من مُصلى باب الرحمة وباحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة إلى الحرم الإبراهيمي في الخليل المحتلة، تواصل حكومة الاحتلال “الإسرائيلية” المتطرفة انتهاكاتها للمقدسات الإسلامية، في محاولة لتغيير واقعها الزماني والمكاني، الأمر الذي يُفجر المنطقة ويبقي نارها “مُشتعلة”.
مداهمات واقتحامات واعتداءات متكررة، هذا هو حال الحرم الإبراهيمي في الخليل، تصاعدت حدته بالأمس، عندما اقتحمه وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير برفقة عدد من المستوطنين، الذين نفذوا رقصات تلمودية داخله احتفالاً بما يسمى عيد “الاستقلال”، في انتهاك فاضح للأماكن المقدسة ودور العبادة.
هذه الاعتداءات الخطيرة، وما يتلوها من تداعيات مترتبة على ما يجري في الحرم الابراهيمي من قبله المسجد الأقصى المبارك، تجري على مرأى العالم أجمع، دون محاولات بلجم هذا “الجنون الإجرامي” لحكومة الاحتلال المتطرفة.
كنيس يهودي
وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري، أكد أن اقتحام بن غفير للحرم الابراهيمي في مدينة الخليل، يأتي ضمن سلسلة اقتحامات متواصلة للحرم من قبل الاحتلال ومستوطنيه.
وقال البكري:”إن قوات الاحتلال من خلال تبادل الأدوار مع المستوطنين، سمحت لهم برفع العلم الإسرائيلي والشمعدان واطلاق مفرقعات وألعاب نارية على سطح الحرم وفي ساحاته الخارجية، وهذا يندرج في إطار فرض هيمنتهم الكاملة على الحرم الإبراهيمي ومحيطه بهدف تحويله لكنيس يهودي.”
وأضاف البكري:” ما يقوم به الاحتلال هو انتهاك فاضح لقدسية الحرم الإبراهيمي ولملكية وقفية خاصة للمسلمين لا يحق لغيرهم ممارسة العبادة فيها، وهذا أمر يقتضي العمل وبشكل جاد لإيقافه والحد منه بشكل كامل.”
خطة ممنهجة منذ احتلال الأرض
مدير عام أوقاف الخليل المحتلة نضال الجعبري ، أكد أن الحرم الإبراهيمي في الخليل، يتعرض لخطة ممنهجة من الانتهاكات الصهيونية تنفيذاً للخطة التهويدية، لافتاً إلى أن خطة الاحتلال في حكومة اليمين المتطرفة تضع الحرم على سلم الأوليات، استمراراً لخطة الفصل العنصري والتطهير الديني الممارس في قلب الخليل.
وأضح، أن حكومة الاحتلال يتسابقون على أن يظهروا الوجه البشع للاحتلال المتطرف خاصة فيما يتعلق بتهويد الأيقونة الاسلامية كون الحرم الابراهيمي رابع الأمان الفلسطينية المقدسة حول العالم، وثانيها في فلسطين.
وأشار الجعبري إلى أن الاحتلال يسعى لعزل الحرم الابراهيمي عن محيطه في البلدة القديمة، وعزل البلدة القديمة عن الخليل، فيقوم بسياسة المنع، من خلال منع المصلين ومنع إقامة الآذان، وإعطاء سمة تهويدية.
وبين، أنه منذ احتلال “إسرائيل” للأرض تسعى لتهويد الحرم الابراهيمي، لكن ازدادت السعرة الصهيونية منذ مجزرة الحرم 1994 في سلسلة ممنهجة من أجل عزله، وإضعاف وصول المصلين إليه عبر خلق سياسية الخوف في قلوب الفلسطينيين.
تفجير الأوضاع
ونوه إلى أن رحلة الذهاب إلى الحرم الإبراهيمي تمر عبر حواجز كبيرة لا توجد في المطارات، بالإضافة لعدد جنود الاحتلال المتواجدين عبر الحواجز فهو رقم لا يتخيله عقل، خاصة بوابة الحرم، بالإضافة إلى وجود أعلام باعتبارها انتهاك يعبر عن عدم احترام قيمة الإنسانية للحرم كونه معترف به من قبل منظمة “يونسكو” كأثر إنساني مهدد، فضلاً عن وجود القناصة والنقاط العسكري.
واعتبر الجعبري، أن تواجد بن غفير في الحرم الإبراهيمي يشير لتركيز حكومة الاحتلال على الحرم الابراهيمي، ويدلل على حجم الهجمة على المسجد، وخطورة ما تقوم به حكومة الاحتلال على أعلى مستوى.
رئيس المجلس الوطني روحي فتوح في بيان صحفي له، أكد أن هذه الاقتحامات للحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى ستؤدي لتفجير الأوضاع، معتبراً أن هذه الاقتحامات على الحرم الإبراهيمي تشكل انتهاكا فاضحا لدور العبادة، ومحاولة لإضفاء الطابع الديني على الصراع، الذي من شأنه إشعال المنطقة.
ويُعد الحرم الإبراهيمي، ثاني أهم المعالم الإسلامية في فلسطين بعد المسجد الأقصى، وقعت فيه المذبحة المعروفة باسمه عام 1994.
ويقع المسجد الإبراهيمي في قلب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وينسب المسجد -الذي يطلق عليه أيضا اسم الحرم الإبراهيمي- إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام المدفون فيه قبل أربعة آلاف عام.
وسميت مدينة الخليل باسمه، وفيه قباب مغطاة تقول بعض المصادر التاريخية إنها قبور للأنبياء إبراهيم وزوجته سارة، وإسحق وإسماعيل ويعقوب ويوسف وزوجاتهم عليهم السلام.
المصدر: فلسطين اليوم