“هذا المعمل كان يصدّر أحذية إلى آسيا وأفريقيا وحتى أوروبا.. واليوم صار مهجوراً”، هكذا يلخص أحد ضيوف الفيلم الوثائقي القصير “الخطى الضائعة” تاريخ صناعة الأحذية في لبنان وحاضرها، بعدما تخلّت السياسة اللبنانية عن تبني القطاعات الانتاجية لحساب الاستثمار في القطاعات المالية والخدماتية، حيث أدّى ذلك – مع أسباب أخرى – إلى ما يعانيه اللبنانيون اليوم من كارثة إقتصادية ومعيشية غير مسبوقة في تاريخه.

“الخطى الضائعة”، فيلم أعدّه وأنتجه الطالب هادي أسعد كمشروع تخرج في كلية الإعلام بجامعة الآداب والعلوم اللبنانية “USAL”، يحكي قصة أحد أهم معامل الأحذية في لبنان والحال التي وصل إليها، ذلك على لسان إبنة صاحبة المعمل. الماكينات الصدئة وخيوط العنكبوت التي تكسو المعدّات، شكلت محور الصورة التي بُنيت عليها القصة بصرياً. ثم تنتقل الكاميرا من هذا المعمل المهجور إلى وزارة الصناعة وتجمّع الصناعيين لتجيب عن الأسئلة حول أسباب ما أصاب الصناعة اللبنانية وإمكانية إعادة إحيائها، وذلك ضمن معالجة فنيّة مميزة باستخدام زوايا التصوير والإضاءة والصوت والميكساج.

المعالجة الفنيّة والقصة الإنسانية المؤثرة والسياق المشوق، خوّل فيلم التخرج “الخطى الضائعة” الحصول على تقدير جيد جداً، واختياره ضمن الأفلام الثلاثة الأولى من قبل اللجنة الأكاديمية المشرفة على مشاريع التخرج للعام 2022، حيث أثنت اللجنة وإدارة الكليّة على الجهد الذي بذله الطالب هادي في تنفيذ المشروع.

موقع قناة المنار الإلكتروني يسرّه عرض الفيلم ضمن صفحة نجاحات، متمنّياً لهادي أسعد وزملائه التوفيق في ساحة صناعة الأفلام الوثائقية.

المصدر: موقع المنار