في مثل هذا اليوم من عام 2018، اغتيل فادي البطش، الأكاديمي الفلسطيني المتخصص في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، بالرصاص في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
حينها أفيد بأن فادي البطش البالغ من العمر 35 عاما، يقيم في ماليزيا منذ عشرة سنوات، ويعمل محاضرا في الهندسة الكهربائية في الكلية البريطانية الماليزية العاملة في جامعة كوالالمبور، وأن عملية الاغتيال نفذت حوالي الساعة 6 صباحا أثناء توجهه إلى المسجد المجاور لمنزله.
الشرطة الماليزية بدورها، اكدت أن الرجل الفلسطيني أصيب برصاص مهاجمين اثنين، أطلقا عليه من دراجة نارية، ما لا يقل عن ثماني رصاصات أثناء توجهه إلى مسجد في كوالالمبور لأداء صلاة الفجر، مشيرة إلى أن اللقطات التي رصدتها كاميرات المراقبة، أظهرت أن منفذا عملية الاغتيال كانا في انتظار الضحية 20 دقيقة تقريبا حتى لحظة وصوله.
نائب رئيس الوزراء الماليزي أحمد زاهد حميدي أعلن في وقتها أن حكومة بلاده تبحث احتمال تورط “عملاء أجانب” في مقتل المهندس الفلسطيني.
وأبلغ هذا المسؤول الماليزي وكالة الأنباء الماليزية الرسمية “بيرناما” بأن التحقيقات الأولية أظهرت أن المهاجمين اللذين فرا من مكان الاغتيال، يعتقد أنهما أوروبيان، وكانا يستقلان دراجة نارية قوية من طراز “بي إم دبليو 1100 سي سي”.
حميدي ذكر في تصريحه أن البطش كان نشطا فلسطينيا، وأنه خبير في الهندسة الكهربائية وبناء الصواريخ، ويمكن اعتباره “عبئا على بلد عدو لفلسطين”.
قائد شرطة العاصمة الماليزية، داتوك سيري منصور لازيم، من جهته كان أفاد بأن المهاجمين انتظرا المهندس الفلسطيني، أمام مبنى سكني لمدة 20 دقيقة تقريبا، وانهما أطلقا ما لا يقل عن 10 رصاصات على رأسه وجسده، أربع منها تسببت في مقتله على الفور.
حركة حماس من جانبها، وصفت فادي البطش بأنه باحث فلسطيني شاب، من جباليا في قطاع غزة، وبأنه “شهيد”، وأنه “عالم متميز ساهم على نطاق واسع في قطاع الطاقة”.
كما قالت الحركة في حديثها عنه إنه كان عضوا مخلصا في الحركة، مشيرة إلى أن اغتياله نُفذ بواسطة أيادي “غادرة”.
من بين أبرز عمليات الاغتيال التي تعرض لها خبراء على علاقة بحركة حماس، الحادثة التي جرت في تونس عام 2016، وقتل خلالها محمد الزواري، البالغ من العمر 49 عاما، وهو أيضا مهندس قيل إنه كان يعمل في مجال تطوير الطائرات المسيرة.
أصابع الاتهام أيضا توجهت إلى إسرائيل في عملية اغتيال فادي البطش، إلا أن تل أبيب كما هي العادة، التزمت الصمت.
بالمقابل، غطت وسائل الإعلام العدو الحادثة، باعتبارها عملية ناجحة للموساد، متهمة المهندس الفلسطيني الشهيد ، بأنه كان متورطا بعمق في مشروع حماس لتطوير الطائرات المسيرة.
في هذا السياق، افترض أو هيلر، الخبير العسكري للقناة 14 الإسرائيلية أن “شخصا ما على ما يبدو خطط للعملية على مسافة كبيرة جدا من حدودنا”، منوها بما وصفها بـ”الكفاءة المهنية العالية” للقتلة على الدراجة النارية، وأن “المهندس قتل ليس بسبب عمله في الجامعة، ولكن، على ما يبدو، للمساعدة في بناء قوات حماس المسلحة”، فيما وصف هيلر ماليزيا بأنها “جنة تدريب حماس”.
أما الكاتب الإسرائيلي إليور ليفي، فقد رأى أن الخبير الفلسطيني في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، كان على الأرجح منخرطا في تطوير أنظمة هندسية للصواريخ والطائرات من دون طيار.
ليفي في السياق، عبر عن ارتياحه لعملية الاغتيال بقوله: “عشر رصاصات أطلقها اثنان من الرماة على دراجة نارية من طراز بي إم دابليو، أنهت حياته”.
المصدر: روسيا اليوم