أصبحت غانا أول بلد يوافق على لقاح جديد للملاريا وصفه العلماء الذين طوروه بأنه “سيغير العالم”.
ويبدو أن اللقاح المسمى R21 فعال للغاية، وهو ما يختلف بشدة عن المشاريع السابقة في نفس المجال.
وعمل القائمون على نظم قطاع الأدوية في غانا، على تقييم البيانات التجريبية النهائية حول سلامة وفاعلية اللقاح، الذي لم يُطرح بعد، وقرروا استخدامه. كما تدرس منظمة الصحة العالمية الموافقة على اللقاح.
تتسبب الملاريا في مقتل نحو 620 ألف إنسان كل عام، معظمهم من الأطفال الصغار، وعلى مدى قرن، عمل العلماء على مشروع علمي ضخم لتطوير لقاح يحمي الجسم من طفيليات الملاريا.
وأظهرت البيانات التجريبية من الدراسات الأولية في بوركينا فاسو، أن لقاح R21 كان فعالاً بنسبة تصل إلى 80٪ عند إعطائه على هيئة ثلاث جرعات أولية، ثم جرعة معززة بعد عام.
لكن التوسع في استخدم اللقاح متوقف على نتائج تجربة أكبر شملت ما يقرب من 5000 طفل.
وكان من المتوقع إجراؤها نهاية العام الماضي، لكن نتائج التجارب لم تنشر رسميًا بعد. ومع ذلك، فقد اطلعت عليها بعض الهيئات الحكومية في إفريقيا والعلماء.
وافقت هيئة الغذاء والدواء في غانا، التي اطلعت على البيانات، على استخدام اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أشهر وثلاث سنوات، كما تعمل دول إفريقية أخرى على دراسة البيانات، وكذلك منظمة الصحة العالمية.
يقول البروفيسور أدريان هيل، مدير معهد جينر في جامعة أكسفورد، حيث تم تطوير اللقاح، إن الدول الأفريقية تقول إنها “ستقرر”، بعد أن تأخر حصولها على لقاحات كوفيد 19 أثناء الوباء.
وتحدث هيل قائلا: “نتوقع أن يكون لـ R21 تأثير كبير على وفيات الملاريا لدى الأطفال في السنوات القادمة، وعلى المدى الطويل [ستساهم] في الهدف النهائي العام المتمثل في استئصال الملاريا والقضاء عليها”.
يستعد معهد سيرم للأمصال في الهند لإنتاج ما بين 100-200 مليون جرعة سنويا، مع إنشاء مصنع لقاحات في أكرا عاصمة غانا. ومن المتوقع أن تكلف كل جرعة من لقاح R21 بضعة دولارات.
وصرح أدار بوناوالا، الرئيس التنفيذي لمعهد سيرم للأمصال، قائلا: “إن تطوير لقاح للتأثير الفعال على هذا الكم الضخم من المرضى كان صعبًا للغاية”.
وأضاف أن غانا، باعتبارها الدولة الأولى التي توافق على اللقاح، تمثل “علامة فارقة في جهودنا لمكافحة الملاريا في جميع أنحاء العالم”.
المصدر: بي بي سي