أعلن الجيش السوداني، اليوم الجمعة، موافقته على هدنة لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم الجمعة. وجاء في بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية: “وافقت القوات المسلحة على هدنة لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم الجمعة الموافق 21 نيسان/أبريل، لتمكين المواطنين من الاحتفال بعيد الفطر وانسياب الخدمات الإنسانية”.
وأكد الجيش السوداني، اليوم الجمعة، فرض سيطرته على طريق المطار بالعاصمة الخرطوم، بعد معارك مع قوات الدعم السريع. ونشر الجيش السوداني عبر صفحته على “فيس بوك”، مقطعاً مصوراً يوثق من خلاله هذه الأنباء. كما قال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، إن عناصر تابعة لقوات الدعم السريع، اقتحمت مخزناً للهلال الأحمر السوداني.
وجاء في البيان صحفي صادر عن المكتب، أن: “قامت عناصر من المليشيا المتمردة باقتحام مخزن يتبع للهلال الأحمر بالمنطقة الصناعية بحري شارع سيقا، يحتوي المخزن على عربات دفع رباعي ومواد غذائية وطبية، سرقت المجموعة عربة دفع رباعي باللوحة 112 وعليها شعار المنظمة”.
يأتي ذلك، وسط التصريحات المتضاربة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول مجرى القتال والسيطرة، وسط حالة الشحن والتعبئة انخرط فيها الطرفان، إضافة إلى مواجهة من نوع آخر تستعر على منصات التواصل الاجتماعي، ولا تقل ضراوة عن المعارك الميدانية.
دبلوماسياً، اعلن مصدر أوروبي رفيع المستوى، اليوم الجمعة، أن دول الاتحاد الأوروبي بتنسيق حاليًا جهودها من أجل إجلاء المحتمل للمواطنين الأوروبيين من السودان. وقال المصدر للصحفيين في بروكسل: “ننسق في الوقت الحالي مواقفنا، احتمالا لترحيل مواطنينا في حالة طوارئ”. وأوضح أنه في الوقت الحالي، لا يتم الإجلاء لعدم وجود ظروف مناسبة. وذكرت الأنباء في وقت سابق أن بعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم لم يتم إجلاؤها.
هذا أعلن الاتحاد الأوروبي مساء الاثنين الماضي أن سفيره في الخرطوم تعرض لاعتداء في منزله في العاصمة السودانية حيث تدور معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع. وشدد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل على أن أمن المقار الدبلوماسية وطواقمها من المسؤوليات الأساسية للسلطات السودانية.
إنسانياً، صرحت لجنة أطباء السودان لوكالة بأن هناك مستشفيات قد أغلقت بسبب نقص الموارد الطبية والطاقم الطبي وأخرى مهددة بالإغلاق بسبب القصف.
وقالت اللجنة للوكالة، “هناك مستشفيات بقيت لديها سعة استيعابية عالية، ما أدى إلى انخفاض الجودة في خدماتها الطبية التي تقدمها، بما في ذلك الموارد الطبية والطاقم الطبي، كما أن هناك مستشفيات أغلقت بسبب نفاذ المواد الطبية، وهناك مستشفيات مهددة بالإغلاق، ومستشفيات أغلقت قسراً بسبب القصف”. وأن المستشفيات بحاجة ماسة للكثير من المواد الطبية للإسعافات الأولية أو الثانوية.
وحول ما إذا كانت هناك مشاكل بخصوص الطاقة، قالت اللجنة: “نعم هناك مشكلة في التيار الكهربائي وهناك مدن وأحياء، حيث التيار الكهربائي منقطع تماماً، وهناك أخرى يتزامن فيها التيار الكهربائي، كما أن هناك انقطاع دائم للمياه والوقود يؤدي إلى وقوف الأجهزة، مثل أجهزة التنفس الاصطناعي والأجهزة الطبية التي نحتاجها لتقديم الخدمة الطبية للمرضى”.
ويشهد السودان اشتباكات مسلحة عنيفة وواسعة النطاق، منذ السبت الماضي، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع. وتتركز معظم المواجهات في العاصمة الخرطوم والمناطق المجاورة، حيث يحاول الطرفان السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري، ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وخرجت الخلافات، بين رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد القوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وبين قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، إلى العلن؛ بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية، بين المكون العسكري، وقوى مدنية، في مقدمتها إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم سابقاً)، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة، وتسليم السلطة إلى المدنيين.
وكان مقرراً التوقيع على الاتفاق السياسي، في الأول من نيسان/أبريل الحالي، إضافة إلى التوقيع على الوثيقة الدستورية، في 6 من نيسان/أبريل؛ وهو ما لم يحدث، بسبب خلافات في الرؤى، بين قادة القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، فيما يتصل بتحديد جداول زمنية، لدمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني.
المصدر: سبوتنيك