندستها، حيث يتم فكها وتركيبها لمصلحة التفاهم والتعاون والتنمية وليس الإقتتال والصراع وهذا ما يزعج أطراف بالمنطقة لا تريد ذلك وتراه في غير مصلحتها، وأولهم إسرائيل التي تبحث الآن عن حلفاء جدد من خارج الخليج العربي لتتعاون معهم ضد ايران”.
المصدر: وكالات