ببطء تتقدم الاتصالات حول الاستحاق الرئاسي في لبنان، في ظل ثبات كل فريق سياسي على موقفه مع مواصلة الحراك الفرنسي الداعم بشكل واضح لوصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا ومع بروز موقف جديد للسعودية عبر عنه سفيرها في لبنان وليد البخاري الذي بدأ لقاءاته السياسية بُعيد عودته من إجازة عيد الفطر.
وبهذا الإطار، أشارت صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم الخميس الى ان “رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا من المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل طالب فيه ببدء ورشة التحضير لدعوة البرلمان إلى جلسات لانتخاب رئيس، إلا أن رئيس المجلس فضّل التريث لأنه يريد أن يسمع الجواب مباشرة من الجانب السعودي”.
وقالت الصحيفة إنه “سبق ان نُقل عن الفرنسيين أن السعودية أبلغت باريس رسمياً أنها لا تمانع وصول سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية وانها تعمل على ترتيب لقاء بين الأخير والسفير السعودي في لبنان”، وتابعت “إلا أن الرئيس بري ظلّ مُصرّاً على أن يتبلّغ هو شخصياً الجواب من السفير السعودي، على أن يراقب أيضاً انعكاسات هذا الموقف لدى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنواب السنّة”.
ولفتت الصحيفة نقلا عن مصادرها إلى أن “الجانب السعودي لم يمانع في حمل الإجابة حول عدم وجود ممانعة سعودية لإيصال فرنجية إلى من ينتظر الجواب، لكنه لن يدخل في نقاش هدفه إقناع أو تليين موقف أحد من المعارضين، بل سيترك للقوى أن تقرر موقفها بعد إبلاعها أن المملكة لا تعارض أو تمانع وصول فرنجية”، وكشفت أن “القوات اللبنانية تبلغّت هذا الجو، لكنها تُصرّ على خوض معركة تطيير النصاب، بينما تعهّدت فرنسا بتولّي الاتصالات لترتيب النصاب الدستوري”.
وكان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري قد زار الاربعاء الرئيس بري ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ورئيس حزب القوات سمير جعجع، وبالسياق، أكد البخاري على “تخوّف الرياض من إطالة أمد الفراغ الرئاسي ودعوتها الجميع الى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، بما يسمح للبنان بمواكبة التطورات الكبيرة في المنطقة”.
من جهتها، أشارت مصادر مطلعة على الموقف السعودي لصحيفة “البناء” الى أن “المملكة لم تدخل في لعبة الأسماء والمرشحين ولم تدعم أحداً ولم تضع فيتو على أي مرشح، وبالتالي لم تدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولم تعلن رفضه، بل تركز على ضرورة انتخاب رئيس بتوافق لبناني داخلي وأن لا يكون مستفزاً للسعودية ومعادياً لها ولدول الخليج، وهي ستتعامل مع رئيس بالمواصفات التي طرحتها وتركز على الاستحقاقات المقبلة لا سيما على شخصية رئيس الحكومة التي سيشكل الحكومة المقبلة وشكل هذه الحكومة والسياسات المقبلة على المستويات كافة”.
وذكرت البناء أن “فرنسا لا تزال تدعم ترشيح فرنجية وتسعى لتأمين توافق داخلي حوله وتأييد سعودي”، وتابعت ان “الفرنسيين نقلوا أجواء تفاؤلية حول إنجاز الاستحقاق الرئاسي وأنهم مستمرون في جهودهم للتوصل الى تسوية رئاسية”، وأضافت “يزور لبنان خلال الأيام المقبلة وفد فرنسيّ رفيع من الحزب الحاكم في فرنسا وبتكليف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد لقاءات مع المسؤولين السياسيين للدفع قدماً لإنجاز الملف الرئاسي ولتحديد العقد والظروف المانعة لانتخاب رئيس الجمهورية”.
من جهتها، أكدت صحيفة الجمهورية نقلا عن مصادر مطلعة ان “التطورات المرتبطة بالملف الرئاسي اكثر من مريحة خلافاً لكلّ الجو الانفعالي، الذي يبدر عن المكونات السياسية الغاضبة من الجهود الخارجية والمنحى الذي تسلكه”، وتابعت ان ذلك “يُترجم بالقصف غير المسبوق على الدور الفرنسي الذي قدّم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بوصفه المرشح الأوفر حظا وانتخابه يحقق مصلحة للبنان وخلافاً أيضاً، للجو التشويشي الذي تفتعله منصّات اعلامية مرئية ومسموعة ومكتوبة محسوبة على تلك المكونات، لقلب الحقائق وتشويهها، باختلاق سيناريوهات تلبس بعض السفراء، سواء السفيرة الفرنسية آن غريو، او السفيرة الاميركية دوروثي شيا او السفير السعودي وليد البخاري، مواقف لا علم لهم بها، وتروّج لوقائع مناقضة تماماً لما يجري بحثه داخل الغرف المغلقة”.
المصدر: الصحف اللبنانية