حظي الهجوم الصهيوني الأخير في منطقة حمص باهتمام كبير داخل الكيان المؤقت ، لاسيّما وأنه أعقب زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة. وتركّز هذا الاهتمام في مستويي الإعلاميين والخبراء، الذين أسهبوا في تقديم قراءاتهم لحدثي الهجوم والزيارة، والربط بينهما؛ وفي الوقت عينه، غاب الحدثان، على نحو عام، عن المستويَين السياسي والعسكري- الأمني، باستثناء ما صدر-تلميحاً- عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وعلى تنوّع عناوين القراءة الإعلاميّة، اتفق عدد من المُعلّقين والخبراء على أن الهجوم “استثنائي” في توقيته وظروفه وأهدافه؛ ووَجّهت القراءة الإعلامية جلّ مساعيها على استخلاص غايات الهجوم ورسائله، كونه يأتي بين زيارتي وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، وزيارة الرئيس الإيراني، السيّد إبراهيم رئيسي، المرتقبة إلى سوريا؛ مع ذلك اعتقد البعض أنّ غايات داخلية شجّعت “الدراما” و”الهستيريا” الإعلاميّة التي رافقت الهجوم، الذي أتى- برأيهم- في سياق “المعركة بين الحروب”.
على الرغم من الاهتمام الإعلامي الكبير في الكيان المؤقت غاب التطرّق السياسي العلني عن حدثي الهجوم في حمص، وزيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى الحدود مع فلسطين المحتلّة، حيث لم يحظَ الهجوم الأخير في حمص، رغم الحديث عن استثنائيّته، بتعليقات رسميّة مباشرة، ما خلا تطرّق رئيس الحكومة الصهيونية ، بنيامين نتنياهو التلميحي، بقوله، في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية : “لن نسمح لإيران بإحكام قبضتها الخانقة من حولنا. نحن نعمل على هذا الأمر على مدار الساعة، طوال الوقت، حتى في هذه الأيام، وسنواصل العمل بشكل هجومي ودفاعي ضدّ إيران ومُوفديها”.
وحول زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق، أشارت مصادر مطّلعة، إلى أنّها “ستكون استثنائية لجهة نتائجها”وتعليقاً على الزيارة قال لواء في الاحتياط إنّه: “عندما ننظر إلى الزيارة لرئيس إيران إلى سوريا، مع تعزيز العلاقة بين طهران والرياض، إلى جانب ضعف العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، والضعف الظاهر لدولة إسرائيل، ندرك أنّ هذه الحكومة تُلحق ضرراً خطيراً بأمن إسرائيل القومي”.
و حظي الهجوم الأخير في حمص باهتمام إعلامي لافت، حيث قدّم عدد وازن من المُعلّقين والخبراء قراءات متنوعة، اتفقت- بالإجمال- على أّن الهجوم استثنائي، حيث تنبع أهميته- في نظرهم- من السياق الزماني والموضوعي .
وفيما أدرج خبراء هجوم حمص في سياق “المعركة بين الحروب”، قدّر آخرون أنّها رسالة تصميم صهيونية ، مفادها أنّ “إسرائيل مستمرّة في عملياتها على الأراضي السورية مهما كانت التطوّرات”.
وخلافاً للاتجاه العام الذي سلكته المُقاربة الإعلامية، انتقد خبراء “الدراما” الإعلامية و”عدم التناسبية”، بين الحدث ودلالاته، ورأوا أنّه “ليس كلّ هجوم منسوب لإسرائيل هو استثنائي، وليست كلّ زيارة لعدوّنا على الحدود هي دراما”، ولفت هؤلاء إلى أنّ إثارة هستيريا في الكيان المؤقت أمر مقصود وأهدافه داخلية فقط .
في الخلاصة يدرك الكيان المؤقت ان محاولاته الدائمة لصرف الانظار عن الاحداث في الداخل الفلسطيني والداخل الصهيوني لن ينجح عبر اعتداءاته على الاراضي السورية ،فالبوصلة التي توجهها المقاومة لن تتغير وسيستمر الدعم للعمليات المباركة في القدس والضفة وغزة والتي تزعزع استقرار الكيان بشكل دائم .
المصدر: اعلام العدو