مواكبة | السودان.. انفجارات واشتباكات رغم الهدنة.. ومفاوضات في جدة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

مواكبة | السودان.. انفجارات واشتباكات رغم الهدنة.. ومفاوضات في جدة

64556de14236045fcf619af9

تتواصل في السودان الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهزت انفجارات وسط العاصمة الخرطوم، بالتزامن مع تفاقم الوضع الإنساني وتعطل الكثير من المستشفيات عن العمل، وعلى وقع حديث عن محادثات بين طرفي القتال تستضيفها جدة في وقت لاحق اليوم السبت.

انفجارات عنيفة
وتواصلت الضربات الجوية والتفجيرات في عدد من أحياء الخرطوم لا سيما في محيط المطار، رغم وعود بهدنة.

وفي محيط القصر الجمهوري، دوّت انفجارات عنيفة وأصواتُ أسلحة ثقيلة استُخدمت في الاشتباكات.

وهزت انفجارات وسط منطقة الخرطوم بحري، بينما تصاعدت أعمدة الدخان في سماء حي الوابورات.

استمرار الاشتباكات في السودان رغم الإعلان عن هدنة سادسة
استمرار الاشتباكات في السودان رغم الهدنة

واتهم الجيش قوات الدعم السريع “بالاستمرار في خرق الهدنة”، مشيرا إلى أنها “عاودت يوم الجمعة الهجوم على سلاح الإشارة، وأن الجيش تصدى لها وكبدها خسائر كبيرة”. وتابع “واصلت المليشيا المتمردة القصف العشوائي على بعض المناطق في محيط منطقة بحري ووسط الخرطوم بما فيها المناطق السكنية”.

وأضاف أنه “في إطار عمليات التخريب الممنهجة ونشر الفوضى بالعاصمة، قامت الدعم السريع بنهب وحرق مول عفراء التجاري وكسر ونهب بنك الخرطوم بالفتيحاب”.

كما أشار إلى أنه “رصد تحركات تعزيزات من جنوب كردفان على متن 52 عربة مسلحة تجاوزت منطقة جبرة الشيخ، ومجموعة أخرى قادمة من إقليم النيل الأزرق على متن 38 عربة على طريق المناقل”.

الجيش يتهم قوات الدعم السريع باحتلال الملحقية العسكرية السعودية
هذا وأعلن الجيش السوداني، أن “قوات الدعم السريع احتلت الملحقية العسكرية السعودية بالخرطوم، وتمركزت هناك مستخدمة 17 عربة مسلحة”.

وقال الجيش “تواصلت تعديات المليشيا المتمردة (قوات الدعم السريع) على البعثات الدبلوماسية بالبلاد، حيث احتلت عناصر منهم مقر الملحقية العسكرية للسفارة السعودية بحي الرياض وتمركزت به قوة على متن 17 عربة مسلحة”.

64556de14236045fcf619af9

وأضاف أن “سفارة جمهورية تشاد أبلغت بمحاولة عناصر من الدعم السريع سرقة السيارة الرسمية للسفير، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك”.

كما اتهم الجيش قوات الدعم السريع “بالاستعانة بعناصر ومرتزقة غير سودانيين من دول غرب إفريقيا، مما يفسر مظاهر من سلوكياتهم الغريبة على قيم وعادات الشعب السوداني من انتهاك لحرمات البيوت ونهب الممتلكات العامة والخاصة والجنوح إلى تدمير وتخريب المنشآت الحيوية بالبلاد، كما تلاحظ استخدامهم لسيارات مدنية صالون وبكاسي يشتبه أنها مسروقة من مواطنين”.

معارك طويلة الأمد
وفي وقت سابق، توقعت رئيسة الاستخبارات الأميركية أفريل هاينز معارك “طويلة الأمد”، لأن “الطرفين يعتقدان أن بإمكان كل منهما الانتصار عسكريا وليست لديهما دوافع تُذكر للجلوس إلى طاولة المفاوضات”.

تفاقم الوضع الإنساني والطبي
على الصعيد الإنساني، طالبت نقابة أطباء السودان أطراف النزاع بمنع الوجود المسلح في المرافق الطبية أو قربها. ورفضت أي وجود عسكري مسلح داخل المؤسسات الطبية المدنية.

وقالت النقابة إن الوجود العسكري داخل المؤسسات الطبية أو استخدامها منصات للقصف يحولها لساحة معركة، مشيرة إلى أنها تعالج المصابين من الطرفين المتنازعين، ولا تسمح لأي طرف بالتدخل في القرار المهني.

وفي بيان لها، أفادت نقابة الأطباء بارتفاع عدد الضحايا المدنيين نتيجة الصراع إلى 473 قتيلا و2454 مصابا.

من جهته، قال السكرتير العام لنقابة أطباء السودان الدكتور عطية عبد الله عطية إن 16 مستشفى قصفت حتى الآن، كما أخلي 19 مستشفى آخر بسبب المواجهات الدائرة في البلاد.

أزمة نازحين
من جهتها، طالبت الأمم المتحدة، بتوفير حماية دولية لضحايا الصراع والأوضاع المتغيرة في السودان، سواء كانوا مواطنين أو لاجئين كانوا يقيمون هناك أو حتى طالبي لجوء سودانيين بدول أخرى.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الأمم المتحدة أن 19 مليون شخص في السودان قد يعانون من انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

بيان سعودي أميركي
في السياق ذاته، حثت السعودية والولايات المتحدة طرفي القتال على “المشاركة بنشاط في المحادثات نحو وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع”.

وجاء في بيان سعودي أميركي “نرحب ببدء محادثات ما قبل التفاوض بين ممثلي القوات المسلحة السودانية والدعم السريع بجدة”. وقال البيان إن “عملية التفاوض الموسعة يجب أن تشمل انخراط جميع الأحزاب السياسية السودانية”.

6455787f4c59b71ca7091938

وحثت الولايات المتحدة والسعودية كلا الطرفين على “استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني والانخراط الجاد في هذه المحادثات ورسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة”.

وأشادت الولايات المتحدة والسعودية بجهود كافة الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات ومنها مجموعة دول الرباعية والجامعة العربية والآلية الثلاثية.

ورحّب قائد قوّات الدّعم السّريع في ​السودان​، ​محمد حمدان​ دقلو (حميدتي)، بـ”البيان السعودي الأميركي المشترك بشأن بدء المحادثات بين الجهات السودانية في مدينة جدة”، مشيدا بما وصفه “الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للوصول إلى وقف إطلاق نار يسهل فتح ممرات إنسانية”.

أوضاع السودان مقلقة وأثر الأزمة قد يطال المنطقة
بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن الأوضاع في السودان مقلقة، وأنه في حال لم تتم معالجتها بالشكل المناسب فإن تأثيرها سيصل إلى كافة دول المنطقة.

Tweet by H.Amirabdollahian امیرعبداللهیان

كما حذّر الوزير الإيراني من تجاوز تأثير الأزمة السودانية مشددا على أن هناك تدخلات أجنبية بدأت في الملف السوداني. وأضاف في تغريدة على موقع تويتر “إن اوضاع السودان مقلقة للغایة وإن لم یتم معالجتها بشکل مناسب فسیتجاوز مدى تأثيرها الأراضي السودانیة لیصل إلی المنطقة”.

وقال “للأسف نشهد بعض التدخلات والتحریك والإثارة من الخارج في هذه الأزمة. حیث أن الحوار والتفاهم الداخلي هو أنسب الخیارات لاجتیاز هذه الأزمة”.

مفاوضات في جدة
الجيش السوداني أعلن مساء الجمعة إرسال مفاوضين الى جدة للبحث في وقف إطلاق النار.

وقال الجيش في بيان نشر على صفحته في فيسبوك إنه “في إطار المبادرة السعودية الأميركية التي تم طرحها منذ بداية الأزمة، غادر إلى جدة مساء اليوم (الجمعة) وفد القوات المسلحة السودانية لمناقشة التفاصيل الخاصة بالهدنة التي يجري تجديدها”.

ولم يصدر أي رد فعل رسمي فوري عن قوات الدعم السريع.

من جهتها، قالت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري في السودان إنها تأمل أن تقود مباحثات جدة إلى وقف القتال ومعالجة الأوضاع الإنسانية بما يمهد لحل سلمي سياسي مستدام. ودعا بيان القوى كلا من القوات المسلحة والدعم السريع إلى اتخاذ قرارات شجاعة تنتصر لصوت الحكمة لوقف القتال والمعاناة التي يعيشها الشعب السوداني.

المصدر: موقع المنار + مواقع اخبارية