كشف برنامج (هعوفداه – الحقيقة) الذي بثته القناة 12 العبرية، اليوم الأربعاء، تفاصيل عملية عسكرية نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة لحماس خلف الخطوط إبان عملية الجرف الصامد (العصف المأكول) عام 2014.
وبحسب البرنامج، فإن 12 مقاتلا من كتائب القسام يرتدون زيا عسكريا مشابها لزي الجيش الصهيوني، تمكنوا من التسلل في اليوم العاشر من العملية العسكرية في تمام 5:30 صباحًا إلى منطقة بين نيرعم وعلى مقربة 700 متر من مستوطنة سديروت واستهدفوا جيبا عسكريا بقذيفة آر بي جي في تمام الساعة 6:36.
ووفقًا للبرنامج فإن 4 ضباط صهاينة قتلوا في العملية، فيما حاول مقاتلو القسام خطف أحد الجنود لكن سرعان ما تم تفعيل إجراء “هانيبعل” الذي يتم تفعيله أثناء حدوث عملية خطف.
مقطع فيديو للمقاومين في النفق قبل تنفيذ العملية
الشهداء :سلام المدهون، عبد الرحمن ظاهر، أحمد عبد العزيز، إبراهيم حمدية، بشير ريان، محمد حويلة، محمد العشي، بلال أبو مهادي، خالد منون، صالح حمودة
وبحسب التحقيق نجح 12 مسلحًا متخفين، باختراق الحدود بالقرب من كيبوتس نير عام، وقاموا بالاشتباك مع قوة من الجيش الصهيوني حيث فاجأت الخلية القوة التي كانت في الجيب العسكري وأطلقت تجاههم صاروخا مضادا للدروع، وأسفرت عن مقتل سائق الجيب “نداف قولدماخر” و3 آخرين وأثناء العملية انتبهت قيادة الجيش أن ما يحصل سيؤدي حتماً لعملية جلعاد شاليط 2.
غرفة المراقبة التي كشفت الخلية لأول مرة قالت إنهم بدوا كأنهم من جنود الجيش الصهيوني وقد كانوا جالسين ومن ثم بدأوا بالزحف وخلال العملية تم استدعاء على الفور أربع طائرات استطلاع لمراقبة ساحة المعركة ومحاولة فهم ما الذي يجري بالضبط.
الهجوم وفق وصف البرنامج، كان بالنسبة للجيش الصهيوني وغرف المراقبة الجوية والأرضية كالأحجية، غير مفهوم، وكانوا يحاولون ربط الأحداث ببعضها البعض. غرفة المراقبة قالت “كنا متأكدين من وجهة نظرنا أنهم جنود تابعون لنا ولكن فيما بعد أثار انتباهنا أنهم مستلقون على الأرض ويقومون بتوجيه الأسلحة تجاهنا وليس باتجاه الحدود”. “أمير أشل” قائد سلاح الجو، قال “خلال حرب 2014 عندما كنت أشاهد صور طائرات الاستطلاع لم أستطع أن أميز هل هم جنود الجيش أم مقاومين”.
وأشار إلى أن الأمر الذي زاد في عملية التضليل أنه قبل عدة ساعات من العملية مرت من نفس المنطقة قوات تابعة للواء ناحل، فلم يكن من السهل التمييز هل المسلحين يتبعون للناحل أم لا.
وبعد حوالي عشر دقائق من اكتشاف المقاومين قرر قائد المنطقة إرسال جيبين للمكان للتأكد من شخصية المسلحين الموجودين حيث لم يكن معلوم لدى الجيش بشكل مؤكد هويتهم وكان المسلحون بالفعل على بُعد 700 متر من مستوطنة سديروت.
وبعد لحظات قام مشغلان لطائرتي استطلاع بالاتصال بغرفة عمليات فرقة غزة وأبلغوهم أن المسلحين ليسوا جنود من الجيش ولم يكن لدى مشغلي الطائرات اتصال مباشر مع قائد الدورية التي ذهبت للاستطلاع وطلبوا من غرفة العمليات إعلامهم بسرعة لأنهم قريبين من الخطر.
وبالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع دخل الجيبان لنطاق تصوير الطائرات وكان واضحًا في الصورة التي تحول بشكل مباشر إلى غرفة العمليات الجيب الأول وهو يسير على الطريق والمقاومون متخفون في الأعشاب على جانب الطريق. ولحظة اقتراب الجيبين من المقاومين حدثت لحظات الجنون حيث كان واضحاً على شاشات غرفة العمليات لحظة استهداف الجيب الأول بقذيفة.
وعند إصابة جيب الضابط “دولف” بالقذيفة اتضح للجيش أن ذلك فقط هو بداية الحدث. حيث تم النداء على الضابط “دولف” والجنود المرافقين له عبر اللاسلكي ولكن لم يجب أحد. ووفقاً لشهادة أحد الجنود الذين ذهبوا للمكان ورأى بعض جثامين المقاومين قال “كانوا يرتدون زي الجيش الإسرائيلي بكافة تفاصيله من الخوذة حتى الحذاء وكان من الصعب تمييزهم”.
ويقول “جاي عيرون” قائد إحدى الدبابات التي شاركت في الحدث إن الصرخات عبر اللاسلكي كانت مستمرة ويطلبون أن أطلق النار من الدبابة على إحدى الشجرات التي كانت في المنطقة، ويضيف قائلا لقد رأيت شخصين خلف الشجرة وأطلقت عليهم قذيفة ليتضح انهم من جنود الجيش. وأشار البرنامج إلى أن قيادة فرقة غزة قامت بتضليل عملية أسر الجنود القتلى حيث قالت إن جميعهم قتلوا من نيران المقاومين ليتبين فيما بعد أنه قد تم اتخاذ قرار بإجراء “هانبيعل” لمنع وقوع عملية خطف.
وأوضحت أن إثنين من الجنود قتلوا بنيران المقاومين والجندي الثالث لم يعرف بنيران من تم قتله أما الجندي الرابع تم قتله بإجراء “هانبيعل” عندما اقترب إليه أحد المقاومين. يروي قائد إحدى طائرات الاستطلاع أنه عندما رأى أحد المسلحين يقترب من الجيب اتخذ قرار باطلاق صاروخ على الجيب وعندئذ لم يكن متأكدا إذا ما كان السائق ميتاً بنيران المسلحين أم قُتل بصاروخ الطائرة الذي أطلقه تجاه الجيب.
المصدر: اعلام العدو